أبوظبي – الوطن:

تستعرض دراسة حديثة، أصدرها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، التحولات الوشيكة من النشاط الإرهابي المنحسر على الأرض إلى ملامح مستقبل ظاهرة الإرهاب والنشاط الجديد الذي يبدأ من السطح ويتشكل في أعماق البحار، كما تهدف الدراسة إلى استكشاف التهديدات الإرهابية المحتملة لخرائط الأعماق الرقمية، وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية، وحتى السياسية.

وترى الدراسة، التي تحمل عنوان «الإرهاب من أسفل.. تهديد خرائط الأعماق الرقمية»، وأعدها كلاً من الدكتور السيد علي أبوفرحة، الخبير في قسم الدراسات الاستراتيجية، وحمد الحوسني، الباحث في قسم الإسلام السياسي بـ«تريندز»، أن انقطاع شبكة الإنترنت قد يمثل تهديداً جدياً للأمن واستقرار العالم الرقمي، ومن بين السيناريوهات المحتملة لانقطاع شبكة الإنترنت، قطع الكابلات البحرية عن طريق التنظيمات الإرهابية في المستقبل.

وأكدت الدراسة، أن انقطاع الكابلات البحرية بفعل الهجمات الإرهابية يؤدي إلى توقف شامل للخدمات الرقمية على مستوى عالمي، مما يؤدي إلى حدوث فوضى اقتصادية واجتماعية هائلة؛ فقد يسبب هذا تعطلاً للبنوك والشركات والمؤسسات الحكومية، وتوقفاً عن تقديم الخدمات الطبية والتعليمية عبر الإنترنت.

وأشارت أيضاً إلى أن انقطاع الإنترنت قد يؤدي إلى تصاعد التوترات السياسية والعسكرية بين الدول، وخاصة إذا كانت الحوادث المتكررة لقطع الكابلات تتم على نطاقٍ واسعٍ وبشكلٍ متعمّد، وقد يتبع ذلك ردود فعل عسكرية؛ ما يزيد من احتمالات حدوث صراعات وتصعيد للنزاعات الدولية.

وتبين الدراسة، أن خارطة الكابلات البحرية تتضمن حوالي 552 كابلاً بحرياً حول العالم، تنقل 95% من بيانات الإنترنت عالمياً، وما يربو على 10 تريليونات دولار من المعاملات المالية يومياً، متحكمة في ذلك في تنفيذ غالبية الأنشطة الاقتصادية العالمية والاتصالات الدبلوماسية والعسكرية، لتُشكل هذه الكابلات مجتمعة خريطة الأعماق الرقمية التي تمثل البنية التحتية للاقتصاد العالمي الراهن.

وتستشهد الدراسة بحادثة انقطاع الكابلات البحرية في البحر الأحمر التي وقعت في شهر مارس 2024؛ والتي أثرت على 25% من حركة البيانات المتدفقة بين آسيا وأوروبا، وجاءت هذه الحادثة في ضوء النشاط الإرهابي الحوثي ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر؛ ما دعا إلى تشكيل لجان تحقيق لتحديد إذا ما كان حادثاً متعمداً أم عرضياً، واحتمالية صلته بإرهاب جماعة الحوثي، على الرغم من عدم إعلان الأخير مسؤوليته عنه.

وتوضح الدراسة، أن «الحوثي» يمتلك قدرات وإمكانات تمكّنه من تعطيل وقطع وتخريب الكابلات البحرية في منطقة باب المندب، والمقدرة بـ18 كابلاً بحرياً من أهم الكابلات عالمياً وأطولها، خاصة في ضوء عدم احتياج مثل تلك العمليات الإرهابية التخريبية إلى قدرات وإمكانات كبيرة ومعقدة، حيث يمكن تنفيذها بإمكانات بدائية وبسيطة أو بواسطة غواصين منفردين؛ ولكن التساؤل الملح هو إلى أي مدى سيكون رد الفعل الدولي حال تكرار حدوث ذلك، وإلى أي مدى يستطيع «الحوثي» تحمل ردود الأفعال الدولية جراء الخسائر غير المحتملة لهذه العمليات الإرهابية المحتملة؟


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

دراسة: أدمغة المراهقين تقدمت في العمر بشكل أسرع خلال جائحة كورونا

أفادت دراسة علمية نشرت الاثنين أن تدابير الإغلاق التي فرضتها السلطات الصحية أثناء جائحة كوفيد-19 أدت إلى تسارع غير عادي في نضوج الدماغ لدى المراهقين، وأن أدمغة الفتيات تقدمت في العمر بشكل أكبر من الفتيان، محذرة من أن هذه التطورات لها تأثير ضار على الصحة العقلية.

