صحيفة الاتحاد:
2024-11-23@13:21:57 GMT

د. عبدالله الغذامي يكتب: انتصار الكتابة

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

في زمن الصورة تنتصر الكلمة، وإنْ كان القول المتواتر بأن الصورة عن ألف كلمة، لكن الواقع يشير إلى أن الكلمة تقاوم كل أنواع الإزاحات، ومنذ توجه الإنسان للكتابة، فقد كان ذلك من أجل حفظ زمن الكلمة ومحاولة منحها الخلود والتمدد الزمني والمكاني، والكلمة في حالتها الشفاهية ظلت الرباط الأول الواصل بين البشر، وبقيت كذلك رغم وجود بدائل فطرية مثل الإشارة ولغة الجسد من بسمة العينين كما بسمة الشفتين وبشاشة أو تجهم الوجه وحركات اليد التي تتخذ صيغاً عدة تحيل لمعانٍ سريعة تتغلب على سرعة الكلمات، ثم تطور الأمر لاختراع الرموز والشفرات عبر الرسم والحفر، ولكن ذلك كله ظل عالة على الكلمة التي تفردت بقدراتها على تفسير تلك الرموز وتحليلها وترجمتها لمعانٍ مفهومة، ولا يتحقق فهم أي حركة أو نقش إلا بمعونة الكلمات.


وحين تطور فن الصورة وتحول لصناعات كبرى في السينما وفي التلفزيون ظلت الكلمة تصاحب هذا التطور وتسعى للاستفادة منه كوسيلة مساندة وليس كبديل، وفي «تويتر» و«الواتس» نشاهد كيف انتعش سوق الكلمة المكتوبة رغم وجود فن الإيموجي، وسهولة استخدام الصور، لكنها تظل صوراً قاصرةً ولا يسد قصورها سوى ترجمتها لكلمات يجري التعارف عليها تعارفاً يماشي حضورها ويلازمه، وهي ترجمة قسرية لأنها تحصر كل صورة بمعنى واحد، ولا يشكل جملاً ولا يسمح بتأسيس سياق دلالي يتيح مجالاً لتعدد الدلالات، واللغة أصلاً مشروطة بتعدد المعاني مقابل محدودية الألفاظ، ولذا لزم أن يدل اللفظ الواحد على العديد من المعاني كما هي مقولة ابن سينا، ولا يقيد ذلك ويرتبه إلا سياق الجملة، حيث يتغير معنى اللفظ بسبب مجاورته لألفاظ أخرى تجتمع وتنتظم لتكون نظاماً دلالياً يحرر اللفظة من معناها المعجمي المثبت إلى معانٍ تظل تتغير وتتبدل حسب شروط السياق، على أن الكتابة تنتصر في زمن الانفتاح الوسائلي لأن الوسائل فتحت فضاءات التواصل على كل مجالاتها وآفاقها، وهذا أغرى كل إنسانٍ وإنسانة لدخول معترك التعبير اللغوي دون أية شروط، وتحركت مغامرات الكتابة التلقائية بحرية مطلقة، مما استنهض حس الرغبة لدى الجميع وكسر هيمنة النخبة على حقوق التعبير والنشر، وهنا أصبح الكل - كُتَّاباً وكاتبات - وانكسر الشرط الطبقي والاحتكار النخبوي، وبالتالي فالكلمة المكتوبة تنتصر على الصورة وتنتصر على الطبقية، ومن ثم تنطلق اللغة لتصبح هوية حرةً ومطلقة، ولتفتح كوناً جديداً للتعبير والإنشاء وللتفكير ولشجاعة المواجهة مع الكل، ولم يعد هناك كبيرٌ وصغير، إذ اشترك الجميع على مائدة واحدة، هي وسائل التواصل الاجتماعي في مجتمع مفتوح لا تقيده قيود.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: جماليات الهزيمة د. عبدالله الغذامي يكتب: نازك الملائكة بين منهجيتين

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الغذامي عبدالله الغذامي

إقرأ أيضاً:

نعيم قاسم: استهداف بيروت يستوجب رداً في عمق تل أبيب... والميدان هو صاحب الكلمة الفصل

أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، في تعليقه على اغتيال المسؤول الإعلامي في الحزب، محمد عفيف، أن استهداف العاصمة بيروت يستوجب رداً مباشراً في عمق تل أبيب، لكي تفهم إسرائيل أن اعتداءاتها لن تمر دون حساب، حسب وصفه.

اعلان

وقال قاسم إن حزب الله استعاد عافيته، وواصل عملياته العسكرية بإطلاق صواريخ موجهة من مارون الراس إلى حيفا. وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية أصبحت تخشى التقدم، وباتت تتلكأ، تجنبا لتكبد مزيد من الخسائر.

و "رغم الإصابات المؤلمة"، أكد أن الحزب يمتلك كوادر "من أصحاب البأس الشديد"، وأن استمرار الحرب لشهر ونصف يُعد إنجازاً عسكرياً، مع تسجيل أكثر من 100 قتيل وألف جريح في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بدء التصعيد.

وأشار إلى أن إسرائيل غيرت أهدافها المعلنة، مؤكداً صعوبة تحقيق هدفها المتعلق بتدمير حزب الله.

وأوضح قاسم أن حزب الله قدّم كل ما في وسعه لدعم غزة في ظل ظروف لبنان الصعبة، مشيراً إلى أن "الحزب خاض معركة أولي البأس لمدة شهرين لصد العدوان الإسرائيلي على لبنان"، كما قاد معركة إسناد قطاع غزة على مدار 11 شهراً. وأشاد بموقف العراق واليمن وإيران في دعم غزة، بينما يقف العالم متفرجاً. 

