محللون: المستوطنون أداة نتنياهو لتهجير الفلسطينيين في الضفة
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
وسط إفلات شبه كامل من أي عقاب جدي سواء من حكومتهم أو من القوى الدولية، يواصل المستوطنون هجماتهم على مدن وقرى الضفة الغربية، ويعيثون فسادا في أرواح وممتلكات الفلسطينيين.
وفي فصل جديد من هذا الانتهاك، أقرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن عشرات من المستوطنين الملثمين اقتحموا قرية جيت قرب مدينة قلقيلية شمالي الضفة وقاموا بإحراق عدد من المنازل والمركبات.
وفي هذا السياق، يؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية الدكتور حسن أيوب أن المستوطنين لديهم قناعة راسخة بأنهم يتمتعون بحماية استثنائية، مشيرا إلى أنهم يتحركون تحت سمع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال أيوب -في حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- إن الخارطة السياسية للتوسع الاستيطاني تظهر أن هناك مسألة محسوبة من وراء عنف وإرهاب المستوطنين، وهي تهجير الفلسطينيين من أنحاء الضفة. وكشف أنه بعد عملية "طوفان الأقصى" تم تهجير أكثر من 1800 فلسطيني.
ويعتقد المستوطنون، وتحديدا الذين ينتمون إلى التيارات القومية الدينية ومن يسمون العلمانيين، أن الفترة الحالية فرصة تاريخية بالنسبة لهم، والتي كانوا ينتظرونها منذ بدأت عملية الاستيطان فترة السبعينيات من أجل تحقيق فكرة "أرض إسرائيل الكبرى".
ويعتقدون أن فرصتهم قد حانت لتحقيق هدفهم خاصة في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة، وفي ظل الإجراءات الاستثنائية والعمليات المكثفة للجيش الإسرائيلي في مختلف مناطق الضفة، كما يضيف أيوب.
ومن جهة أخرى، انتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية دور السلطة الفلسطينية، وقال إنها لا توفر الحماية للمواطنين في القرى والمدن أمام عنف وإرهاب المستوطنين.
ومن جهته، يرى مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق بالقدس خليل التفكجي أن المستوطنين هم الأداة التنفيذية للحكومة الإسرائيلية ولليمين المتطرف، لأن برنامج الاحتلال هو القيام بعملية تطهير عرقي تدريجي للفلسطينيين من قراهم.
وقال التفكجي إن عدد المستوطنين لم يتجاوز 115 ألفا إبان توقيع اتفاقية أوسلو، لكنه ارتفع الآن إلى 6500 يوجدون في الضفة المحتلة، و230 ألفا بالقدس المحتلة، وسيرتفع إلى مليون مستوطن عام 2030.
وفي ظل هذا التوسع الاستيطاني، يعبّر التفكجي عن قناعته بأنه من المستحيل أن تقام دولة فلسطينية بالضفة لأن البؤر الاستيطانية تشكل حلقة أمام المدن الفلسطينية وتحيط بها من جميع الجهات.
أين الدور الأميركي؟وعن الدور الأميركي في لجم المستوطنين، أقر مايكل مولوي نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق للشرق الأوسط بأن المستوطنين يقومون بأعمال إجرامية في الضفة، ودعا حكومة إسرائيل إلى إدانة أعمالهم ووقفها فورا.
غير أن مولوي قلل من إمكانية تحرك الإدارة الأميركية ضد المستوطنين، بحجة أنها تحاول التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في قطاع غزة.
وربط الموقف الأميركي بالانتخابات المقبلة، مؤكدا أنه يتوقع أن تكون مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس أكثر صرامة في التعامل مع إسرائيل من مرشح الجمهوريين دونالد ترامب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
باحثة إسرائيلية: خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين تتجاهل ارتباطهم العميق بأرضهم
شددت الباحثة الإسرائيلية نعومي نيومان، على أن أن الواقع الفلسطيني لا يتطابق مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير أهالي قطاع غزة، مؤكدة أن "الارتباط العميق للفلسطينيين بأرضهم لا يزال يشكل مكوناً أساسياً من مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية".
وأوضحت نيومان، وهي زميلة زائرة في "معهد واشنطن"، أن رؤية ترامب التي استندت إلى اعتبارات اقتصادية بحتة، قوبلت بمعارضة واسعة من المجتمع الدولي والدول العربية، باستثناء إسرائيل، حيث يسعى الرئيس الأمريكي إلى "نقل مليوني فلسطيني إلى دول أخرى مثل مصر والأردن، وحتى إلى وجهات بعيدة كالمغرب وأرض الصومال"،
وأضافت في تقرير نشره موقع "معهد واشنطن"، أن "ترامب تصور غزة كـ’ريفييرا الشرق الأوسط’ حيث سيتم إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أكثر أمنا وجمالا".
