الثورة نت:
2025-01-22@04:16:20 GMT

(طوفان الأقصى) معركة فلسطينية بامتياز..؟!

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

 

 

بين (قومية معركة تحرير فلسطين) _ أي جعل معركة تحرير فلسطين معركة العرب أجمعين، وبين ( إسلامية المعركة والتحرير) _أي جعل معركة تحرير فلسطين معركة المسلمين جميعا، باعتبارها حاضنة لأولى القبلتين وثالث الحرمين ومسري رسول الله وخاتم المرسلين محمد بن عبد الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم.. غير أن تطورات الأحداث ودراميتها عربياً وإسلامياً ودولياً وهيمنة قوي الإمبريالية والاستعمار بزعامة أمريكا وبريطانيا، ومعهما قوي الرجعية العربية _أولاً _وثانيا _انظمام أنظمة (التطبيع) والإرتهان والتبعية، عوامل أدت إلى تخلي العرب عن شعار (قومية المعركة والتحرير) وتخلي المسلمين بدورهم عن (أسلمة المعركة) وهكذا وجدت فلسطين نفسها تحت رحمة الاحتلال الصهيوني وحلفائه، وكان بالتالي على العربي الفلسطيني أن يتحمل مسؤولية تحرير وطنه من دنس الاحتلال الاستيطاني العنصري وأن كان عليه أن يواجه ( المخرز بالعين) ويواجه (السيف بالدم).

