عُمان تدشن مشروع توليد الطاقة النظيفة الأمواج
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
يأتى مشروع توليد الطاقة النظيفة من ضغط الموجات الأفقية والعمودية والطاقة الشمسية فى سلطنة عُمان، كواحد من أبرز المشاريع الوطنية المبتكرة فى مجال الطاقة المتجددة، وذلك فى إطار رؤية عمان 2040، التى تهدف إلى تحقيق اقتصاد مستدام ومتوازن.
ويُعتبر المشروع أحد المشاريع الفائزة فى برنامج (أبجريد) لتحويل المشاريع إلى شركات ناشئة فى (مسار التقنيات) التى تشرف عليها وزارة التعليم العالى والبحث العلمى والابتكار فى عُمان، ويهدف المشروع إلى توليد الطاقة الكهربائية من مصادر نظيفة عبر استغلال طاقة الضغط الأفقى والعمودى الناتجة عن حركة الأمواج، بالإضافة إلى الطاقة الشمسية.
يُعنى المشروع بتوفير مصدر مستدام للطاقة الكهربائية يتماشى مع أهداف التحول نحو اقتصاد أخضر، ويسعى لتلبية احتياجات الطاقة فى المناطق البعيدة ومنصات النفط البحرية، مما يعزز التنمية المتوازنة فى جميع أنحاء سلطنة عُمان، كذلك تقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى، مما يسهم فى الحفاظ على البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية ويعزز من جهود سلطنة عُمان فى الحفاظ على مواردها الطبيعية والتنوع البيولوجى البحرى.
يتبنى المشروع تقنيات متقدمة تشمل تحويل حركة الأمواج إلى طاقة كهربائية باستخدام مولدات كهربائية، واستغلال الطاقة الشمسية بواسطة تركيب ألواح شمسية، حيث تم اعتماد تصميم هيدروديناميكى متقدم لزيادة كفاءة استغلال الطاقة الموجية بشقيها الأفقى والعمودى من خلال استخدام أنظمة تحكم ذكية لتوفير استجابة فورية لتغيرات المحتملة، حيث استخدم الفريق أساليب تقييم متقدمة مثل برامج محاكاة ثلاثية الأبعاد وتقنيات تحليل العناصر المحدودة لضمان جودة التصميم وتحسين الكفاءة وتجنب الأعطال.
يوفر المشروع حلولاً مبتكرة لتزويد الطاقة للمناطق البعيدة وتشغيل محطات تحلية المياه، كما يسعى إلى دمج مصادر الطاقة المتجددة المختلفة لتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة، كما يعد المشروع محفزاً لإيجاد فرص عمل جديدة فى مراحل التصنيع والتركيب والصيانة، كما يعزز من تنشيط الاقتصاد المحلى ويحقق استدامة اقتصادية من خلال توفير مصدر مستدام للطاقة.
تتضمن الخطط المستقبلية للمشروع تطوير نماذج مختلفة من الهياكل العائمة لتناسب أحجام ومواقع مختلفة، ودمج تقنيات ذكية مثل الذكاء الاصطناعى، ودراسة إمكانية دمج مصادر طاقة متجددة إضافية.
.. وتنظم برنامجًا سياحيًا بعنوان «اكتشف ظفار من السماء»
لا ينفك القطاع السياحى فى سلطنة عُمان عن القطاع الصناعى وقطاع الطاقة النظيفة، فالشراكة والتكاملية سمة مميزة للاقتصاد العُمانى، ولأن القطاعات الثلاثة محورية فى رؤية عُمان 2040 والدخول إلى مصاف الدول المتقدمة.
وفى هذا الإطار وفى غمار فعاليات مهرجان خريف ظفار السياحى، الذى يعد من أشهر المواسم السياحية فى الخليج، نظمت بلدية ظفار برنامجًا سياحيا بعنوان «اكتشف ظفار من السماء»، والذى يأتى مع جملة من البرامج والفعاليات التى تُسهم فى تنشيط الحركة السياحية فى المحافظة وتمتع زائرى الخريف.
