طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الجمعة بـ"هدنة فورية" لتسهيل حملة تطعيم كبرى لمكافحة شلل الأطفال في قطاع غزة، وعلى الفور أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دعمها المقترح الأممي.

في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في القطاع، وذلك في مدينة دير البلح لطفل يبلغ من العمر 10 شهور لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال.

وأكد غوتيريش، الذي كان يتحدث إلى الصحفيين في الأمم المتحدة، أن منع واحتواء انتشار شلل الأطفال في غزة سيتطلب جهودا ضخمة ومنسقة وعاجلة.

وأردف "دعونا نكون واضحين: إن اللقاح النهائي ضد شلل الأطفال هو السلام ووقف إطلاق النار فورا لأسباب إنسانية، ولكن على أية حال، فإن هدنة من أجل التطعيم ضد شلل الأطفال أمر لا بد منه، فمن المستحيل إجراء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في ظل الحرب الدائرة في كل مكان".

وقال غوتيريش إن الأمم المتحدة "تخطط لإطلاق حملة حيوية للتطعيم ضد شلل الأطفال، تستهدف أكثر من 640 ألف طفل دون سن العاشرة".

وأشار إلى أن اكتشاف فيروس شلل الأطفال في عينات مياه الصرف الصحي من مدينتي خان يونس (جنوب) ودير البلح (وسط) قطاع غزة زاد من المخاوف، حيث "يتعرض مئات الآلاف من الأطفال في غزة للخطر".

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، طالبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية -في بيان مشترك- جميع الأطراف بوقف إنساني لإطلاق النار في غزة 7 أيام بهدف تنفيذ حملات تطعيم ضد شلل الأطفال، مؤكدة أنه دون فترات التوقف الإنسانية فلن يكون تنفيذ حملة التطعيم ممكنا.

وأضاف البيان الأممي أن الحملات ستوفر لأكثر من 640 ألف طفل دون سن العاشرة لقاحا ضد شلل الأطفال.

وأكد أنه يجب تغطية التطعيم بنسبة 95% على الأقل خلال كل جولة من الحملة بهدف منع انتشار شلل الأطفال.

ترحيب حماس

من جهتها، قالت حركة حماس، في بيان نشرته على حسابها بمنصة تليغرام، إنها "تدعم الطلب الذي أعلنته الأمم المتحدة اليوم لهدنة لمدة 7 أيام من أجل تطعيم آلاف الأطفال من الشلل الرباعي".

وطالبت حماس بـ"إدخال الدواء والغذاء لأكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في غزة".

بدوره، قال مسؤول غربي كبير لرويترز، طلب عدم الكشف عن هويته، إنهم يدركون أن هناك حالة مؤكدة واحدة على الأقل وحالتين مشتبه فيهما بين الفلسطينيين في القطاع، مضيفا أنه قد لا تكون هناك هدنة إنسانية واحدة ولكن فترات متعددة أقصر زمنا لتوقف القتال.

والخطر هنا هو أن تفشي المرض لا يهدد غزة فقط، التي وصفها المسؤول بأنها "قنبلة موقوتة معدية".

وأوضح المسؤول أنه عندما يبدأ موسم الأمطار في أواخر هذا الخريف، فإن مياه الصرف الصحي الملوثة قد "تنتقل" إلى طبقة المياه الجوفية التي تستمد منها إسرائيل ومصر والأردن المياه.

وشلل الأطفال فيروس شديد العدوى يمكن أن يهاجم الجهاز العصبي ويسبب الشلل. وينتقل عن طريق ابتلاع طعام أو ماء ملوثين ببراز شخص مصاب بالمرض.

ويعدّ الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة لخطر الإصابة به وخاصة الرضع دون سن الثانية، وذلك مع توقف حملات التطعيم العادية بسبب الحرب المستمرة منذ 10 شهور.

ويحذر مسؤولون في مجال الصحة العامة ومنظمات الإغاثة من أن سكان قطاع غزة تحديدا معرضون لتفشي الأمراض في غياب الخدمات الصحية المناسبة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تطعیم ضد شلل الأطفال شلل الأطفال فی الأمم المتحدة فی غزة دون سن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: خفض تمويل المساعدات العالمية يعطل جهود تطعيم الأطفال ضد الأمراض القاتلة

قالت الأمم المتحدة، إن خفض تمويل المساعدات العالمية من قبل الولايات المتحدة يعطل بشكل كبير جهود تطعيم الأطفال ضد الأمراض القاتلة، وهو الأمر الذي يشبه ما حدث خلال جائحة كورونا.

