نوسانتارا.. عاصمة إندونيسيا الجديدة
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
مشروع عاصمة إندونيسية خضراء وذكية بتكلفة أكثر من 32 مليار دولار أميركي، تقع بمقاطعة شرق كاليمنتان بمساحة تقدر بأكثر من 256 ألف متر مربع.
أطلق المشروع عقب موافقة البرلمان الإندونيسي على مقترح الرئيس جوكو ويدودو بنقل العاصمة إلى نوسانتارا. وتقرر نقل العاصمة بسبب العوامل البيئية والفيضانات والاكتظاظ السكاني الذي تعاني منه العاصمة الحالية جاكرتا.
وعملت الحكومة الإندونيسية على توفير محفزات لجذب المستثمرين الأجانب إلى العاصمة الجديدة، وتهدف لتحقيق ناتج إجمالي يقدر بـ180 مليار دولار بحلول عام 2045م.
الموقعتقع نوسانتارا بين منطقتي شمال بيناجام باسر وكوتاي كارتانيغارا بمقاطعة شرق كاليمنتان في جزيرة بورنيو بمساحة تقدر بنحو 256 ألف متر مربع. وتشتهر المدينة بالمعادن، وتوجد في مكان مليء بالغابات المطيرة.
وتقسم المدينة لثلاث تقسيمات رئيسية، هي العاصمة، والتي تبلغ مساحتها 56180 مترا مربعا، والمركز الحكومي الذي يبلغ مساحته 6671 مترا مربعا، ومنطقة التطوير التي تبلغ مساحتها نحو 200 ألف متر مربع.
العاصمة الإندونيسية الجديدة يفترض أن تصبح جاهزة بشكل كامل في حدود 2045 (وكالة الأناضول) التسميةكلمة نوسانتارا تعني في اللغة المحلية الأرخبيل (مجموعة من الجزر المبعثرة بشكل متقارب في مسطح مائي)، وهو اسم "جاوي" قديم للأرخبيل المالاوي الذي يضم إندونيسيا وبروناي وماليزيا وسنغافورة، والأجزاء الجنوبية من الفلبين.
وقد اختارها الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو لأنها تعكس جغرافية البلاد وتمثل رمزا دوليا.
التاريختسعى إندونيسيا إلى نقل عاصمتها بسبب الفيضانات المتكررة وهبوط الأراضي نتيجة الإفراط في استخراج المياه الجوفية والاكتظاظ السكاني والازدحام في العاصمة جاكرتا الواقعة في جزيرة جاوة.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها اقتراح نقل العاصمة، ففي عام 1957 اقترح الرئيس أحمد سوكارنو نقل عاصمة البلاد إلى بالانغكارايا خلال حفل افتتاح المدينة عاصمة لمقاطعة كاليمنتان الوسطى.
وفي عام 1997، أصدر الرئيس محمد سوهارتو مرسوما رئاسيا بشأن تنسيق وتطوير منطقة جونجول لتصبح مدينة مستقلة، بهدف أن تصبح مركزا للحكومة.
في عام 2013، اقترح الرئيس سوسيلو بامبانج سناريوهين إما السماح لجاكرتا بالاحتفاظ بوضعها عاصمة، بشرط أن يتم البناء والتخطيط في المستقبل بشكل صارم وطويل الأجل، أو نقل مركز الحكومة الإندونيسية خارج جاكرتا تماما.
خلال كلمة ألقاها الرئيس جوكو ويدودو في 16 أغسطس/آب 2019 اقترح أن يتم نقل عاصمة إندونيسيا رسميا من جاكارتا إلى جزيرة كاليمنتان واقترح تسمية العاصمة الجديدة نوسانتارا، في حين وافق البرلمان الإندونيسي على المقترح في 18 يناير/كانون الثاني 2022.
رؤية العاصمة الجديدة
تكلف عمليات بناء نوسانتارا ما يُقدر بأكثر من 32 مليار دولار، إذ أعلنت الحكومة التزامها باستثمار 20% فقط، في حين تأمل أن تأتي نسبة 80% المتبقية من تمويل المستثمرين الأجانب.
وتعمل الحكومة الإندونيسية على تجهيز محفزات لجذب المستثمرين الأجانب للاستثمار في نوسانتارا.
وستساعد العاصمة الجديدة إندونيسيا على تحقيق هدفها في أن تصبح دولة متقدمة بحلول 2045م من خلال مشروع العاصمة الذكية والخضراء، وستكون العاصمة مركزا للقطاع الحكومي والقطاعات الاقتصادية والقوى العاملة بالمدينة التي سيبلغ عددها حوالي 4 ملايين نسمة.
