أكد السياسي اليمني عبدالكريم السعدي، أن القاعدة في أبين تحركها وتمولها من خارج الحدود، بعد تمسك أبناء المحافظة بعدالة قضية المختطف "علي عشال الجعدني"، بالتزامن مع أعمال إرهابية شهدتها المحافظة يوم أمس الجمعة.

 

وقال السعدي في سلسلة تغريدات على منصة إكس: "من الطبيعي أن تنشط القاعدة في محافظة أبين كما نشطت فيها في مراحل اختلافات أطراف الصراع من سابق وأبين هي من ستدفع الثمن إذا لم يصحوا ابناءها ويعرفوا خصمهم الحقيقي الذي يحرك هذه الادوات كلما تعطلت مصالحه أو التف حبل المشنقة حول عنقه!!".

 

 

وأوضح السعدي، أن النشاط الموسمي لقاعدة الاطراف المتصارعة يكشف قباحة وجوه تلك الأطراف ويعري أكاذيبها مطالبا قبائل أبين وكل طبقات المجتمع فيها أن تعي أن "المنظمات الدولية الإرهابية كلها ستتحرك وليس القاعدة فقط طالما مازالت أبين مؤمنة بعدالة قضية المقدم علي عشال وترفض المساومة عليها وتصر على تقديم الجناة الحقيقيين وليس كباش الفداء، فخضوع أبين هو الهدف وهو لب الموضوع!".

 

وأكد أن قاعدة أدوات الصراع المحلية ومن يحركها ويمولها من خارج الحدود غريبي الأطوار ويشعر المتابع لحركاتهم وسكناتهم أن غباءهم وجهلهم وفشلهم يضاهي حقدهم ومقتهم لمحافظة أبين وأبناءها وهو ما يجعل الاعيبهم مكشوفه وخططهم غبية ومفضوحة!".

 

وأشار إلى أن الرد المناسب على تمثيليات قاعدة المتصارعين على المخصصات المالية والوظائف في قصر معاشق هو أن تستمر فعاليات التصعيد للمطالبة بتسليم الجناة الحقيقيين في جريمة اختطاف المقدم علي عشال وغيره من أبناء الجنوب المخفيين والقتلى ونزلاء السجون السرية التابعة لأمراء المليشيات المسلحة في عدن ولحج وغيرها!".

 

ويطالب أبناء أبين، بالكشف عن مصير المقدم "عشال الجعدني" المختطف لدى قيادات في مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا، منذ الـ 12 من يونيو الماضي بمدينة عدن، في ظل فعاليات إحتجاجية واسعة شهدتها العاصمة المؤقتة عدن قوبلت بعمليات قمع من قبل مليشيا الانتقالي التي تحكم قبضتها على عدن.

 

ويوم أمس قتل وأصيب نحو 34 فردا من عناصر الانتقالي المدعومة إماراتيا إثر انفجار سيارة مفخخة في مدرسة "الفُريّض" بمديرية مودية في محافظة أبين (جنوبي اليمن).

 

وقالت مصادر متطابقة إن الجنود من قوات اللواء الثالث دعم وإسناد التابع للمجلس الانتقالي، مشيرة إلى أن انتحاري أقدم على قيادة سيارة مفخخة باتجاه تمركز للواء الثالث دعم وإسناد في منطقة الفريص، وأسفر الهجوم عن مقتل 16 جندياً وإصابة أكثر من 18 آخرين.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: عدن ابين الامارات الجعدني اليمن

إقرأ أيضاً:

