بوابة الوفد:
2024-11-12@20:25:23 GMT

زيارة لنجيب محفوظ..

تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT

فى الثلاثين من أغسطس تحل الذكرى الثامنة عشرة لوفاة أديبنا العظيم نجيب محفوظ، وأعتقد أن نجيب محفوظ قد مات على مسافة من الجبلاوى أقرب منها بينه وبين عرفه.. ليس لأنه كان أقرب لليقين العلوى منه لجسارة الشك من أجل المعرفة.

ولكن لأن هذا المبدع العظيم قد عاش عمره مناضلاً بأدبه وإبداعه فى سبيل إعلاء قيمة الحرية والعدالة، وقد مات وحارتنا لم تتصالح بعد لا مع الحرية ولا مع العدالة ولم يفعل العلم بها ما فعله عرفة بحارة الجبلاوى وبالجبلاوى نفسه.

ومن هنا فإن نجيب محفوظ قد مات قبل أن يستريح وتمتلئ عيناه برؤية الحارة المصرية الكبيرة قد نعمت بعلوم عرفة وبالعدالة التى دعا وسعى إليها كل من جبل ورفاعة وقاسم ولا يزال الواقع بالحارة المعاصرة لا يختلف كثيراً عن واقع حارة جبل وحارة رفاعة وحارة الجرابيع التى شهدت مولد قاسم.

لم يتغير المشهد والأحرى أنه ازداد سوءاً إذا قورنت حارتنا اليوم بحارات وراء البحار كانت أكثر منا تخلفاً ومرضاً وكآبة على زمن جبل ورفاعة وقاسم.

لم يتغير شيء ولا يزال الجبلاوى صامتاً بعيداً خلف فضاء لا نراه ولا نعرفه ورغم ثورته على أدهم فى البدء وطرده من الحديقة لأنه خالف أمره واقترب من حجة الوقف الذى حرم هو الاقتراب منها.

 لماذا يصمت جدنا الجبلاوى هكذا أمام المظالم التى يتعرض لها أهل حارتنا وجبروت الفتوات الجدد الذين يملكون المال والجاه والسلطة أمام فقراء لا يملكون إلا الخوف من بطشهم.. كيف يا عمنا نجيب وأنت فى خلوتك الأبدية، يصمت الجبلاوى هكذا أمام وحشية جرائم الأمريكان والصهاينة وهم يذبحون الأطفال فى غزة ليل نهار. 

 الأسئلة الوجودية كثيرة يا عمنا نجيب، وقسوة ظلم الأغراب والأقارب والأهل، دفعت الناس إلى الشك فى جدوى انتظار كلمة جدنا الجبلاوى التى ترسى قواعد العدل والحرية من جديد. تذكر معى ياعمنا نجيب صرخة الشاعر صلاح عبدالصبور فى رائعته « الناس فى بلادى «: 

(يا أيها الإله …

كم أنت قاسٍ موحش يا أيها الإله)

بالأمسِ زرتُ قريَتى، قد ماتَ عمِّى مصطفى

ووسَّدُوه فِى التُّرابْ

لم يَبتَنِ القِلاعَ (كان كُوخُه من اللَّبِن)

وسارَ خلف نعشِه القدِيمْ

مَن يملِكُون مِثله جلبابَ كتانٍ قدِيمْ

وماذا بعد، والحديث لجدنا نجيب.. قل لى يا سيدى من عالمك الأبدى إلى متى ستظل حارتنا قديمة ومنهوبة ومكسورة الجناح.. إلى متى ستظل حارتنا تكبر فى المكان وتصغر فى المكانة.. إلى متى ستظل وجوه أبناء الحارة صفراء شاحبة وعيونهم حائرة غائرة وأقدامهم تحملهم بتثاقل من أرهقه العمر وسرق شبابه وحلمه.. قل لى من جديد يا جدنا نجيب، هل حقاً مات الجبلاوى وإذا كان فلماذا لم يسكن عرفة قصره بخلاء حارتنا بعد. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح نجیب محفوظ

إقرأ أيضاً:

العدوان على فلسطين ولبنان يضع النظام الدولي على المحك.. نص كلمة السيسي أمام القمة العربية الإسلامية

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، كلمة أمام القمة العربية الإسلامية غير العادية، والتي أكد فيها وقوف مصر بجانب الشعب الفلسطيني، وجاء نص الكلمة.

بسم الله الرحمن الرحيم

أخى صاحب السمو الملكى، الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.. ولى عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، رئيس مجلس الوزراء،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..

