يواجه العالم تحديات كبيرة في مجال توفير الكهرباء المستدامة والتخفيف من تأثيرات تغير المناخ.. وفي هذا السياق تعتبر الطاقة المتجددة بمثابة حل فعال ومستدام لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والحد من الانبعاثات الضارة، ومن بين مصادر الطاقة المتجددة المتاحة، تبرز الطاقة الشمسية والرياح كأحد أهم مصادر الطاقة وأكثرها واعدة في قطاع الكهرباء.


نلقي الضوء هنا على فوائد الطاقة الشمسية والرياح ودورهما في التحول إلى مستقبل طاقة نظيفة، انطلاقا من كون بلادنا كغيرها من الدول بدأت بالاهتمام بمشاريع الطاقة المتجددة، باعتبار ان إمكانيات هذا النوع من المشاريع في اليمن كبيرة، إذ تتمتع البلاد بموقع جغرافي يوفر سرعات رياح عالية، خصوصًا في المناطق الساحلية.
الثورة /أحمد السعيدي

إمكانيات متوفرة
يمتلك اليمن إمكانات طاقة رياح تبلغ نحو 40 غيغاواط، وهو ما يكفي لتزويد البلاد بأكملها بالكهرباء، ويوفر فائضًا من الطاقة للتصدير، وفقًا لدراسة أجراها البنك الدولي، وما تزال هذه الإمكانات الهائلة لمصادر الطاقة المتجددة في اليمن غير مستغلة إلى حدّ كبير حتى الآن، إذ تمثّل طاقة الرياح حاليًا جزءًا ضئيلًا من مزيج الطاقة في البلد الذي يواجه العدوان والحصار منذ تسع سنوات، وتُعدّ الطاقة الشمسية واحدة من مصادر الطاقة المتجددة في اليمن التي تتّسم بأنها واعدة، إذ تتمتع البلاد بأشعة الشمس الوفيرة، ويبلغ متوسط سطوع الشمس نحو 3 آلاف ساعة سنويًا؛ وهذا يجعله موقعًا مثاليًا لتطوير مشروعات الطاقة الشمسية، التي يمكن أن توفر مصدرًا نظيفًا ومستدامًا للكهرباء للأعداد المتزايدة من سكان البلاد.

ورشة علمية
وضمن الاهتمام الحكومي، ينظم صندوق دعم وتنمية محافظة الحديدة مؤخراً، ورشة علمية بعنوان “آفاق الطاقة المتجددة في اليمن – المشروع الوطني للطاقة المتجددة نموذجا”، بحضور رئيس مركز أبحاث أشباه الموصلات بجامعة اوسكا – اليابانية البروفيسور/ مروان محمد ذمرين، وقد تضمنت الورشة التي حضرها قيادات الدولة بحكومة تصريف الأعمال، نظرة عامة حول مفهوم الطاقة المتجددة ومصادرها وأنواعها، والتطلعات المستقبلية لاستخداماتها، وتطرقت إلى أهمية الاعتماد على الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء عبر استخدام ألواح الخلايا الضوئية وكيفية تخزين الطاقة الشمسية عبر بطاريات ذات جودة ومواصفات عالية، وأكد المسؤولون أن الصندوق يطمح لعمل المزيد نحو تنمية وتطوير مصادر الطاقة المتجددة للوصول إلى استراتيجية شاملة لهذا القطاع، بما يتماشى مع مصالح الدولة وخدمة الاقتصاد الوطني في ظل اهتمام وتوجهات قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى.

المشروع الوطني للطاقة المتجددة
مشروع الطاقة المتجددة الذي تهدف الحكومة للسير فيه، له مزايا مهمة تتمثل اقتصاديا في التقليل من الاعتماد على الوقود وكلفة شراء المازوت الذي كان يستنزف من خزينة الدولة مبالغ باهظة، وقد تم تنفيذ أربع مراحل من المشروع بقدرة 40 ميجاوات وبمواصفات تقنية عالية الجودة وبخبرات وطنية 100 %، مشروع محطة الحسين للطاقة المتجددة، واطلعوا على مكوناته ومحطات رفع الجهد وطاقاتها الإنتاجية، واستمع طلاب كليات الهندسة بالجامعات من البروفيسور ذمرين إلى شرح عن التقنيات في محطة الحسين والتطبيقات المستخدمة لتوليد الطاقة الكهربائية، ومنها ألواح الخلايا الضوئية الحديثة، بمحولات رفع جهد مختلفة.. مشيرا إلى أن الانبعاثات الناجمة عن توليد الطاقة المتجددة، أقل بكثير من تلك الناجمة عن حرق الوقود.

