وسطاء الشرق الأوسط يبعثون رسالة أمل لوقف القتال فى غزة
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
سلطت وكالة أنباء أسوشيتيد برس الأمريكية الضوء على تواصل محادثات وقف إطلاق النار فى قطاع غزة المنكوب من جراء العدوان الإسرائيلى المتواصل بقيادة مصر والولايات المتحدة وقطر فى الدوحة، مؤكدة أن البيانات الصادرة فى نهاية محادثات اليوم غلب عليها الأمل فى تحقيق انفراجة للوضع المتأزم منذ شهور.
وقالت الوكالة فى سياق مقال تحليلى إنه على الرغم من إصدار إسرائيل بيانا غامضا، قالت خلاله إنها تقدر جهود الوسطاء كما لم يبدو بيان حماس متحمسا بشأن أحدث صفقة مقترحة لإنهاء الحرب المدمرة المستمرة منذ عشرة أشهر فى غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين فى القطاع، إلا أنه لا يزال ينظر إلى وقف إطلاق النار على أنه أفضل أمل لتجنب صراع إقليمى أكبر.
كما بدا الرئيس الأمريكى جو بايدن، متفائلا، قائلا: "نحن أقرب من أى وقت مضى إلى اتفاق"، رغم أنه أعرب عن تفاؤله فى السابق بالتوصل إلى اتفاق قبل أن تنهار المحادثات.
وقال بايدن للصحفيين اليوم "قد يكون لدينا شيء ما.. لكننا لم نصل إلى هذه النقطة بعد"، مشيرا إلى موافقة الجانبين من حيث المبدأ على الخطة التى أعلنها بايدن خلال 31 مايو الماضي؛ رغم أن حماس اقترحت تعديلات واقترحت إسرائيل توضيحات من جانبها؛ مما دفع كل جانب إلى اتهام الجانب الآخر بمحاولة انتهاك الاتفاق.
وأفاد بيان صدر فى نهاية محادثات الدوحة اليوم: "سيجتمع كبار المسؤولين من حكوماتنا مرة أخرى فى القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل بهدف إبرام الصفقة بموجب الشروط المطروحة اليوم".
وذكرت "أسوشيتيد برس" أن حماس سرعان ما ألقت "الشكوك" حول ما إذا كان التوصل إلى اتفاق فى "متناول اليد".
كما أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بيانا قال خلاله إن "إسرائيل تقدر جهود الولايات المتحدة والوسطاء لإثناء حماس عن رفضها صفقة إطلاق سراح الرهائن".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل إن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن يعتزم السفر إلى إسرائيل - خلال عطلة نهاية الأسبوع - "لمواصلة الجهود الدبلوماسية المكثفة" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والتأكيد على ضرورة تجنب جميع الأطراف فى المنطقة التصعيد.
وقال مسؤول إسرائيلى تحدث لـ "أسوشيتيد برس" بشرط عدم الكشف عن هويته - إنه كان من المتوقع أن يجتمع بلينكن مع نتنياهو يوم الإثنين المقبل؛ لمناقشة الصفقة الجديدة.
وأضافت "أسوشيتيد برس" أن الدفعة الجديدة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس؛ جاءت فى الوقت الذى ارتفع فيه عدد القتلى الفلسطينيين فى غزة إلى ما يزيد عن 40 ألف شخص، وفقًا للسلطات الصحية فى غزة، ولا تزال المخاوف مرتفعة من أن تهاجم إيران ومسلحو حزب الله فى لبنان إسرائيل، ردًا على مقتل قادة بارزين فى صفوف المقاومة.
وتابعت إن الوسطاء الدوليين يعتقدون أن أفضل أمل لتهدئة التوترات هو التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس لوقف القتال وتأمين إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، فى حين تكثفت الجهود الدبلوماسية الدولية لمنع انتشار الحرب اليوم، مع قيام وزيرى الخارجية البريطانى والفرنسى بإجراء رحلة مشتركة إلى إسرائيل حيث بدا وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى ونظيره الفرنسى ستيفان سيجورنى متفائلين بعد اجتماعهما اليوم مع وزير الخارجية الإسرائيلى يسرائيل كاتس.. وقال لامى إن المسؤولين الإسرائيليين أخبروهم أنهم يأملون أن يكونوا على وشك إبرام صفقة.
وأضاف: "بينما نتجه الآن إلى اليوم ال 315 من الحرب، فقد حان الوقت للتوصل إلى اتفاق لإعادة هؤلاء الرهائن ودخول المساعدات بالكميات الضرورية إلى غزة، ووقف القتال" بينما وصف سيجورن، الذى كان يتحدث إلى جانبه، أى عمل من شأنه زعزعة استقرار المفاوضات بأنه أمر غير مقبول وقال إنه ولامى بعثا برسائل واضحة للغاية إلى جميع الأطراف مفادها أن هذه لحظة مهمة "لأنها قد تؤدى إلى السلام أو استمرار الحرب".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة العدوان الإسرائيلى الدوحة حماس إسرائيل إطلاق سراح الرهائن أسوشیتید برس إلى اتفاق فى غزة
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء الحديث عن نزع سلاح المقاومة كشرط لوقف الحرب في غزة؟
فجّر الاحتلال الإسرائيلي أزمة جديدة على طاولة مفاوضات وقف إطلاق النار وعقد صفقة لتبادل الأسرى، حينما نقل إلى الوسطاء مقترحا يتضمن نصا صريحا لأول مرة يتحدث عن نزع سلاح المقاومة، كشرط لإنهاء حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة.
