طمست الحرب العديد من المعالم العمرانية والتاريخية والخدمية في السودان وتضررت هذه الأماكن كلياً او جزئيا.

التغيير  ــ عبد الله برير

وتمثل هذه الأماكن قيماً وجدانية كبيرة لدى الشعب السوداني وتحمل إرثاً تاريخياً و اجتماعيا ضخما مثل المتاحف ودور الوثائق والإذاعة وغيرها.

وتحمل بعض الأسواق و الجسور والجامعات قيما معنويه للسودانيين مثل سوق أم درمان وسعد قشرة بالخرطوم بحري والسوق العربي بالخرطوم وغيرها.

وعلى الرغم من القيمه الخدمية لبعض الجسور إلا أنها تحمل ذكريات جميلة للعامة و تمثل إحدى معالم الخرطوم مثل كبري شمبات الذي تدمر جزء كبير منه في الحرب الحالية.

الضرر الأكبر وقع على حدائق الحيوان وبعض المحميات البرية والمتاحف المختلفة حيث فُقدت أنواع نادرة من الحيوانات والطيور المعرضة للإنقراض و تم تحويل هذه الحيوانات إلى حظائر أخرى داخل السودان أو خارجه فيما نفق عدد كبير منها بسبب الحرب وعدم وجود الرعاية.

وضاعت الكثير من المستندات التاريخية في دار الوثائق القومية وكذلك في المتاحف المختلفه بالإضافة إلى فقدان جزء كبير من الأشرطة التوثيقيه في الإذاعة السودانية والتلفزيونات وسائل الإعلام الأخرى.

و تعرض مستشفى الدايات (النساء والتوليد) بأم درمان إلى قصف أدى إلى تدميره جزئياً وكذلك الحال بالنسبه لمستشفى النو الذي تدمر ثم اعيد تاهيله وافتتاحه قبل ايام ليتعرض لقصف اخر دمره مجدداً.

صورة لكبري شمبات – مواقع التواصل الاجتماي

وطالت يد الحرب مباني الجامعات الحكومية والخاصة وتحولت بعضها إلى ثكنات عسكرية وفقدت معالمها وقيمها التاريخية وتعرضت المستندات فيها وبحوث الطلاب والاساتذه وسجلاتهم للضياع وأهملت الحدائق والأشجار وبات منظرها أشبه بالخرابات.

تدمير ممنهج

يعتقد الشاعر مدني النخلي أن تدمير مبان مثل دار الوثائق وفقدان محتويات الإذاعة والتلفزيون والسجل المدني وسجلات الأراضي يعتبر تدميرا ممنهجا لطمس وثائق مهمة وحقائق وأثار تاريخية.

ورأى النخلي أن المقصود هو الغاء الهوية وطمس تاريخ الوطن، وأضاف: “هذا عمل لاصلة له بالخلاف الذي قامت من أجله الحرب، ان تقتل انسان مدني وتحرق وتبيد تاريخ وطن واثاره ومحتويات فنية وفكرية وثقافية”،وتساءل: “هل هذه الأفعال يقصد بها مصلحه للوطن والناس وممتلكاتهم ومورثهم الفني والفكري والثقافي والرياضي؟”.

جريمه كبرى

ورأى الصحفي السوداني كمال إدريس أن تدمير هذه المنشآت مقصود وليس من قبيل الصدفة واعتبره (جريمة كبيرة جدا ) بحسب وصفه.

ونبه كمال إلى أن دار الوثائق مثلا تمثل ذاكرة وطنية للشعب السوداني، و اعتبر أن المتحف هو المُقَدّرات التاريخية الوطنية للدولة والشعب، وقال حدائق الحيوان تمثل الرئة الحيه للانسان السوداني وحتى الافريقي .

وختم بالقول الإذاعة هي الذاكرة السمعية وتحوي برامج عملاقه مثل تفسير القران الكريم، باختصار أم درمان هي وجدان السودان.

ضياع إرث

من جهته وصف الدكتور واصل النور الإذاعة بانها تمثل وجدان الشعب السوداني وترفد ثقافته وهي تخاطب المثقف والبسيط.

و اعتبر واصل أن تدمير الأسواق والجسور والمتاحف وغيرها يعني ضياع إرث ثقافي ضخم وذاخر.

