اليوم 24:
2024-12-26@08:28:18 GMT

"قبور فوق قبور" وحفارون منهكون في غزة

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

في مقبرة السويد في دير البلح بقطاع غزة، يضطر الحفارون لبناء « قبور فوق قبور » بسبب عدد القتلى الكبير جراء النزاع المتواصل منذ عشرة أشهر، وتعكف مجموعة منهم على تهيئة حفر مستطيلة متراصة لتؤوي الضحايا المقبلين.

يعمل الحفارون تحت إشراف سعدي حسن بركة البالغ 63 عاما وهو يركز نشاطه الآن في هذه المقبرة الممتدة على حوالى 5 هكتارات ونصف الهكتار، بعدما أضحت مقبرة أنصار (حوالي ثلاثة هكتارات ونصف الهكتار) « مليئة بالشهداء ».

وتقع المقبرتان في مدينة دير البلح، وسط القطاع المعرض لقصف تشنه إسرائيل منذ أكثر من عشرة أشهر، بعد الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر.

يقول بركة لوكالة فرانس برس « قبل الحرب كنا ندفن حالة أو حالتين أو حتى خمسة في الأسبوع، بينما ندفن اليوم ثلاثمئة أو مئتين… شيء لا يتصوره العقل ».

ويؤكد أنه لا يتوقف عن العمل « من السادسة صباحا حتى السادسة مساء كل يوم ».

يتقدم بركة الذي غطى الغبار جلبابه الأسود بفعل الغبار الذي يثيره الحفر طوال اليوم، فريقا من 12 عاملا، يعمل بعضهم على الحفر، فيما ينقل آخرون الحجارة لتهئية المدافن.

ويتابع بأسى « المقبرة مليئة… أضع قبورا فوق قبور، ثلاثة قبور فوق بعض. أصبحنا نبني طوابق للشهداء ».

ويؤكد « أنا أحفر قبورا منذ 28 سنة، مرت علينا حروب 2008 و2012 و2014… لكن لم أشهد مثل جرائم هذه الحرب ».

لا تنتهي محنته بانتهاء عمله اليومي إذ تلازمه صور الموتى ليلا طاردة النوم من عينيه. ويؤكد « لا أعرف النوم بسبب مشاهد الأطفال المقطعين والنساء ».

ويروي قائلا « دفنت 47 امرأة من عائلة الطباطيبي، ضمنهم 16 كن حوامل. أي ذنب اقترفن؟ ».

اندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1198 شخصا استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وأسفرت الغارات والقصف والهجمات الإسرائيلية في غزة عن مقتل 40,005 أشخاص على الأقل، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

منذ بدء الحرب يؤكد بركة أنه دفن « اثنين أو ثلاثة تابعين لحماس »، بينما الباقون « كلهم أطفال ونساء ».

ويتابع بغضب « إذا كانت لإسرائيل مشكلة مع السنوار ومع هنية الله يرحمه، فلماذا يقتلون الأطفال؟ ».

وهو مقتنع « أنهم (الإسرائيليون) يريدون القضاء على الشعب الفلسطيني كله ».

ويواصل مساعدو بركة تهيئة حفر جديدة، في المساحات القليلة التي لا تزال شاغرة متصببين عرقا تحت الشمس، تحيط بهم شواهد قبور بيضاء.

وينقل زملاء لهم شكلوا سلسلة الحجارة الخرسانية، التي تضاعف سعرها بحسب بركة « من شيكل واحد قبل الحرب إلى 12 شيكل اليوم »جراء توقف مصانعها عن العمل لغياب الكهرباء والمواد الأولية.

تشهد أكوام الأتربة الطرية على عمليات دفن تمت في الأيام القليلة الماضية، جنازات باتت تقتصر على عمال الحفر.

ويقول بركة « قبل الحرب عندما يموت أي شخص كان يحضر الجنازة نحو ألف » آخرين.

أما اليوم « إذا جاء 30 أو 300 شهيد لا يكون معهم سوى 20 شخصا… شيء مؤسف »، على ما يوضح بينما تضج الأجواء فوقه بطنين المسيرات، كأنما لتذكره أن الموت يتربص بغزة.

