«زراعة أبوظبي»: 9 قواعد للتعامل الآمن مع المبيدات
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
إبراهيم سليم (أبوظبي)
أخبار ذات صلةحددت هيئة الزراعة والسلامة الغذائية في أبوظبي شروط التعامل الآمن مع المبيدات، وتوصلت إلى وضع 9 قواعد يجب التنبه إليها وتطبيقها، داعية إلى ألا يتم اللجوء لاستخدامها إلا في أضيق الحدود، وعند الحاجة، وتحت ضوابط وإجراءات معينة خاصة مع تنوع الآفات ونوعية المبيد المستخدم لها، والمتوافقة بيئياً، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة، والتنبيه على العمال بعدم رمي المخلفات.
وتضمنت القواعد الـ9 تحديد الآفة، وتحديد نوع المبيد، وتحديد المنطقة المستهدفة للمكافحة، ومراقبة حالة الطقس، وتجهيز معدات الرش أو المكافحة، وفترة أمان المبيدات، والتخلص من العبوات والمبيدات الزائدة، والتوثيق، والاحتفاظ بالسجلات.
طرق الاستخدام
وتفصيلاً أشارت الهيئة خلال لقاء نظمته للمزارعين والمختصين إلى أن العقدين الأخيرين شهدا زيادة في معدلات استخدام المبيدات عالمياً، وأرجعت السبب إلى الزيادة في عدد السكان عالمياً مع محدودية الأراضي المزروعة..
وأيضاً لمواجهة التحديات، والزيادة المطردة في أعداد البشر، ومحدودية الحيازات الزراعية، وزيادة الطلب على المنتوجات الزراعية (الغذاء)، وكذلك زيادة استخدام الكيماويات الزراعية كالأسمدة (إنتاج) والمبيدات (وقاية).
وبينت خلال برامجها التوعوية للمزارعين، طرق الاستخدام لكل نوع، ويقصد بالاستخدام كل طريقة نضيف بها المركبات الكيماوية إلى المحصول.
وحددت أنواع الاستخدام وتشمل «الرش والدخان، وعن طريق الري أو الدهن، أو طعوم سامة، وذلك فيما يخص المبيدات الكيماوية»، فيما يقصد بالأمن، كل الخطوات المتبعة لضمان حماية الأمان المطبق المبيد في الحقل أو حماية البيئة المطبق فيها المبيد.
والمبيدات هي مادة أو خليط من المواد يكون الغرض منه الوقاية من أية آفة أو القضاء عليها أو مكافحتها، وصنفت المبيدات على 4 أنواع بحسب نوع المادة، نوع الآفة، والمجاميع الكيميائية، ولكل تصنيف تعريف وتنوع بما يتوافق معه، ومكامن تأثيره على الآفات.
وأوضحت أن هناك أربع درجات لسمّية المبيدات، سام جداً، عالي السمية، متوسط السمية، قليل السمية، وكل عبوة تتضمن معلومات حول تركيز العبوة لتوضيح مدى سمية المبيد قبل استخدامه، ونوهت إلى أن الدولة منعت المبيدات عالية الخطوة وتم وضع التشريعات الخاصة بذلك، ويحظر استيراد المبيدات السامة جداً.
وأكدت أن المبيدات الموجودة والمسموح بها رغم تأثيراتها في حال الاستخدام الخاطئ إلا أن تأثيرها يمكن مواجهته.
وشددت على ضرورة تجنب الممارسات الخاطئة في المزارع، بداية من نقل المبيدات، وعدم فقدها أو فتح الغطاء الخاص بالعبوات، وطرق التخزين وفقاً للاشتراطات، وإحكام الإغلاق سواء في النقل أو التخزين، ويجب أن يتم تخزينها في أماكن مخصصة، لها تهوية، وعدم إعادة استخدام العبوات الفارغة، وأن الهيئة تنظم جولات على المزارع للتأكيد على الاستعمال الآمن سواء كتخزين أو استخدام أو الانتهاء من العبوة، وتجنب العشوائية.