وأشارت نتائج الدراسة التي أجرتها جامعة واشنطن، ونشرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم، إلى ضعف أكبر لدماغ الأنثى، مقارنة بدماغ الذكر، وهو ما عزاه الباحثون إلى العزلة الاجتماعية.

وبالرغم من أن جائحة كورونا قد انتهت إلى حد كبير، فإن آثارها لا تزال باقية، حيث شددت الدراسة على أنه "نظرا لأن تسارع نضوج الدماغ كان مرتبطا بزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات العصبية والنفسية والسلوكية، فإن هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية توفير المراقبة المستمرة والدعم للأفراد الذين كانوا مراهقين أثناء جائحة كوفيد-19". 

المناطق التي شهدت ترققا قشريا متسارعا في أدمغة المراهقين ومقارنة بين الفتيات (A) والأولاد (B)

ويحدث تطور اجتماعي وعاطفي كبير أثناء فترة المراهقة، جنبا إلى جنب مع تغييرات كبيرة في بنية الدماغ ووظيفته.

وقامت الدراسة بقياس ترقق القشرة المخية، وهي عملية تبدأ إما في أواخر الطفولة أو أوائل المراهقة.

وكتب المؤلفون أن سمك القشرة المخية يصل إلى ذروته بشكل طبيعي أثناء الطفولة، وينخفض بشكل مطرد طوال فترة المراهقة ويستمر في الانخفاض طوال عمر الفرد.

كان الباحثون يعتزمون في الأصل تتبع نمو دماغ المراهقين العاديين بمرور الوقت، بدءا من التصوير بالرنين المغناطيسي الذي أجراه المؤلفون على أدمغة المشاركين في عام 2018. وخططوا لمتابعتهم لإجراء فحص آخر في عام 2020.

أخر الوباء التصوير بالرنين المغناطيسي الثاني لمدة تتراوح بين ثلاث إلى أربع سنوات. كان المشاركون البالغ عددهم 130 مشاركا في ولاية واشنطن تتراوح أعمارهم بين 12 و 20 عاما.

استخدم الفريق بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي قبل الجائحة لإنشاء "نموذج معياري" لكيفية تطور 68 منطقة من الدماغ على الأرجح خلال فترة المراهقة، والتي يمكنهم من خلالها مقارنة بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي بعد الجائحة ومعرفة ما إذا كانت تنحرف عن التوقعات.

وأظهرت عمليات المسح التي أُجريت في عام 2021، بعد انتهاء فترة الإغلاق، أن الأولاد والبنات قد عانوا من ترقق قشري سريع خلال تلك الفترة. ومع ذلك، كان تأثير الترقيق أكثر وضوحًا لدى الفتيات، حيث تسارع ترقق قشرة الدماغ لديهن بمعدل يبلغ 4.2 سنوات قبل الوقت المتوقع، بينما تسارع ترقق قشرة الدماغ لدى الأولاد بمعدل 1.4 سنة قبل الوقت المتوقع.

وفرضت الحكومات في جميع أنحاء العالم تدابير تقييدية مع انتشار فيروس كورونا المستجد وتسارع أعداد الوفيات، بما في ذلك أوامر البقاء في المنزل، ومتطلبات التباعد الاجتماعي، وإغلاق المدارس، ما أدى إلى تقليل قدرة المراهقين على التفاعل مع أقرانهم.

وقالت الدراسة إن هذه التدابير التقييدية كان لها تأثير سلبي كبير على الصحة العقلية للمراهقين، مشيرة إلى أن هناك العديد من التقارير عن زيادة القلق والاكتئاب ومشاعر التوتر لدى كل من الإناث والذكور بعد عمليات الإغلاق بسبب الوباء مقارنة بالمستويات قبل الوباء. 

مقالات مشابهة

  • دقيقة بدقيقة.. وثيقة تكشف كيف أمضى بوش يوم 11 سبتمبر في ظل الهجمات الإرهابية الأكثر دموية
  • دراسة تكشف تأثير البيئة الأسرية في إدمان الألعاب الإلكترونية
  • دراسة تكشف تأثير جائحة “كوفيد” على أدمغة المراهقين
  • دراسة تحذر من أصوات يصدرها الجسم ولها عواقب خطيرة
  • دراسة: أدمغة المراهقين تقدمت في العمر بشكل أسرع خلال جائحة كورونا
  • إحذر بديل السكر.. قد يسبب لك تجلّط الدم أو السكتة القلبية!
  • كيف فشلت البحرية الأمريكية في دراسة وتحليل تكتيكات صنعاء الهجومية”
  • “تريندز” يسطر لنفسه صرحاً عالمياً شامخاً في عالم البحث العلمي
  • إجراء أول دراسة مسحيّة شاملة عن مناطق العودة واحتياجات العائدين في اليمن
  • القوات المسلحة باتت اليوم أكثر قوة وصلابة في مواجهة تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية، ومشروعها التدميري