صحيفة الاتحاد:
2024-09-11@15:04:15 GMT

د. عبدالله الغذامي يكتب: انتصار الكتابة

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

في زمن الصورة تنتصر الكلمة، وإنْ كان القول المتواتر بأن الصورة عن ألف كلمة، لكن الواقع يشير إلى أن الكلمة تقاوم كل أنواع الإزاحات، ومنذ توجه الإنسان للكتابة، فقد كان ذلك من أجل حفظ زمن الكلمة ومحاولة منحها الخلود والتمدد الزمني والمكاني، والكلمة في حالتها الشفاهية ظلت الرباط الأول الواصل بين البشر، وبقيت كذلك رغم وجود بدائل فطرية مثل الإشارة ولغة الجسد من بسمة العينين كما بسمة الشفتين وبشاشة أو تجهم الوجه وحركات اليد التي تتخذ صيغاً عدة تحيل لمعانٍ سريعة تتغلب على سرعة الكلمات، ثم تطور الأمر لاختراع الرموز والشفرات عبر الرسم والحفر، ولكن ذلك كله ظل عالة على الكلمة التي تفردت بقدراتها على تفسير تلك الرموز وتحليلها وترجمتها لمعانٍ مفهومة، ولا يتحقق فهم أي حركة أو نقش إلا بمعونة الكلمات.


وحين تطور فن الصورة وتحول لصناعات كبرى في السينما وفي التلفزيون ظلت الكلمة تصاحب هذا التطور وتسعى للاستفادة منه كوسيلة مساندة وليس كبديل، وفي «تويتر» و«الواتس» نشاهد كيف انتعش سوق الكلمة المكتوبة رغم وجود فن الإيموجي، وسهولة استخدام الصور، لكنها تظل صوراً قاصرةً ولا يسد قصورها سوى ترجمتها لكلمات يجري التعارف عليها تعارفاً يماشي حضورها ويلازمه، وهي ترجمة قسرية لأنها تحصر كل صورة بمعنى واحد، ولا يشكل جملاً ولا يسمح بتأسيس سياق دلالي يتيح مجالاً لتعدد الدلالات، واللغة أصلاً مشروطة بتعدد المعاني مقابل محدودية الألفاظ، ولذا لزم أن يدل اللفظ الواحد على العديد من المعاني كما هي مقولة ابن سينا، ولا يقيد ذلك ويرتبه إلا سياق الجملة، حيث يتغير معنى اللفظ بسبب مجاورته لألفاظ أخرى تجتمع وتنتظم لتكون نظاماً دلالياً يحرر اللفظة من معناها المعجمي المثبت إلى معانٍ تظل تتغير وتتبدل حسب شروط السياق، على أن الكتابة تنتصر في زمن الانفتاح الوسائلي لأن الوسائل فتحت فضاءات التواصل على كل مجالاتها وآفاقها، وهذا أغرى كل إنسانٍ وإنسانة لدخول معترك التعبير اللغوي دون أية شروط، وتحركت مغامرات الكتابة التلقائية بحرية مطلقة، مما استنهض حس الرغبة لدى الجميع وكسر هيمنة النخبة على حقوق التعبير والنشر، وهنا أصبح الكل - كُتَّاباً وكاتبات - وانكسر الشرط الطبقي والاحتكار النخبوي، وبالتالي فالكلمة المكتوبة تنتصر على الصورة وتنتصر على الطبقية، ومن ثم تنطلق اللغة لتصبح هوية حرةً ومطلقة، ولتفتح كوناً جديداً للتعبير والإنشاء وللتفكير ولشجاعة المواجهة مع الكل، ولم يعد هناك كبيرٌ وصغير، إذ اشترك الجميع على مائدة واحدة، هي وسائل التواصل الاجتماعي في مجتمع مفتوح لا تقيده قيود.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: جماليات الهزيمة د. عبدالله الغذامي يكتب: نازك الملائكة بين منهجيتين

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الغذامي عبدالله الغذامي

إقرأ أيضاً:

شبانة يشيد بـ"حسام حسن" بعد انتصار منتخب مصر على بوتسوانا

أكد الإعلامي محمد شبانة، أنه مندهش من محاولات البعض المستمرة تحويل أي انتصار لمنتخب مصر إلى مناوشات جماهيرية بين الأهلي والزمالك، مشيرًا إلى أن كل اللاعبين سواسية ولا يجب الحديث عن لاعب معين ومدى تأثيره في منتخب مصر.