معالى السيد/ أحمد أبو الغيط.. أمين عام جامعة الدول العربية،

معالى السيد/ حسين إبراهيم طه.. أمين عام منظمة التعاون الإسلامى،

السيدات والسادة،

﴿ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ﴾

أتوجه بداية، بخالص الشكر والتقدير، للمملكة العربية السعودية الشقيقة، على استضافة هذه القمة غير العادية، فى ظل ظرف إقليمى شديد التعقيد، وعدوان مستمر لأكثر من عام، على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسط صمت مخجل وعجز فادح من المجتمع الدولى، عن القيام بالحد الأدنى من واجباته، فى مواجهة هذا التهديد الخطير، للسلم والأمن الدوليين.

إن المواطنين فى دولنا العربية والإسلامية، بل وجميع أصحاب الضمائر الحرة عبر العالم، يسألون، ولهم كل الحق، عن جدوى أى حديث عن العدالة والإنصاف، فى ظل ما يشاهدونه، من إراقة يومية لدماء الأطفال والنساء والشيوخ.. ونقولها بمنتهى الصراحة: إن مستقبل المنطقة والعالم، أصبح على مفترق طرق، وما يحدث من عدوان غير مقبول على الأراضى الفلسطينية واللبنانية، يضع النظام الدولى بأسره على المحك.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

تدين مصر بشكل قاطع، حملة القتل الممنهج، التى تمارس بحق المدنيين فى قطاع غزة.. وباسم مصر، أعلنها صراحة: إننا سنقف ضد جميع المخططات، التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة.. وهو أمر، لن نقبل به تحت أى ظرف من الظروف.

ونكرر: إن الشرط الضرورى لتحقيق الأمن والاستقرار، والانتقال من نظام إقليمى، جوهره الصراع والعداء.. إلى آخر، يقوم على السلام والتنمية.. هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية".

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إن مصر ملتزمة بشكل كامل، بتقديم العون للأشقاء فى لبنان، دعما لصمود مؤسسات الدولة اللبنانية، وفى مقدمتها الجيش اللبنانى.. وسعيا لوقف العدوان والتدمير، الذى يتعرض له الشعب اللبنانى الشقيق.. وتكثيفا للجهود الرامية للوقف الفورى لإطلاق النار، والتنفيذ الكامل وغير الانتقائى، لقرار مجلس الأمن رقم "1701".

وفى ختام هذه الكلمة، أوجه حديثى ليس فقط للشعوب العربية والإسلامية، وإنما لزعماء وشعوب العالم أجمع، فأقول لهم:

"إن مصر، التى تحملت مسئولية إطلاق مسار السلام فى المنطقة منذ عقود، وحافظت عليه رغم التحديات العديدة.. ما زالت متمسكة بالسلام، كخيار إستراتيجى، ووحيد لمنطقتنا.. وهو السلام القائم على العدل، واستعادة الحقوق المشروعة، والالتزام الكامل بقواعـــد القــانون الــــدولى.. ورغم قسوة المشهد الحالى، فإننا متمسكون بالأمل، وواثقون من أن الفرصة مازالت ممكنة، لإنقاذ منطقتنا والعالم من ممارسات عصور الظلام، والانتقال لبناء مستقبل، تستحقه الأجيال القادمة، عنوانه الحرية والكرامة والاستقرار والرخاء".

وفقنا الله جميعا، لإنهاء هذه المأساة المستمرة، وتحقيق آمال شعوبنا، نحو عالم يسوده العدل، والأمن، والسلام.

أشكركم لحسن الاستماع.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات مشابهة

  • واحشنا كلنا.. نجيب ساويرس يعلق على ذكرى وفاة محمود عبدالعزيز
  • محمود عبد الغني يكشف عن كواليس وقوفه أمام الكاميرا لأول مرة
  • عاجل - نص كلمة الرئيس السيسي أمام القمة العربية الإسلامية "غير العادية" في الرياض
  • نص كلمة السيسي أمام القمة العربية الإسلامية بالرياض 2024
  • العدوان على فلسطين ولبنان يضع النظام الدولي على المحك.. نص كلمة السيسي أمام القمة العربية الإسلامية
  • الداخلية تنظم زيارة لـ طلبة وطالبات أكاديمية الشرطة إلى العاصمة الإدارية الجديدة
  • بعد 24 ساعة.. اعتقال قاتل نجل مختار حي عرفة في كركوك
  • الداخلية تنظم زيارة لـ طلبة وطالبات أكاديمية الشرطة للعاصمة الإدارية | صور
  • وزارة الداخلية تنظم زيارة لـ طلبة وطالبات أكاديمية الشرطة إلى العاصمة الإدارية الجديدة
  • «الثقافة» تصدر العدد 44 من مجلة المسرح.. يوثق أعمال نجيب محفوظ