بوابة الوفد:
2025-04-07@04:54:48 GMT

اتفاق الفرصة الأخيرة

تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT

إجماع إقليمى ودولى على أن البيان الثلاثى المشترك لقادة مصر والولايات المتحدة الأمريكية وقطر حول الحرب الدائرة على غزة منذ ما يزيد على الـ10 أشهر، هو بمثابة الفرصة الأخيرة لنزع فتيل التوتر فى المنطقة، وهى محاولة حثيثة أخيرة من الوسطاء المعنيين بالأزمة من أجل لملمة الوضع المعقد الذى تتشابك خيوطه، ومنع انفلاته وانزلاق المنطقة لحرب إقليمية شاملة ومفتوحة الجبهات.

فى ظل السلوك العسكرى والسياسى الإسرائيلى المنفلت وغير العقلانى، والمتجاوز لكل حدود وقواعد الإنسانية. سواء من حيث سياسة الاغتيالات، أو استمرار استهداف المدنيين فى مراكز وملاجئ النازحين.

بالتالى هذا البيان الثلاثى المشترك من الناحية العملية هو المسار الوحيد والأخير الأكثر قابلية للتحقق من أجل احتواء التصعيد المتزايد يوما بعد يوم، والحيلولة من أن تتحول حرب غزة إلى نار تبتلع الشرق الأوسط بأكمله.

لكن هذا البيان يواجه عقبات وتحديات صعبة؛ أولى هذه العقبات هو رئيس الوزراء الإسرائيلى وحكومته من اليمين المتطرف. نتنياهو لا يريد الذهاب إلى المفاوضات وتوقيع اتفاق، حتى لو أن هذه المفاوضات صفقة إسرائيلية بشروط إسرائيلية، على الرغم من إعلان مكتبه إرسال وفد للتفاوض فى الموعد الذى حدده البيان الثلاثى ما بين 14 و15 أغسطس. وكم من وفود إسرائيلية حضرت للتفاوض فى عديد الجولات وسحبها نتنياهو فى اللحظات الأخيرة قبل توقيع اتفاقات للتهدئة والهدنة. نتنياهو يشعر بأنه خرج من عنق الزجاجة المتمثل فى ضغوط الداخل الإسرائيلى سواء من داخل حكومته أو من أسر الرهائن، والمعارضين لحربه المستمرة منذ 10 أشهر. هو يشعر بالقوة ولو مؤقتا، عاد له جزء من شعبيته المتراجعة والمتآكلة خاصة بين التيارات المتطرفة فى إسرائيل، يحقق انتصارات سياسية من عمليات الاستهداف والاغتيال. ومن ثم من وجهة نظره لا حاجة ملحة لتوقيع اتفاق قد يحقق نجاحات للطرف الآخر ممثلا فى حماس والفصائل فى غزة، خاصة وأن مثل هكذا اتفاق سيكون بمثابة اعتراف دولى بالسنوار القائد الجديد لحماس، وبدوره كمفاوض على رأس الحركة. وهو ما يتناقض مع الهدف الأول للحرب على غزة التى سعت بكل الطرق لرأس السنوار باعتباره العقل المدبر الأول لهجوم السابع من أكتوبر.

العقبة الثانية تتمثل فى إيران ووكلائها فى المنطقة والرد المزعوم على اغتيال إسماعيل هنية فى قلب العاصمة طهران، وفؤاد شكر القيادى فى حزب الله، وهو التهديد الذى تزداد وتيرته مع كل تصريح وتلميح إيرانى بالهجوم الوشيك. حجم هذا الرد إن وقع وتداعياته قد يكون محددا رئيسيا للدفع نحو إتمام اتفاق هدنة وتهدئة من عدمه، وعلى الرغم من إعلان ممثلة إيران فى الأمم المتحدة عن هذا الرد منفصل تماما عن جهود التهدئة، وهو رد لا يضر بالهدنة. لكن نتنياهو قد يستغله كذريعة وحجة لعدم التفاوض.