.؟!
ردحاً طويلاً من الزمن تحمل الفلسطيني عنصرية واستبداد وهمجية ووحشية احتلال ( صهيوني _عنصري _ استيطاني) يختلف كليا عن كل أشكال الاستعمار الذي عرفته المنطقة وعرفته شعوب العالم، بذات الوقت الذي تحمل فيه هذا الفلسطيني مزاجية وتصرفات ومساومات النظام العربي الرسمي ومعه الأنظمة الإسلامية وكلاهما اتخذوا من القضية ورقة مساومة وتوظيف لتحقيق أهداف ومصالح خاصة بهم بمعزل عن مصلحة وأهداف أصحاب القضية الذين عانوا من وحشية العدو كما عانوا من ( خيانة النظام العربي) و( الأنظمة الإسلامية) وتاَمرهم، إضافة إلى تواطو النظام الدولي وتغاضيه عن معاناتهم وعن الممارسات الوحشية التي يمارسها الاحتلال بحقهم منذ ثمانية عقود خلت..؟!
وفق كل هذه المعطيات كان على الفلسطيني أن يتحمل مسؤلية قضيته وأن يرخص في سبيلها ماله ودمه واطفاله ونساوه وشيوخه، وان يقدم كل ما يملكه في سبيل قضيته والانتصار لحقوقه المشروعة في الحرية والسيادة والاستقلال وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على تراب وطنه مثله مثل بقية شعوب العالم.. كان على هذا الفلسطيني أن يخوض معركة وجوده حتى وإن حارب عدوه ب( اظافره)، ولأن الله سبحانه وتعالى هو حسب كل من يتوكل عليه فقد اختزل سبحانه ( القومية في سوريا، وحزب الله في لبنان، وانصار الله في اليمن) واختزل سبحانه جموع المسلمين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهؤلاء من قيضهم الله لنصرة الشعب العربي المسلم في فلسطين الذي قرر بعد عقود من التامر عليه وعلى قضيته وحقوقه، عقود أبرم خلالها الكثير من الاتفاقيات وتلقى الكثير من الوعود وتعرض لكثير من الآعيب العرب والمسلمين والمجتمع الدولي وصدق الكثير من أكاذيبهم، ليقرر في النهاية خوض معركته منفردأ بعد أن راكم بعض من القدرات واكتسب مجاهدوه بعض المهارات التي تمكنه من مواجهة عدوه الأكثر وحشية وهمجية وقدرة واقتدار ورعاية دولية واقليمية تقدم كل أشكال الحماية والدعم والاسناد.. يرى البعض من ذوي النظرات القاصرة أن ما يجري في قطاع غزة وفلسطين هو نتاج لما حصل في أكتوبر من العام الماضي وينسون أو يتجاهلون أن هناك احتلال له ثمانية عقود جاثم على أرض فلسطين يشرد، ويقتل، ويحاصر، ويعتقل، ويدمر ويهدم، ويقتلع الأشجار، ويصادر الأرض، ويدنس المقدسات، دون رادع من قانون أو وازع من ضمير دولي أو إنساني، وهذا كان سبب ما جرى في أكتوبر من العام الماضي الذي قابله العدو بهذا التوحش والاجرام، وشن حرب إبادة جماعية ليس لها مثيل في التاريخ، حرب يخجل منها كل طغاة التاريخ الإنساني..؟!
وحدها سوريا كانت ولاتزال راعية وداعمة للمقاومة في فلسطين، وما يجري فيها منذ عام 2011 م، ليس إلا ثمنا تدفعه على خلفية موقفها من فلسطين والمقاومة وحقوقهما المشروعة، يأتي بعده (حزب الله) اللبناني الذي يعبر عن متانة التلاحم بين القطرين، ثم يليهما الموقف اليمني الأصيل الذي أياً كانت مؤثراته فإنه وجه للعدو ضربة موجعة قتصادياً واستراتيجيا وجيوسياسياً، إذ لم يكن العدو يتوقع أن يأتيه القلق الجيوسياسي من حيث لا يتوقع من اليمن التي أربكت الكيان وأربكت حلفاءه الإقليميين والدولين وهذا ما دفع أمريكا وبريطانيا وبقية المنظومة الغربية الئ حشد قواتهم للبحرين الأحمر والعربي دفاعا عن الكيان وقد أخفقوا في حمايته وعجزوا عن تأمين سفنه التجارية وأجبروا على تحويل وجودهم العسكري في البحر الأحمر والعربي والمتوسط من وجود لتأمين السفن الصهيونية الب وجود للحيلولة دون نشوب صراع إقليمي واسع النطاق..؟!
يلي سوريا وحزب الله واليمن، دور يؤديه الأخوة في العراق الذين اصطفوا في خندق إسناد المقاومة وإقلاق رعاة الكيان الصهيوني في المنطقة. ثم تأتي الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحاضنة الأخيرة الداعمة والراعية والمساندة للمقاومة الفلسطينية، فيما التزمت الأنظمة العربية والإسلامية بمبدأ (الحياد الايجابي وعدم الانحياز) الذي تم تطبيقه مع الشعب الفلسطيني وعلى القضية الفلسطينية حتى أن ( السلطة الفلسطينية) نفسها وبأجهزتها الأمنية التي يزيد تعدادها عن ( مائة ألف) عنصر التزمت بدورها ب( الحياد) عما يجري في غزة والضفة والقدس، مثلها مثل بقية اقرانها من السلطات العربية الإسلامية الدائرة في فلك أمريكا والصهاينة..؟!
طوفان الأقصى ستؤتي أكلها ،وسوف تنتصر رغم وحشية العدو وتواطؤ العرب والعجم وكل العالم معه، وهو ما شجعه في الإيغال بجرائمه الوحشية ضد أطفال ونساء وشيوخ فلسطين ومواطنيها العزل، معركة تدخل شهرها الحادي عشر كافٍ للتعبير عن انتصار المقاومة الباسلة وما يجري داخل الكيان مجتمع وقادة وجيش وأجهزة، وما ينساب من ردود أفعال دولية، وإقليمية ذات صلة بالمعركة، ظواهر ومواقف كافية لإثبات وتأكيد انتصار المقاومة وهزيمة الكيان الذي يسير نحو الهلاك والتفكك حسب نبوءة مؤسسيه الذين أجزموا أن نهايته تبدأ عند تلقي جيشه أولى هزائمه، وكانت الأولى عام 2000_ والثانية _عام 2006م وهذه الهزيمة الثالثة في غزة وهي الثابته بإذن الله،وبها يكون الشعب الفلسطيني قد حرر نفسه وأثبت أنه بمقاومته أقوى من كل جيوش العرب والمسلمين الذين تخصصوا في (حماية العروش) والاستعراض في (أعياد جلوس) أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والمعالي) ولكنهم أذلاء في الدفاع عن سيادة أو كرامة حتى لمواطنيهم وأوطانهم، فقد شاهدنا تفككهم عند أول أزمة واجهوها، وشاهدنا قادة وجنرالات ارتدوا (ملابس النساء) وفروا، وشاهدنا من انشق وتحول لمرتزق، وشاهدنا من تمسك بـ(عبوديته) ودافع عن شرعية جلاديه.؟!
وحدهم سكان (أكناف بيت المقدس) تفجروا شموخاً وإرادة وعزة وكرامة، ينسجون بيارق الحرية بدمائهم الزكية الطاهرة وهؤلاء هم العرب والمسلمين حقاً، فيما البقية ليسوا إلا من بقايا مخلفات الغزاة والمستعمرين وحسب.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مؤشرات النصر الفلسطيني وما قد تحمله المرحلة الثانية من طوفان الأقصى

