قالت السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن الانتخابات المحتملة وموسم الأمطار، يضع جنوب السودان على مفترق طرق حرج، وأن أمام الحكومة الانتقالية الفرصة لاختيار طريق السلام والازدهار عوضاً عن الخوف واليأس.

التغيير ــ وكالات

وقالت في كلمتها أمام مجلس الأمن “نحن نحثهم على اتخاذ القرار الصائب”.

وأبانت أن بلادها تعرب عن امتنانها العميق لتفاني أفراد البعثة الأممية العسكريين وأفراد الشرطة والموظفين المدنيين الذين يعملون على حماية شعب جنوب السودان والمضي قدما بعملية سياسية شاملة للجميع.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة، إنه من الأهمية أن ينخرط قادة الأحزاب في جنوب السودان في حوار عاجل، وإنها الفترة الانتقالية، التي بدأت في عام 2011، بانتخابات سلمية وشرعية، أنهم شهدوا خطوات في الاتجاه الصحيح لبلوغها.

وأشارت إلى أن مبادرة “تومايني” التي تقودها كينيا، لتوسط في المحادثات بين الحكومة الانتقالية ومجموعات غير الموقعة على اتفاق 2018، يشكل إحدى الخطوات.

وقالت إن الولايات المتحدة، تدعو الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تقديم دعم أقوى لهذا الجهد.

وأشادت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية على جهودهم المستمرة لمساعدة جنوب السودان على ضمان الشفافية والشمولية في عمليته الانتخابية.

وتابعت “الانتخابات الحرة والنزيهة لا تتعلق فقط بما يحدث في يوم الانتخابات، إنها تتطلب مساحات مدنية وسياسية مفتوحة، كل يوم، مما يسمح للجميع بالمشاركة بشكل هادف في الديمقراطية”.

وأضافت “لهذا السبب، تشعر الولايات المتحدة، إلى جانب العديد من البعثات الدبلوماسية الأخرى، بقلق عميق من أن أحكام قانون دائرة الأمن القومي، إذا مُرِّرَت لتصبح قانونا، تهدد بزيادة تدهور البيئة السياسية والمدنية في جنوب السودان”.

وأبانت أن من خلال السماح بالاعتقال دون أمر قضائي، فإن قانون الأمن القومي سيحد من حرية التعبير، وحث الحكومة الانتقالية على إعادة النظر.

وقالت “نشعر بالقلق من أن الحكومة الانتقالية فرضت خلال الأشهر الخمسة الماضية ضرائب ورسوم على شحنات الأمم المتحدة والبضائع الإنسانية والدبلوماسية، مما أثر بشكل كبير على العمليات الإنسانية وعمليات حفظ السلام؛ بسبب صعوبات استيراد الوقود إلى جنوب السودان”.

وتضيف أن وفقا لتقرير الأمين العام الصادر في 29 يوليو، أجبرت هذه الضرائب والرسوم المفروضة، برنامج الأغذية العالمي على خفض رحلات الخدمات الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إلى النصف؛ وأوقفت عمليات الإنزال الجوي الإنساني التي تصل إلى 145 ألف شخص؛ وأخرت التموضع المسبق للإمدادات الإنسانية قبل موسم الأمطار.

وفقا لتقارير الأممية يعاني أكثر من 8 ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد في جنوب السودان، وهو رقم يهدد بالارتفاع مع فرار المزيد من اللاجئين السودانيين جنوبا.

وقالت ممثلة الولايات المتحدة، أن الحجم الهائل للمعاناة يتطلب استجابة متساوية، وأن الولايات المتحدة تدعو الحكومة الانتقالية إلى إنشاء نظام واضح ومتسق بشكل عاجل لتقديم الإعفاءات من الضرائب والرسوم المفروضة على بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان والوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية والجهات المانحة الدولية والمتعاقدين معها والجهات المستفيدة من المنح والشركاء المنفذين في جنوب السودان، حتى يتمكنوا من المضي قدما في أعمال مساعدة شعب جنوب السودان في هذا الوقت الأكثر صعوبة.

وحثت الحكومة الانتقالية على ألا تخفض تكلفة المساعدة والحماية المنقذتين للأرواح فحسب، بل أن تقلل أيضا من المخاطر التي تتعرض لها، وتكفل حرية الحركة غير المقيدة لأفراد البعثة والعاملين في المجال الإنساني الذين يقدمون المعونة، ودعت الحكومة الانتقالية على وجه السرعة إلى ضمان حماية المدنيين.

الوسومالولايات المتحدة جنوب السودان لبندا توماس مفترق طرق

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الولايات المتحدة جنوب السودان مفترق طرق

إقرأ أيضاً:

زيارتي إلى الولايات المتحدة

زيارتي إلى #الولايات_المتحدة
د. #أيوب_أبودية
نيويورك

لم أرغب يوما في #زيارة الولايات المتحدة الأمريكية بفعل ما قرأته ودرسته حول الرأسمالية الشرسة والهيمنة الامبريالية على العالم. كان لدي شعور داخلي أنني سأكون في بلدٍ لا يشبهني، ولا يشبه ما أؤمن به من قيم #العدالة و #الحرية.