وسارعت حركة المقاومة الإسلامية إلى إعلان رفضها المطلق لمناقشة هذه المسألة، لكنها أكدت في بيان صحفي، أن قيادتها تدرس بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وستقدم ردها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه.
وجددت "حماس" تأكيدها على موقفها الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاقٍ قادم: وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
بدوره، قال رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في الخارج سامي أبو زهري، إن "الاحتلال في مقترحه الجديد لا يعلن التزامه بوقف الحرب تماما، ويريد استلام الأسرى فقط".
مليون خط أحمر
وأضاف أبو زهري في تصريحات تلفزيونية عبر قناة "الجزيرة مباشر" تابعتها "عربي21"، أنّ "المقترح المقدم إلينا هو مقترح إسرائيلي، وتضمن لأول مرة نزع سلاح المقاومة ضمن مفاوضات المرحلة الثانية".
وتابع قائلا: "تسليم سلاح المقاومة هو مليون خط أحمر، وهو أمر غير خاضع للسماع فضلاً عن النقاش"، معربا عن جهوزية حركة حماس لتسليم كل الأسرى دفعة واحدة، مقابل وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة.
ونوه إلى أن "نتنياهو يعمل لصالح مستقبله السياسي وترامب شريكه في قتل سكان غزة"، مشددا على أنه "يجب ألا يكون مرحبا بزيارة ترامب للمنطقة ويداه ملطختان بدماء أطفاء ونساء غزة".
ولفت إلى أن "الاستسلام ليس واردا أمام حركة حماس ولن نقبل بكسر إرادة شعبنا"، مؤكدا أن "حماس" لم تستسلم ولن ترفع الراية البيضاء، وستستخدم كل أوراق الضغط ضد الاحتلال، وما يجري في غزة جنون ولا يمكن مواجهته إلا بجنون مماثل.
طرح مشبوه
من جهته، رأى الكاتب الفلسطيني إبراهيم المدهون أن أي حديث عن نزع سلاح المقاومة، هو طعن في ظهر الدماء الفلسطينية، مشيرا إلى أنه "يتردد في كواليس المفاوضات طرح مشبوه يتحدث عن نزع السلاح كشرط لوقف إطلاق النار".
وأضاف المدهون في منشور عبر صحفته بموقع "فيسبوك" أنّ "من يرتكب المجازر ليس الفلسطيني بل الطيران الإسرائيلي، ومن يهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها ليس من يحمل بندقية آلية، بل من يضغط على زر القصف من قمرة طائرة أمريكية الصنع".
وذكر أن "سلاح الفلسطيني ليس تهديدًا للأمن، بل صرخة وجود ووسيلة دفاع في وجه ماكينة عدوان لا تعرف الرحمة"، منوها إلى أننا "لا نملك طائرات F16، ولا دبابات ميركافا، ولا قنابل ذكية (..)، نملك إرادة لا تُكسر، ورجالًا لا يعرفون الانحناء".
وأردف بقوله: "كل من يتحدث عن نزع سلاح المقاومة، قبل نزع سلاح الاحتلال، إنما يُطالب الضحية بأن تخلع درعها وهي تنزف (..)، ويمنح الجلاد سيفًا إضافيًا ليُكمل الذبح".
وختم قائلا: "المقاومة ليست بندقية فقط، بل هي شرف هذه الأرض، وروح هذا الشعب، وسلاحها ليس للمساومة بل للكرامة".
وفي الإطار ذاته، أوضح الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة، أنه "عندما يتحدث الاحتلال عن نزع سلاح المقاومة في غزة، فهو لا يعني تجريد فصيل من معداته، بل يسعى لانتزاع حق شعب بأكمله في الدفاع عن قضيته ووجوده".
خلاصة عقود من النضال
وأكد عفيفة في قراءة اطلعت عليها "عربي21"، أن "سلاح المقاومة في غزة لم يكن يوما ترسانة كلاسيكية قابلة للجرد أو التسليم، بل هو خلاصة عقود من النضال، تراكمت عبر أجيال، ووسط ظروف قهرية من الاحتلال والحصار والاستهداف".
وبيّن أن "هذا السلاح وُلد في قلب الاحتلال، حين كانت دباباته تجوب شوارع غزة، وواصل تطوره رغم القصف والتضييق السياسي، كفعلٍ مستمر للنضال الفلسطيني منذ الستينات".
وشدد على أن "المعركة التي يسعى الاحتلال لحسمها اليوم بشروط الاستسلام ليست عسكرية فقط؛ بل معركة على الذاكرة والوعي والمعنى، لأن سلاح غزة ليس مجرد بندقية، بل هو تعبير عن إرادةٍ تقاوم، وصوت عشرات آلاف الشهداء والجرحى الذين قاتلوا دفاعًا عن الحق الفلسطيني".
ورأى أن "المطالبة بنزع هذا السلاح تعني عمليًا إنهاء المقاومة، وإجهاض الحلم الفلسطيني، وتحويل غزة إلى كيان منزوع الإرادة"، معتبرا أن "هذه ليست نهاية المعركة، بل بداية لمخطط تصفوي يتجاوز غزة نحو مشروع التصفية والتهجير".
وأشار إلى أن "قرار المقاومة لم يعد حكرا على فصيل أو جناح مسلح، بل بات قرارا شعبيا ووطنيا، متجذرا في الوعي الجمعي، ومرتبطا بمشروع تحرري لم يكتمل بعد (..)، مشروعٌ لا ينتهي إلا بزوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة".