اليوم 24:
2024-09-11@15:29:44 GMT

"قبور فوق قبور" وحفارون منهكون في غزة

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

في مقبرة السويد في دير البلح بقطاع غزة، يضطر الحفارون لبناء « قبور فوق قبور » بسبب عدد القتلى الكبير جراء النزاع المتواصل منذ عشرة أشهر، وتعكف مجموعة منهم على تهيئة حفر مستطيلة متراصة لتؤوي الضحايا المقبلين.

يعمل الحفارون تحت إشراف سعدي حسن بركة البالغ 63 عاما وهو يركز نشاطه الآن في هذه المقبرة الممتدة على حوالى 5 هكتارات ونصف الهكتار، بعدما أضحت مقبرة أنصار (حوالي ثلاثة هكتارات ونصف الهكتار) « مليئة بالشهداء ».

وتقع المقبرتان في مدينة دير البلح، وسط القطاع المعرض لقصف تشنه إسرائيل منذ أكثر من عشرة أشهر، بعد الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر.

يقول بركة لوكالة فرانس برس « قبل الحرب كنا ندفن حالة أو حالتين أو حتى خمسة في الأسبوع، بينما ندفن اليوم ثلاثمئة أو مئتين… شيء لا يتصوره العقل ».

ويؤكد أنه لا يتوقف عن العمل « من السادسة صباحا حتى السادسة مساء كل يوم ».

يتقدم بركة الذي غطى الغبار جلبابه الأسود بفعل الغبار الذي يثيره الحفر طوال اليوم، فريقا من 12 عاملا، يعمل بعضهم على الحفر، فيما ينقل آخرون الحجارة لتهئية المدافن.

ويتابع بأسى « المقبرة مليئة… أضع قبورا فوق قبور، ثلاثة قبور فوق بعض. أصبحنا نبني طوابق للشهداء ».

ويؤكد « أنا أحفر قبورا منذ 28 سنة، مرت علينا حروب 2008 و2012 و2014… لكن لم أشهد مثل جرائم هذه الحرب ».

لا تنتهي محنته بانتهاء عمله اليومي إذ تلازمه صور الموتى ليلا طاردة النوم من عينيه. ويؤكد « لا أعرف النوم بسبب مشاهد الأطفال المقطعين والنساء ».

ويروي قائلا « دفنت 47 امرأة من عائلة الطباطيبي، ضمنهم 16 كن حوامل. أي ذنب اقترفن؟ ».

اندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1198 شخصا استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وأسفرت الغارات والقصف والهجمات الإسرائيلية في غزة عن مقتل 40,005 أشخاص على الأقل، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

منذ بدء الحرب يؤكد بركة أنه دفن « اثنين أو ثلاثة تابعين لحماس »، بينما الباقون « كلهم أطفال ونساء ».

ويتابع بغضب « إذا كانت لإسرائيل مشكلة مع السنوار ومع هنية الله يرحمه، فلماذا يقتلون الأطفال؟ ».

وهو مقتنع « أنهم (الإسرائيليون) يريدون القضاء على الشعب الفلسطيني كله ».

ويواصل مساعدو بركة تهيئة حفر جديدة، في المساحات القليلة التي لا تزال شاغرة متصببين عرقا تحت الشمس، تحيط بهم شواهد قبور بيضاء.

وينقل زملاء لهم شكلوا سلسلة الحجارة الخرسانية، التي تضاعف سعرها بحسب بركة « من شيكل واحد قبل الحرب إلى 12 شيكل اليوم »جراء توقف مصانعها عن العمل لغياب الكهرباء والمواد الأولية.

تشهد أكوام الأتربة الطرية على عمليات دفن تمت في الأيام القليلة الماضية، جنازات باتت تقتصر على عمال الحفر.

ويقول بركة « قبل الحرب عندما يموت أي شخص كان يحضر الجنازة نحو ألف » آخرين.

أما اليوم « إذا جاء 30 أو 300 شهيد لا يكون معهم سوى 20 شخصا… شيء مؤسف »، على ما يوضح بينما تضج الأجواء فوقه بطنين المسيرات، كأنما لتذكره أن الموت يتربص بغزة.