Relatedحزب الله يقصف حيفا وعكا وفضيحة تسريب جديد بمكتب نتنياهو وغالانت يؤكد أن لا أهمية للبقاء في فيلادلفياالمعاناة مستمرة في غزة وإسرائيل تنتقل لمرحلة ثانية من عملياتها في لبنان وحزب الله يتوعدها بالخيبةهيئة دولية للإشراف على تطبيق القرار 1701.. ماذا نعرف عن مسودة التسوية الجديدة بين إسرائيل وحزب الله؟

وشدد الأمين لحزب لله على أن "المقاومة" ليست جيشاً نظامياً بل تعتمد على مواجهة إسرائيل في المواقع التي تتقدم إليها. وأضاف: أن "ليس مهماً أن يُقال إن العدو دخل هذه القرية أو تلك، بل ما يهم هو حجم خسائره وأين تصدى له المجاهدون".

وأكد قاسم أن إسرائيل لن تتمكن من فرض شروطها على لبنان، مضيفاً أن "الأرض والشباب في النهاية هما جزء من المعادلة التي تجعل المقاومة قادرة على الصمود والاستمرار".

وأشار إلى أن حزب الله قدم ملاحظاته للمبعوث الأميركي إلى لبنان، مؤكداً أن التفاوض يتم تحت سقف حماية سيادة لبنان وضمان وقفٍ كامل للحرب. لكنه أوضح أن الحزب مستعد لمواصلة القتال سواء نجحت المفاوضات أم لا، حيث يبقى الميدان هو صاحب الكلمة الفصل، سواء في المواجهات البرية أو إطلاق الصواريخ نحو عمق إسرائيل.

Relatedالجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لما يقول إنها عمليات جوية تستهدف منشآت حزب الله في لبنانمسؤول إسرائيلي لـ"واشنطن بوست": حزب الله خصم هائل ويمتلك قدرة صمود ستضع حدًا للعملية البرية سجال بين نتنياهو وزعيم معارضته وحصار خانق لغزة والمشافي تناشد لتدخل عاجل وحزب الله يقصف أكثر من هدف

وخاطب النازحين قائلاً: "نقدر تضحياتكم ونعمل على تقديم المساعدات الممكنة، وندعوكم للصبر حتى تحقيق النصر". وشدد على أن "إسرائيل لن تُهزم إلا بالمقاومة"، وأن عدم تحقيق أهدافها يعني انتصاراً للمقاومة. 

كما أكد على تمسك حزب الله بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، في إدارة لبنان، مشيراً إلى أن الخطوات السياسية الداخلية ستتم ضمن إطار اتفاق الطائف وبالتعاون مع القوى السياسية. وأعلن عن التزام الحزب بالعمل على انتخاب رئيس للجمهورية فور انتهاء الحرب.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هوكستين من بيروت: وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في متناول اليد الأمين العام لحزب الله يرفع سقف خطابه: مستعدون لحرب استنزاف ولا يمكن أن ينتصر نتنياهو مسيرات حزب الله ترغم نتنياهو على تأجيل زفاف ابنه محادثات - مفاوضاتتل أبيبإسرائيلالولايات المتحدة الأمريكيةحزب اللهلبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب بيومها الـ411: استمرار القتل في غزة ومصرع 36 في قصف إسرائيلي على تدمر ونعيم قاسم يهدد تل أبيب يعرض الآن Next مصادر: الرئيس الروسي منفتح على نقاش وقف إطلاق النار مع ترامب.. ولكنه يصر على مبادئه تجاه كييف يعرض الآن Next "مؤامرة التسميم": الكشف عن تفاصيل خطة اغتيال الرئيس البرازيلي لولا يعرض الآن Next البيتكوين يتخطى حاجز 94 ألف دولار لأول مرة في تاريخه يعرض الآن Next تذكروني كشخص جيد من مايوركا.. الأسطورة رافاييل نادال يودع الملاعب الترابية ويطوي سنين من الأمجاد اعلانالاكثر قراءة حدث "هام" في منطقة الأناضول.. العثور على قلادة مرسوم عليها صورة النبي سليمان أسعار زيت الزيتون ستنخفض إلى النصف في الأسواق العالمية هوكستين من بيروت: وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في متناول اليد اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما حب وجنس في فيلم" لوف" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29روسيافولوديمير زيلينسكيفلاديمير بوتينإسرائيلفرنساالحرب في أوكرانيا غزةدونالد ترامبإعصارحماية البيئةطوارئالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: وظائف خالية !!
  • اقرأ بالوفد غدا: الجنائية الدولية تنتصر للشعب الفلسطيني
  • خارجية «حماة الوطن»: العدالة الدولية تنتصر للشعب الفلسطيني بقرارات تاريخية ضد نتنياهو وجالانت
  • ورشة عمل في "بنات عين شمس" عن الكتابة العلمية المتقدمة
  • الكتابة في زمن الحرب: التنمية المستدامة لقرية ما بعد الحرب
  • أريج الأحمري في أول ظهور لها مع زوجها عبدالله الودعاني
  • د.حماد عبدالله يكتب: الجامعات والبيئة !!
  • قديما قالوا: الملافظ سعد.. واليوم نقول: الكلمة أمانة وعهد
  • تصعيد العمليات يمنح “المقاومة” في لبنان الكلمة العليا
  • نعيم قاسم: استهداف بيروت يستوجب رداً في عمق تل أبيب... والميدان هو صاحب الكلمة الفصل