لكن، وكما هي الحياة مليئة بالمفارقات، وجدت نفسي في نيويورك في استضافة رفيق المدرسة فارس قاقيش، أبو صقر، حيث كان يرافقني يوميا لاستكشاف المدينة، وكان يحببني بها ويخبرني كم هو سعيد مع زوجته الأمريكية وأبنائه، وغمرني بمحبته وكرمه وذكريات الماضي الشجية والشقاوة على مقاعد الدراسة، قبل أن أنطلق بالقطار إلى العاصمة السياسية واشنطن للمشاركة في مؤتمر أكاديمي في جامعة جورج تاون، إحدى أعرق الجامعات الأمريكية وحيث تخرج الكثير من الاردنيين، ومنهم صديقي الاستاذ علي قسي.
وهناك، بدأت الصورة تتغير. #واشنطن ليست فقط عاصمة القرار السياسي، بل هي مدينة نابضة بالحياة، تجمع بين التاريخ والثقافة، وبين التنظيم الدقيق والمساحات الخضراء الواسعة، ووسائل النقل العام الممييزة، وتحديدا المترو.

في أروقة المؤتمر، التقيت بأشخاص تركوا أثراً في نفسي، منهم د. فداء العديلي، ابنة بلدتي الفحيص، التي شعرت بقربها رغم أننا لم نلتق يوماً، ولكنني كنت أعرف عمها أبونا موسى العديلي طيب الذكر رحمه الله، وأيضا تعرفت إلى الدكتور اللبناني ناجي أبي عاد، الذي أضاف بحديثه دفئاً شرقياً للمكان. اللقاء بهؤلاء منحني شعوراً بأن الانتماء ليس بالضرورة جغرافياً فقط، بل يمكن أن يكون فكرياً وثقافياً.

مقالات ذات صلة الجيش الأردني يقظُ أيها الحاقدون . . ! 2025/04/12

ولن أنسى تلك الفتاة الأمريكية التي كانت جالسة على الأرض في درجات حرارة تقارب الصفر المئوي، وهي تلصق منشورات تطالب بوقف دعم الجامعة لإسرائيل بفعل حرب العرقبادة على الشعب الفلسطيني. سألتها: هل انت عربية أم مسلمة؟ قالت لا، لدي أصدقاء عرب وعلمت منهم ما يدور هناك من جرائم وبالتالي فانا اقوم بواجبي كإنسانة اميركية تحب الجميع وتدعو إلى السلام.
كم ثمٌنت منها هذا الموقف الانساني، فأحببت أميركا أكثر، وتذكرت راشيل كوري التي قتلتها جرافة إسرائيلية وهي تدافع عن بيوت الفلسطينيين لمنع هدمها. كما تذكرت عشرات اليهود الذين دافعوا عن حقوق الفلسطينيين على حساب مصالحهم ووظائفهم والذين ذكرتهم في كتابي الاخير: يهود ضد الصهيونية ( أصوات من أجل العدالة) الذي صدر عن دار الان في عمان مؤخرا.

وما أضفى طابعاً خاصاً على زيارتي، كان اتصال زياد أبودية، أبو رمزي، ابن عمي الذي لم أره منذ هاجر مع عائلته في نحو عشرة أفراد منذ مطلع السبعينيات. علم زياد من فيسبوك أنني في واشنطن، وأصرّ أن أزوره هو وأخوته. كان اللقاء مؤثراً للغاية؛ فالحكايات لم تنتهِ، ومشاعر الحنين كانت طاغية. ما لفتني أن محبتهم لأمريكا، التي أصبحت وطنهم، لا تقل عن محبتهم للأردن واقربائه، حتى أنه ارسل لي صورة لوالدي يوم زفافهما والتي ما زال يحتفظ بها، هل اصدقون؟ وكأنهم ما زالوا يعيشون على ضفّتي الانتماء، دون أن تتناقض المشاعر أو تتشقق الافئدة، ويحكم أيها الأحبة ما أروعكم.

واشنطن مدينة جميلة ومنظمة، والعيش فيها ليس سهلاً للمبتدئين، فالحياة هنا تتطلب جهداً ومثابرة، ولكنها في الوقت ذاته تفتح آفاقاً وفرصاً لا تُحصى. لم أكن أتوقع أن أقول هذا، لكنني أحببتها، أحببت طاقتها وتنوعها وشعبها الطيب وشوارعها التي تقف لك مركباتها احتراما عندما تعبرها دون أن تطلق أبواقها أو تحاول دهسك أو تسمعك كلاما نابيا.

مقالات مشابهة

  • ضربات ممنهجة للمنشآت الطبية تفاقم الأزمة الإنسانية
  • الأمم المتحدة تحذر من انتشار المجاعة في السودان
  • الأمم المتحدة تحذر من ارتفاع مخاطر المجاعة ونقص تمويل جهود الإغاثة في السودان
  • أول تعليق من مصر على المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران
  • الأمم المتحدة تحث العالم على عدم نسيان السودان وسط تصاعد الأزمة
  • زيارتي إلى الولايات المتحدة
  • الأمم المتحدة: زيادة أعداد اللاجئين السودانيين الفارين لأوروبا
  • الأمم المتحدة تكشف عن زيادة أعداد اللاجئين السودانيين إلى أوروبا
  • الولايات المتحدة ترفع الحماية عن الأفغان والكاميرونيين
  • الأمم المتحدة تخفض عدد موظفي مكتب الشؤون الإنسانية لنقص التمويل