اهتمام حكومي
وخلال السنوات الأخيرة، ازداد الاهتمام بالطاقة الشمسية في اليمن، مع تنفيذ العديد من المشروعات الصغيرة في جميع أنحاء البلاد، وقد أظهرت هذه المشروعات قدرة الطاقة الشمسية على توفير مصدر موثوق وفعال من حيث التكلفة للكهرباء، حتى في المناطق النائية وخارج الشبكة، وفقًا لما نشره موقع إي في ويند (e.v.wind)، فبعد إقامة المعرض الأول للطاقة الشمسية في اليمن، نفذت الحكومة 141 منظومة طاقة شمسية وبقدرة تسعة ميجا وات بتكلفة 8.5 مليون دولار، في إنجاز أسمته “أكبر تحول استراتيجي على مستوى الجمهورية والقطاع الحكومي” وحققه صندوق دعم وتنمية محافظة الحديدة حيث تم توليد 20 ميجا وات عبر الطاقة الشمسية، فيما 20 ميجا وات ما تزال قيد التنفيذ، وكلف برنامج التمويل في هذه المجال (ملياري ريال)، ومن خلال المشروع تمت تغطية المستشفيات في محافظات ريمة، المحويت، الجوف، صعدة، وتعز، بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى عدد من المشاريع لا تزال قيد التنفيذ، وبإجمالي مليون و800 ألف دولار، وتعهدت بتنفيذ 29 مشروعاً في مجال منظومات الطاقة الشمسية بتمويل وحدة التدخلات المركزية وبتكلفة 839 ألف دولار على المدى القريب.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: مصادر الطاقة المتجددة للطاقة المتجددة الطاقة الشمسیة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء يتابع الخطوات التنفيذية لمشروعات الطاقة المتجددة بقدرات 1200 ميجاوات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اجتمع الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة والتحالف المكون من شركة ابوظبي لطاقة المستقبل "مصدر "الإماراتية وشركة انفنتى باور وشركة حسن علام للمقاولات لبحث ومتابعة الخطوات التنفيذية لمشروعات  توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بقدرة 1200 ميجاوات، بالإضافة إلى بطاريات التخزين الخاصة بهما، وكذلك إقامة محطات تخزين منفصلة لدعم الشبكة الكهربائية فى عدد من المناطق، وذلك فى ضوء استراتيجية الدولة وخطة عمل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لتعظيم دور الطاقات المتجددة وزيادة مساهمتها فى مزيج الطاقة والتوسع فى مشروعاتها وزيادة الاعتماد عليها خلال المرحلة المقبلة، بحضور محمد جميل الرمحي المدير التنفيذي لشركة مصدر، وعلى الشمرى نائب المدير ، ومحمد منصور رئيس شركة إنفينيتي، وعمرو علام رئيس شركة حسن علام، والمهندسة منى رزق رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء.

وأوضح الدكتور محمود عصمت الاهتمام الكبير الذى يوليه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لزيادة الاعتماد على الطاقات المتجددة وخفض إنبعاثات الكربون وتنويع مصادر الطاقة، مشيرًا إلى إستراتيجية الطاقة التى تهدف إلى زيادة مساهمة نسبة الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية، وخطة حسن إدارة وتعظيم العوائد من ثروات مصر الطبيعية وبخاصة مصادر توليد الطاقة الجديدة والمتجددة، مضيفا أن خطة العمل تستهدف الوصول بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى أكثر من 42٪ بحلول عام  2030 ، و65 % بحلول عام 2040، وذلك فى إطار برنامج عمل الوزارة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى، وزيادة مساهمة الطاقة النظيفة والحفاظ على البيئة.

وأكد الدكتور محمود عصمت على استمرار دعم وتشجيع القطاع الخاص، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لزيادة مشاركته في مختلف المشروعات، والقيام بدوره الريادي فى مشروعات الطاقة المتجددة، موضحا أن القطاع الخاص شريك نجاح، وأن الوزارة تعمل على فتح المجال أمامه وتقديم كافة أوجه الدعم لزيادة الاستثمارات الخاصة المحلية والأجنبية فى مشروعات الطاقة النظيفة، مشيداً بالتعاون المثمر مع الشركاء فى التحالف الذى تقوده شركة مصدر الإماراتية وأنها شريك موثوق به ولها خبرات كبيرة في مجال الطاقة المتجددة.

وأضاف الدكتور محمود عصمت أن المشروعات التى نتابع مستجدات تنفيذها ومجريات العمل بها، ضمن خطة الحكومة لتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة من مصادر الطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات الكربونية، موضحا العمل فى إطار برنامج طموح  للنهوض بقطاع الكهرباء  في شتى المجالات وتعظيم استغلال موارد الطاقة الجديدة والمتجددة ودعم وتشجيع الاستثمار في هذا المجال موجهاً بالإسراع فى الخطوات التنفيذية لمشروعات الطاقة المتجددة ومشروعات تخزين الطاقة بواسطة تقنيات البطاريات لتعظيم العوائد من القدرات المضافة وزيادة الفاعلية والكفاءة واستخدامها فى أوقات الذروة لاستقرار الشبكة الكهربائية الموحدة.

ويأتى ذلك فى إطار المتابعة المستمرة لمتطلبات استراتيجية الطاقة وتنفيذ مشروعاتها، وإضافة قدرات توليديّة من الطاقات المتجددة، وخطة العمل والجداول الزمنية للربط على الشبكة الموحدة،

مقالات مشابهة

  • «مصدر» تستكمل استحواذها على مشروع «فالي سولار» للطاقة الشمسية بإسبانيا
  • مصدر الإماراتية تشتري مشروعا للطاقة الشمسية في إسبانيا
  • وزير الكهرباء يتابع الخطوات التنفيذية لمشروعات الطاقة المتجددة بقدرات 1200 ميجاوات
  • وزير الكهرباء: لابديل عن إستيراد الكهرباء من الخارج
  • مشاريع للطاقة الشمسية في تونس بقدرة 500 ميغاواط
  • وزير الكهرباء: سنوقع عقداً مع شركة إماراتية لإنشاء محطة للطاقة ‏الشمسية بقدرة 1000 ميغاواط
  • العراق يعتزم إنشاء أول مشروع لانتاج الكهرباء من الرياح
  • نمو الطاقة المتجددة لم يبلغ المستهدف رغم زيادة قياسية العام الماضي
  • رغم النمو غير المسبوق.. العالم لا يزال بعيداً عن أهداف الطاقة المتجددة
  • آيرينا: نمو قياسي للطاقة المتجددة.. لكنه لا يفي بالأهداف