دراسة : بعض مرضى الغيبوبة قد يكونون على دراية بما حولهم
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
شفت دراسة حديثة أجرتها كلية طب وايل كورنيل بنيويورك أن 1 من كل 5 أشخاص في حالة غيبوبة قد يكون "محبوسًا"، مما يعني أنهم يدركون محيطهم ولكنهم غير قادرين على التواصل. أظهرت الدراسة، التي شملت 353 شخصًا يعانون من تلف دماغي شديد، أن بعض هؤلاء الأشخاص قادرون على أداء مهام عقلية معقدة عند طلب ذلك منهم، على الرغم من عدم قدرتهم على الحركة أو الكلام.
في التجربة، طُلب من المشاركين التفكير في أداء أنشطة مثل لعب التنس أو السباحة، لمدة تتراوح بين 15 و30 ثانية، مما أدى إلى نشاط دماغي يمكن تحديده باستخدام فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أو تخطيط كهربية الدماغ. من بين 241 شخصًا لم يظهروا استجابة خارجية، أظهر 25% منهم نشاطًا دماغيًا مماثلاً لأولئك الذين لا يعانون من تلف دماغي.
وأشار الباحث الرئيسي، نيكولاس شيف، إلى أن هذه النتائج تشير إلى وجود "وعي خفي" لدى هؤلاء الأشخاص، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم حالات الغيبوبة واضطرابات الوعي. ومع وجود تقديرات تشير إلى أن هناك ما بين 300 ألف و400 ألف شخص يعانون من اضطراب طويل الأمد في الوعي على مستوى العالم، فإن هذه الدراسة تعني أن ما يصل إلى 100 ألف شخص قد يكون لديهم وعي خفي وغير ظاهر.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
معركةُ الوعي
غيداء شمسان
في متاهات الحياة، حَيثُ تتشابك المصالح وتتصارع الأفكار، تظل معركة الوعي هي المعركة الأبدية، هي شرارة لا تنطفئ، ونار لا تخمد.
ليست معركة بالسيوف والرماح، بل هي حربٌ تخاض في عقولنا وقلوبنا، حرب تحدّد مساراتنا وقراراتنا، حرب ترسم ملامح مستقبلنا، إنها معركة مُستمرّة لا تتوقف، معركة تستنزف طاقاتنا، ولكنها في الوقت ذاته، تشحذ هممنا وتوقظ فينا طاقة التغيير.
الوعيُ هو البوصلة الداخلية التي توجّـهنا في بحر الحياة المتلاطم هو النور الذي يبدد ظلام الجهل والتضليل، هو السلاح الذي نحارب به الأفكار المغلوطة والقيم الزائفة، الوعي، هو القدرة على التفكير النقدي، هو التساؤل والبحث، هو عدم الاستسلام للجاهز والمسلم به هو أن نرى الواقع بعيون مفتوحة، وأن نفهم القوى التي تحَرّك هذا العالم.
معركة الوعي لا تنتهي؛ لأَنَّها معركة ضد الذات، ضد ميولها نحو الراحة والاستسلام، إنها معركة ضد القوى التي تسعى إلى تضليلنا، وتشويه الحقائق، وغرس الأفكار التي تخدم مصالحها، إنها معركة ضد التلقين الأعمى، وضد الخرافات والأوهام، وضد كُـلّ ما يقيد عقولنا ويحد من حريتنا.
في هذا العصر الذي تتسارع فيه وتيرة الأحداث، وتتزايد فيه وسائل الإعلام والتواصل، أصبحت معركة الوعي أكثر أهميّة من أي وقت مضى نحن نعيش في عالم مليء بالمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، عالم يسعى فيه الكثيرون إلى التحكم في أفكارنا وآرائنا في هذا العالم، يصبح الوعي هو الدرع الواقي، هو السلاح الفتاك، هو الأمل في غد أفضل.
معركة الوعي، هي معركة فردية وجماعية في آن واحد، إنها معركة تبدأ في ذواتنا، عندما نختار أن نكون واعين، وأن نفكر بأنفسنا، وأن نرفض الاستسلام للقطيع وهي معركة جماعية عندما نتحد معًا، ونتبادل الأفكار، ونعمل؛ مِن أجلِ بناء مجتمع واعٍ، مجتمع يؤمن بالحرية والعدالة والمساواة.
إن طريق الوعي ليس سهلًا، فهو يتطلب جهدًا وتضحيةً وتفانيًا، ولكنه الطريق الوحيد نحو التحرّر الحقيقي، والتقدم الحضاري، والعيش الكريم، إنها معركة تستحق أن نخوضها بكل قوة وإصرار؛ لأَنَّها معركة؛ مِن أجلِ المستقبل، ومستقبل أجيالنا القادمة.
معركة الوعي لا تنتهي، ولكنها تستمر وتتجدد مع كُـلّ جيل جديد، ومع كُـلّ شرارة أمل تنبعث في الظلام هي معركة مُستمرّة، لا تعرف الهزيمة؛ لأَنَّها معركة؛ مِن أجلِ الإنسانية ذاتها.