كلمات دلالية إسرائيل حرب غزة قبور لاجئون مدنيون

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: إسرائيل حرب غزة قبور لاجئون مدنيون

إقرأ أيضاً:

مأزق الحرب والإسلاميين

 

مأزق الحرب والإسلاميين

نضال عبدالوهاب

ظهور ما يُعرف بالإسلاميين أو الحركة الإسلامية وتياراتها أحزاباً ومجموعات في السُودان هو ظهور قدّيم في ساحة العمل السياسِي والوطني، وتطور وجودها ما بين جماعات “دعوية” ودينية، إلى المُشاركة في العمل السياسِي المُباشر ثم المُشاركة في أجهزة الحُكم والدولة في حقب ومراحل مُختلفة، وحتى سيطرتها الكاملة على مقاليّد الحُكم والسُلطة بشكل مُطلق بعد انقلابها في يونيو ١٩٨٩، الذي استمر لثلاثين سنة، حتى تم التغيير الجزئي بثورة ديسمبر وإزاحة رأس النظام، مع بقاء كافة أجهزته ومؤسساته في طور التفكيك، حتى تم الانقلاب مرة أخرى وبوجوه تابعة لهم ومسنودة منهم في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ ، ثم تواصل الصراع الداخلي واختلاف المصالح من أجل الموارد والنفوذ والسُلطة نفسها فحدثت الحرب الحالية بين “الجنرالات” من العسكريين، التي تم الزج بالجيش فيها بعد سيطرة الإسلاميين علي كامل القرار فيه، مع المليشيات ذاتها التي صنعها الجيش والحركة الإسلامية وحزبها السياسِي المؤتمر الوطني وسلحها ودربها وقواها وهي مليشيا الدعم السريع، وتم إشعال الحرب للقضاء على أي مظهر للتغيير ثم للعودة للسلطة من قبل الإسلاميين والمؤتمر الوطني، مع تقاسم للبلاد ما بينهم وبين قوات المليشيا المصنوعة منهم التي تم إعادة استخدامها كأداة في أيدي خارجية، لكنها مع ذات الوقت لا تخلو من وجود الإسلاميين داخلها، فصارت الحرب أشبه بصرّاع الإسلاميين فيما بينهم، مع إدخال الصرّاع الإثني والقبلي كأحد موجهات الصرّاع، وكذلك اختلاف بعض المصالح الخارجية الدولية والإقليمية كمُحركة وداعمة للحرب واستمرارها.

إذاً فإن مأزق الحرب الحالية يلعب فيه الإسلاميون الدور الأكبر، بأهداف تتوزع ما بين:

١/القضاء على الثورة والتغيير.

٢/العودة للسُلطة.

٣/استمرار التمكيّن السياسِي والاقتصادي.

٤/تصفية الخصوم السياسِيين والتخلص منهم.

٥/الإفلات من العقاب والمُسآلة.

وفق هذه الأهداف غير “المُعلنة” تتستر الحركة الإسلامية أو الإسلاميون أو بعضهم وقطاع كبير منهم على “وجه الدقة”، خلف هذه الحرب، ولعل في سبيل تحقيق هذه الأهداف وضح تماماً أنه ليس هنالك أي “سقف” وحد للتنازل عن تلك الأهداف حتى وإن استطالت الحرب، أو تم القضاء على كُل الشعب والتضحية به، أو حتى تمزيق البلاد وتقسيّمها وعرض أجزاء منها كاراضي مُحتلة أو منهوبة من الخارج والطامعين، وهذا مع التنبُه أيضاً أن للمليشيا أيضاً في تفكير قياداتها أو منسوبيها ذات الأهداف الاستطماعية وإن استندت على الطابع القبلي أو الإثني، وهي الوصول للسُلطة والقضاء على الثورة والتغيير والتخلص من الخصوم واستدامة النفوذ ونهب الموارد والتمكين الاقتصادي، والإفلات من العقاب، وهم أيضاً من أجل ذلك لا سقف لهم ولا حدود، فتصيّر “العمالة” للخارج والتعاون مع الأجنبي لأجل ذلك لتنفيذ أجندتهم لأبقائهم في السُلطة وكنز الأموال واستمرار نهبها وتقاسمها مع هذا الخارج أو المُحتل.

فطرفا الحرب إذاً، ليس الشعب ولا أي قضايا وطنية ولا أي مصالح للبلاد هي في تفكيرهم أو اهتمامهم وأجندتهم، وهذا كله وضح من خلال سيّر الحرب وإفرازاتها وآخرها ما حدث في كارثة فتح أبواب خزان جبل أولياء والغرق لأجزاء واسعة في ولاية النيل الأبيض والدمار، الذي لايزال ماثلا وبذلك تعريض البلاد وشعبها للإفناء والتدّميّر المُتعمّد والمُمنهج.