الوحدة و صراع التيارات الاتحادية إلي إين؟

عندما كنت طالبا في كلية الإعلام جامعة بغداد، كان استاذ النقد و الأدب العالمي الدكتور محمد كمال الدين، هو شاعر و قاص درس تعليمه الجامعي و فوق الجامعي في موسكو، و عندما عرف أنني سوداني سألني من جيلي عبد الرحمن إذا كنت أعرفه قلت له اعرفه كشاعر، طلب مني أن أكتب عنه بحث نقدي على أعماله الشعرية أعتذرت بسبب نقص المصادر لإنتاج الرجل المعرفي، و بعد يومين التقيت الدكتور على باب مدخل الكلية سألني من أين جئت؟ حيث كنت أتصبب عرقا، قلت له؛ من محاضرة للأستاذ ناجي علوش، تحدث فيها عن القراءات الجديدة للفكر الماركسي.. و علوش هو فلسطيني كان قياديا في منظمة التحرير العربية التي كانت قد انشقت من المنظمة الأم.. طلب مني كمال الدين أن أذهب معه للمكتب أشرب الشاي، و بالهجة العراقية " شايات" سألته و نحن على باب مكتبه عن الجبهة التحالفية في العراق، ضحك و قال بلكنة عراقية هذه ورطه يازين...! و الحديث عنها في الهواء الطلق إما نفاقا، أو مغامرة دون التعقل في حساباتها..
سألت الدكتور كمال الدين عن ظاهرة التحولات السياسية وسط النخب و المفكريين الفلسطينيين و الشوام من الفكر القومي إلي الماركسي منهم جورج حبش و جورج طرابيشي و ناجي علوش و غيرهم؟ قال كمال الدين أن الأحزاب في الوطن العربي للتمييز و ليست حمولات فكرية، و الانتقال ظاهرة تفرضها التعارض بين المصالح الخاصة و المصلحة العامة، و أغلبية هؤلاء ينتمون للطبقة الوسطى، و معلوم هي طبقة متمردة، و التمرد هو الصفة الغالبة، لذلك تصبح حالة الثبات نسبية، و أنظر إلي أغلبية التغييرات التي تحدث في النظم السياسية العربية لا تعتمد على الجماهير بقدر ما تعتمد على القوى المنظمة داخل الجيوش، مما يدل على أن المصالح الخاصة هي التي وراء التغييرات، و ليس سبب أفكار يراد تطبيقها.. عندما طرق أحد باب المكتب استأذنت لمعرفتي أن مثل هذا النقاش يضر بأصحابه، و لا اريد أعرض أستاذي لمضايقات..
تذكرت حديثي مع الدكتور محمد كمال الدين، و هو كان نقاشا طويلا عن ظاهرة لتململ وسط الطبقة الوسطى في المجتمعات العربية، و هي التي قادت للانقلابات العسكرية المتكررة في المنطقة... في الأسبوع الماضي، كانت هناك ظاهرة الدعوات بين التيارات الاتحادية للوحدة، و هو شعار أشواق القاعدة الاتحادية، و فكرة الوحدة يتحكم فيها الشعار المرفوع دون أن يكون لها تأسيس معرفي لمشروع يمكن الحوار حوله.. و في حوار مع محمد توفيق أحمد عن وحدة الاتحاديين قال منذ دخول الشعبوية في 1965م في الوطني الاتحادي، و بموجبها طرد أعضاء في البرلمان بدأت تتغلب على تيار الوسط الذي ترتكز عليه عملية البناء الديمقراطي، و تراجع دور النخب ذات الاستنارة.. و كان الأمين العام للجبهة المعادية للاستعمار عبد الوهاب زين العابدين قاريء جيد للواقع عندما كانت رؤيته المخالفة لفكرة عبد الخالق محجوب في الجبهة أن يشكل اليسار تيارا تنويريا داخل لاتحاديين حتى يستطيع أن ينتصر للديمقراطية.. و أيضا قد اعاد ذات الرؤية عوض عبد الرازق في بداية الخمسينات.. فاشواق الوحدة تعد دافعا و لكنها لا تستطيع أن تجرد عناصر الطبقة من المصالح الذاتية الضيقة..
