صراع غير متكافئ بين أصحاب الأرض والدخلاء على مراعي الضفة
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
الثورة / وكالات
قبل سنوات ليست بالطويلة، لم يكن مألوفاً مشاهدة راعي أغنام يعتمر قلنسوة يهودية يرعى أغناما وأبقارا في سهول وجبال الضفة الغربية المحتلة، لكن المشهد تحول وبات ذلك الراعي الدخيل هو من يسيطر على المراعي ويتحكم بمصير رعاة الأغنام الفلسطينيين ويهدد حياتهم ومقدراتهم.
وإلى الشرق من بلدة عقربا جنوب نابلس، تمتد مساحات شاسعة من المراعي التي يقصدها مربو المواشي بحثا عن الكلأ لأغنامهم، ويقيمون في تجمعات سكنية يطلق عليها “خِرَب” تضم مساكن لهم وحظائر لمواشيهم، كخربة “يانون” وخربة “الطويل”.
وعلى مدى عقود من الزمن، استطاع الرعاة الفلسطينيون الصمود في مواجهة محاولات الاحتلال الإسرائيلي إبعادهم عن مراعيهم بشتى الأساليب، حتى جاء الاستيطان الرعوي ليفرض عليهم واقعا أليما يهدد استمرارهم وبقاءهم في تلك المراعي.
ويؤكد راشد مرار، رئيس مجلس قروي يانون أنه لم تعد هناك أراض لرعي المواشي في يانون، بعد أن سيطر المستوطنون وجيش الاحتلال على 90% من مساحتها البالغة 16.5 ألف دونم.
ويقول مرار: “الجيش والمستوطنون يمنعوننا من الرعي في أراضينا بحجة أنها مناطق عسكرية ومناطق تدريب، ثم ما تلبث أن تتحول إلى مناطق زراعية وسكنية للمستوطنين”.
وفي حين يمنع أهالي يانون من إخراج مواشيهم من الحظائر للرعي، يأتي المستوطنون بمواشيهم للرعي بتلك الأراضي وفي حقول الزيتون لتلتهم الأغصان والثمار.
وأمام هذا الواقع الصعب، يجد أصحاب الثروة الحيوانية صعوبة في الاستمرار، فمنع الرعي أجبرهم على الاعتماد كليا على الأعلاف الجاهزة باهظة الثمن، ما يدفعهم للتخلص من رؤوس الماشية شيئا فشيئا.
المضايقات والتهديدات التي يمارسها الاحتلال والمستوطنون في يانون لا تقتصر على المواشي، بل تمتد إلى السكان باعتبارهم المستهدفون بالأساس من تلك الممارسات بهدف إجبارهم على الرحيل.
ومن تلك المضايقات نصب الحواجز الطيارة على الطريق الرابط بين يانون وبلدة عقربا يقف عليه جيب عسكري لكن الجنود هم من المستوطنين بلباس عسكري، والذين يحتجزون الأهالي وينكلون بهم ويمنعونهم من المرور.
كما يتعمد المستوطنون لتسيير مركبات “تركتورون” في ساعات الليل والنهار لاستفزاز الأهالي وتخويفهم.
وينهش الاستيطان أراضي الخربة ومؤخرا تم شرعنة المستوطنة التي تحمل الاسم 777 وأصبح اسمها “جفعات ارنون” والتي تمتد إلى مناطق الأغوار.
كما تتواصل عمليات التجريف وشق الطرق الاستيطانية التي تخترق حقول الزيتون والمراعي، ونصب البيوت المتنقلة “كرفانات” فيها، في الوقت الذي يمنع فيه الأهالي من البناء أو حتى وضع لوح من الصفيح.
في خربة الطويّل شرق عقربا، لا يختلف المشهد كثيرا سوى في دمويته، فخلال شهر واحد في ربيع هذا العام، ارتقى على أرضها 3 من رعاة الأغنام برصاص المستوطنين.
ويعتبر رئيس بلدية عقربا صلاح بني جابر أن ما يجري في خربة الطويل وغيرها من مناطق الغور وشفا الغور هو استقواء المستوطنين بقوات الاحتلال على المزارعين ورعاة الأغنام العزّل.
وقال: “ما يجري في خربة الطويّل هو عملية ممنهجة بين مختلف كيان الاحتلال، إذ تصدر الإدارة المدنية إخطارات الهدم وتنفذ الهدم فعليا، ويصادر جيش الاحتلال آلاف الدونمات، فيما يمارس المستوطنون اعتداءاتهم على المواطنين”.
وأكد أن ما بات يعرف بـ “الاستيطان الرعوي” يواصل التغول في محاولة للسيطرة على مزيد من الأرضي في مناطق الأغوار بهدف تفريغها من سكانها.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يهدم 5 منشآت في رافات شمال غرب القدس
هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، عدة منشآت في بلدة رافات شمال غرب القدس.
وأفادت مصادر محلية، بأن الاحتلال هدم حديقة وكوخ واستوديو " استوديو ميرال" يعودان للمواطن نبيل مزرعاوي من بلدة بيت سوريك شمال غرب القدس.
وأضافت المصادر، أن الاحتلال هدم في موقع مجاور ملعبين لكرة القدم يعودان لعائلة عايدية.
وتوالت الأيام الماضية، التصريحات الإسرائيلية، الداعية إلى أعادة فرض سيادة إسرائيل على الضفة الغربية، إذ قال الوزير الإسرائيلي المسؤول عن المستوطنات بالضفة الغربية، في وزارة الدفاع الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، إنه أصدر تعليماته إلى وزارته لبدء الاستعدادات، لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المستوطنات في الضفة الغربية.
وأضاف الوزير الإسرائيلي ، أن الطريقة الوحيدة لإزالة "التهديد" المتمثل في قيام دولة فلسطينية "،هي تطبيق السيادة الإسرائيلية على المستوطنات، في يهودا والسامرة"، وهو الاسم الذي يطلقه كثير من الإسرائيلييين على الضفة الغربية.