وشددت على ضرورة تطبيق الأمن الحيوي أثناء القيام باستخدام المبيد، وتدريب الفنيين بكل مزرعة، وكذلك العمال، على كيفية ارتداء الزي الواقي، وقراءة الملصقات ودليل الاستخدام، ومجال استخدامات المبيدات وطريقة عملها، والانتباه لأشكال التحذير الموجودة على ملصق العبوة، والاحتياطات الشخصية والبيئية، وتعليمات الإسعافات الأولية وغيرها من المعلومات، وتجنب مصادر المياه وخلايا النحل وغير ذلك وخاصة أن العبوات عليها شعارات متعلقة بالمخاطر أو بمناطق يجب تجنبها.
وأوضحت الهيئة أنه تحسباً للأخطاء التي قد يتسبب فيها غير الملتزمين بوسائل الأمان، وقد يتأثر العمال المستخدمون للمادة أو المبيد عن طريق ملامسته للجلد أو العين أو الجسد بأي طريقة كانت، يجب إبعاد العامل عن مكان الإصابة، وخلع الملابس الملوثة بالمبيد، وغسل الملابس والعين والجلد الذي لامسه المبيد، واستدعاء الطبيب أو المسعفين إذا حدث تضرر بسبب المبيد.
أماكن آمنة
حددت الهيئة قواعد الاستخدام الناجح للمبيدات في الحقل، وذلك من خلال «تحديد الآفة» المراد مكافحتها، ونوعها وأماكن تواجدها، والتواجد الموسمي، وطريقة تغذيتها وانتشارها.
وكذلك «تحديد نوع المبيد»، وتكلفته، ومدى بقائه في النبات، وسهولة استخدامه أو خلطه، وتأثيراته الحيوية، والحشرات المفيدة، وفترة الأمان للمبيد.
كما يجب تحديد المنطقة المستهدفة للمكافحة، إذ تختلف قواعد استخدام المبيدات بين البيوت المحمية والأرض المفتوحة، وكذا في حديقة المنزل، ونوع المحصول، ومزرعة النخيل، عن مبيدات مستخدمة عند تعدد أنواع المحاصيل في الحقل الواحد.
والقاعدة الرابعة مراقبة حالة الطقس، ففي حالة الأمطار أو الرياح يتوقف رش المبيد، فيما تختص القاعدة الخامسة بتجهيز معدات الرش أو المكافحة، والقاعدة السادسة فترة أمان المبيدات، والقاعدة الثامنة التخلص من العبوات والمبيدات الزائدة، ويتوجب جمعها في أماكن آمنة محكمة الإغلاق لحين تسليمها للمتعهدين المتخصصين لإتلافها بالشكل السليم.
والقاعدة الأخيرة «التوثيق والاحتفاظ بالسجلات» للرجوع إليها في حالة الاضطرار إلى الرش مرة أخرى، لأي سبب من الأسباب.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: هيئة الزراعة والسلامة الغذائية أبوظبي الإمارات هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية المبيدات الأمن الحيوي مكافحة الآفات
إقرأ أيضاً:
وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر.. قواعد نبويّة للتّقييم السّياسيّ والاجتماعيّ
مواقف السيرة النبويّة منهاج حياة كاملة يتوجب على المسلم أن يتفاعل معها تنزيلا وتطبيقا في عوالم السياسية والاجتماع وفي التعامل السياسيّ والأخلاقي والاجتماعي، وهي تفيد في تفكيك المواقف المتشابكة والمشاهد المعقدة والحكم عليها تفصيلا بعيدا عن الإجمال المُخلّ. ومن بديع ما قاله ابن القيم في التعبير عن هذا المعنى في كتابه "مفتاح دار السّعادة": "فلو أعطيت النّصوص حقّها لارتفع أكثر النّزاع من العالم، ولكن خفيت النّصوص وفُهم منها خلاف مرادها -وانضاف إلى ذلك تسليط الآراء عليها واتباع ما تقضي به- فتضاعف البلاء، وعظم الجهل، واشتدّت المحنة وتفاقم الخطب، وسبب ذلك كله الجهل بما جاء به الرسول وبالمراد منه".
