الوطن:
2024-11-25@18:27:17 GMT

الأنبا مكاريوس يكتب: العذراء واحتمال الكرامة

تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT

الأنبا مكاريوس يكتب: العذراء واحتمال الكرامة

اقتنت مريم العذراء من بين فضائلها فضيلتَى احتمال الكرامة واحتمال الهوان. وكما تسلَّمنا من الآباء (القديس تيموثاؤس) أن احتمال الكرامة يحتاج جهاداً أكبر مما يحتاجه احتمال الإهانة، فقد ترتبط الكرامة بفكر الكبرياء وتعاظُم القلب على الآخرين، ومن ثَمَّ تحتاج إلى اتِّضاع أكبر.

لم يكن الأمر سهلاً على فتاة -ربما دون الخامسة عشرة- أن يظهر لها ملاك الرب، وهذا فى حد ذاته يُعتبر امتيازاً نادراً.

نقرأ عن انبهار الجموع من المسيح: «قد كلَّمه ملاك!» (يوحنا 12)، بل يُبلغها الملاك بأن المولود منها سيأتى بغير زرع بشر وإنما من الروح القدس، وهذه عجيبة لم يُسمَع بها من قبل.. ثم إن هذا المولود هو المخلِّص، هذا قمة العجب والغرابة.

ولعلها قد درست الشريعة جيداً، وكانت مثل الباقين تنتظر فداءً فى إسرائيل، ولكن أن يأتى الفادى منها فهو أمر أعظم من أن تستوعبه، وحينئذ تصرِّح بأن الله نظر إلى اتِّضاع أمَته وصنع بها عظائم وأن الأجيال ستطوِّبها، أى أنها ستتحدَّث على ما خصَّها الله به دون غيرها من نساء العالمين.

لقد أدركت مريم أنه مُخلِّص العالم، وأنه اختارها من بين نساء العالم قاطبة دون سواها، وكل منهن تمنت أن يأتى المخلِّص من نسلها، وكان ذلك هو السبب الرئيسى فى حزن العواقر واللواتى لم ينجبن. ومع ذلك لم تتعاظم بفكرها ولا تعالت على الآخرين.

عندما أتقابل مع سيدة أو فتاة تم تكريمها ونعلن افتخارنا بها، فتجيب باتِّضاع «إنها نعمة الرب»، فكم بالحرىِّ مريم المتوشِّحة بالاتِّضاع، ولم نسمع أنها تسلَّطت على الجموع أو الآباء الرسل، بل خدمت معهم باتِّضاع كأم لهم، ولم تحصل على رتبة كنسية، ولم ينفخ الرب فى وجهها لتصبح أسقفة أو كاهنة.

ولكم أن تتخيلوا كمّ المديح الذى سمعته مريم الفتاة الوديعة من الناس بسبب ابنها، بالطبع دون أن يدركوا أنه المخلِّص الحقيقى، أمَّا هى فكانت تسمع جميع هذا الكلام متفكِّرة به فى قلبها. فكيف لها أن تحتمل ذلك؟ ولم تتكبَّر فى قلبها، بل ذهبت باتِّضاع لتخدم أليصابات حتى ولدت.

تصوّروا أُمَّاً قد نجح ابنها فى الجامعة، أو تم تكريمه بشكل أو آخر، أو تم تكريمها هى كأم مثالية؛ ماذا يكون شعورها؟ فمن المتوقَّع أن تروى للقنوات والمواقع بطولاتها وتضحياتها وحيثيات تكريمها، ولكن مريم العذراء تقول إنها أمة الرب (أى عبدة)، وغير مستحقة، فما أن بدأت أليصابات فى مديح مريم «من أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلىِّ؟»، وأنها مباركة فى النساء، حتى قاطعتها مريم «بل تعظِّم نفسى الرب».

هكذا لم تنسب العذراء كرامة ابنها لها، مهما علمت بالمعجزات الباهرات التى لم يُسمَع عن مثلها قط، مثل تفتيح عينى أعمى وإقامة الموتى وإخراج الشياطين، حتى تقاطر عليه عشرات الألوف من البشر أينما سمعوا به، كما أنه صار الواعظ الأشهر فى ذلك الوقت، وتسابقوا على دعوته فى المجامع والمنتديات الدينية مثلما حدث فى بيت سمعان، حيث لم يأتِ أحد من قبله بمثل هذا السمو من التعاليم.

بل لم تتدخل فى شىء منذ قال لها: «ألا تعلمان أنه ينبغى أن أكون فيما لأبى؟».

