هكذا نفذ 100 مستوطن هجومهم المرعب على قرية جيت الفلسطينية
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
قلقيلية- طوال 4 ساعات من ليل أمس الخميس، ظل أهالي قرية جيت شرق مدينة قلقيلية في الضفة الغربية يحاولون صد هجوم المستوطنين على بيوتهم وممتلكاتهم، في واحدة من أعنف المواجهات التي شهدتها القرية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكان قرابة 100 مستوطن اقتحموا القرية الجبلية، محملين بالسلاح الحي والأسلحة البيضاء، وبدؤوا بتحطيم النوافذ وأبواب المنازل بالحجارة، فيما أشعلت مجموعات منهم النار في مركبات المواطنين، وحاول عدد منهم دخول المنازل وإشعال النار فيها.
الشاب حسن عرمان (30 عاما) أحد مواطني القرية، تحدث للجزيرة نت عن تفاصيل الهجوم المروع الذي تعرضت له عائلته داخل منزلها من قِبَل المستوطنين، وقال "كنت أجلس مع أسرتي في ساحة المنزل، حين باغتنا المستوطنون، وحاولوا حرق المنزل ونحن بداخله، وخرجت محاولا منعهم من إشعال النار".
أحرق المستوطنون سيارة حسن الخاصة، وحاولوا حرق منزله بشكل كامل، بعد تحطيم نوافذه وتكسيره، لكنه تمكن بمساعدة شقيقه من منعهم، ووثقت كاميرات المراقبة من داخل المنزل كيف وقف هو وشقيقه في وجه المستوطنين المهاجمين، ويقول "كان هجومهم منظما، بدأت مجموعات منهم بضرب الحجارة، وكانت تساندها مجموعات أخرى تحمل السلاح وتستعد لإطلاق النار".
"نجونا من الموت بأعجوبة" يقول عرمان، ويضيف "هذا أصعب هجوم نتعرض له في القرية، كانت أعدادهم كبيرة وكانوا ينقسمون إلى مجموعة لحرق السيارات ومجموعة لضرب الحجارة، وأخرى لإطلاق النار على كل من يحاول التصدي لهم".
وخلال محاولة الشبان في القرية صد الهجوم وإخماد النيران المشتعلة في عدد من السيارات، أطلق المستوطنون النار على الشاب رشيد عبد القادر السدة (23 عاما)، فأصيب بجراح خطيرة جدا، ثم أُعلن عن استشهاده لاحقا في مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس بعد محاولات عديدة من الطاقم الطبي لإنعاشه، كما أصيب شاب آخر برصاصة في الرأس، ولا يزال يواجه وضعا صعبا في العناية الفائقة (المركزة) في المستشفى.
إدانات ودعوات للتصديورغم تكرار هجوم المستوطنين على قرية جيت خلال العام الجاري، فإن ما حدث بالأمس يعد الأعنف والأكثر خطورة، فبحسب الهلال الأحمر الفلسطيني فإن 3 مواطنين على الأقل أصيبوا في الهجوم، وجرى نقلهم بسيارات الإسعاف لتلقي العلاج.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وثّق المجلس القروي مصادرة آلاف الدونمات من أراضي القرية، بالإضافة لحرق قرابة 500 شجرة زيتون في القرية، وبحسب هيئة الجدار والاستيطان الفلسطينية فإن قرابة 273 حريقا تعرضت لها أراضي وممتلكات ومنازل المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية على يد عصابات المستوطنين.
وعلى الرغم من تنديد البيت الأبيض بالهجوم، ومطالبته على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بمحاسبة المتسببين فيه، وتدخل السلطات الإسرائيلية لمنع مثل هذه الهجمات، فإن المستوطنين كانوا في الوقت نفسه يستعدون للهجوم على بلدة حوارة جنوب نابلس، والتي سجل فيها الهلال الأحمر الفلسطيني 10 إصابات نتيجة رشق المواطنين بالحجارة.
وكانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي قد دعتا، في بيان لهما أمس، الشعب الفلسطيني للانتفاض والتصدي لعصابات المستوطنين في الضفة.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال ناصر السدة رئيس مجلس قروي جيت إن القرية تعاني بشكل كبير بسبب موقعها المحاط من جهاته الأربع بالمستوطنات والطرق الالتفافية، حيث تقع بالقرب من مستوطنات "يتسهار" و"إيتمار"، لكن الأخطر هو وجود مستوطنة "جلعاد" قرب القرية، "لأن مستوطنيها معروفون بأعمالهم النازية ووحشيتهم"، وفق ما يقول السدة.
ويتعمد المستوطنون إيذاء المواطنين بشكل مستمر، بحسب ما يقول السدة، حيث جرفت حوالي 400 دونم من أراضي المزارعين، فيما منع الأهالي من الوصول إلى 2000 دونم من أراضيهم منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحرموا من جني محصول الزيتون الماضي بسبب إغلاق الطرق المؤدية إلى مزارع الزيتون في البلدة، "والأمر ذاته سيعيشه المزارعون هذا العام" حسب قوله.
ويضيف السدة "ليلة أمس تم حرق 4 سيارات، وتحطيم 3 منازل، وتضرر الحديقة الخارجية لمنزل رابع، عدا عن الإصابات بالغاز المسيّل للدموع والحجارة، والتي كانت في غالبيتها للنساء الموجودات داخل المنازل".
ويصف الدكتور إبراهيم السدة ما عاشه وعائلته في منزلهم الليلة الماضية بـ"الرعب الحقيقي"، ويقول إنه كان يستقبل ضيوفا قادمين من السعودية، وكان المنزل يضم 18 فردا حين باغتهم المستوطنون بإطلاق النار المباشر عليهم، وحرق سيارته وسيارة ضيفه.
ويقول "كنا نتناول طعام العشاء مع ضيوفي، عندما سمعنا إطلاق النار على المنزل، وحاصرنا عدد كبير منهم وأحرقوا السيارات في الخارج، كان الهجوم كبيرا وصعبا جدا، وحين حاول أهل القرية الدفاع عنا أطلقوا النار مباشرة على الشهيد رشيد، وأصيب في خاصرته، وأصابوا شابا آخر، واعتدوا على سيدة مسنة، عدا عن الإصابات بالحجارة".
ولم يكن هذا الاعتداء الأول الذي يتعرض له الدكتور إبراهيم، فقد سبق أن تعرض في 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي للضرب والخطف من قِبَل المستوطنين، قبل أن يتم إطلاق سراحه من داخل المستوطنة القريبة من منزله والتي بقي فيها لعدة ساعات في ذلك الوقت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أکتوبر تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
السويد في حالة صدمة جراء هجوم دموي أودى بحياة 11 شخصاً
أوربرو "أ.ف.ب": عاشت السويد اليوم الاربعاء حالة من الصدمة غداة أسوأ عملية قتل جماعي في تاريخها راح ضحيّتها 11 شخصا، من بينهم منفذ الهجوم، ووقعت في مركز تعليمي للبالغين في أوربرو (وسط) مثيرة العديد من الأسئلة من دون إجابات.
وقالت الشرطة، إنّ رجلا مسلحا قتل "حوالى عشرة أشخاص" ثمّ عُثر عليه مقتولا، فيما أفادت وسائل إعلام سويدية بأنّه قتل نفسه.
و أفادت الشرطة وكالة فرانس برس اليوم بأنّ "11 شخصا قُتلوا، بمن فيهم منفذ الهجوم".
كما أوضحت أنّ "دوافع إطلاق النار لم تُعرف بعد، لكن كلّ شيء يشير إلى أنّ الجاني تصرّف بمفرده من دون أي دوافع أيديولوجية".
ويتلقى ستة أشخاص جميعهم من البالغين، العلاج في المستشفى بعد إصابتهم بالرصاص. وأفادت خدمات الصحة في المنطقة بأن خمسة من بينهم هم ثلاث نساء ورجلان خضعوا لعمليات جراحية وحالتهم "خطرة لكن مستقرة"، أما السادس فمصاب بجروح طفيفة.