ليس هنالك حرب للكرامة، ولا حرب لاستعادة الديمُقراطية وخطابات الخداع والمُتاجرة بالقضايا والأخلاق هُنا وهُناك!.

بالعودة للإسلاميين وحتى تتوقف الحرب، من المُهم تصنيف هؤلاء الإسلاميين على إتساع مدارسهم وتركيبتهم ومجموعاتهم وتياراتهم السِياسِية، وفقاً لموقفهم من الحرب نفسها، ثم من مواقفهم من أي قضايا لها علاقة بنبذ العُنف، وتحقيق السلام والاستقرار أولاً، ثم بعد ذلك بالتحول الديمُقراطي ومبادئ الثورة التي يعلمونها التي من أجلها “خرج” و”ثار” الشعب السُوداني ضد نظامهم وبرنامجهم ومشروعهم السياسِي.

الإنكار أو التنكر للثورة والتغيير لا يخدّم استقرار البلاد السياسِي والتداول السِلمي للسُلطة، وبالمقابل وضع جميّع الإسلاميين في “سلة” واحدة لا يخدم قضية وقف الحرب ولا التحول الديمُقراطي والتداول السِلمي للسُلطة، ومسألة عدم نبذ العُنف لا تخدم قضية السلام العادل والتداول السِلمي للسُلطة، والإصرار على التمسك بذات المشروع السياسِي من قبل الحركة الإسلامية والإسلاميين ولذي مزق البلاد وأشعل فيها الحرب وفرّق بين السُودانيين ثم رفضه الشعب بالثورة عليه هو أيضاً “مربط الفرس” في عدم قبولهم ولا يخدم قضايا الوحدة والسلام والعدالة والمُساواة، ويؤدي لاستمرار حالة الصّراع وعدم الاستقرار.

ما أود الوصول إليه أن التعامل مع الإسلاميين ينبغي له أن لا يخرج من تلك المعايير والتوصيف:

١/الموقف من الحرب.

٢/الموقف من الثورة.

٣/الموقف من التحول الديمُقراطي والتداول السِلمي للسُلطة.

٤/الموقف من العنف ونبذه.

٥/الموقف من سيادة البلاد ووحدتها.

لا أعتقد أن هذا عائق للحوار معها وليس بالضرورة أن يعني هذا التوصل لنتائج لا تخدم مصالح البلاد وكل نضالات السُودانيين من أجل التغيير فيها.

العمل لإيقاف الحرب والمحافظة على البلاد يتطلب مواجهة من يشعلون الحرب وأطرافها الداخليين والخارجيين وعلى رأسهم “الإسلاميين”، وعلى كُل من هو إسلامي أن يُعلن موقفه من تلك القضايا التي فصّلناها وعلى رأسها الموقف من الحرب والدعوة المُباشرة لوقفها والعمل لأجل ذلك لينفتح طريق للحوار حول غيرها من قضايا تهُم حاضر ومُستقبل البلاد والشعب السُوداني دون عزل أو إقصاء، مع التذكير أن أولويات وقف الحرب والإبادة للشعب السُوداني وتشريده، مع أمنه واستقراره، والمُحافظة على البلاد ووحدتها، هي المصالح الأكبر لكُل السُودانيين بمُختلف توجهاتهم وتنوعهم.

 

الوسومالاسلاميين التحول الديمقراطي الحوار حرب السودانيين

مقالات مشابهة

  • ما جديد تعويضات حزب الله بعد الحرب؟
  • مأزق الحرب والإسلاميين
  • غزة تسجل مقتل 201 صحفياً وصحفية في غزة منذ بدء الحرب
  • دبابات البابا
  • نزار بركة يؤكد وجود تقدم في مشروع إنجاز نفق تيشكا
  • بركة: أغلب مدن المملكة ستستفيد من المونديال... والطريق السيار القاري الرباط-البيضاء سيفتتح في 2029
  • بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية في إطار الاستعدادات لتنظيم مونديال 2030
  • المدية : انتشال جثة طفل سقط في بركة مائية بسيدي زيان
  • مفتي الجمهورية يوجه رسالة لـ الرئيس السيسي: سِر على بركة الله
  • رشا عوض : لن نسمح لرصاص الحرب ان يصيب عقل الثورة ووجدانها