شهد فرع ثقافة الفيوم، عددا من اللقاءات التثقيفية، حول السوشيال ميديا ضمن برامج الهيئة العامة لقصور تحت إشراف الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة.

يأتي هذا فى إطار الفعاليات التي ينظمها الفرع تحت إشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، بقصر ثقافة الفيوم والمكتبات الفرعية

وفي السياق، عقد بيت ثقافة إطسا ندوة بعنوان "تأثير السوشيال ميديا على المجتمع والأدب" شارك فيها كل من القاص عويس معوض، القاص عيد رمضان كامل، الشاعرة الدكتورة أسماء الهرش، والدكتور أيمن صديق والدكتورة غادة دكروري، وناقشوا خلالها إيجابيات وسلبيات السوشيال ميديا من وجهات نظر متعددة.

استهل القاص عويس معوض حديثه عن سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي ومنها؛ الإدمان، مؤكدا أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفرط يؤدي إلى إدمانها مما يؤثر على الوقت والإنتاجية والصحة النفسية، كما أنها تسبب الشعور بالانعزال حيث يتم قضاء غالبية الوقت في التفاعل مع الأشخاص عبر الإنترنت بدلا من التواصل الحقيقي والمباشر، وعن الأدب أكد أنها تساعد على انتشار نماذج لا تنتمي إلى الأدب، ووجود بعض الأدباء ممن لا ينتموا إلى الحركة الأدبية، مع غياب النقد الموضوعي للأعمال الأدبية.

 

عيد رمضان: المواقع تؤدي إلى الاكتئاب والقلق والشعور بالاحباط نتيجة للمحتوى السلبي

 

من جهته تحدث عيد رمضان عن الجانب النفسي وتأثير السوشيال ميديا على الأطفال، موضحا أن تلك المواقع قد تؤدي إلى الاكتئاب والقلق والشعور بالإحباط، نتيجة للمحتوى السلبي، والتعليقات السلبية، أيضا التعرض للتنمر والتحرش الإلكتروني، إلى جانب انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة التي يصعب التحقق من صحتها بسبب سرعة انتشارها، وحول تأثير تلك الوسائل على الأدب أشار أنها تساعد على التواصل مع كبار الكتاب والمثقفين، وتتيح الاطلاع على ثقافات مختلفة.

 

وفي كلمتها تحدثت الدكتورة أسماء الهرش عن التأثير السلبي للسوشيال ميديا مثل انخفاض الإنتاجية وعدم التركيز في العمل أو الدراسة، انتهاك الخصوصية الشخصية، وأضافت أنها تؤدى إلى الإدمان للهواتف الذكية مما يؤثر على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية، وأشارت أيضا إلى الابتزاز الالكتروني ومخاطره على الأطفال والشباب، مؤكدة أن الفرد وحده هو من يحدد ما إذا كانت تلك الوسائل مفيدة أم ضارة وفقا لاستخدامه الصحيح لها.

فيما أوضح الدكتور أيمن صديق  استشاري إرشاد أسري وتربوي، أن السوشيال ميديا تعد جزءا مهما في الحياة اليومية لمختلف الأعمار، فهي تعتبر أداة يمكن تطويعها للحصول على بعض الإيجابيات التي تجعل الحياة أفضل منها؛ تبادل الخبرات بين الأشخاص الذين تجمعهم نفس الاهتمامات، وبالرغم من التطور والتقدم التكنولوجي الملموس فإن هناك العديد من الآثار السلبية على الفرد والمجتمع.

بينما ناقشت الدكتورة غادة دكروري بكلية دار العلوم جامعة الفيوم، التأثير الإيجابي على ثقافة المجتمع واقتصاده، فهي تسمح بطرح العديد من القضايا المجتمعية، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تقدم الكثير من الايجابيات منها؛ تعزيز التواصل بين الأشخاص وتقريب المسافات الجغرافية، وتبادل المعرفة والمعلومات بسهولة، خلق فرص جديدة للتعلم والتطوير الشخصي، كما أن لها تأثيرا على الأدب من حيث النقد سواء بناء أو هدام، كما أكدت أهمية القراءة وتشجيع الأطفال على القراءة واكتساب المعلومات. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السوشيال ميديا الفيوم التواصل الاجتماعي الإيجابيات السلبيات عيد رمضان ثقافة الفيوم بوابة الوفد جريدة الوفد السوشیال میدیا

إقرأ أيضاً:

يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل

في يوم المرأة العالمي، نحتفي بها، لكن بأي امرأة؟
تلك التي رسمها الخيال الجماعي في صورة انتصارٍ رمزي؟ أم المرأة التي ما زالت تقف عند حافة التاريخ، تنظر إلى حريتها كضوء بعيد لا يكتمل؟

التاريخ ليس مجرد خط صاعد نحو التقدم، بل شبكة معقدة من الصراعات. والمرأة، رغم كل ما تحقق، لم تخرج تمامًا من ظل الأنظمة التي صاغت وجودها.
قد تكون تحررت من بعض السلاسل، لكنها ما زالت محاطة بجدران غير مرئية، جدران صنعتها السياسة، والدين، والاقتصاد، وحتى اللغة نفسها.
هكذا نجد أن أسماء مثل فاطمة أحمد إبراهيم، التي ناضلت من أجل حقوق المرأة في السودان، لم تواجه فقط السلطة السياسية، بل واجهت بنية اجتماعية متجذرة صممت كي تعيد إنتاج القهر بأشكال جديدة.

