فلسطين.. هنا وُلدت ورقدت العذراء، احتضنت الأرض المقدسة سلطانة فلسطين منذ ميلادها وحتى وفاتها لتعطى البركة تلك الأرض الطيبة التى شهدت موطئ قدم الأنبياء، وباركتها السيدة التى احتلت مكانة خاصة فى قلوب الشعوب وأصحاب العقائد، لتعطى الرجاء والأمل لأهل هذا البلد.

مرشد سياحى: قبرها يواجه المسجد الأقصى وصار مقصداً للمسلمين والمسيحيين

عيسى غطاس، مرشد سياحى بفلسطين، قال لـ«الوطن»، إن منزل والدى العذراء يقع بالقرب من باب الأسباط، عند بركة باب الغنم، حيث استجاب الله تعالى لنذرهما بأن يُرزقا طفلاً بعد أن بلغا من الكبر عتياً، ووهبهما الله الطفلة الوديعة كميثاق العهد الجديد لتكون الواسطة والإناء المصطفى لمجىء المسيح.

وأضاف أن العذراء سكنت موقع كنيسة ودير رقاد - الكائنة فى الجزء الجنوبى من محيط سور القدس - بجبل صهيون داود، فهو المكان الذى عاشت فيه كمنزل، قبل وبعد عودتها من سفرها المبارك لبعض المدن المدعوة بالتبشير، مشيراً إلى أنه مقصد للمسيحيين والمسلمين، فهو مقابل للمسجد الأقصى.

وأوضح أديب الحسينى، عميد الأسرة المسلمة، حاملة مفاتيح كنيسة القيامة، أنّ العذراء دُفنت بموقع كنيسة رقاد السيدة العذراء المثمّنة الأضلاع، والتى تهيمن أبراجها على جبل صهيون الذى صعد إليه المسيح، وتم الدفن وفقاً للتقاليد فى بداية القرن العشرين من قبل الرهبان البندكتيين، على أنقاض الكنائس السابقة.

وعن وصف الكنيسة، أكد أنها تقع خارج أسوار القدس بعد المسجد الأقصى، وبعده كنيسة قبر السيدة مريم، وفى الكنيسة ذاتها يوجد دَرج يؤدى إلى قبو يُعتقد بأنه منزل السيدة العذراء مريم، ويتضمن تمثالاً بالحجم الطبيعى من الكرز والعاج يمثل العذراء الراقدة، وتوجد قبة أعلاه، تظهر فسيفساء تمثل صورة السيد المسيح وهو يرحب بأمه مع 6 نساء بارزات من العهد القديم.

وتابع «أديب» أن كنيسة الدير على أيقونة نياحة السيدة العذراء الفضية، وتحمل الأيقونة فى احتفال رسمى فجر اليوم الخامس والعشرين من شهر أغسطس، حسب التقويم الغربى من كل عام بمشاركة أبناء الطائفة الأرثوذكسية والحجاج فى مسيرة عبر شوارع البلدة القديمة، تذكاراً لحمل جسد العذراء مريم لدفنها فى وادى قدرون.

ثم تبدأ المسيرة أمام الدير الصغير فى ساحة كنيسة القيامة مروراً بسوق خان الزيت وطريق الآلام حيث يتم التوقف والصلاة مقابل دير حبس المسيح ودير القديسين يواقيم وحنة والدى السيدة العذراء، وخروجاً عبر باب الأسباط ونزولاً إلى دير القديس إسطفانوس وأخيراً الوصول إلى كنيسة قبر السيدة العذراء مريم.

مسيرات احتفالية بالشوارع فى ذكرى ميلاد «البتول» 

وأشار إلى أن منزلها الأول المقابل لكنيسة القيامة، ويسمى ببيت السيدة العذراء، كانت أيقونتها العجائبية تنزل بمسيرة احتفالية مهيبة تجوب شوارع البلدة القديمة حتى قرية الجسمانية تذكاراً لتشييعها من قبل الرسل القديسين الذين اجتمعوا من كل الأقطار بالعالم.

وبعد 13 يوماً من وضع الأيقونة فى مكان مدفنها بمغارة كنيسة قبرها الكائنة بجبل الزيتون -فى وادى قدرون يهوشافاط - أى تفرع من وادى النار، يتم إرجاع هذه الأيقونة العجائبية المباركة إلى كنيسة ديرها أى منزلها الكائن والمقابل لكنيسة القيامة، بعد صوم 15 يوماً ليكون الاحتفال المبارك الكبير كما هو معتاد كعيد وتذكار لرقادها المجيد.

