معهد أمريكي: الضعف الاقتصادي للحوثيين هو نقطة ضعفهم والأمم المتحدة والسعودية مكنتا الحوثيين وأضعفتا الحكومة في اليمن
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
قال تقرير صادر عن معهد دول الخليج العربي ان المليشيات الحوثية تستخدم المدنيين الخاضعين لسيطرتهم كوسيلة ضغط سياسية، والاستمرار، ببطء شديد، في تعزيز هدفهم المتمثل في السيطرة الكاملة على الدولة اليمنية.
واكد التقرير الذي اطلع عليه "موقع مارب برس " أن الضعف الاقتصادي للحوثيين هو نقطة ضعفهم، لكن المخاطر المحتملة لعزلهم تماما، جنبا إلى جنب مع تهديدات الحوثيين بتجديد الهجمات التي تستهدف المملكة العربية السعودية، كبيرة جدا لدرجة أن الرياض والأمم المتحدة أجبرتا الحكومة المعترف بها من قِبل الأمم المتحدة على التراجع عن الضغط الاقتصادي عليهم
كما توقّع معهد دول الخليج العربي في واشنطن أن يدفع الضغط الاقتصادي المتزايد على الحوثيين إلى استئناف هجماتهم على المملكة العربية السعودية على المدى القصير، في حين أنه على المدى الطويل قد يجعل إعادة توحيد اليمن في دولة واحدة أمرا مستحيلا.
وأوضح أن هذا هو السبب في أن كلا من المملكة العربية السعودية والأمم المتحدة مانعتا الضغط الاقتصادي للحكومة على الحوثيين.
واضاف التقرير إن المجتمع الدولي عالق بين خيارين غير جذابين. فمن ناحية، تفتقر كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والأمم المتحدة إلى الإرادة السياسية أو القدرة العسكرية لأخذ الحوثيين بشكل كامل في صراع مفتوح لهزيمة الجماعة، وتدميرها بشكل حاسم.
واضاف أنه حتى لو امتلكت الولايات المتحدة الإرادة السياسية، فإن هزيمة الحوثيين بشكل حاسم لن تكون سهلة أو سريعة، أو حتى مضمونة. فمن المحتمل أن تكون حربا طويلة ودموية، وربما غير حاسمة.
وأفاد التقرير بأن أنصاف التدابير ضد الحوثيين لم تنجح، مثل الجانب العسكري، حيث فشلت الجهود الأمريكية في شن حملة قصف مدروسة، كما هو الحال على الجانب السياسي، حيث حاول جميع المبعوثين الخاصين المتعاقبين للأمم المتحدة استيعاب الحوثيين، وإقناعهم بأن يكونوا جزءا من حكومة وطنية، وفشلوا في ذلك.
وتابع التقرير أن الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية قامتا بشكل أساسي بتمكين الحوثيين، وإضعاف حلفائهم في الحكومة المعترف بها من قِبل الأمم المتحدة؛ نظرا لاعتبارات الوضع الإنساني المتردي، وكذلك الآثار طويلة الأجل على وحدة الدولة اليمنية.
وقال التقرير إن الحوثيين موحدون، ويعملون من أجل هدف مشترك، وأعداؤهم ليسوا كذلك.
فعندما بدأت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قصف اليمن، في عام 2015، كانت الولايات المتحدة، في أحسن الأحوال، شريكا مترددا.
والآن، تقصف الولايات المتحدة الحوثيين في حملة لا تريد المملكة العربية السعودية المشاركة فيها.
فالتحالف المحلي المناهض للحوثيين، المعروف باسم "مجلس القيادة الرئاسي"، ممزق في المواجهة وتقوضه ضغوط المجتمع الدولي للتراجع عن القتال.
من ناحية أخرى، يتحد الحوثيون بطريقة تسمح لهم بتأليب أعدائهم ضد بعضهم البعض،
واختتم التقرير بأن المشكلة الحوثية الرئيسة باختصار تكمن في أن المجتمع الدولي ليس مستعدا لحرب شاملة مع الجماعة، وبالتالي من غير المرجَّح أن ينجح أي شيء آخر أقل من ذلك.
لذلك، يحاول المجتمع الدولي اتخاذ أنصاف تدابير عسكرية وسياسية واقتصادية لا تفعل الكثير لإلحاق الضرر بالجماعة، في حين أن الحوثيين يزدادون قوة. والدور، الذي يمكن أن تلعبه القوات اليمنية غير المتحالفة مع الحوثيين في تشكيل مستقبل اليمن، يزداد تعثرا.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
غياب مجلس القيادة الرئاسي والحكومة يتسبب في ضياع فرص إنهاء الانقلاب وتحرير اليمن من الحوثيين
يعيش الشعب اليمني معاناة مستمرة بفعل سيطرة المليشيات الحوثية على العاصمة صنعاء، ومساحات يقطنها الكتلة السكانية الأكبر في اليمن.
وعلى الرغم من العديد من الفرص التي كان يمكن أن تسهم في إنهاء الحرب وتحرير اليمن، فإن هذه الفرص ضاعت نتيجة لانشغال مجلس القيادة الرئاسي بالركض خلف مصالحهم الشخصية ومكاسبهم التي يسعون لتحقيقها وتنفيذ الأجندة الخارجية التي تدير وتدار، بعيداً عن الأولويات الوطنية التي يحتاجها الشعب اليمني.
