الثورة نت:
2024-12-21@18:32:12 GMT

كربلاءُ آل الرميمة.. مظلوميةٌ تأبى النسيان

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

كربلاءُ آل الرميمة.. مظلوميةٌ تأبى النسيان

كتب /دينا الرميمة
دفقةُ أحزان تملاؤنا حتى أقاصي الروح، وتستحضر فينا ذكرى تتشبث بها قلوبنا المتخمة بأوجاعها حَــدّ الترف وفاءا لدماء سفكتها يد الخيانة والجحود، وبذات الوقت تتمنى لو أن للنسيان سوقًا تبتاع منه جرعة تنهي صلاتنا في محراب الحزن!! مثل هذا التناقض الذي يدمي الروح ويخنق العبرات بالعيون يجعلني مع حلول يوم الذكرى افتح محفظة المأساة واقلب في أحداثها لأتلو لكم يا سادة بعضا منها، حَيثُ لا يتسع المقام لذكرها كاملة لعلي بذلك أحرك المياه الراكدة حول المظلومية المظلومة إعلاميا ربما دون قصد، لكنها وبأدق تفاصيلها لا تزال تنزف بها قلوبنا وجعا طريا على الرغم من أنها بلغت من العمر سنوات تسع.


وربما كانت هذا العام أكثر حُضُورًا في الوجدان في ظل الحرب التي تخوضها غزة نرى أنفسنا في كُـلّ روح تزهق ودموع أم تحتضن أبنائها شهداء وغربة نسائها الفاقدات رجالهن وأماكن تلم أحزانهن!
قد يكون مثل هذا الشعور يلازم الكثير في يمننا الحبيب الذي على ذات غارة وصاروخ فجع أبناؤه بحرب تذبحهم وتستبيح أرضهم دون ذنب، غير أن آل الرميمة كان نصيبهم منها مضاعف وأنا هنا لا أقلل من معاناة أحد إنما واقع الحال يشهد بذلك، حَيثُ وإلى جانب وجعهم على مصاب وطنهم المغدور به، كانوا على موعد مع حرب أُخرى وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها مجبرون على خوضها ترشقهم سهام الحقد من كل جانب على أرض لطالما تغنت بقصائد الصوفية في الحب والسلام ومنذ أكثر من قرون ثمانية سكنها جدهم الأول أحمد بن علي الرميمة وكان له ولأبنائه فضل في تعميرها ونشر العلم فيها وخير لا ينكره إلا جاحد!!
لكنها فجأة تنكرت لهم وحرمت عليهم منذ أن تلوثت عقول أبنائها بالإسلام الوهَّـابي الذي غزى كُـلّ المدن اليمنية غير أن تعز التي أحاطها النظام السابق بالفقر والتهميش كانت الأكثر تأثرًا به وتحت تأثير المال الممنوح من جمعيات تابعة للسعوديّة، أصبحت شوارعها تعج بأصحاب اللحى الطويلة وعلى منابرها يصدحون بخطب يحرمون ويبيحون ويكفرون تحت مظلة دين وهَّـابي زرع الحقد ورائحة الدم والبارود في ضواحيها وجبالها بديلا عن مشاقرها ووردها، خَاصَّة مع انطلاق عاصفة العدوان التي جعلت من تعز ملتقى سيل لكل من نبذتهم مدنهم الرافضة للعدوان وعليها حطوا رحالهم لتنفيذ أجندة أربابهم في تمزيق النسيج اليمني بما حملوه من سلاح المناطقية والطائفية إلى جانب السلاح العسكري وكان آل الرميمة وجهتهم الأولى.
وَإذَا ما جئنا لنبحث عن السبب الذي جعل دواعش تعز يحيطون آل الرميمة بالمكر ودائرة العداء فلن نجد سوى النسب الهاشمي الذي كرمهم الله به تكليفا لا تشريف عاشوا به مع بقية القبائل بسلام وعقول تطهرت من رجس الوهَّـابية وامتلأت بالثقافة القرآنية والوعي الذي أحدثه السيد حسين بدر الدين الحوثي،
أضف إلى وطنيتهم التي أشعلت قلوبهم غيرة على اليمن فانطلقوا إلى الجبهات للتصدي للغازي حاملين أرواحهم على أكف الشهادة!! مثل هذه القيم والمبادئ التي حملها آل الرميمة كانت بنظر دواعش تعز آثامًا وجب عليهم تطهير تعز من حامليها،