أوضح أحمد بن زاهر العلوى رئيس لجنة الفعالية، أن البرنامج يأتى تعزيزا للوعى بالتنوع الطبيعى والثقافى فى المنطقة وبناء جسور التواصل بين الثقافات المختلفة، وجاءت فكرة البرنامج «اكتشف ظفار من السماء» بالتعاون مع اللجنة العمانية للرياضات الجوية لعمل حملات جوية تحمل الزوار من كافة الأعمار لمشاهدة جمال ظفار من الأعلى كخطوة تعزز السياحة وإضافة فعالية متميزة تحقق أهداف مهرجان خريف ظفار لهذا العام.
الرياضة الجوية تعزز السياحة
من جانبه قال عمر بن سيف العتبى نائب رئيس لجنة الفعالية: افتتاح موقع خاص بالرياضة الجوية هى فكرة جديدة لأول مرة تطبق بموقع خاص بالرياضة الجوية خلال فترة مهرجان خريف ظفار بحيث يطلع الزوار من الأعلى مع الاستمتاع بجماليات محافظة ظفار وتنوعها الجغرافى مع الغطاء الأخضر.
واشتمل الموقع على فعاليات مصاحبة مرتبطة بالسماء كالاتصالات اللاسلكية والرصد الفلكى وربط مباشر مع مرصد الحوقين الفلكى لرصد حركة الشمس وكمنصة توجد تفاعلا بين السكان المحليين والزوار الوافدين إلى محافظة ظفار، كما تم تسليط الضوء فى البرنامج من خلال برامج متخصصة تعتمد على الذكاء الاصطناعى فى عملها وتحث على المحافظة على البيئة وحمايتها لتعزيز السياحة كمحرك اقتصادى للمنطقة وربطها بأهداف التنمية المستدامة التى تعد جزءًا من رؤية عمان 2040.
وشهد الموقع إقبالا كبيرا مما أسهم فى تعزيز التفاعل بين السكان المحللين والزوار من خلال الورش التثقيفية والألعاب التعليمية مما جعل هذه التجربة فريدة من نوعها وتسهم فى غرس صورة ذهنية لا تنسى لدى زائرى محافظة ظفار تجعلهم يرغبون فى العودة إليها مرارا وتكرارا.
واستهدفت الفعالية جميع زوار محافظة ظفار بكافة الأعمار وتم نقلهم عبر الطيران الشراعى بطريقة آمنة واصطحابهم فى فعاليات متنوعة تُمتع الزائرين وتزيد من وعيهم الثقافى فى مختلف المجالات.
الجدير بالذكر أن سلطنة عُمان تشهد خريف ظفار 2024، وتستمر لأول مرة لمدة تسعين يومًا وتستمر حتى 20 سبتمبر المقبل، وسط أجواء استثنائية تمتزج مع الطقس البارد والطبيعة الخلابة لتشكيل تجربة سياحية فريدة.
وتعد محافظة ظفار من الوجهات والمقاصد السياحية المهمة محليًا وإقليميًا وعالميًا لما تمتاز به من طبيعة خلابة، كما تستقطب الفعاليات العالمية المتنوعة، ومن المتوقع أن يتجاوز زوار الموسم لهذا العام حاجز المليون زائر وخصوصا فى ظل وجود رحلات جوية مباشرة إلى مطار صلالة من مختلف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
.. وتطلق مبادرة مصانع الإنتاج الذكى
كما أطلقت سلطنة عُمان ممثلة فى وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، مبادرة مصانع الإنتاج الذكى وذلك لرفع كفاءة المصانع العُمانية ومواكبة التكنولوجيا الحديثة والتطورات لتقنيات الذكاء الاصطناعى والثورة الصناعية الرابعة وتعزيز المنافسة وتحويل 30% من المصانع فى سلطنة عمان إلى تطبيق الحلول والممارسات الصناعية المتقدمة. وتتبنى المبادرة تطبيق منهجيات عالمية لتحديد مستوى تطور المصانع بمساريين ويستهدف المسار الأول المصانع القائمة بحيث يتم تحويلها إلى مصانع تتبنى أحدث الممارسات الصناعية وأما المسار الثانى فإنه يستهدف المصانع الجديدة بحيث يتم التصميم والإنشاء وفق معايير عالمية فى كفاءة التصنيع والإنتاج.
الاستثمارات فـى مدينة «محاس» الصناعية
وفى ذات السياق، بلغ حجم الاستثمار فى مدينة «محاس» الصناعية بولاية خصب بمحافظة «مسندم» خلال النصف الأول من العام الجارى أكثر من 41.9 مليون ريال عُمانى بنسبة ارتفاع 2.05 بالمائة للفترة ذاتها من العام السابق، وذلك بعد استقطاب وتوطين عدد من المشروعات فى أنشطة متنوعة كالصناعات الكهربائية، والمخازن واللوجستيات، والخدمات الهندسية والفنية، بتكلفة استثمارية تجاوزت 3 ملايين ريال عُمانى.
كما تجاوزت نسبة الإنجاز فى مشروع إنشاء الطرق والبنى الأساسية بمدينة «محاس» الصناعية 90 بالمائة بتكلفة إجمالية تقارب الـ 5 ملايين ريال عُمانى.
وقال مبارك بن سالم الغيلانى المكلف بأعمال مدير عام مدينة «محاس» الصناعية: إن المؤسسة العامة للمناطق الصناعية مدائن بدأت فى تنفيذ مشروع إنشاء (10) مصانع نموذجية جاهزة فى مدينة «محاس» الصناعية على مساحة (500) متر مربع، مجهزة بالخدمات ومكاتب إدارية ومساحات للتحميل والتفريغ ومواقف للسيارات ومساحات خضراء، كما انتهت المؤسسة من إعداد جميع مستندات وتفاصيل المشروع.
المزايا والحوافز الاستثمارية فى مدائن
وأشار إلى أنه تم فى شهر يونيو الماضى إسناد وتعيين استشارى المشروع المكلف بمهام إعداد الدراسات والمخططات الاستشارية لهذه الوحدات الصناعية ويجرى العمل على استكمال بقية أعمال المشروع وفق الخطة، آملًا أن يسهم المشروع فى تعزيز التنمية الصناعية ودعم مشروعات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال بالمحافظة، إضافة إلى استغلال المزايا والحوافز الاستثمارية بمدائن.
وأضاف مدير عام مدينة «محاس» الصناعية، أن مدائن تولى اهتمامًا كبيرًا بمجالات دعم رواد الأعمال وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعم الصناعات الوطنية والمنتج العُمانى من خلال مدينة «محاس» الصناعية حيث تم إسناد جملة من الأعمال والـمشروعات لشركات المقاولات والإنشاءات والتوريدات المختلفة بمحافظة «مسندم» بواسطة المقاول الرئيسى لمشروع إنشاء الطرق والبنى الأساسية بمدينة «محاس» الصناعية، وبلغ إجمالى قيمة هذه الأعمال أكثر من 1.3 مليون ريال عُمانى، إضافة إلى ذلك بادرت مدينة «محاس» الصناعية بطرح وإسناد مناقصة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالمحافظة تنوعت فى مجالات الخدمات الفنية والأعمال الكهربائية وأعمال الاستشارات والمقاولات والتوريد والشحن والصيانة العامة وغيرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محافظة ظفار خریف ظفار من خلال ظفار من
إقرأ أيضاً:
«الصحة» تكشف عن مشروع التدقيق الذكي
دبي (الاتحاد) كشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن مشروع التدقيق الذكي على المخططات الهندسية للمنشآت الصحية باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، لتحقيق التحليل الفعال وتقييم مدى الامتثال للمعايير العالمية المعتمدة، وفي إطار تطوير تنظيم القطاع الصحي بشكل شامل ومتكامل، وتعزيز قيم الابتكار والجودة في الخدمات الصحية. وذلك ضمن مشاركتها في معرض ومؤتمر الصحة العربي 2025.ويشمل المشروع المراكز الطبية والعيادات الخاصة حيث يعتمد النظام على خوارزميات متقدمة وقواعد بيانات ضخمة في تقييم المخططات الهندسية بشكل آلي وفعال. ويتميز النظام الذكي بقدرته على تحديد أي مخالفات أو أخطاء في التصميم قد تؤثر على جودة المنشأة الصحية أو سلامة المرضى والعاملين، مما يضمن تطبيق المعايير الهندسية المناسبة لكل منشأة وفقاً للمتطلبات المعتمدة عالمياً ومحلياً.