وأشار تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي) إلى أن حالات تفشي الأمراض المعدية، مثل الحصبة والتهاب السحايا والحمى الصفراء، قد تزايدت على مستوى العالم، في الوقت الذي تأثرت فيه عمليات التطعيم الطارئة والروتينية في العديد من البلدان.

 

تزايد تفشي الأمراض

ووفقًا للتقارير الواردة من مكتب منظمة الصحة العالمية في 108 دول، معظمها من الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، فإن نصف البلدان تقريبًا شهدت تراجعًا في عمليات التطعيم بداية من أبريل 2025 نتيجة تخفيضات التمويل.

في بيان مشترك، قالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسيف، إن هذا الوضع يشبه النكسات التي حدثت خلال جائحة كورونا، موضحة أن هذه الأمراض قابلة للوقاية عن طريق اللقاحات.

تأثير خفض التمويل الأمريكي

وقال البيان إن جائحة كورونا تسببت في أكبر تراجع في تطعيم الأطفال منذ جيل كامل، حيث أدى خفض التمويل الأمريكي، الذي كانت تساهم فيه الولايات المتحدة سابقًا بشكل كبير، إلى تهديد جهود مكافحة هذه الأمراض.

فيما أعلنت سانيا نيشتار، الرئيسة التنفيذية لمنظمة جافي، أن مواجهة تفشي الأمراض المعدية أمر ممكن، ولكن فقط إذا تم تمويل المنظمة بشكل كامل.

نداء للحفاظ على التمويل

ودعت الوكالات الصحية العالمية إلى الحفاظ على تمويل تطعيم الأطفال قبل جولة التمويل المقبلة لـ جافي المقررة في يونيو 2025. 

تسعي المجموعة لجمع 9 مليارات دولار لتمويل أنشطتها خلال الفترة من 2026 إلى 2030.

ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض

وأشارت البيانات إلى أن حالات الإصابة بـ الحصبة قد شهدت زيادة سنوية منذ 2021، بينما ارتفعت حالات الإصابة بـ التهاب السحايا في إفريقيا العام الماضي، وتزايدت حالات الإصابة بـ الحمى الصفراء بعد انخفاضها في العقد الماضي.

في سياق آخر، كشفت وثيقة داخلية للحكومة الأمريكية في الشهر الماضي عن خطط لتقليص مساهمتها في اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية، في إطار سياسة "أمريكا أولًا"، مع إلغاء المساهمة السنوية التي تبلغ نحو 300 مليون دولار في جافي.

توترات حول الدور الأمريكي في جافي

وفي الأسبوع الماضي، رشحت وزارة الخارجية الأمريكية مارك لويد، مساعد المدير العام للصحة العالمية، لعضوية مجلس إدارة جافي، وهو المقعد الذي كان شاغرًا سابقًا. 

بينما رفضت وزارة الخارجية الأمريكية وجافي التعليق على التأثير المحتمل لهذا الترشيح على التمويل الأمريكي.

مقالات مشابهة

  • وفد حماس بالقاهرة يبحث وقف الحرب عن غزة.. استعداد لهدنة 5 سنوات
  • الأمم المتحدة: خفض تمويل المساعدات العالمية يعطل جهود تطعيم الأطفال ضد الأمراض القاتلة
  • حماس: نسعى لهدنة في غزة تمتد 5 سنوات
  • الأمم المتحدة: غوتيريش لن يشارك في احتفالات عيد النصر بموسكو
  • “الأونروا”: نفاد إمدادات الدقيق والوقود ولقاحات الأطفال في قطاع غزة
  • توك شو| بكري: الصعيد شهد نهضة غير مسبوقة في عهد الرئيس السيسي.. الأمم المتحدة: نثمن جهود الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار بغزة
  • الأمم المتحدة: نثمن جهود الوساطة المصرية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة
  • الأمم المتحدة تحاصر البرهان بتساؤلات مهمة في رسالة من غوتيريش وقائد الجيش يقدم تعهدات
  • نزوح جماعي في الفاشر.. والبرهان يتلقى رسالة من غوتيريش (شاهد)
  • البرهان يتسلم رسالة من غوتيريش حول إحلال السلام بالسودان