كلمات دلالية إسرائيل حرب غزة قبور لاجئون مدنيون

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: إسرائيل حرب غزة قبور لاجئون مدنيون

إقرأ أيضاً:

من المرشد إلى السنوار

على أثر مقتل ثلاثة إسرائيليين، الأحد الماضي، عند معبر حدود جسر الملك حسين بالضفة الغربية المحتلة على يد سائق شاحنة أردني، أثنى سامي أبو زهري، رئيس الدائرة السياسية لـ«حماس» بالخارج، على الهجوم واصفاً إياه بالرد على الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وقال إن «عملية معبر الملك حسين هي رد طبيعي على جرائم حرب الإبادة الإسرائيلية ضد أهل غزة، وهي شكل جديد لانخراط الأمة بالمواجهة»، بحسب «رويترز». وطالما حاولت، وحثت «حماس» على إقحام الأردن في هذه الحرب، لكن هذه ليست القصة.
حيث قالت «حماس» بالأمس إنه ما لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار فلن يرى الرهائن الإسرائيليين النور، وهنا قد يقول قائل إن هذا طبيعي، وما المطلوب أصلاً من «حماس» الآن وسط تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي؟.
المطلوب ببساطة هو أن تحذو «حماس» حذو «حزب الله»، الذي يبدو أنه وجد المخرج لطلب الهدنة مع إسرائيل، وتجنب الحرب، عبر قول المرشد الإيراني علي خامنئي إن التراجع أمام العدو تكتيكياً أمر مقبول.
حيث نقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن المرشد تأكيده أنه لا ضير في «التراجع التكتيكي» أمام العدو، مشيراً إلى أن هذا التراجع قد يكون بالميدانين العسكري أو السياسي. وإن أحد أسس الحرب النفسية التي يستخدمها الأعداء هو تضخيم صورتهم والإيحاء بضرورة الخشية منهم.
مضيفاً أنه «عندما تتسلل هذه الحركة من الحرب النفسية التي يمارسها العدو إلى الساحة العسكرية، تكون نتيجتها الخوف والتراجع»، مؤكداً أن هناك تراجعاً تكتيكياً كما هي الحال مع التقدم، ولا ضير في ذلك.
وها هي الحكومة اللبنانية تعلن رغبتها في إجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل من أجل تجنب الحرب، وكلنا يعرف أنه لا يمكن فعل ذلك من دون موافقة «حزب الله» الذي من الواضح أنه يريد تجنب هذه الحرب.
والأمر الآخر هو التعامل الإيراني مع مقتل إسماعيل هنية قائد «حماس» الراحل، الذي اغتيل في إيران، وها هي طهران تتجنب الرد العسكري على إسرائيل، بل وأعلن الأوروبيون أنهم تلقوا إشارة لرغبة طهران بالتفاوض.
وهذه الإشارة تعد الخطوة الثانية بإعلان رغبة إيران في التفاوض مع الغرب، وذلك بعد أن أعلن المرشد الإيراني، قبل أسبوع أو أكثر، أنه لا ضير بالتفاوض مع واشنطن حول الملف النووي.
وعليه؛ فلماذا تسعى «حماس» لفتح جبهة أردنية مما يعني خطراً حقيقياً على الضفة الغربية، والأمن القومي الأردني، والعربي، كما يعني خطراً وجودياً على القضية الفلسطينية، بينما تسعى إيران و«حزب الله» للتفاوض؟.
لماذا لا تطالب «حماس» السنوار الآن برد وتدخل إيراني عسكري عبر طهران نفسها، أو عبر «حزب الله» بدلاً من مطالبة الأردن، أو غيره من الدول العربية، خصوصاً أن «حماس» تتغنى بالدعم الإيراني؟.
ولماذا لا يقتدي السنوار بـ«حزب الله» ويستمع لنصيحة المرشد الأعلى الإيراني، ويحمي ما تبقى من القضية الفلسطينية، وليس فقط غزة؟ ولماذا لا ضير في «التراجع التكتيكي» أمام العدو بالنسبة لإيران وحرام على أهل غزة؟ هل من إجابة؟.

مقالات مشابهة

  • من المرشد إلى السنوار
  • فضل الدعاء في يوم الجمعة: بركة ونفحات روحية
  • أهمية قراءة القرآن في يوم الجمعة: بركة وزيادة في الأجر
  • جنبلاط يكشف: الحرب لن تنتهي
  • أزمة المياه في أربيل والسليمانية.. ثروة النفط تُهدر بينما يعطش المواطنون
  • الكورة في زمن الحرب..!!
  • ماذا سيناقش اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم؟
  • أستاذ قانون: أوروبا تدعم إسرائيل بأسلحة بينما تقدم الغذاء للفلسطينيين
  • يتزايد الفقر في عدن.. بينما يتضاءل الأمل في تحسين الظروف
  • خُطة سَلام السُّودان..(الدخول عبر بوّابة الخُروج)…!