بوابة الوفد:
2024-09-11@14:11:39 GMT

حروب الكبار

تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT

لا يدرك كثير ممن يتحدثون عن اقتراب الحرب العالمية الثالثة.. أنها بدأت بالفعل.. فالعقلية الغربية التى أنتجت حروب الوكالة.. وتدمير الخصم ذاتياً عبر الخونة وأغبياء الداخل.. لا يمكن أن ترسل بآلياتها العسكرية لمواجهة دولة مستيقظة مكتملة الأركان.. لذا يجب خلخلة استقرار الخصم أولاً.. وفى الاستراتيجية الجديدة يكون تدمير الاقتصاد وإفقار الشعوب.

. هو الضربة الأولى وربما الأخيرة للانتصار فى الحرب.

اشتعلت الحرب.. عندما بدأ الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب فرض حصار اقتصادى على الصين.. بعد فرض إجراءات حمائية للصناعة الأمريكية.. تستهدف تحجيم نمو التنين الصينى.. ضارباً بذلك كل اتفاقات التجارة الحرة (جات) وسياسات السوق المفتوح.. وعلى الرغم من التباين الواضح بينهما.. جاء الرئيس بايدن.. ليستكمل المعركة.. لكن بصورة أكثر ذكاء.. فكان الالتفات إلى جوهر التقدم وتقنية العصر.. أشباه الموصلات.. أو ما يسمى بالشرائح الإلكترونية.. عقل كل جهاز وقلب الصناعة.. من الموبايل للحاسوب للأنظمة الدفاعية والطائرات وحتى مركبات الفضاء والروبوت.

يدرك الأمريكيون كغيرهم.. أن إمبراطورية الصين الصناعية قامت على سرقة التقنية والتقليد.. فى البداية.. لم يأبه لهم أحد.. فنمت فى صمت حتى تحولت لوحش قادر على التهام الجميع.. وهنا سارعت إدارة بايدن لإطلاق ما يسمى بقانون «شيبس» لحماية وتطوير صناعة الشرائح.. بما يتضمن ذلك إنفاق مئات المليارات لإنقاذ وتنمية تلك الصناعة.. لاستعادة الولايات المتحدة حصتها السوقية فى هذا المجال.. وإصدار أى قوانين تشجيعية أو حمائية مطلوبة.. لِمَ لا فالصناعة ليست قضية أمن وطن.. بل هى أمن الوطن الحقيقى.. نجحت الولايات المتحدة بالوصول لحصتها من سوق الشرائح العالمى إلى ١٠% فى عامين فقط.. بعد أن كانت قد وصلت لصفر.. بسبب هروب عناصر الإنتاج إلى الصين وشرق آسيا لما توفره من عناصر جذب.. أنفقت واشنطن المليارات على ذلك القطاع بداية بالأبحاث ثم التصنيع والتطوير وجوائز الابتكار والتميز.. وأخيراً الخطوط اللوجستية التى دعمتها بـ٥٣ مليار دولار.. لم تتوقف أمريكا فى حربها ضد الصين عند حد دعم وتنمية صناعتها.. بل أقنعت حلفاءها الغربيين.. بعدم السماح للصين باستيراد آلات تصنيع الشرائح الحديثة.. فأقصى ما تمتلكه الصين الآن من المصانع اليابانية والهولندية يعمل بدقة ٧ نانو.. وهى الآلات التى جعلت أجهزة هواوى الصينية تغزو العالم.. ورغم امتلاك أمريكا وحلفاؤها معدات دقتها ٢٢ نانو.. إلا أن القرار كان جماعياً بعدم امتلاك الصين تقنية أكثر مما حصلت عليه.. وهنا يبرز السبب الخفى للصراع الأمريكى الصينى حول تايوان.. فتايوان وحدها تملك ٥٤% من السوق العالمى للشرائح.. وبالطبع أغلبها تقنيات ومعدات غربية.. تريد الصين الانقضاض عليها.. وفى المقابل بدأت الصين حملة لدعم صناعاتها للشرائح فدعمتها للمرة الثالثة ولكن بمبلغ ٤٧ مليار دولار.. كما ينشط جواسيسها التقنيون فى جميع أنحاء العالم للحصول على ماكينات النانو الأكثر تطوراً.. وذلك بجانب تنشيط مراكزها البحثية لخلق تقنيتها الخاصة.. بعيداً عن حصار الغرب لاقتصادها.

هكذا بدأت الحرب الكبرى.. حرب عقول لا ثيران تتناطح.. ولن تندلع الحرب التى ألفتموها لتأديب الصغار.. إلا عقب المعركة الرئيسية والفاصلة فى الحرب.. معركة العلم والاقتصاد.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشافعى لوجه الله الحرب العالمية الثالثة

إقرأ أيضاً:

هاريس: ترامب أدخل البلاد في حروب تجارية

أكدت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب أدخل البلاد في حروب تجارية، لافتة إلى أن إدارة بايدن كان عليها "تنظيف فوضى الرئيس السابق بعد أربع سنوات قضاها في البيت الأبيض.

واتهمت هاريس ترامب بترك الولايات المتحدة "بأسوأ بطالة منذ الكساد الأعظم"، و"أسوأ هجوم على الديمقراطية منذ الحرب الأهلية"، و"أسوأ وباء للصحة العامة منذ قرن".

ولفتت خلال مناظرتها أمام الرئيس الأمريكي السابق، إلى أنه لا يملك أي خطط، وهو مهتم بالدفاع عن نفسه أكثر من اهتمامه بالشعب الأمريكي.

وأشارت إلى أن ترامب باع الرقاقات الإلكترونية للصين التي استخدمتها في تطوير جيشها

مقالات مشابهة

  • بدأتْ .. ولا بد أن تكتمل !
  • هاريس: ترامب أدخل البلاد في حروب تجارية
  • 5 خطط لترامب سيشهدها العالم حال فوزه بالرئاسة
  • بدء العمل في نادي الصقر الرياضي بتعز بعد أيام تسليمه للإدارة
  • الإطارى أو الحرب
  • هل أصبح العالم أكثر نضجًا؟
  • إسرائيل ترد على عملية «الكرامة»
  • مصر والمملكة.. تكامل الكبار
  • الساحل الشمالى.. مشكلة مصرية لا مثيل لها فى العالم!!
  • افتتاح الدورة الـ57 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف