الوطن:
2024-12-28@14:26:17 GMT

الأنبا مكاريوس يكتب: العذراء واحتمال الكرامة

تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT

الأنبا مكاريوس يكتب: العذراء واحتمال الكرامة

اقتنت مريم العذراء من بين فضائلها فضيلتَى احتمال الكرامة واحتمال الهوان. وكما تسلَّمنا من الآباء (القديس تيموثاؤس) أن احتمال الكرامة يحتاج جهاداً أكبر مما يحتاجه احتمال الإهانة، فقد ترتبط الكرامة بفكر الكبرياء وتعاظُم القلب على الآخرين، ومن ثَمَّ تحتاج إلى اتِّضاع أكبر.

لم يكن الأمر سهلاً على فتاة -ربما دون الخامسة عشرة- أن يظهر لها ملاك الرب، وهذا فى حد ذاته يُعتبر امتيازاً نادراً.

نقرأ عن انبهار الجموع من المسيح: «قد كلَّمه ملاك!» (يوحنا 12)، بل يُبلغها الملاك بأن المولود منها سيأتى بغير زرع بشر وإنما من الروح القدس، وهذه عجيبة لم يُسمَع بها من قبل.. ثم إن هذا المولود هو المخلِّص، هذا قمة العجب والغرابة.

ولعلها قد درست الشريعة جيداً، وكانت مثل الباقين تنتظر فداءً فى إسرائيل، ولكن أن يأتى الفادى منها فهو أمر أعظم من أن تستوعبه، وحينئذ تصرِّح بأن الله نظر إلى اتِّضاع أمَته وصنع بها عظائم وأن الأجيال ستطوِّبها، أى أنها ستتحدَّث على ما خصَّها الله به دون غيرها من نساء العالمين.

لقد أدركت مريم أنه مُخلِّص العالم، وأنه اختارها من بين نساء العالم قاطبة دون سواها، وكل منهن تمنت أن يأتى المخلِّص من نسلها، وكان ذلك هو السبب الرئيسى فى حزن العواقر واللواتى لم ينجبن. ومع ذلك لم تتعاظم بفكرها ولا تعالت على الآخرين.

عندما أتقابل مع سيدة أو فتاة تم تكريمها ونعلن افتخارنا بها، فتجيب باتِّضاع «إنها نعمة الرب»، فكم بالحرىِّ مريم المتوشِّحة بالاتِّضاع، ولم نسمع أنها تسلَّطت على الجموع أو الآباء الرسل، بل خدمت معهم باتِّضاع كأم لهم، ولم تحصل على رتبة كنسية، ولم ينفخ الرب فى وجهها لتصبح أسقفة أو كاهنة.

ولكم أن تتخيلوا كمّ المديح الذى سمعته مريم الفتاة الوديعة من الناس بسبب ابنها، بالطبع دون أن يدركوا أنه المخلِّص الحقيقى، أمَّا هى فكانت تسمع جميع هذا الكلام متفكِّرة به فى قلبها. فكيف لها أن تحتمل ذلك؟ ولم تتكبَّر فى قلبها، بل ذهبت باتِّضاع لتخدم أليصابات حتى ولدت.

تصوّروا أُمَّاً قد نجح ابنها فى الجامعة، أو تم تكريمه بشكل أو آخر، أو تم تكريمها هى كأم مثالية؛ ماذا يكون شعورها؟ فمن المتوقَّع أن تروى للقنوات والمواقع بطولاتها وتضحياتها وحيثيات تكريمها، ولكن مريم العذراء تقول إنها أمة الرب (أى عبدة)، وغير مستحقة، فما أن بدأت أليصابات فى مديح مريم «من أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلىِّ؟»، وأنها مباركة فى النساء، حتى قاطعتها مريم «بل تعظِّم نفسى الرب».

هكذا لم تنسب العذراء كرامة ابنها لها، مهما علمت بالمعجزات الباهرات التى لم يُسمَع عن مثلها قط، مثل تفتيح عينى أعمى وإقامة الموتى وإخراج الشياطين، حتى تقاطر عليه عشرات الألوف من البشر أينما سمعوا به، كما أنه صار الواعظ الأشهر فى ذلك الوقت، وتسابقوا على دعوته فى المجامع والمنتديات الدينية مثلما حدث فى بيت سمعان، حيث لم يأتِ أحد من قبله بمثل هذا السمو من التعاليم.

بل لم تتدخل فى شىء منذ قال لها: «ألا تعلمان أنه ينبغى أن أكون فيما لأبى؟».

حتى فى المرة الوحيدة التى قيل إنها مضت إليه مع بعض الأقارب فى شأن عائلى، لم يرفضها، بل جمع معها جميع الحاضرين على أنهم أمه وإخوته، بل ومعهم كل من يسمع كلام الله ويحفظه.. وحين احتاج الموقف إلى إنقاذ فى قانا الجليل طلبت ذلك باتِّضاع.