كما ستوفر العاصمة الجديدة منازل أكثر خضرة وهواء أنظف وحياة خالية من الازدحام المروري لسكانها، وسيتم تطوير مستشفى دولي ومؤسسات تعليمية عالمية، وسيتم الانتقال من الطاقة التقليدية إلى الطاقة المتجددة.
ومن المتوقع أن تكون 80% من وسائل النقل صديقة للبيئة عبر وسائل النقل العام أو ركوب الدراجات أو المشي، إذ يمكن للشخص الوصول إلى أي مكان داخل نوسانتارا في غضون 10 دقائق.
وستنطلق عمليات الانتقال خلال الفترة (2024- 2045)، إذ يتوقع أن يتم نقل ما يصل إلى 1.9 مليون نسمة إلى العصمة الجديدة بنهاية فترة المشروع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العاصمة الجدیدة
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: الإمارات عاصمة عالمية للتسامح والأخوة الإنسانية
إبراهيم سليم (أبوظبي)
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن الإمارات، وبفضل قيادتها التاريخية الناجحة، أصبحت اليوم في المقدمة والطليعة بين دول العالم كله في التعارف بين البشر، وفي التفاهم والتعايش، والعمل المشترك بينهم، وإننا نحمد الله كثيراً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يسير على هدي رؤية المغفور له الوالد الشيخ زايد، وأصبحت الإمارات في ظل قيادته وتوجيهاته عاصمةً عالميةً للتسامح والأخوة الإنسانية، ومنبراً مرموقاً للدعوة إلى توحيد الجهود، وبناء العلاقات المثمرة بين جميع سكان العالم.
جاء ذلك لدى حضور معاليه فعالية نظمتها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة بمسجد مريم أم عيسى بمنطقة المشرف في أبوظبي، بمناسبة اليوم العالمي للتسامح بعنوان «التسامحُ من الذكريات إلى المستقبل»، تخللتها العديد من الفقرات التي تناولت قيم التسامح وأثره على ازدهار المجتمعات وتطورها، وجهود الدولة والقيادة الرشيدة في ترسيخ معانيه السامية.
كما حضر الفعالية معالي العلامة عبد الله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ومعالي الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية، والدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس «الهيئة»، وأحمد راشد النيادي، مدير عام «الهيئة»، والدكتور محمد راشد الهاملي، رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والدكتور خليفة الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ويوسف العبيدلي، مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير، وعددٌ من ممثلي الأديان والضيوف المدعوين، والمسؤولين والموظفين في «الهيئة»، والوعاظ والخطباء وأئمة المساجد.
وعبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته، عن سروره بحضور «ميثاق التسامح الإسلامي» الذي يعكسُ الهدف المرموق في أن يكون التسامحُ وعن حقٍّ طاقةً روحيةً كبرى، تدفع البشر إلى التزود بقيم الرحمة والتكافل والمحبة والأخوة والسلام، والدور المهم في أن يكون التسامحُ أداةً فعالةً لدعم العلاقات الإيجابية بين الأفراد والأمم والشعوب، وتنمية قدراتهم على التعاون والعمل المشترك لما فيه الخير للفرد، والرخاء للمجتمع، والنماء للعالم كله.
وأضاف معاليه، إننا في الإمارات، إنما نعتزُّ غاية الاعتزاز، بما تؤكد عليه مسيرة هذه الدولة العزيزة، من أن المجتمعَ المتسامح، المنفتح على حضارات العالم وثقافاته هو مجتمعٌ ناجحٌ، يكون فيه جميع السكان قادرين على العمل المثمر، والإسهام النشط، في إنجازات التطور كافة من حولهم، وإننا نعتز ونفتخر بمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو الذي كان يقول لنا دائماً: «إنَّ واجبنا في الإمارات، وفي العالم كله، هو أن نسعى إلى تحقيق العدل والتسامح والتفاهم، باعتبار أن ذلك متطلبٌ أساسيٌّ لتحقيق التنمية الشاملة في كل مكان» كان رحمه الله، يقول لنا: «إن الطائفية والتشدد والتطرف والمغالاة، هي ظواهرُ بغيضة، تنشأ نتيجة الفقر والفشل والتشاؤم، بينما التسامح والتعايش والوفاق، هي ظواهرُ حميدة، تحقق الاستقرار في الحاضر، والثقةَ والتفاؤل في المستقبل».