حتى فى المرة الوحيدة التى قيل إنها مضت إليه مع بعض الأقارب فى شأن عائلى، لم يرفضها، بل جمع معها جميع الحاضرين على أنهم أمه وإخوته، بل ومعهم كل من يسمع كلام الله ويحفظه.. وحين احتاج الموقف إلى إنقاذ فى قانا الجليل طلبت ذلك باتِّضاع.

بل إن مريم العذراء لم يُنسَب إليها فى العهد الجديد كله إلّا عبارات قليلة جداً، ما بين حديث مع الملاك، ثم أليصابات، وفى قانا الجليل، وعندما بحثت عن الفتى يسوع فى الهيكل.. ولا توجد كتابات منسوبة لها، لا مذكرات ولا تعاليم ولا وصية.

بركة صلاة أمناً العذراء القديسة مريم فلتكن معنا.. آمين.

* أسقف المنيا

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العذراء مريم السيدة مريم القدس الشريف فلسطين الصامدة

إقرأ أيضاً:

توقعات الأبراج 2025.. مواليد العذراء والقوس يواجهون تغييرات كبيرة

مع بداية العد التنازلي لانتهاء عام 2024، والاستعداد لاستقبال العام الجديد، يبدأ الكثير ممن تشغلهم التوقعات الفلكية، البحث عن حظوظ وتوقعات الأبراج لعام 2025، وكيف وجد خبراء الفلك والأبراج مع اقتراب استقبال السنة الجديدة. 

توقعات الأبراج 2025

وكانت خبيرة الأبراج اللبنانية، ماجي فرح، كشفت في لقاء تلفزيوني أخير، عن توقعات الأبراج 2025، موضحة أن هذا العام، هو عام التغيرات والتحولات للكثير من الأبراج، وذلك نتيجة لحركة الكواكب الرئيسية، وعلى رأسها الأربعة كواكب أورانوس ونبتون والمشتري، التي ستؤثر بشكل ملحوظ على حظوظ الكثير.

ونوهت خبيرة الأبراج بأن شهري يونيو وسبتمبر سيكونان أشهر حاسمة من حيث التأثيرات الفلكية، بين الإيجاب والسلب، وفقًا لحركة الأبراج.

توقعات الأبراج 2025.. مواليد أغسطس وسبتمبر وديسمبر يشهدون تغييرات كبيرة

وكشفت خبيرة الأبراج اللبنانية، أن أصحاب برجي العذراء والقوس، وهما ضمن مواليد أشهر أغسطس وسبتمبر وديسمبر، ونوفمبر، سيشهدان تغيرات كبيرة تقلب أوضاعهم وحياتهم رأسًا على عقب، دون توضيح بشكل إيجابي أو سلبي.

الأكثر حظًا.. توقعات الأبراج 2025

وكان موقع boldsky الهندي، كشف عن الأبراج الأكثر حظًا في 2025، والتي جاءت على النحو التالي:

- برج الأسد 

لدى أصحاب برج الأسد دعم فلكي قوي، وفرص مهنية كبيرة لإطلاق مشاريع جديدة وتحسين المستوى المادي.

- برج القوس 

لدى أصحاب برج القوس في 2025، عامًا مليئا بالمغامرات على كافة الأصعدة، فضلًا عن فرص شخصية كبيرة.

- برج الميزان 

في 2025، سيكون الحظ داعمًا لبرج الميزان لتحقيق نجاحات مهنية ومالية، وتقدم في العمل والاستفادة من التغييرات الإيجابية.

- برج الثور  

يشهد مواليد برج الثور في 2025 فرص لتحسين حياتهم العاطفية والمالية، واتخاذ خطوات حاسمة على كافة الأصعدة.

- برج الجدي 

عام 2025، هو عام الاستقرار والنمو الشخصي والمادي، والعاطفي لأصحاب برج الجدي.

مقالات مشابهة

  • تتلقى فرص عمل جديدة.. حظك اليوم برج العذراء الاثنين 25 نوفمبر
  • طبيعة عمل معبر الكرامة غدا الاثنين
  • لأسباب فنية.. انتهاء العمل على معبر الكرامة الثانية ظهرًا غدًا الإثنين
  • 12 ألف جنيه تعيد سمع «مريم»
  • توقعات الأبراج 2025.. مواليد العذراء والقوس يواجهون تغييرات كبيرة
  • عودة: حان وقت إنهاء المغامرة بهذا البلد من أجل أهداف لا تخصه
  • حظك اليوم برج العذراء 24 نوفمبر: كم مرنا في حل المشكلات
  • الأنبا عمانوئيل يترأس قداس عيد الملاك ميخائيل والسيامة الكهنوتية للأب مايكل والإنجيلية للشماس تامر
  • الأنبا عمانوئيل يترأس قداس عيد الملاك ميخائيل
  • حظك اليوم برج العذراء السبت 23 نوفمبر.. فرصة مميزة لا تضيعها