وحول الاحتفالات التى تقام لسلطانة فلسطين، أوضح أن أيقونة العذراء تغطى فى هذه الكنيسة لمدة 10 أيام، حيث يقوم الكثيرون بزيارتها والتبرك بها، وفى اليوم الثالث لوصول الأيقونه تحتفل الكنيسة الأرثودكسية بعيد انتقال السيدة العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء وفى صباح الخامس من شهر سبتمبر يتم نقل الأيقونة المقدسة من كنيسة قبر السيدة العذراء إلى كنيسة ممثليه الجثمانية أمام كنيسة القيامة فى مسيرة احتفالية كبيرة تحمل باقات عطرة من نبتة الريحان لدى وصول المسيرة طرقات الحى المسيحى وتقوم الكشافة المسيحية بعدد من مظاهر الاحتفال التراثية بهذه المناسبة السعيدة.

فى يوم عيد العذراء، ينزل الجميع فى موكب إلى القبو حاملين نباتات تمت مباركة أغصانها العطرية ووزعت على المسيحيين حيث تكون علامة لتذكر اللحظة التى لم يجد فيها الرسل جسد مريم عند قبرها، ولكن فقط الزهور العطرة، ويمكن رؤية هذه الأعشاب ولمسها وشمها، ويمكنك حتى تذوقها، فهى صالحة للأكل، وعند تحريكها يمكنك سماع الصوت.

«العائلة المقدسة» مرت بمذبحها الكائن بكنيسة «مغارة الحليب» 

وعلى بعد كيلومترات من كنيسة المهد التى وُلد فيها المسيح تقع كنيسة مغارة الحليب والتى تضم مذبحاً باسم العذراء مريم داخل مغارة تشهد على مرور العائلة المقدسة من ذلك المكان أثناء إقامتها فى بيت لحم.

تحويل مغارة كبيرة من العصر الكنعانى إلى كنيسة تستوعب المصلين

بالإضافة لنفق (ممر) يصل بين مغارة الدير ومغارة الميلاد بكنيسة المهد، وفى الدير مكتبة للهدايا التذكارية والملابس الخاصة بالخدمة، ويجرى حالياً تجهيز مغارة كبيرة من العصر الكنعانى فى حديقة قريبة تابعة للدير، لتكون كنيسة لاستيعاب عدد أكبر من المصلين والرحلات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العذراء مريم السيدة مريم القدس الشريف فلسطين الصامدة السیدة العذراء کنیسة القیامة العذراء مریم إلى کنیسة

إقرأ أيضاً:

البطريرك الراعي زار كنيسة سيدة الفرح في زحلة

زار البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يرافقه المطران بولس صياح، كنيسة سيدة الفرح الأرثوذكسية ذات الطابع المعماري الروسي، والتي تضم أيضاً متحف المتروبوليت نيفن للأيقونات الارثوذكسية، وذلك بدعوة من ممثل كنيسة أنطاكية وسائر المشرق لدى كنيسة روسيا المتروبوليت نيفن صيقلي.

و بعد زيارة الكنيسة أولم المطران صيقلي على شرف البطريرك الراعي و ضيوفه، و في كلمة شكر قال : "نتعلم منكم الوطنية و محبة لبنان و بذل الذات بفعل الروح القدس لتتجدد الحياة من الفرح و من الحب المعبر عنه بالعطاء".

من جهته ثمن الراعي مبادرة المطران صيقلي لبناء هذا الصرح الكنسي واضاف "ليكون مفخرة لكل الاجيال لانك أردتها كنيسة أرثوذكسية مسكونية لكل الكنائس، و هذا الامر هو علامة بأن قلبك كبير جداً".
 

مقالات مشابهة

  • عضو "القومي للمرأة": السيدة المصرية تعيش عصرًا ذهبيًا غير مسبوق
  • بعد أن إطلقت النار على ملصق تاريخي لمريم العذراء والطفل المسيح.. عضو مجلس مقاطعة زيورخ تعتذر
  • البطريرك الراعي زار كنيسة سيدة الفرح في زحلة
  • وزير خارجية تركيا يدعو لضرورة التوصل لحل دائم وشامل وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس
  • وزير الثقافة يستقبل الفنانة التشكيلية مريم وجيه لعرض أعمالها بالعاصمة الإدارية
  • مريم الجندي تبدأ تصوير فيلم "الهنا اللي أنا فيه"
  • غزة.. أسطورة الصمود
  • اسكندر ترأس صلاة الغروب في عيد ميلاد السيدة العذراء في برعشيت
  • عبد المسيح: الكلام عن عودة ملف الشغور الرئاسي إلى الواجهة مُخجل
  • بقعتوتة الكسروانية احتفلت بعيد مولد شفعيتها السيدة مريم العذراء