مكي المغربي: وصفة الثنائي المباشر
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
تعزيز الثنائي المباشر مع أمريكا، ساهل جدا وما محتاج تنظير (نمشي نقعد معاهم ونشوفهم دايرين شنو؟ ونحل المشكلة وخلاص).
بعد قليل .. (قعدنا معاهم وهم ما جادين، ولسه مركزين مع الطرف الثالث).
غير صحيح، المشكلة فيك أنت، إذا كانت كروت الضغط لاتزال مع الوكيل وانت تتجاوب معه، بطل التعامل مع الأصيل، ولن يتفاهم معك لأنه يستطيع أن يحصل على كل شيء عبر مزود خدمة بأرخص الأسعار.
هو مثلا، غير متحمس لفلان وعلان في التشكيلة و يرغب في زيد وعبيد، لأنهم أطوع له، لو قررت أن تفرض فلان وعلان سيقبل بالأمر الواقع ويتفاهم معك، ولكن الوكيل قادر على التلاعب في الإعدادت الداخلية بالمناولة ولديه أصدقاء مخلصين أو ‘مستلبين’، ولديه شبكة تضليل الكتروني و يمكن أن يعبث في القرار ويشوش عليه وانت تستجيب .. مجرد (شوشرة في فيسبوك) تحملها محمل الجد، وأنها تعبر عن الرأي العام .. في النهاية ربما ينجح الوكيل في إقصاء فلان وعلان وفرض زيد وعبيد بتكلفة لا تتجاوز 4 قيقا .. لماذا يتفاهم الأصيل معك؟ الخلاصة لا يوجد مباشر إذا كانت (غير المباشر) على قيد الحياة.
الحل، فرتك علاقات وشبكات الوكيل فوق راسه، أمعط أسلاك التوصيلات، لاحق وطارد وجرم عملاءه السياسيين للنهاية وليس بالتهويش، وافصل من الخدمة المتواصلين مع الخونة السودانيين المقيمين معه، (أفصل تماما ولا تنقل من موقع لموقع بمبررات زائفة على شاكلة عنده ملفات حساسة). حرر القرار الداخلي ونظف المكاتب والإدارات والمؤسسات.
أبحث عن وكيل آخر … طبق فيه وفي وكلاءه النظرية ذاتها، لكن على أخف حتى لا تتسع دائرة العنف الاداري، واحتفظ بالأطراف الأخرى للمنافسة.
وأمشي بعدها (الثنائي المباشر) وحا تشوف الفرق.
إياك ثم إياك أن تفكر بالمنطق السوداني الشفاهي الكسول، يمكنني التحول من طرف ثالث الى رابع، وانا قاعد في مكتبي بشرب في القهوة، وأذهب بعدها للثنائي المباشر.
لماذا لو قرر أسياس أفورقي الصباح التفاوض المباشر مع أمريكا، ستهبط طائرتهم في العصر؟!
لأنهم لا يفكرون ولا في الأحلام (سواطته) عبر طرف ثالث.
غير ممكن للسودان التزام منهج أسياس، لأن السودان لديه ساحة سياسية مترهلة، وتعداد سكاني كبير، وعلاقات صادر ووارد وحركة تجارية ضخمة تحتاج إلى علاقات مع مراكز مالية وسماسرة و”بهلوانات” .. باختصار طبيعة اقتصاد وسياسة البلد تختلف.
هذا مفهوم، وما داير (درس عصر) ولكنني ذكرته نموذجا لتوضيح السقف المطلوب، والذي لو نفذ منه 20% فقط، سيتحرر القرار الداخلي.
باختصار الثنائي المباشر يحتاج أن يكون القرار الوطني .. خالص وغير قابل للتشويش وازدواج الولاء والجنسية وطغيان المصالح الشخصية.
الثنائي المباشر تعريفه هو (صاحب قرار خالص يفاوض صاحب قرار خالص) .. بهذا الوصف لن يفشل البتة.
مكي المغربي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْـباتِ الأمل
طالب التقدم والاشتراكية، الحكومة بإحداث « قانونٍ لتمويل الحماية الاجتماعية »، بهدف ضمان الاستدامة والشفافية، وحتى تتَّـــضِحَ للرأي العام المَبالغُ المالية التي تُصرفُ فعلياًّ على هذا المستوى، وحتى يتم تفادي خلقَ انتظاراتٍ عريضةٍ تنتهي بخيْــباتِ أملٍ في صفوف أوسع الفئات المستضعفة.
قال حزب التقدم والاشتراكية، إنه بمـنطقٍ محاسباتي صِرف، تسعى الحكومة نحو الالتفافِ على ورش الدعم الاجتماعي المباشر لخفضِ الكـلفـة الفعلية، من خلال إعمالِ مؤشرٍ إقصائي بمعايير غريبة.
وهو الأمر الذي أدَّى وفقا لتقرير تقدم به نبيل بنعبد الله الأمين العام، خلال أشغال اللجنة المركزية للحزب الأحد، إلى حرمانِ مئاتِ آلافِ الأسر من الاستفادة، وإلى إيقاف تقديــمِ هذا الدعم على عددٍ من الأسر شهوراً قليلة بعد بدايته.
مع العـِــلْـــمِ يضيف بنعبد الله أنَّ الحكومة تخلَّـــت تماماً عن التزامها بتوفير مدخول الكرامة لكبار السن. كما حذفت برامج اجتماعية سابقة، بمبرر التجميع، لكن تبيَّنَ في الواقع أن عدداً من المواطنات والمواطنين فقدوا استفادتهم من برامج كتيسير، ودعم الأرامل، ومليون محفظة، والتماسك الاجتماعي، دون الاستفادة نهائيا من الدعم المباشر، أو الاستفادة بمبالغ أكثر هزالةً من السابق.
وقال زعيم حزب الكتاب، « إذا كانت الحكومة تتبجَّــحُ بأنها صارتْ تُـــقَــدِّمُ الدعمَ المباشر (غالبا في حدود 500 درهماً)، فإن ما يجب الانتباهُ إليه هو أن رقم 4 ملايين أسرة تقريباً التي تستفيد من هذه الإعانات العمومية، يعني أنَّ نحو 14 إلى 15 مليون مغربية ومغربي يعيشون من غير أيِّ مورد عيشٍ ذاتي، تحت عتبة الفقر. وهذا أمرٌ خطير يدلُّ على اتساع دائرة الفقر في عهد هذه الحكومة التي لا تقولُ للرأي العام كيف ستقوم بواجبها في إدماج هؤلاء الملايين اجتماعيا واقتصاديا وإخراجهم من رقعة الاحتياج.
وشدد الحزب في أعقاب اجتماع لجنته المركزية، أن « الدولة الاجتماعية » ليس شعاراً للاستهلاك أو للدعاية التضليلية، بل هو مفهومٌ واقتناعٌ فكريٌّ وسياسيٌّ، يتعين أن يَـتْلُـوَهُ إنجازٌ ملموسٌ وَوُلُوجٌ فعليٌّ وعادلٌ إلى الخدمات العمومية الأساسية، في إطار المساواة والعدالة الاجتماعية، وليس فقط إطلاقُ التصريحات والإعلانُ عن مبالغَ ماليةٍ خيالية ومُضَخَّمَة دون الالتزامِ بها، كما تفعل هذه الحكومة.
كلمات دلالية التقدم والاشتراكية الحكومة الدعم المباشر