الإدارة الأمريكية الحالية هى الأخرى فى مأزق كبير؛ الحرب فى غزة فرضت نفسها كورقة مؤثرة فى الانتخابات القادمة. الرئيس بايدن يريد أن بقدم هدية لنائبته كاملا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطى فى شكل اتفاق حتى ولو على سبيل الهدنة المؤقتة، يريد أن يقول إنه وإدارته نجحوا فى منع حرب إقليمية شاملة بما لها من تداعيات خطير فى الشرق الأوسط، وهو فى هذا السياق يواجه مزايدة شرسة من الرئيس السابق ومرشح الحزب الجمهورى ترامب، الذى يزايد بورقة أمن إسرائيل وفشل الإدارة الديمقراطية فى حماية أمنها ويعلن عن دعمه اللا محدود واللا نهائى لإسرائيل فى حربها على غزة. فى المقابل الإدارة الأمريكية تقول إنه، حتى لو هناك خلاف مع رئيس الوزراء الإسرائيلى فهو خلاف بين الأصدقاء، وسارعت بمجرد تصاعد التهديدات الإسرائيلية بإرسال المزيد من التعزيزات العسكرية لصد أى هجوم منتظر على إسرائيل. وفى ذات السياق لا ترغب فى أى حال من الأحوال خسارة أصوات اليهود الأمريكان ودعمهم لصالح ترامب، خاصة وأنه من المعروف تاريخيا أن اليهود فى الولايات المتحدة أكثر ميلا ودعما للحزب الديمقراطى.

هى تشابكات معقدة جدا فى لحظة بالغة الخطورة والحساسية يمر بها الشرق الأوسط، ولا أمل فى عبورها إلا بالاستماع لصوت العقل والحكمة المصرى. الآن أصبح العالم غربا وشرقا على وعى وإدراك تام بأهمية التحذيرات المصرية منذ الساعات الأولى للعدوان، وخطورة أن يتسع نطاق الحرب فى غزة لجبهات أخرى. لأن الكل سوف يدفع الثمن. لذلك؛ هو اتفاق الفرصة الأخيرة للجميع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وليد عتلم اتفاق الفرصة الأخيرة الحرب الدائرة غزة

إقرأ أيضاً:

بحضور أبو العينين.. دلالة تعديل البيان الختامي لاجتماعات برلمان الاتحاد من أجل المتوسط

كشف مجدي يوسف، مراسل صدى البلد، أن النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، ورئيس البرلمان الأورومتوسطي، كان خلال برلمان الاتحاد من أجل المتوسط لا يكل ولا يمل من العمل على مدار الساعة سواء في الجلسات المغلقة أو المفتوحة وحتى في أوقات الراحة يكمل العمل من خلال أحاديث ولقاءات جانبية.

القوى السياسية تحتفي باختيار أبو العينين لرئاسة البرلمان الأورومتوسطي: تقدير دوليالنائب محمد أبو العينين حرص على إضافته.. مجدي يوسف: البيان الختامي لاجتماعات برلمان الاتحاد من أجل المتوسط لم يتضمن حل الدولتين


وتابع خلال مداخلة مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج على مسئوليتي، المذاع على قناة صدى البلد، أن أبو العينين كان يقنع الناس بما هو مقتنع به في القضية العادلة وهي القضية الفلسطينية.

وأضاف أن اللقاءات الثنائية التي أجراها أبو العينين تضمنت إضافة جملة حل الدولتين للبيان الختامي لاجتماعات برلمان الاتحاد من أجل المتوسط.


ولفت إلى أن جهود النائب محمد أبو العينين نجحت في تعديل البيان الختامي لاجتماعات برلمان الاتحاد من أجل المتوسط أكدت قوة مصر في المحافل الدولية.


وأوضح مجدي يوسف، مراسل صدى البلد، أن هناك علاقة قوية بين الملك فيليب السادس ملك إسبانيا والنائب محمد أبو العينين حيث دعاه الأخير لزيارة مصر.
 

مقالات مشابهة

  • بحضور أبو العينين.. دلالة تعديل البيان الختامي لاجتماعات برلمان الاتحاد من أجل المتوسط
  • طقس السعودية.. هطول أمطار من متوسطة إلى غزيرة على منطقة حائل
  • نتنياهو الخسران الأكبر
  • الفرصة الذهبية: كيف يمكن لبرشلونة حسم الليغا قبل الكلاسيكو؟
  • نتنياهو يجر الشرق الأوسط إلى نكبة ثانية
  • عائلات الأسرى الصهاينة: نتنياهو هو العقبة أمام إعادة كل الأسرى
  • اتفاق أمريكي كوري لنقل بطاريات "باتريوت" من كوريا الجنوبية لللشرق الأوسط في إطار ردع الحوثيين
  • إلى سكان زغرتا.. إليكم هذا البيان من البلدية
  • "أكسيوس": نتنياهو يعتزم زيارة البيت الأبيض بعد غد الاثنين
  • بكرى: نتنياهو لن يستطيع تحقيق حلمه في إقامة الشرق الأوسط الجديد