فبدأوها بحملة تشويه ضدهم مثل سب الصحابة ونساء النبي والتغيير في الدين وأطلقوا عليهم لقب الحوثة والمجوس والرافضة!
اتبعوها بالمكائد التي من شأنها إشعال نيران الحرب وأطبقوا عليهم حصار خانق.
وأمام هذه الهجمة الشرسة لم يكن أمام آل الرميمة إلا التصدي لها رغم قلة العدد والعدة مقابل عدد وعدة عدوهم بما حملته قلوبهم من مبادئ ثورة جدهم الحسين دفاعا عن الأرض والعرض وقيم الدين المحمدي الأصيل، فقاتلوا وارتقى منهم الكثير شهداء سواء من المرابطين أَو من الأطفال والنساء الآمنين في منازل باتت أهداف عسكرية للقناصة وأحرق ونهب الكثير منها،
ومع أن الوضع كان صعبا، حَيثُ لا صوت إلا صوت الرصاص وتكبيرات داعش وسواطير تحد وحياة لا تعرف إلا الموت وروائح الدخان لأكثر من شهر ونصف إلا أنها لم تزد آل الرميمة إلا صمودًا وثباتًا ونصرا طبعوه على جباه أرضهم بزنود الإرادَة التي الحقة الهزائم بالأعداء ما جعلهم يلجؤون إلى المكر والخديعة بالمنادَاة لصلح يحقن الدماء ويحفظ علاقة الجوار والأُخوَّة ولم يجد آل الرميمة من سبيل إلا القبول بالصلح في محاولة لإنهاء مأساة الجرحى والحصار.
فذهبوا لعقده في المكان المحدّد بتاريخ ١٦/٨/٢٠١٥ عزلًا من السلاح واثقين بالعهود والمواثيق التي طبعت ببصمات الأصابع على وجوه تقنعت بالسلام زيفا وزورا !
ولم يكونوا على علم بأن مشانق الموت قد نصبت لهم وصحائف كتبت عليها أسماؤهم وجرائم الصقت بهم منهم من وصل إليها وعليها أعدم،
ومنهم من أعدم قبل أن يصل وترك جثة مرمية في قارعة الطريق،
لتتفاجأ النساء بتكبيرات تشق الأرجاء بتحقيق النصر والقضاء على المجوس من آل الرميمة أسرى ومختطفي حرب في جريمة منافيه لكل قيم الدين والأعراف!
حينها لم يكن أمامهن إلا أن يتلحفن بصبر وشجاعة زينب الحوراء بالطف لمواراة شهدائهن الثرى ممن استطاعت أياديهن إلى جثثهم، بينما بقية الجثث لا تزال مجهولة الأثر حتى اليوم بعد أن مورس بها جريمة التمثيل والسحل بطريقة داعش الموصل.
فكانت جنازةً لم يشهدها تاريخ اليمن من قبل في موقف عز فيه رجال الرجال وانهالت فيه عليهن رصاصات المتربصين وألسنة تقذفهن بقبائح الصفات وتتوعدهن بالسبي ومحو أثر من تبقى بين أيديهن من أطفال خرجن بهم خائفات يترقبن مصير ينتظرهن تحت كُـلّ حجر في أرض حوت مأساة يقف أمامها التأريخ خجلا ليدونها بحبر من دم وعار يلاحق تعز التي ألبست ثوبا داعشيا وعبث الارتزاق في أحشائها الطاهرة ودمّـر كُـلّ أثر تأريخي عليها وأضرحة الأولياء على رأسها ضريح السيد الرميمة!
ثم بعد معاناة وخوف كان الملتقى في صنعاء مع من تبقى من رجالهن ممن كانوا في جبهات العزة!!
وبمواقفهن الثابتة استطعن إخراج بعض الأسرى بصفقة تبادل ممن شاءت الأقدار أن يبقوا أحياءً ليكونوا شهود عيان على الجرائم التي تمارس بحق الأسرى وما تسببته لهم من عاهات أودت بحياة الكثير منهم في دلالة على منهجية هؤلاء الذين بحمد الله لم يتمكّنوا من صنعاء التي احتضنت الجميع كأم رؤوم!
ويبقى السؤال الذي نكرّره في كُـلّ ذكرى أمام المحافل الدولية حول المصير المجهول لبقية الأسرى إن كانوا قد ذبحوا مع من ذبحوهم أم لا يزالون يتجرعون الموت البطيء حتى اللحظة؟!