إقرأ أيضاً..

شبانة: كهربا يهدر كل الفرص لاستعادة ثقة كولر

وقال شبانة عبر برنامجه بوكس تو بوكس الذي يبث عبر بوكس تو بوكس: "لم أكن مصدقا لما شاهدته بعد مواجهتي مصر في تصفيات أمم إفريقيا، فقد حققنا فوزين متتاليين وسجلنا أهداف، وهناك إيجابيات عديدة ويجب أن نبني عليها للمستقبل، لكن شاهدنا مناوشات ومقارنات غريبة بين اللاعبين".

وأضاف: "جزء من نجاح حسن شحاتة في منتخب مصر، هي العلاقات الجيدة، والتي كان يُطلق عليها "عائلة المنتخب" المترابطة حتى 2010، والمعلم كان يحارب لضم عصام الحضري في 2008 بعد رحيله عن الأهلي.. والفوز الكبير على بوتسوانا هام للغاية على الرغم من تواضع مستوى المنافسين".

وواصل: "حسام حسن أصبح لديه ارتباط جيد باللاعبين، ولذلك شاهدنا كل اللاعبين تبذل قصارى جهدها من أجل الظهور بقوة في الملعب، وظهرت حالة جيدة والروح كانت رائعة بين الجميع".

وأكمل: "ظهرت بعض الانتقادات بعد اللقاء، والبعض حاول التقليل من الفوز، بحجة أن منتخب مصر لم نواجه منتخب كبير حتى الآن، وحسام حسن يلعب حسب متطلبات كل لقاء، وهو يستحق الثناء والتقدير بعد الانتصارين، رغم حالة القلق والتصريحات القوية من حسام قبل انطلاق المعسكر".

وتابع: "معسكر منتخب مصر الحالي سيكون سبب في ثقة الجميع بالجهاز الفني بقيادة حسام حسن خلال الفترة المقبلة، وعندما يتم تحويل المنتخب إلى عائلة واحدة، يكون الأداء أفضل والروح رائعة".

وأكد: "هناك مكتسبات كبيرة لمنتخب مصر، وأرجو من الجمهور ألا يحول الأمور إلى "أهلي وزمالك"، والمقارنة بين لاعبين في الناديين، هناك البعض يحاول التفرقة، وأهنئ منتخب مصر وحسام حسن على الاداء والنتجية، وبالتأكيد سنصعد لأمم إفريقيا وكأس العالم".

مقالات مشابهة

  • تشريعية النواب تنتصر للمرة الثالثة في اجتماع اليوم لحق الدفاع وترفض تعديل الحكومة والنيابة العامة للمادة ١٠٤
  • تشريعية النواب تنتصر للحقوق والحريات وترفض طلب الحكومة والنيابة العامة
  • د.حماد عبدالله يكتب: المصلحة العليا للوطن "أولًا" !!
  • شبانة يشيد بـ"حسام حسن" بعد انتصار منتخب مصر على بوتسوانا
  • جنوب لبنان | هل وصل الجميع للخطوة صفر من الحرب الشاملة؟
  • جنوب لبنان| هل وصل الجميع للمسافة صفر من الحرب الشاملة؟
  • د.حماد عبدالله يكتب: حضارة الأغنياء فى مصر القديمة !!
  • كيت “أميرة ويلز” تنتصر على السرطان
  • د.حماد عبدالله يكتب: عاصمة جمهورية مصر العربية "القاهرة"!!
  • قوة الكلمة الطيبة.. كيف يمكنها أن تغير العالم ؟