عاصمة عالمية للتسامح
أكد معاليه أن الإمارات، وبفضل قيادتها التاريخية الناجحة، قد أصبحت اليوم في المقدمة والطليعة بين دول العالم كله، في التعارف بين البشر، وفي التفاهم والتعايش، والعمل المشترك بينهم، وإننا نحمد الله كثيراً، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يسير على هدي رؤية المغفور له الوالد الشيخ زايد، وأصبحت الإمارات في ظل قيادته وتوجيهاته، عاصمةً عالميةً للتسامح والأخوة الإنسانية، ومنبراً مرموقاً للدعوة إلى توحيد الجهود، وبناء العلاقات المثمرة بين جميع سكان العالم، من أجل مستقبلٍ زاهرٍ، يتسم بالتعاون والنماء، في كل مكان، وقال: إننا في الإمارات، وفي ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، على قناعةٍ كاملةٍ بأن التسامح والأخوة الإنسانية بما يتضمنانه من تعارفٍ وحوارٍ، وعملٍ مشتركٍ بين الجميع، يؤديان دونما شكٍّ، إلى توفير الفرص أمام الجميع، للإسهام الكامل في مسيرة المجتمع والعالم.
التسامح قيمةٌ زكتها الشرائع
قال معالي العلامة عبد الله بن بيه: «غرس المغفور له الشيخ زايد في بلدنا الإمارات منهج التسامح وبذل المعروف للناس، بحيث أصبح ذلك هو نهج الدولة ومنهجها والذي جعل من الإمارات منارةً للخير وواحةً للمحبة والأخوة الإنسانية، وما فتئتْ قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تعمل على جعل التسامح وسيلةً للسلام، وأصبحت تلك هي الرؤية التي تعمل وفقها دولة الإمارات العربية المتحدة، بحيث أصبحت أول دولةٍ في العالم تكون لديها وزارةٌ للتسامح».
التعامل بإحسان
أشاد معالي الدكتور أسامة الأزهري بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة ومبادراتها الداعمة لترسيخ التسامح ونشر السلام بين الشعوب وعطائها وأياديها البيضاء الممتدة في كل أنحاء العالم، مؤكداً أن القرآن الكريم يزخر بالمعاني التي توجه بأنْ تتسعَ قلوبنا وفكرنا للعالم أجمعين، وأن نتعامل مع كل شيءٍ بإحسانٍ إيماناً بأن رحمة الله وسعتْ كلَّ شيء، داعياً إلى الالتزام بهذه القيم السمحة التي تنمي في النفوس الفضيلةَ وقبول الآخر واحترام ثقافته ومنهجه، والتحلي بالأخلاق الحسنة في التواصل مع الآخر، ذاكراً بعض النماذج من التاريخ الإسلامي في التعامل مع غير المسلمين والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم، قائلاً إنَّ من أجمل ما نجتمع عليه اليوم في هذا البلد الطيب هو أن نمدَّ أيدينا انطلاقاً من عقيدتنا وديننا وقيمنا، تضامناً وتعاوناً مع كل الشعوب لبناء عالمٍ مزدهرٍ ينعم الجميع فيه بالأمان والطمأنينة والعيش الكريم.
دبلوم وماجستير التسامح
شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إطلاق د. عمر حبتور الدرعي مشروعين، أكد أنهما يهدفان لاستدامة التسامح وحمايته، وإعداد رواده، أحدهما «دبلوم وماجستير التسامح» وذلك بتوقيع اتفاقيةٍ بين الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والثاني «ميثاق التسامح الإسلامي» المصمّم للفاعلين في الخطاب الشرعي في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، ليكونوا خير من يمثّل قيمة التسامح، ويجسّدها في سلوكه، ويوصّلها لمجتمعه، ويتسلح بها في حماية هوية وطنه ومقدرات بلاده، ويستهدف الميثاق تخريج طلابٍ أكفاء في هذا المجال وتأهيلهم ليساهموا في ترسيخ القيم الإنسانية، ويواصلوا مسيرة دولة الإمارات ونهج قيادتها الرشيدة في ترسيخ التسامح ونشر السلام في ربوع العالم.
مسيرة مستدامة
في كلمته، قال الدكتور عمر الدرعي: «إنَّ «مسيرة التسامح» في دولة الإمارات ممتدّةٌ مستدامةٌ، فما أُسِّسَتْ هذه الدولة إلا بالتسامح وعلى نهج التسامح، فقد هيّأ اللهُ في هذا العصر قيادةً رشيدةً ودولةً مباركةً، فهي من مشروعٍ إلى مشروعٍ، ومن مبادرةٍ إلى مبادرةٍ، في إقبالٍ نادرٍ، وتمكُّنٍّ قادرٍ، وتركيزٍ ظاهرٍ، أسَّسَ «استدامةً تسامحيّةً» تُعقد عليها آمالٌ كبيرةٌ، وتُعدُّ لأجيالٍ قادمةٍ بإذن الله، لتنهض بهذه الأمانة والمسؤولية، مؤكداً أنه سيظلّ التسامح «من الذاكرة إلى المستقبل» مطيةً نكسب بها الرهان، وأرومةً نغرسها في النشء».