وأضافت أن إدارة ترامب حاولت تقديم عملية التهجير على أنها "مؤقتة أو مرحلية"، حيث قال الرئيس الأمريكي "آمل أن نتمكن من القيام بشيء جيد لا يجعلهم يرغبون في العودة مرة أخرى”.
كما أشارت الباحثة الإسرائيلية إلى أن الإدارة الأمريكية خططت للإشراف على مشروع "إعادة التأهيل"، بينما تتكفل دول أخرى بتمويله.
وأكدت الباحثة أن الفلسطينيين، بمختلف توجهاتهم السياسية، رفضوا الخطة بشدة، حيث اعتبرتها السلطة الفلسطينية "انتهاكا خطيراً للقانون الدولي"، وسارع رئيسها محمود عباس إلى "التنسيق مع مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة لبلورة موقف مشترك".
وفي السياق ذاته، شددت حركة حماس على أنها "لن تسمح بالتطهير العرقي وتهجير الفلسطينيين من غزة"، وأشارت الباحثة إلى تصريح لعضو المكتب السياسي للحركة، عزت الرشق، قال فيه إن "الخطة تعكس جهلا عميقا بفلسطين والمنطقة، غزة ليست عقارا يُباع ويُشترى، وهي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة".
وأشارت نيومان إلى أن الفلسطينيين في غزة استقبلوا الإعلان عن الخطة بمشاعر من الغضب والرفض، حيث قالت إحدى الشابات الغزاويات لوسائل الإعلام: "نحن لسنا بناية مهجورة يمكن لأحد أن يدعي ملكيتها. نحن شعب، نحن ننتمي إلى هذه الأرض".
كما تساءل آخرون بسخرية عن سبب عدم عرض ترامب الولايات المتحدة كوجهة للهجرة الفلسطينية، بينما اعتبر العديد من المعلقين الفلسطينيين أن الخطة تمثل محاولة جديدة لـ”نكبة ثانية”.
ولفتت الباحثة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينية شهدت موجة من الغضب ضد ما اعتبره المستخدمون "مؤامرة أمريكية إسرائيلية لمحو هويتهم الوطنية".
وأوضحت الباحثة أن خطة ترامب لم تكن الأولى من نوعها، فقد سعت إسرائيل، منذ احتلال 1967، إلى تشجيع هجرة الفلسطينيين من غزة بوسائل مختلفة، لكنها لم تنجح في ذلك إلا على نطاق محدود. وأضافت أن "إسرائيل حاولت منذ عقود دفع سكان غزة إلى الرحيل، عبر التضييق على فرص العمل وتقليص إمكانيات العيش الكريم".
وأشارت إلى أن هذه السياسات لم تنجح في تحقيق الهدف المنشود، إذ لم يغادر إلا عدد محدود من الفلسطينيين، رغم فتح الحدود في بعض الفترات.
وفيما يتعلق بالموقف العربي، أكدت نيومان أن الدول العربية رفضت الخطة لأنها "افتقرت إلى عنصرين جوهريين: ضمان إبقاء جزء من الفلسطينيين في غزة لإثبات إمكانية إعادة التأهيل دون تهجير السكان، وإدراج العملية ضمن مسار سياسي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية".
وأضافت أن هذه الدول تحاول الآن "إظهار استعدادها للمساهمة من خلال تقديم مساعدات مالية ولوجستية، بل وحتى تشكيل قوة أمنية عربية مشتركة في غزة"، سعياً لحمل إدارة ترامب على "التخلي عن خطتها".
ولفتت الباحثة إلى أن "قطر وتركيا تبذلان جهودا لدمج حركة حماس في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية"، لكنها استبعدت نجاح هذه المحاولات بسبب "غياب حوار مباشر بين فتح وحماس"، مرجحة أن يقتصر الاتفاق على "إطار عام مثل إنشاء لجنة مدنية تحت مظلة منظمة التحرير".
واختتمت الباحثة بالقول إن “رؤية ترامب لهجرة الفلسطينيين من غزة وتحويلها إلى ريفييرا اقتصادية قامت على منطق اقتصادي بحت"، لكنها تجاهلت حقيقة أن "الصمود الفلسطيني يظل عنصراً جوهرياً من مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية"، مشيرة إلى أن "غياب خطة إسرائيلية واضحة لليوم التالي في غزة ساهم في خلق فراغ سياسي تستغله مختلف الأطراف".
وأضافت أن "إسرائيل، في حال نجحت في صياغة خطة واضحة، فستتمكن من تشكيل الوضع السياسي في المنطقة، مع فتح الباب لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية".