إسرائيل تبيد غزة وتحرق الضفة وتفاوض فى الدوحة
أطنان الفسفور الأبيض الحارقة والصواريخ الأمريكية الغربية المحرمة دوليا ترتطم بأجساد الضحايا النائمين تمزقهم وتنتزع أرواحهم البريئة تقذفهم حمم الغارات وتعلقهم على أسياخ الجدارن المفجرة. بينما تتسع الإخلاءات وتزداد المأساة فالموت والتهديد لا يستثنى أحدا طالما صم العالم أذنه عن استغاثات الضحايا لأكثر من 10 شهور من الإبادة الصهيونية فى غزة وهجمات المستوطنين فى الضفة المحتلة وفرض قيود على المصلين بالأقصى المبارك تزامنا مع الأعياد اليهودية خاصة صلاة الجمعة والتى شهدها 40 ألف مصل فقط.
لم يتخلف المسعف الفلسطينى عبد القادر أحمد ولم يتوقف عن أداء واجبه منذ أكثر من 300 يوم وبينما كان يعمل فى الإسعاف والطوارئ فى مستشفى كمال عدوان، تلقى اتصالاً يفيد باستهداف قوات الاحتلال لمنزل فى مخيم جباليا شمال قطاع غزة
وعند وصوله إلى الموقع، تفاجأ أن المنزل المستهدف هو منزل عائلته، حيث فقد والديه وعدداً كبيراً من أفراد أسرته شهداء من الأشلاء وعدد من الإصابات الخطيرة فى قصف طائرات الاحتلال.
أصدر الاحتلال الإسرائيلى أمراً جديداً بإخلاء مناطق فى جنوب ووسط غزة كانت محددة فى السابق بأنها مناطق إنسانية آمنة، زاعما إن هذه المناطق تستخدمها حركة حماس كقاعدة لإطلاق قذائف المورتر والصواريخ نحو المستعمرات الصهيونية بالداخل الفلسطينى المحتل.
وأرسل منشورات ورسائل نصية تحذيرية إلى سكان المنطقة الواقعة فى شمال مدينة خان يونس بجنوب القطاع وفى شرق دير البلح، حيث يحتمى عشرات الآلاف من القتال الدائر فى مناطق أخرى من القطاع.
وتأتى تحذيرات الإخلاء الأخيرة فى وقت من المقرر أن يجتمع فيه المفاوضون فى الدوحة لليوم الثانى للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب.
ونزح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة مرات عدة، منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة رداً على طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى.
وتتجه الحرب فى غزة لتدخل التاريخ كواحدة من أكثر الحروب دموية فى القرن الحادى والعشرين، وفق تقرير من صحيفة «هآرتس» اعتمد تدقيقا للبيانات من منظور عالمى، ومعدل ووتيرة الوفيات إضافة إلى الظروف المعيشية للسكان فى القطاع ومع اقتراب حصيلة الشهداء لأكثر من 40 ألف شهيد وأكثر من 92 ألف مصاب وعشرات الآلاف من المفقودين تحت الأنقاض.
وقالت الصحيفة العبرية إنه فى الوقت الذى يتشبث فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وغيره من المتحدثين الإسرائيليين بحجتهم المفضلة وهى اتهام المجتمع الدولى بالنفاق فيما يتعلق بالحرب فى قطاع غزة، والادعاء بأنه يتجاهل الصراعات والكوارث الإنسانية الأخرى، فإن الأرقام المسجلة حتى الآن تجعل من الحرب فى غزة تتجاوز دموية النزاعات فى كل من العراق وأوكرانيا وميانمار (بورما).
واستشهد أكثر من 40 ألف شخص فى قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضى وتشير الصحيفة إلى أنه من حيث النسبة المئوية فذلك يمثل 2% من السكان البالغ عددهم حوالى مليونى شخص. وعلى سبيل المقارنة، فإن 2% ممن وصفتهم بسكان إسرائيل هم حوالى 198 ألف شخص.
وقال البروفيسور، مايكل سباغات، من جامعة لندن للصحيفة «من حيث العدد الإجمالى للقتلى، أفترض أن غزة لن تكون من بين أكثر 10 صراعات عنفا فى القرن الـ21»، مضيفا ولكن بالمقارنة مع النسبة المئوية للسكان الذين قتلوا، فإنها بالفعل ضمن الخمسة الأسوأ فى المقدمة.
وأضاف «سباغات»، وهو باحث فى الحروب والنزاعات المسلحة ويراقب عدد الضحايا فى تلك الأزمات «إذا أخذنا فى الاعتبار مقدار الوقت الذى استغرقه قتل واحد فى المئة من هؤلاء السكان، فقد يكون ذلك غير مسبوق».
وتصاعدت هجمات المستوطنين الإسرائيليين، وعاش أهالى بلدة جيت شرق قلقيلية شمال الضفة المحتلة ليلة عصيبة أسفرت عن استشهاد فلسطينى وإصابة آخرين بالإضافة إلى حرق منازل ومركبات وسط ردود أفعال فلسطينية وغربية ودولية غاضبة دونما ردع لحكومة تل ابيب ومستوطنيها لليوم الـ316 لحرب الإبادة على غزة.
وقال أهالى البلدة إن مئات المستوطنين، يرتدون زيا موحدا، هاجموا الجهة الجنوبية من البلدة بالأسلحة النارية والحجارة والقنابل الحارقة، بينما حاصر الجيش البلدة ومنع طواقم الدفاع المدنى من الوصول إليها.
وقال شهود عيان إن مجموعة كبيرة من المستوطنين هاجمت قرية جيت فى قلقيلية، وأطلقوا الرصاص الحى تجاه السكان، ورشقوا المنازل بالحجارة، وأضرموا النار فى عدد من المنازل والسيارات الفلسطينية.
وأشار الشهود إلى أن الاحتلال الإسرائيلى وفر الحماية لـ100 على الأقل من المستوطنين ومنع سيارات الدفاع المدنى من دخول القرية.
وأكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، بأن قوات الاحتلال والمستوطنين أشعلوا 273 حريقا استهدفت أراضى أصحاب الأرض الفلسطينيين وممتلكاتهم بعد السابع من أكتوبر الماضى.
وقال رئيس الهيئة «الوزير مؤيد شعبان» إن أبرز هذه الحرائق كان فى محافظات نابلس بـ120 حريقا، ثم رام الله والبيرة بـ42 حريقا، وجنين بـ26 حريقا، وتنوعت ما بين 77 حريقا طالت أراضى وحقولا ومزروعات الفلسطينيين فى حين استهدفت 196 حريقا ممتلكات أصحاب الأرض من شقق سكنية ومبان ومركبات وغيرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أين المفر الضفة المحتلة أکثر من فى غزة
إقرأ أيضاً:
الحاج حسن: 70% من القطاع الزراعي تضرر
لفت وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن، اليوم الخميس، إلى أن "أضرار القطاع الزراعي بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان كبيرة جدا"، وقال: "لا يمكن تحديد أرقام الخسائر لأننا نتعاطى مع عامل متحرك، والقصف يطال مئات القرى من بعلبك الهرمل، وصولا إلى الجنوب".
وقال الحاج حسن، في حديث اذاعي، إن "الوزارة أحصت بشكل تقريبي المزروعات والمحاصيل التي أتلفت"، قال: "لكننا نحتاج إلى وقف إطلاق النار حتى يصار إلى وضع الأرقام الدقيقة".
وأوضح أن "وزارة الزراعة بدأت، بالتعاون مع منظمة الفاو بمسح جوي عبر الساتلايت للأضرار الزراعية على مساحة الوطن، الأمر الذي سيحدد مساحات الأراضي المتضررة بالفوسفور الأبيض والقنابل العنقودية والحرائق".
وتحدث عن "شراكة مع منظمة الفاو وغيرها من المنظمات لوضع آلية محددة للتعويض على المزارعين"،
وقال: "بالنسبة إلى وزارة الزراعة، فهذا الأمر من أولى الأولويات".
وأشار إلى أن "كل القطاعات تضررت، لكن القطاع الزراعي هو الأكثر تضررا في لبنان"، وقال: "بحسب منظمة الفاو، فإن 70% من هذا القطاع تضرر بشكل مباشر أو غير مباشر".
وإذ أكد أن "التعويض على المزارعين سيتم بطريقة عادلة وشفافة"، لفت إلى أن "أزمة البلد قبل الحرب كانت أزمة ثقة داخلية ومع المجتمع الدولي"، وقال: "ما نمر به فرصة لنا حتى نرمم الثقة داخليا وخارجيا من خلال التفاوض مع هذا الملف الحساس والدقيق بموضوعية وشفافية مطلقة".
أضاف: "رغم كثرة النزوح بسبب العدوان الإسرائيلي، ورغم استهداف المعابر البرية، والذي أثر على عملية التصدير، إلا أن التصدير والاستيراد البحري مستمران، وإن بوتيرة أخف مما كانت عليه".
وتابع: "رغم صعوبة الوصول إلى المناطق الجنوبية، إلا أن هناك مزارعين يخاطرون، رغم القصف والدمار للوصول الى أراضيهم، ويوصلون رسالة مفادها أنهم صامدون وصابرون في أرضهم، وسيستمرون في الأعمال الزراعية و جني المحاصيل حتى وان كانت نسبتها 15%".