لكن السؤال الأهم: هل التحرر أن تُمنح حقوقًا ضمن قواعد لعبة لم تصممها؟ أم أن التحرر الحقيقي هو إعادة تشكيل القواعد ذاتها؟
في مجتمعات تتقن إعادة إنتاج القهر بوجوه ناعمة، يصبح السؤال أكثر تعقيدًا: هل حصلت المرأة على حريتها، أم أنها فقط صارت أكثر وعيًا بما سُلِب منها؟

وإذا كان التحرر مسارًا متجدّدًا، فإن كل انتصار تحقق كان مصحوبًا بقيود جديدة، أكثر خفاءً، وأكثر فاعلية.
المرأة نالت حق التعليم، لكن ضمن أطر تحدد لها ماذا يعني أن تكون “مثقفة” وفق تصورات السلطة، كما حدث مع ملكة الدار محمد، كأول روائية سودانية ولكن بقي صوتها محصورًا داخل سياقات لم تعترف بإبداعها كما يجب.
المرأة نالت حق العمل، لكن في سوق مصمم لإدامة أشكال غير مرئية من الاستغلال، كما شهدنا مع النساء في الثورة السودانية اللواتي وقفن في الصفوف الأمامية، ثم وجدن أنفسهن مستبعدات من مراكز القرار.
نالت المرأة الحقوق السياسية، لكنها ظلت داخل أنظمة لم تتغير جذريًا، كما حدث مع الكثير من الناشطات اللواتي تم تهميشهن بعد الثورات، رغم أنهن كنّ المحرك الأساسي لها.

في ظل هذه التناقضات، يبقى السؤال: هل تحررت المرأة حين دخلت فضاء العمل والسياسة، أم أن الفضاء نفسه أعاد تشكيلها لتناسب إيقاعه، دون أن يسمح لها بتغييره من الداخل؟
لا يزال العالم يحتفي بالمرأة بناءً على الأدوار التي تؤديها للآخرين: أم، زوجة، ابنة، وحتى في أكثر الخطابات تحررًا، تُقدَّم كـ”مُلهمة” و”صانعة تغيير”، لكن نادرًا ما تُمنح حق الوجود كذات مستقلة.

وربما السؤال الحقيقي ليس “كيف تحررت المرأة؟” بل “ممن تحررت؟” وهل التحرر من سلطة الرجل يكفي، بينما ما زالت خاضعة لسلطة السوق، والسلطة الرمزية، وسلطة الخطابات التي تحدد لها حتى كيف ينبغي أن تتمرد؟

عند هذه النقطة، لم يعد السؤال عن الحقوق وحدها كافيًا، بل أصبح من الضروري إعادة النظر في مفهوم العدالة ذاته. هل يكفي أن تكون هناك مساواة قانونية إذا كان النسيج الاجتماعي نفسه منحازًا؟ هل يمكن للمرأة أن تتحدث بصوتها، أم أنها ما زالت تتحدث داخل الأطر التي صُممت سلفًا؟ إن الاحتفاء بيوم المرأة يجب ألا يكون طقسًا رمزيًا، بل لحظة للتأمل في بنية العالم نفسه. هل هو عالم يمكن للمرأة أن تعيد تشكيله، أم أنه عالم يلتهم كل محاولة لإعادة تعريفه؟

في النهاية، الحرية ليست وجهة تصلها المرأة، بل معركة مستمرة، ليس ضد الآخر فقط، بل ضد الأوهام التي صيغت لتجعلها تعتقد أنها وصلت.
ربما السؤال الأكثر إلحاحًا ليس متى ستحصل المرأة على حقوقها الكاملة، بل: هل هذه الحقوق هي كل ما تحتاجه؟ أم أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما لا تكون المرأة مضطرة لأن تثبت أنها تستحقها أصلًا؟

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • جائعة وفقيرة..وفاة مؤثرة صينية شهيرة
  • مسلسل شهادة معاملة أطفال الحلقة 11.. محمود حافظ يدخل عالم السوشيال ميديا
  • شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تعود للتربع على عرش السوشيال ميديا بإطلالة ملفتة وجمهورها: (اكتمال القمر)
  • «ديوا» تدعم ثقافة التطوع المتجذرة في المجتمع الإماراتي
  • زينة ونبيلة عبيد وقنبلة الجيل| هدى الأتربي تسيطر على السوشيال ميديا بتصريحات نارية
  • منى واصف تستقبل ابنها بعد 20 عامًا.. لحظات مؤثرة تشعل السوشيال ميديا!
  • يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
  • سعر خرافي.. حقيبة بسمة بوسيل بـ رامز إيلون مصر تثير الجدل على السوشيال ميديا
  • العنود اليوسف تُشبّه نفسها بعارضة الأزياء تايلور هيل وتشعل السوشيال ميديا .. فيديو
  • خفة النص التي احتملها الغذامي ولم يطقها البازعي!