بعد انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، نشأت موجة من الحماس الشعبي في اليمن. والتي كانت بمثابة لحظة تاريخية وفرصة ذهبية لاستعادة الزخم الشعبي وتعزيز الجبهة الداخلية ضد الحوثيين.
في تلك الفترة، كان من الممكن أن تتوحد القوى الوطنية تحت هدف مشترك يتمثل في التخلص من الحوثيين واستعادة الدولة.
لكن، رغم هذا الحماس الذي اجتاح الشارع اليمني، لم يستطع مجلس القيادة الرئاسي والحكومة استثمار هذه الفرصة، وبدلاً من أن يركز على تعزيز الوحدة الوطنية ويعمل على معالجة القضايا الأمنية والسياسية، استمر أعضاؤه بالبحث عن فرص تحقيق مصالحهم الشخصية، مما أدى إلى ضعف الروح المعنوية بين أفراد الشعب وأفقدهم الأمل في قدرة القيادة الحالية على تحقيق التغيير. وبالتالي ضاعت هذه الفرصة الحاسمة في طريق تحرير اليمن.
قطع يد إيران في لبنان وسوريا
كما شهدت المنطقة تحولات استراتيجية مهمة، خاصة في ما يتعلق بتقليص نفوذ إيران في لبنان وسوريا، وهو ما اعتبر فرصة ذهبية لتعزيز الجبهة ضد الحوثيين المدعومين من طهران.
خلال هذه الفترة، كان من الممكن لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة أن يستفيدو من هذه الظروف الدولية لتشكيل تحالفات إقليمية ودولية تدعم الحكومة الشرعية، وتساهم في تعزيز قدرات الجيش الوطني لمواجهة الحوثيين.
لكن رغم هذا السياق الدولي الذي كان يصب في صالح الشعب اليمني، فإن الخلافات الداخلية والتباينات، أفقدته القدرة على الاستفادة من هذه الفرصة وجعلته يفقد الدعم الدولي المتزايد الذي كان في مصلحة الحكومة الشرعية.
تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية
ومع استلام ترامب مقاليد الرئاسة في الولايات المتحدة، أدرج الحوثيين كمنظمة إرهابية، وهو تصنيف كان له آثار كبيرة على عزل الحوثيين على الصعيدين الدولي والمالي.
كانت هذه اللحظة بمثابة فرصة مهمة لمجلس القيادة الرئاسي لزيادة الضغوط على الحوثيين من خلال تعزيز الدعم الدولي، وكشف تجاوزاتهم وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان، فضلاً عن استعادة بعض المناطق التي ما زالت تحت سيطرتهم.
ولكن المجلس لم يستغل هذه الفرصة بالشكل الأمثل، بل انشغل بالمهام التي ينفذها وفق الأجندة الخارجية التي جعلت من الصعب توجيه الاهتمام إلى هذه القضية المهمة.. من خلال غياب التنسيق الفعال بين أعضاء المجلس، ضاعت فرصة مهمة لتقليص نفوذ الحوثيين وتعزيز موقف الحكومة الشرعية في الساحة الدولية.
الحكم من الخارج وغياب المسؤولية
يؤكد مراقبون أن من أبرز العوامل التي ساهمت في ضياع الفرص هو أن قيادة البلاد كانت تدير من الخارج، بعيداً عن الواقع اليمني.. هذه الوضعية جعلت من الصعب على مجلس القيادة الرئاسي أن يتعامل بشكل مباشر مع الأزمات اليومية التي يواجهها الشعب.
في وقت كان فيه الشعب اليمني يتطلع إلى رؤية قيادة محلية تواجه التحديات من داخل البلاد، بقي المجلس والحكومة في الخارج، ما أفقده القدرة على التأثير المباشر في سير المعركة ضد الحوثيين.
وأكدوا أنه كان من المفترض أن تكون القيادة في الداخل لتكون أقرب إلى الشعب وتعكس حاجاته الحقيقية. لكن بدلاً من ذلك، ظل المجلس بعيداً، وهو ما أثر سلباً على فعالية القرارات السياسية وعمق التواصل مع المجتمع اليمني.
استعادة الدولة تبدأ من الداخل
كما يؤكد المراقبون أن استعادة الدولة من الحوثيين لا يمكن أن تتم إلا من خلال العودة إلى الداخل. لا بد لمجلس القيادة الرئاسي التركيز على مهامه الدستورية، وبناء الدولة اليمنية، واستعادة مؤسساتها. عودة القيادة إلى داخل اليمن من شأنها أن تعزز الثقة بين المواطنين والحكومة الشرعية، وتسمح لها باتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة الحوثيين بفعالية أكبر.
وشددوا على ضرورة أن تكون الأولويات في هذه المرحلة واضحة بداية باستعادة الأراضي والدولة من المليشيات الحوثية، وتنسيق الجهود بين جميع القوى الوطنية في مواجهة الحوثيين، وتحقيق وحدة وطنية حقيقية بعيداً عن الانقسامات التي طالما أضعفت الجهود المشتركة.
وأشاروا إلى أن هذه هي الخطوة الأولى نحو استعادة السيطرة على البلاد، وتكوين يمن جديد يعكس طموحات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار.
وأكدوا أن العودة إلى الداخل هي الحل الأمثل لتحقيق الأهداف الوطنية. بدونها، لن يستطيع اليمن التغلب على تحدياته الداخلية والخارجية، ولن يتمكن من تحرير البلاد من قبضة الحوثيين الذين يستمرون في السيطرة على معظم مناطق اليمن.