ومن هذه المواقف التي تمثل منارة يستنير بها المرء في عالم تقييم المواقف السياسيّة والاجتماعيّة للأفراد والجماعات؛ موقف حاطب بن أبي بلتعة الذي وقع بين يدي فتح مكة في رمضان من العام الثامن للهجرة، إذ تجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم للفتح وكان حريصا على أن لا تبلغ الأخبار قريشا حتى لا يتجهزوا فلا تراق الدماء، فدعا ربّه: "اللهم خذ على أسماعهم وأبصارهم فلا يرونا إلا بغتة، ولا يسمعون بنا إلا فجأة". غير أنّ موقفا مفاجئا حدث من الصحابي الجليل حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه، وهو صحابي شهد بدرا والحديبية؛ إذ كتب إلى قريش كتابا يخبرهم فيه بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم وتحركاته باتجاههم، ثم أعطاه امرأة، وجعل لها مبلغا من المال مقابل أن تبلغه قريشا، فجعلته في قرون رأسها بين شعرها، ثم خرجت به، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب، فبعث عليا والمقداد رضي الله عنهما، فقال: "انطلقا حتى تأتيا روضة خاخ، فإن بها ظعينة -أي امرأة- معها كتاب إلى قريش".
على الرّغم من أنّ ما فعله حاطب ثابت بالدليل اليقيني القطعي؛ أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطي حاطبا فرصته ليبيّن ويوضّح، سامعا منه مباشرة. وهذا منهج نبوي عظيم في التعامل مع الأفراد والجماعات في المواقف السياسيّة والاجتماعيّة أو غيرها قبل إطلاق الأحكام والتقييمات، فإن رأيت من أحدٍ ما أو جماعة فاعلة موقفا لم ترتضيه فالأصل أن تسمع منهم لا أن تسمع عنهم
فانطلقا مسرعين حتى ألفيا المرأة فأمرها عليّ رضي الله عنه أن تُخرج الكتاب فقالت: ما معي كتاب، ففتّشا رحلها فلم يجدا شيئا، فقال لها علي: "أحلف بالله، ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا، والله لتخرجنّ الكتاب أو لنجردنّك"، فلما رأت الجدّ منه، قالت: أعرض، فحلّت قرون رأسها، فاستخرجت الكتاب منها، فدفعته إليهما، فأتيا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه: "من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش" يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا، فقال: ما هذا يا حاطب؟! ما حملكَ يا حاطبُ على ما صنعت؟! فقال: لا تعجل عليّ يا رسول الله، والله إنّي لمؤمنٌ بالله ورسوله، وما ارتددت ولا بدّلت، ولكني كنت امرأ مُلصقَا في قريش، لست من أنفُسِهم، ولي فيهم أهلٌ وعشيرةٌ وولد، وليس لي فيهم قرابةٌ يحمونهم، وكان مَن معك لهم قرابات يحمونهم، فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتّخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "أما إنّه قد صدقكم".
فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله أضرب عنقه، فإنّه قد خان الله ورسوله، وقد نافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه قد شهد بدرا، وما يدريك يا عمر، لعلّ الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، فذرفت عينا عمر، وقال: الله ورسوله أعلم.
وهذا المشهد من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلّم يفيض بالدروس والحِكم؛ ولعلي أقتصر مختصرا على قاعدتين تتعلقان بالتّقييم السّياسي والاجتماعي للأفراد والجماعات:
القاعدة الأولى: لقد وقع من حاطب بن أبي بلتعة ما يوصف بالخيانة العظمى وكان ثابتا عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالوحي الإلهي، وعند عامة المسلمين بالدليل المادي وهو الرسالة التي كانت مع المرأة، ومع ذلك فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم دعا حاطبا وسأله: "ما هذا يا حاطب؟! ما حملكَ يا حاطبُ على ما صنعت؟!"؛ فعلى الرّغم من أنّ ما فعله حاطب ثابت بالدليل اليقيني القطعي؛ أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطي حاطبا فرصته ليبيّن ويوضّح، سامعا منه مباشرة. وهذا منهج نبوي عظيم في التعامل مع الأفراد والجماعات في المواقف السياسيّة والاجتماعيّة أو غيرها قبل إطلاق الأحكام والتقييمات، فإن رأيت من أحدٍ ما أو جماعة فاعلة موقفا لم ترتضيه فالأصل أن تسمع منهم لا أن تسمع عنهم، وأن يكون نبراسك في ذلك فعل النبيّ صلى الله عليه وسلّم مع حاطب فتسألهم هم لا غيرهم: ما حملكم على ما فعلتم وصنعتم؟!
رسالةٌ بالغة الأهميّة في تقييم مواقف الأفراد والجماعات التي لها مواقف مشرفة ونبيلة ووقع منها زلل أو خطأ في العمل أو المواقف؛ فإنّه يُغتفر لأصحاب المواقف المشرّفة والبذل والتضحية والفداء والعطاء ما لا يغتفر لغيرهم، وإنّ مواقف الأفراد والجماعات النبيلة وتضحياتهم ينبغي أن تكون سببا في غض الطرف عن بعض ما يرتكبون من زلل، وإنّ أخطاء الأفراد والجماعات الذين شهدت لهم مواقفهم بالفعل العظيم والتضحية والعطاء تغرق في بحار فضائلهم
القاعدة الثانية: في الحديث رسالةٌ بالغة الأهميّة في تقييم مواقف الأفراد والجماعات التي لها مواقف مشرفة ونبيلة ووقع منها زلل أو خطأ في العمل أو المواقف؛ فإنّه يُغتفر لأصحاب المواقف المشرّفة والبذل والتضحية والفداء والعطاء ما لا يغتفر لغيرهم، وإنّ مواقف الأفراد والجماعات النبيلة وتضحياتهم ينبغي أن تكون سببا في غض الطرف عن بعض ما يرتكبون من زلل، وإنّ أخطاء الأفراد والجماعات الذين شهدت لهم مواقفهم بالفعل العظيم والتضحية والعطاء تغرق في بحار فضائلهم، وإن تضخيم أخطائهم بطريقة تهدم فضائلهم حياد عن المنهج النبوي فضلا عن كونه يتنافى والمروءة في الموقف والواقعيّة في التقييم.
وفي ذلك يقول ابن القيم في "مفتاح دار السّعادة": "من قواعد الشرع والحكمة أيضا؛ أنّ من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر؛ فإنه يُحتمل له ما لا يحتمل لغيره، ويُعفى عنه ما لا يعفى عن غيره؛ فإن المعصية خَبث، والماء إذا بلغ قلّتين لم يحمل الخبث، بخلاف الماء القليل فإنه يحمل أدنى خبث. ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم" وهذا هو المانع له صلى الله عليه وسلم من قتل من حسّ عليه وعلى المسلمين -يعني: تجسس، ونقل أخباره إلى الأعداء- وارتكب مثل ذلك الذنب العظيم، فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه شهد بدرا، فدلّ على أن مقتضى عقوبته قائم، لكن منع من ترتّب أثره عليه ما له من المشهد العظيم، فوقعت تلك السّقطة العظيمة مغتفرة في جنب ما له من الحسنات. وهذا أمر معلوم عند الناس مستقر في فطرهم: أن من له ألوف من الحسنات فإنه يسامح بالسيئة والسيئتين ونحوها، كما قيل:
وإذا الحبيب أتى بذنبٍ واحدٍ
جاءت محاسنه بألف شفيعِ
وقال آخر:
فإن يكن الفعل الذي ساء واحدا
فأفعاله اللّاتي سررن كثير"
ولك أن تتخيّل لو أنّنا أعملنا هاتين القاعدتين في تقييماتنا السياسيّة أو الاجتماعيّة للأفراد والجماعات فكم من الإنصاف سنرى، وكم من إحسان الظنّ سنجد، وكم من المعارك الهجوميّة ستتلاشى، وكم من الألسنة المغرضة ستلجم ولن تجد لها آذانا صاغية أو ألسنة تعيد تكرار اللغو والباطل!
x.com/muhammadkhm