ويسهم المشروع في التحليل الفعال للمخططات الهندسية، وتقييم مدى الامتثال للمعايير الهندسية للمنشآت الصحية، بما يدعم تحقيق مبادرة تصفير البيروقراطية عبر تبسيط عملية المراجعة والتدقيق الهندسي على مخططات هذه المنشآت. يتم ذلك من خلال أتمتة الإجراءات ورصد الملاحظات بدقة على المخططات الهندسية بنسبة 70% بشكل أولي، ما يقلل من الزمن المستغرق في المراجعة اليدوية، ويحد من الأخطاء البشرية المتوقعة، ليعزز بذلك كفاءة العمليات وسرعة الإنجاز.
كما يخفض عدد المخططات المرتجعة، ويسرع الاعتمادات الهندسية على المخططات الهندسية، ويقلل التكاليف التشغيلية المترتبة على التعديلات المتكررة، ويحسن رضا المتعاملين. ويمكن أصحاب المنشآت والشركات من اختبار مدى دقة المخططات الهندسية، ومدى توافقها مع المعايير والاشتراطات قبل تسليمها بشكل رسمي لطلب الدراسة والتدقيق.
الذكاء الاصطناعي يرسم مستقبل المنشآت الصحية
وأكد الدكتور أمين الأميري، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنظيم الصحي، أن إطلاق هذا المشروع يجسد رسالة الوزارة في تطوير سياسات وتشريعات رائدة قائمة على البيانات الرقمية، مشيراً إلى أن المشروع يدعم الهدف الرئيسي للوزارة في تنظيم القطاع الصحي، من خلال الترخيص والرقابة والتفتيش بكفاءة عالية.
وقال: «نسعى من خلال هذه المبادرة المبتكرة إلى تعزيز مكانة الوزارة جهة تنظيمية رائدة تتبنى أحدث التقنيات لضمان جودة وسلامة المنشآت الصحية، وتقديم خدمات مؤسسية وبنية رقمية كفؤة وفعالة، محققين بذلك قيم الابتكار والاستباقية والمرونة».
وأضاف: «إن استخدام الذكاء الاصطناعي في التدقيق على المخططات الهندسية للمنشآت الصحية يعد نقلة نوعية في مجال التنظيم الصحي، حيث يعزز دقة وسرعة عمليات المراجعة، ويضمن الالتزام بأعلى معايير السلامة العالمية».
كما يسهم هذا المشروع في تعزيز تنافسية القطاع الصحي في الدولة، من خلال تسريع إجراءات الترخيص، وتقليل التكاليف التشغيلية.
وأشار الأميري إلى أن المشروع يأتي ضمن استراتيجية الوزارة للتحول الرقمي الشامل، مؤكداً أن تطبيق هذه التقنيات المتقدمة سيسهم في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة في تطوير منظومة صحية مستدامة ومبتكرة.
ولفت إلى أن المشروع سيوفر قاعدة بيانات متكاملة للمخططات الهندسية للمنشآت الصحية، ما يسهل عمليات التحديث والتطوير المستقبلية.