بل إن مريم العذراء لم يُنسَب إليها فى العهد الجديد كله إلّا عبارات قليلة جداً، ما بين حديث مع الملاك، ثم أليصابات، وفى قانا الجليل، وعندما بحثت عن الفتى يسوع فى الهيكل.. ولا توجد كتابات منسوبة لها، لا مذكرات ولا تعاليم ولا وصية.

بركة صلاة أمناً العذراء القديسة مريم فلتكن معنا.. آمين.

* أسقف المنيا

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العذراء مريم السيدة مريم القدس الشريف فلسطين الصامدة

إقرأ أيضاً:

برج العذراء وحظك اليوم الخميس 26 ديسمبر2024| ابتعد عن المجازفة

برج العذراء (24 أغسطس – 23 سبتمبر) يميل مواليد برج العذراء إلى عدم الاستلام ومواجهة التحديات الصعبة وتحكيم العقل ولكنهم يخبئون عاطفة ومشاعر كبيرة.

نستعرض لكم فى هذا التقرير توقعات برج العذراء وحظك اليوم الخميس 26 ديسمبر 2024 على الصعيد المهنى والمالى والصحى والعاطفى.

توقعات برج العذراء وحظك اليوم 26 ديسمبر 2024

اليوم يوفر فرصًا للنمو في الاستثمار والعلاقات وتوقع ضيوفًا غير متوقعين يجلبون الفرح وحل النزاعات ليوم بنّاء وعزز العلاقات واصنع اتصالات جديدة، أو عزز الروابط كما إنه يوم رائع للطلاب والمهنيين لتحقيق الأهداف وركز على التخطيط المالي الطويل الأجل لذا حافظ على صحة جيدة من خلال إدارة الإجهاد وتناول الطعام بوعي و يحمل اليوم فرصًا للنمو والتقدم، وخاصة في مجالات الاستثمار وبناء العلاقات.

 قد يزورك ضيوف غير متوقعين، مما يجلب الفرح والطاقة الإيجابية إلى منزلك و ستجد النجاح في حل النزاعات القديمة أو تحسين الانسجام مع الأشخاص من حولك، مما يجعل هذا يومًا بناءً ومجزيًا.

توقعات برج العذراء عاطفيا

 هذا هو الوقت المناسب لإصلاح العلاقات المتوترة أو تعميق علاقتك بالأحباء فسحرك وبلاغتك سوف تكسب القلوب، سواء في التفاعلات الرومانسية أو العائلية يا برج العذراء قد ينجذب العزاب إلى شخص جديد، في حين يمكن للأزواج الاستمتاع بمحادثات هادفة تعزز روابطهم. 

توقعات برج العذراء مهنيا

سيجد الطلاب أن هذا اليوم مناسبا لبدء مشاريع جديدة أو إعادة النظر في مواضيع صعبة وقد يضطر المحترفون إلى العمل بجدية أكبر لتحقيق أهدافهم، لكن النتائج ستكون تستحق الجهد المبذول واستخدم مهارات الاتصال الخاصة بك للتفاوض وحل أي نزاعات مستمرة. 

توقعات برج العذراء ماليا

هذا يوم ممتاز للتخطيط المالي والاستثمارات وستؤدي الاستراتيجيات طويلة الأجل إلى نتائج إيجابية، خاصة إذا كنت تفكر في العقارات أو خطط الادخار أو مشاريع سوق الأوراق المالية لذا تجنب الإنفاق المتهور وركز على بناء أساس مالي آمن.

توقعات برج العذراء صحيا 

ستكون صحتك العامة جيدة، رغم أنك قد تشعر بالإرهاق قليلاً بسبب الالتزامات الاجتماعية أو ضغوط العمل لذا قم بدمج تمارين التنفس أو المشي القصير في يومك لتنشيط عقلك وجسدك وكن منتبهًا لنظامك الغذائي، وتجنب الحلويات المفرطة أو الوجبات الثقيلة. 

مقالات مشابهة

  • في ذكرى رحيل يوسف فخر الدين.. كيف تحولت غيرة شقيقته مريم إلى أروع صور الحب والدعم (تقرير)
  • القاضية غادة عون: ليشرق نور الرب علينا وعلى بلادنا وليمحُ كل ظلمة وفساد وشر
  • كاتدرائية العذراء بأمستردام تنظم مؤتمرًا للشباب والأطفال بمناسبة الكريسماس
  • إغلاق معبر الكرامة "بشكل مفاجئ" اليوم
  • كم جيل نُضحي به لنواصل (حرب الكرامة)..؟!
  • «أنا العذراء مريم وأعلم الغيب».. اعترافات مضيفة الطيران قاتلة ابنتها قبل الحكم عليها
  • برج العذراء وحظك اليوم الخميس 26 ديسمبر2024| ابتعد عن المجازفة
  • رشوان توفيق: رأيت بمنامي السيدة مريم وسيدنا محمد وموسى وإبراهيم ونوح (فيديو)
  • مغارة المهد من الداخل ولد فيها المسيح عيسى ابن مريم
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك: الميلاد اختيارُ اللهُ البقاءَ معنا