مؤشرات #النصر_الفلسطيني وما قد تحمله المرحلة الثانية من #طوفان_الأقصى

كتب م. #علي_أبو_صعيليك

لا شك أن طريقة إدارة ترامب ستكون أهم المؤثرات في العالم خلال السنوات القادمة وهي التي بدأت بشكل إيجابي للغاية من خلال إجبار الكيان الصهيوني المحتل على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار على غزة رغماً عنهم حسبما تسربت التقارير الصحفية عن طريقة إدارة مبعوث ترامب للشرق الأوسط رجل الأعمال اليهودي ستيف ويتكوف رغم أنه ليس من السلك الدبلوماسي إلا أنه نجح من خلال زيارة واحدة أن يفرض على الصهاينة ما عجز عنه الجميع، أو بمعنى آخر عجز عنه الجميع عندما كانت الإدارة الأمريكية توفر الغطاء السياسي والعسكري لحرب الإبادة على غزة.

من أهم مؤشرات الأحداث في المنطقة العربية التغيير الدراماتيكي الذي حدث في سوريا وهو الذي نتج عن تلاقي مصالح عدة أطراف ومعظم المؤشرات من منظور سياسي واقتصادي تشير إلى انعكاسات إيجابية لهذا التغيير ولكن هل سيكون آخر تغيير في المنطقة في عهد ترامب؟ طبعاً التغيير في سوريا مرتبط تماما بما حصل في لبنان من اغتيال حسن نصر الله وقيادات حزب الله وكذلك الضربات المتبادلة مع إيران، كل ذلك يقود المنطقة نحو واقع جديد تغلب عليه الدبلوماسية وليس الحرب.

مقالات ذات صلة ترحيل مهاجرين وعودة لاجئين 2025/01/21

لكن يبقى المؤثر الذي صنع الحدث تماما وفرض أساسيات المرحلة التالية هو طوفان الأقصى بتفاصيله الاسطورية من صمود المقاومة الفلسطينية وصبر الشعب الفلسطيني في غزة وتلاحمه مع المقاومة وما كبدته المقاومة لقوات الاحتلال من خسائر بشرية وعسكرية هائلة جدا الموثقة بالفيديوهات من مختلف المستويات العسكرية ألوية وضباط وأفراد ومرتزقة وقد ازدادت قوتها بمرور الأيام ووصلت ذروتها في الأيام الأخيرة رغم شدة القصف العسكري الصهيوني،

الإبادة الجماعية والتدمير الممنهج لكل مظاهر الحياة المدنية من بيوت ومستشفيات ومؤسسات تلك التي حصلت للشعب الفلسطيني رغم شدة الألم الذي تسببت به، إلا أنها أسهمت بتأثير حقيقي وعميق وجديد في معركة الوعي خصوصاً في العالم الغربي أو بالأحرى العالم غير العربي وهي الشعوب المغيبة عن الحقيقة بسبب قوة تأثير وسائل الإعلام الغربي تاريخياً لكن حجم الإبادة كشف رغماً عن الجميع انعدام الجانب الأخلاقي للكيان الصهيوني المحتل بل والولايات المتحدة الأمريكية التي التصق عار الإبادة الجماعية برئيسها بايدن ووزير خارجيتها بلينكن وبدا ذلك جلياً في المؤتمرات الصحفية التي يصل صداها إلى داخل بيت كل أمريكي ومعظم الأوروبيين، والفارق في معركة الوعي في أمريكا تحديداً لا يتعلق بالجانب الإنساني والأخلاقي فحسب، بل الأهم عندهم هي الأمور المادي لدافعي الضرائب التي من خلالها يتم تمويل جيش الاحتلال بالأسلحة وتوفير مستويات معيشية عالية للمستوطنين من خلال التأمين الصحي على سبيل المثال، بالمقارنة مع الأمريكان !