عندما كنت في مصر في ديسمبر 2024م حضرت حوارا بين قيادات اتحادية تتبع لتيارات مختلفة، جاء البعض خاصة قيادات من كردفان و الجزيرة بفكرة " فدرالية التنظيم" و هي فكرة مقنعة لا تؤسس على مركزية التنظيم، فكل أقليم ينتخب قياداته من القاعدة إلي الهرم، و قيادات الأقليم المختلفة تشكل اللجنة المركزية للحزب، و هي التي تنتخب المكتب السياسي " التنفيذي" يراع فيه حضور كل الأقاليم.. هذه التنييظم يعطي القيادات مساحات واسعة على الحركة، الكل سوف يشارك في قرارات الحزب، و سوف يحجم مسألة الكارزمة و سطوتها، لكن الدعوات الأخيرة تجاوزت " فدرالية التنظيم" و عادت مرة أخرى للحوار بين قيادات المجموعات المختلفة و هي في حد ذاته سبب تعثر الوحدة، لآن كل فرد في هذه القيادات يريد أن يكون له مقعدا في القيادة..
أن واحدة من إشكالية النخب التي تريد أن تقود بنفسها عملية الوحدة، لا تستطيع أن تتحدث عن القضايا المسكوت عنها، و هي جوهر المشكل، لآن مسألة القناعات في الأجيال الجديدة تتطلب المعرفة، و المشاركة في صناعة المشروع السياسي، و أيضا المشاركة الفاعلة في اختيار القيادات.. فالقبول بمبدأ الولاءات السالبة بدأ يضيق في المجتمع، لذلك لابد من فتح الحوار مع القاعدة بدلا من الاحتفاظ به داخل موائد شبه مغلقة.. و هناك من يخطط لإعادة الكارزمة لكي تخطط له و تقود لوحدها عملية الوحدة، هذه تتعارض تماما مع مبدأ الحرية، و في نفس الوقت العودة إلي لاحتكارية القرار... أن الوحدة التي يريد أصحابها أن تنجح أن يطرح أصحابها رؤيتهم للقاعدة للحوار و الوصول ألي توافق حوله.. كما يقول المفكر البناني علي حرب " أن القيادات السياسية العاجزة عن إنتاج معرفة جديدة و أفكار جديدة لا تستطيع المساهمة في التغيير..
أن عملية الوحدة الاتحادية يستطيع أن يقوم بها فصيل واحد دون الفصائل المتعددة المطروحة في الساحة السياسية، إذا كان لديه قيادة مؤمنة بالوحدة، و ما تفرزه عملية الاختيار من قيادات، و دون التعدى على حرية القاعدة في اختيارها، و يملك أدوات العمل و الاتصال، و القدرة المالية على قيام انتخابات عامة من القاعدة إلي القمة، دون الدخول في أية صراعات جانبية مع الفصائل الأخرى حتى لا تصرفه عن الهدف. و دون أية إقصاء مادام القاعدة وحدها لها حق اختيار القيادة.. و أن تكون القيادة مدركة للتحديات التي سوف تواجهها، و أن تكون هناك فكرة واحدة " قيام انتخابات لتنظيم اتحادي من القاعدة إلي القمة" هي الرؤية التي سوف تستقطب الأجيال الجديدة القادرة على حمل المسؤولية. نسأل الله حسن البصيرة..


zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • بعد عدن.. احتجاجات تمتد إلى أبين ولحج جراء انقطاع الكهرباء منذ أسبوع
  • ضابط عُماني: شرطة دبي أرست معياراً جديداً للتميّز
  • تحقيق لجيش العدو: تسعة مقاتلين من القسام سيطروا على قاعدة “زيكيم”
  • تحقيق لجيش العدو: تسعة مقاتلين من القسام سيطروا على قاعدة زيكيم
  • المعتصم السعدي يضيء سماء غرب آسيا بفضية ثمينة في لعبة السنوكر
  • “يمن نت” تطلق خدمة “يمن فورجي” للإنترنت اللاسلكي في أبين
  • قاعدة “نيفاتيم” الصهيونية في مرمى الصواريخ اليمنية
  • الوحدة و صراع التيارات الاتحادية إلي إين؟
  • لفظ خارج.. سبب إيقاف المعلق محمد البوشي وهل يعود للتعليق مجددا؟
  • السعدي يحصد فضية السنوكر ناشئ غرب آسيا