وأكدت الشرطة أن مرتكب الجريمة لم يكن معروفا من قبلها ولا تربطه أي صلة بعصابة، في حين تشهد السويد منذ سنوات أعمال عنف بين عصابات إجرامية للسيطرة على تجارة المخدرات.
وتعتبر المدارس في السويد بمنأى نسبيا عن العنف، إلا أن البلاد تشهد في السنوات الأخيرة حوادث إطلاق نار وانفجارات عبوات ناسفة يدوية الصنع في أحيائها تسفر عن مقتل عشرات الأشخاص كل عام.
وأعلن مكتب الملك كارل السادس عشر غوستاف والحكومة تنكيس الأعلام في القصر الملكي والبرلمان والمباني الحكومية.
وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسن في بيان اليوم الأربعاء "اليوم ننكّس الأعلام بينما تجتمع السويد برمتها لدعم المتضررين والحداد على ما حدث".
وكان كريسترسن أكد في مؤتمر صحافي مساء امس، أنّها "أسوأ عملية قتل جماعي" في تاريخ السويد.
وأضاف أنّ "الكثير من الأسئلة لا تزال بدون إجابات".
وأفادت قناة "تي في 4" التلفزيونية بأنّ مطلق النار يبلغ 35 عاما، وقد دهمت الشرطة منزله في أوربرو في وقت متقدّم الثلاثاء. وأشارت القناة إلى أنّ بحوزته رخصة حيازة سلاح وسجلّه الجنائي نظيف.
ونقلت صحيفة أفتونبلاديت عن أقارب له، أنّه كان منعزلا وعاطلا عن العمل وبعيدا عن عائلته وأصدقائه.
ووصلت بعض العائلات صباح اليوم الأربعاء لإيصال أبنائها إلى مدارس مجاورة من المركز التعليمي حيث وقعت عملية القتل والذي أُغلق بقرار من الشرطة بالإضافة إلى مدرسة مجاورة.
وتحدثت ليف ديمير (36 عاما) وهي موظفة عن صدمتها اليوم الأربعاء عندما علمت بإطلاق النار، اذ ان أحد أبنائها الثلاثة يتابع دروسا رياضة في مدرسة بالقرب من مجمّع ريسبيرغسكا التعليمي المخصص لبالغين يستعدون للحصول على ما يعادل شهادة البكالوريا حيث وقعت المأساة.
وقالت لوكالة فرانس برس صباح الأربعاء "وقفت متجمدة، مذهولة، لم أكن أعرف حقا إلى أين أذهب". وأضافت ديمير "تشتّتت أفكاري لأنني قمت بتجهيز حقيبته الرياضية في الصباح".
وقالت تلميذة تدعى لين وتبلغ 16 عاما وتقصد مدرسة قرب موقع الحادث، لمراسل وكالة فرانس برس "كنت واقفة هناك أشاهد ما يحدث، وكنت بالقرب من هنا عندما رأيت جثثا ملقاة على الأرض. لا أعرف ما إذا كانوا قتلى أم جرحى".
وأضافت بصوت مرتجف "كانت هناك دماء في كل مكان، والناس مصابون بنوبات ذعر وبكاء، والأهالي اعتراهم القلق (...) كانت هناك حالة فوضى".
في الأثناء، بقي الطلاب في المركز التعليمي وفي المدارس المجاورة محاصرين لمدّة ساعات قبل أن يتمّ إجلاؤهم تدريجا.
وقال ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف إنّه تبلّغ بنبأ إطلاق النار "بحزن وصدمة".
ووقعت العديد من الحوادث الخطيرة في مدارس في البلاد في السنوات الأخيرة.
في مارس 2022، طعن تلميذ يبلغ 18 عاما معلمَين حتى الموت في مدرسة ثانوية في مدينة مالمو الجنوبية.
وقبل شهرين، أوقف شاب يبلغ 16 عاما بعدما طعن تلميذا وأستاذا بسكين في مدرسة في بلدة كريستيانستاد الصغيرة المجاورة.
وفي أكتوبر 2015، قُتل ثلاثة أشخاص بهجوم دوافعه عنصرية في مدرسة في بلدة ترولهتان في غرب البلاد على يد مهاجم يحمل سيفا، قُتل لاحقا برصاص الشرطة.