إعادة الإعمار في غزة وسوريا هي أيضا ملفات ساخنة جداً وإستراتيجية من عدة نواحٍ خصوصاً أنها تترافق مع التكلفة الباهظة لإعادة إعمار كاليفورنيا الامريكية المنهارة جراء الحرائق، وقوة النفوذ الأمريكي الذي تعود أن يفرض ما يشاء على الداعمين من الشرق الأوسط والخليج العربي الثري تحديداً وخطورة هذا الملف يتعلق بتوفير نسبي للهدوء في المنطقة، فما قد يساعد كثيراً في إعادة الهدوء إلى سوريا وغزة بمرور الوقت هو عودة السكان المهجرين إلى بيوتهم وليس فقط إلى الخيم وغيرها من المرافق المؤقتة.

كل ما سبق يلقي بضلاله على مستقبل المنطقة على المدى القصير مع الأخذ بعين الاعتبار أنه قد أصبح للشعب الفلسطيني ولأول مرة منذ احتلال فلسطين قوة حقيقية يستند إليها بغض النظر عن الأشقاء وغيرهم من المتعاطفين وهي فوة المقاومة الإسلامية من خلال حماس والجهاد الإسلامي تحديداً، فلا يمكن أن يتم استرداد الحقوق إلا عندما تتوافر القوة العسكرية والسياسية، وهذا ما حصل فعلاً حمل اليوم التالي بعد 470 من العدوان الصهيو-أمريكي والمدعوم من بريطانيا وفرنسا وغيرهما على المقاومة الفلسطينية في غزة العديد من المفاجآت التي أعدتها حماس تحديداً من خلال الظهور العسكري اللافت للنظر في شوارع غزة ومكان تسليم الأسرى للصليب الدولي في ساحة السرايا وسط مدينة غزة التي كانت تتمركز فيها قوات الاحتلال!

إن القوة التي أظهرتها المقاومة الفلسطينية وصلابتها في الجانب العسكري والمفاوضات التي تمت وفق ما وعدت به هي تطورًا كبيرًا في الصراع مع الاحتلال له توابعه لا محالة.

وصحيح ان قرار ترامب شخصيًا بوقف الحرب وقوة نفوذه في مجتمع المال اليهودي وهو لن يكون متعاطف مع الفلسطينيين ولكن أيضاً يؤخذ بعين الاعتبار مفهوم “تلاقي المصالح” واهتمامات كل طرف، ولا شك بأن الصراع الحقيقي لترامب خلال مدة تولية الحكم سيكون مع الصين بخلاف إدارة بايدن وهذا أحد المؤشرات التي سيحدث من خلالها تغييرات جوهرية في المنطقة العربية تؤدي إلى هدوء قصير الأمد أو مستدام.

كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com

مقالات مشابهة

  • طوفان الأقصى.. تتويج لمسيرة الكفاح الفلسطيني
  • تأملات في أبرز محطات معركة “طوفان الأقصى”.. من ساعة الصفر حتى إعلان الانتصار
  • مؤشرات النصر الفلسطيني وما قد تحمله المرحلة الثانية من طوفان الأقصى
  • القسام تكشف عن عمليات جديدة في معركة طوفان الأقصى
  • اليمن: عامٌ من الصمود والتحوُّلات الكبرى في معركة (طوفان الأقصى)
  • أبو عبيدة: معركة طوفان الأقصى أشعلت شرارة تحرير فلسطين
  • أبو عبيدة يلقي خطاب النصر ويعلن: معركة طوفان الأقصى دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال وغيّرت المعادلات
  • أبو عبيدة: معركة "طوفان الأقصى" التاريخية دقت المسمار الأخير في نعش الاحتلال الزائل لا محالة
  • أبو عبيدة: معركة طوفان الأقصى غيّرت المعادلات وصنعت ملحمة تاريخية
  • أبو عبيدة: 471 يوما على معركة طوفان الأقصى التاريخية التي دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال