أسئلة مقلقة تدور في حاضنة المخيلة الشعبية؛ مبدؤها ومنتهاها الفئة الشابة: سواء تلك المقبلة على الزواج، أو تلك التي تخوض تجربة الزواج، أو تلك التي تعيش حالة الزواج قياسا على العمر الزمني الذي قطعته (إيجابا/ سلبا) فالمهم في كل ذلك الوصول إلى حياة زوجية آمنة مستقرة، وهو ليس بالأمر الهين لكلا الطرفين (الزوج/ الزوجة) ومن بعدهما مجموعة من الأطفال، وحتى ولو كان طفلا واحدا.
ما يدور في حديث المجالس اليوم فيما يخص حالات الزواج وما يعقبها من طلاق في زمن قصير، وإن اكتسب عامه الأول والثاني فقط؛ هو ما يبعث على الخوف، أو طرح أسئلة جوهرية عن ما يدور في الأذهان الشابة من مخاوف، وقلق مفضٍ في خاتمة الأمر إلى «أبغض الحلال» وهذه مسألة في غاية الأهمية، وفي غاية الخطورة، قد يظن البعض أن الحديث عن هذا الموضوع؛ هو حديث مفتعل، وأن هناك تهويلًا للموضوع، ولكن هذه الإثارة؛ في حقيقة الأمر غير ذلك، والقضية جد مهمة، لأنها متعلقة؛ ليس فقط بمستقبل أسرة صغيرة في مجتمع، ولكنها متعلقة بمجتمع أكمله، الذي يهمه - أي المجتمع - أن لا تكون هناك أية فرصة لفشل أية زيجة حديثة أو قديمة، لأن في حدوثها ضربة قاسية لتماسك المجتمع، وتآزره، وتواده، وتعاونه، وتكامله، وبالتالي فإن حدوث حالة واحدة فقط لطلاق بائن أو رجعي، معناه أن هناك خللًا بنيويًا في حاضنة المجتمع السلوكية، والسيكولوجية، وأن على أبناء المجتمع أن يهبوا للدفاع عن معززات المجتمع البنائية، وذلك لسبب مهم؛ وهو أن فشل التجربة الزوجية الأولى، ليس يسيرا بناء تجربة زوجية ثانية، وبذات الدافعية والحماس الذي رافق الأولى، فوق ما تجره الأولى من تداعيات سلبية على الطرفين، وعلى أسرتي هذين الشابين، اللذين وصلا إلى طريق مسدودة كخاتمة مؤلمة لتجربة حياة زوجية خطط لها أن تكون ناجحة، وبصورة مطلقة.
الحديث هنا؛ لا يتطرق إلى حالات الطلاق بين أي زوجين، فهذه من الأمور المسلم بها ولها، وهي حالة اجتماعية مرافقة ومتوقعة لكل الحيوات الزوجية، ولكن ما يحجم من تأثيرها وانتشارها مستوى الوعي، والحكمة، والتعقل، واستشعار الأمانة المسؤولية الزوجية عند كلا الطرفين، الحديث هنا، وما يستشعره الكثيرون من أبناء المجتمع هو الزيجات القصيرة التي لا تكمل عاميها الأوليين، وبعضها عند عامها الأول فقط، وهل هي تشكل ظاهرة اجتماعية؟ من خلال المشاهدة، وما يتناقله الناس؛ قد ترقى المسألة إلى ظاهرة، وهناك من يعلل أن قلة الخبرة الحياتية، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية، وعدم استطاعة الشاب عن العدول، أو مراجعة عما كان عليه قبل الزواج من حيث «حريته الشخصية» وقد تكون لدى الطرفين هي من أهم الأسباب.
الخطورة الآن؛ أن من مر بذات التجربة - يصرح - أنه لن يعود إليها مرة ثانية، مع أن منهم من أصبح (أمًا/ أبًا) لطفل أو طفلين، وعدم اكتراثهم لتيتم «قهري» لهذا الطفل أو الطفلين، وكيف سينشآن في حاضنة مجتمع و(هو/ هي/ هما) فاقدان لأهم ركنين طوال حياتهما المقدرة لهما؟ والمهم في الأمر أيضا؛ هل تستشعر الجهات المعنية بحجم خطورة ما يحدث بين أروقة المجتمع فيما يخص هذا الموضوع؟ صحيح أن أسرتي الطرفين عليها المسؤولية الكبرى في أن تستمر حياة هذين الشابين، وإحاطتهما بالعناية والرعاية، والنصح والتوجيه والإرشاد، خاصة في السنوات الأولى لعمر الزواج؛ حتى ينضجان ويستشعران حجم المسؤولية الملقاة على عاتقيهما، ولكن هذا لا يمنع من اصطفاف المؤسسات المعنية بالأسرة، ومن معهما من مؤسسات المجتمع المدني.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
عرس لـ 53 مواطناً في رأس الخيمة بعيد الاتحاد
تحت رعاية الشيخ المهندس سالم بن سلطان بن صقر القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني ورئيس مجلس إدارة مطار رأس الخيمة الدولي.. تنظم جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة، العرس الجماعي الثالث لمواطني الدولة، وذلك بالتزامن مع احتفالات عيد الاتحاد الـ53، ليصبح هذا الحدث تعبيراً عن روح الاتحاد وقيم التضامن المجتمعي التي غرسها الآباء المؤسسون.
ويأتي العرس الجماعي الذي يشارك فيه 53 شاباً إماراتياً، في إطار دعم الجمعية للشباب المقبلين على الزواج وتخفيف الأعباء المادية عنهم، إضافة إلى نشر ثقافة الزواج الجماعي التي تعزز من التلاحم الاجتماعي وتقوي الروابط بين أفراد المجتمع.
ومن المقرر إقامة العرس يوم الجمعة 22 نوفمبر المقبل بمركز رأس الخيمة للاحتفالات بمنطقة السيح، حيث ستتوفر للمشاركين أجواء احتفالية تعكس الفرحة وتكرس مفاهيم التعاون والتكاتف. (وام)