ويعتبر الفنان مصطفى بكري أن طمس المعالم العمرانية جريمه كبرى ووصمة عار في جبين المحتربين.

ويضيف: تدمير دار الوثائق والمتاحف والجسور والأسواق يمحي ذاكره الأمة، هذه الأماكن لها مدلولات ثقافية واجتماعيه وتاريخية كبيرة.

و ووصفت ندى عبد الرحيم وهي ربة منزل فقدان محتويات المتحف القومي مثلا وحدائق الحيوان بأنه أمر خطير. و إستدركت بالقول: “بعد أن تنتهي هذه الحرب ربما نستطيع بنيان أجمل من هذه الاماكن لعل هذا الأمر خير لنواكب العالم بعمران جديد وحديث”.

الوسومالحرب المتحف القومي دار الوثائق القومية السودانية مستشفى

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحرب المتحف القومي مستشفى

إقرأ أيضاً:

الـ”جارديان”: الإمارات هي من تأجج الحرب في السودان

 

 

الجديد برس|

 

قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الإمارات هي اللاعب الأكبر في تأجيج الحرب الأهلية في السودان والمستمرة منذ أبريل 2023، وتقترب من عامها الثاني.

 

وشددت الصحيفة على أنه لا يمكن أن تستمر الحرب في دولة فقيرة مثل السودان بهذه الشدة بناءً على أسلحة وموارد مالية من اللاعبين المحليين فقط.

 

ونبهت الصحيفة “تستمر الحروب في مثل هذه البلدان لأن جهات خارجية تمولها، بينما يغض الآخرون الطرف عنها.

 

وقالت إنه لدى الإمارات “نمط في لعب دور صانع الملوك في حروب أفريقيا، حيث تراهن على أنه إذا انتصر شريكها المختار، فسوف يتم منح أبوظبي القدرة على الوصول إلى موارد هائلة وقوة جيوسياسية”.

 

وأضافت “لتحقيق هذه الغاية، تزود الإمارات قوات الدعم السريع بأسلحة قوية وطائرات بدون طيار، بل وحتى المساعدات الطبية لمقاتليها.

 

كما أصبحت دبي المتلقي الرئيسي لـ “الذهب الدموي”، الذي هربه كل من الجيش وقوات الدعم السريع في مقابل الأسلحة والمال”.

 

وبحسب الغارديان “تضمن الإمارات فعليًا الأموال اللازمة لاستمرار الصراع في حين تستفيد من معدلات التخفيض التي تدفعها مقابل سلعة بلغ سعرها مستويات قياسية”.

 

وفي الوقت نفسه، يتم استخراج الأصول الأكثر ربحية للشعب السوداني من تحت أقدامهم ونقلها جواً فوق رؤوسهم إلى الشرق الأوسط، ثم يتم مقايضتها بالأسلحة لإمطارهم وهم يتضورون جوعاً.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من دورها المترامي الأطراف في الحرب، فقد احتضنت الإدارة الأميركية الحالية الإمارات علناً، ولم تصدر بياناً يفيد بأنها لم تعد تزود قوات الدعم السريع بالأسلحة إلا بعد اهتمام إعلامي متواصل وضغوط من الناشطين السودانيين واهتمام في مجلس الشيوخ.

مقالات مشابهة

  • السودان ودولة الحرب العميقة
  • تدمير 69% من المباني و80 سنة لإعادة البناء| غزة تنزف رغم إنهاء الحرب.. وخبراء يرحبون بمقترح مصر لإعمار القطاع
  • هل أشعلت الحرب عقول الشباب السوداني؟
  • الـ”جارديان”: الإمارات هي من تأجج الحرب في السودان
  • «الجيش السوداني» يحبط هجوما للدعم السريع بالمسيرات على محطات الكهرباء
  • المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية يواجه خطر الانهيار بسبب تسرب المياه
  • ما هو أثر العقوبات الأمريكية على الحرب السودانية؟
  • مركز دراسات يدشن مشروع جمع وحصر الوثائق والمخطوطات التاريخية لمحافظة المهرة 
  • السيادة السوداني: قرار وزارة الخزانة الأمريكية ضد البرهان كيدي ويستهدف وحدة السودان
  • مساعد قائد الجيش السوداني: المرتزقة من جنوب السودان يشكلون 65% من قوات الدعم السريع