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: آل الرمیمة

إقرأ أيضاً:

محافظ القاهرة يبحث مع نظيره بمدينة كربلاء العراقية تعزيز التعاون المشترك

استقبل الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة بديوان عام المحافظة اليوم الخميس المهندس نصيف جاسم الخطابى محافظ مدينة كربلاء العراقية، والوفد المرافق له الذي يزور القاهرة حاليًا لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين خلال الفترة القادمة.

وأكد محافظ القاهرة - خلال اللقاء- عمق العلاقات الممتدة التى تربط البلدين الشقيقين مصر والعراق بإعتبارهما من الدول العريقة ذات الحضارة القديمة والتاريخ المشترك.

واستعرض محافظ القاهرة أهم وأبرز المقومات التي تتميز بها العاصمة كواحدة من أهم المدن التاريخية والتراثية على مستوى العالم وجهود الدولة المصرية فى القضاء على المناطق غير الآمنة، وتشابهها فى كثير من المقومات والظروف مع مدينة كربلاء الشقيقة.

ولفت إلى أن الدولة المصرية بذلت جهدًا كبيرًا فى تطوير البنية الأساسية وإنشاء المدن الحديثة فى كافة محافظات مصر وكان أهمها مشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة كمساعد وداعم عمراني لمدينة القاهرة، مشيرًا إلى أن العاصمة الإدارية اسهمت فى تخفيف الضغط المرورى والسكانى عن القاهرة، كما كان لمشروعات الطرق الحديثة التى أنشأتها الدولة المصرية بالغ الأثر فى تحقيق السيولة المرورية بالعاصمة، وتسهيل ربط مناطق القاهرة ببعضها بإعتبارها أساس التنمية والاستثمار.

وأوضح محافظ القاهرة أن الدولة المصرية فى حرصها على التحديث لم تغفل فى الوقت ذاته القيام بتطوير القاهرة التاريخية والحفاظ عليها وإحياء تراثها، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تسعى لتحويل المناطق التاريخية والتراثية بالعاصمة إلى متحف مفتوح لجذب الاستثمار السياحى.

من جانبه، أثنى المهندس نصيف جاسم الخطابى محافظ مدينة كربلاء العراقية على أعمال التطوير التى شهدها فى القاهرة، كما وجه الدعوة لمحافظ القاهرة لزيارة مدينة كربلاء، مؤكدًا وجود مساحات كبيرة من التجارب المشتركة تسمح بتبادل الخبرات بين الجانبين.

اقرأ أيضاًمحافظ القاهرة يشهد احتفال جمعية الصداقة المصرية الصينية بالمتحف القومي للحضارة المصرية

جنا الأشقر ترد على منتقديها في مسلسل «وتر حساس» (فيديو)

بمشاركة 70 عارضا.. محافظ القاهرة يفتتح مهرجان الجبن المصري

مقالات مشابهة

  • الكاتب العمومي .. مهنة تأبى الزوال رغم التطور التكنولوجي
  • 13 مسؤولا أميركيا استقالوا بسبب الحرب على غزة.. تعرّف عليهم
  • أولياء الله لا خوف عليهم.. مقطع فيديو للشيخ الجيلاني بالأقصر يتنبأ بوفاته
  • محافظ القاهرة يبحث مع نظيره بمدينة كربلاء العراقية تعزيز التعاون المشترك
  • مقاتل قسامي يطعن ضابطًا إسرائيليًا و 3 جنود و يجهز عليهم بجباليا
  • مجلس الشورى: الإرهاب الصهيوني لن يتثنى الشعب اليمني عن نصرة مظلومية الشعب الفلسطيني
  • القسام: أحد مقاتلينا طعن ضابطا إسرائيليا و3 جنود وأجهز عليهم في جباليا
  • جنايات كربلاء تدين رجل زوّر اختام مجلس القضاء الأعلى
  • جنيات كربلاء تدين رجل زوّر اختام مجلس القضاء الأعلى
  • مصرع عاملين انهار عليهم أجزاء من جبل بطريق السخنة الساحلي