إدانة دولية لهجوم المستوطنيين الإرهابي على قرية جيت دليل الفلسطينية
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
لا تزال هجمات المستوطنين الإسرائيليين مستمرة على الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية وأخرها الهجوم المسلح على قرية جيت دليل أمس، والذي أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة أخر بجروح، فضلا عن تدمير ممتلكات سكان القرية وحرقها ومهاجمتهم بقنابل الغاز والرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، وزجاجات المولوتوف، والحجارة.
وقال رئيس مجلس قرية جيت دليل، ناصر السدة، إن القرية لم تشهد هجوما مثل هذا خاصة وأن أعدادا كبيرة من المستوطنين المسلحين شنوا الهجوم على القرية.
وقوبل الاعتداء على قرية «جيت دليل» بإدانة دولية واسعة ووصفته الخارجية الفلسطينية «بإرهاب دولة منظم» حسبما ذكرت «القاهرة الإخبارية».
إدانة دولية لهجوم المتسوطنين على قرية جيت دليلوقد أدان تور وينسلاند، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، هجوم المستوطنين الإسرائيليين على قرية جيت دليل شرق قلقيلية.
وقال في تغريدة على منصة «إكس»: «أدين بشدة الهجوم الذي شنه المستوطنيين الإسرائيليين على قرية جيت الفلسطينية وإرعابهم سكانها، ما أسفر عن مقتل شاب فلسطيني وإلحاق أضرار بالممتلكات»، مضيفاً أن هناك حاجة ملحة إلى اتخاذ خطوات ملموسة لضمان المسائلة الكاملة لجميع المتورطين في الهجوم على قرية جيت دليل، كما دعى حكومة الاحتلال إلى وقف عنف المستوطنين.
كما ندد دافيد لامي وزير خارجية المملكة المتحدة، ونظيره الفرنسي، ستيفان سيجورنيه بهجوم المستوطنين الإسرائيليين على قرية جيت دليل، والهجمات المتكررة على الضفة الغربية خلال مؤتمر صحفي مشترك بمدينة القدس الفلسطينية المحتلة.
الخارجية الفلسطينية: الهجوم على جيت دليل إرهاب دولةمن جانبها أدانت «الخارجية الفلسطينية»، في بيان لها، الجمعة، الهجوم الوحشي من عصابات المستوطنون الإرهابية على قرية جيت دليل، واعتبرته تصعيدًا خطيرًا في جرائمها المستمرة ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، التي ترتكبها بغطاء من جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يتدخل لقمع المواطنين الفلسطينيين إذا ما هبوا للدفاع عن أنفسهم حسب ما نقلت «القاهرة الإخبارية».
وأضافت الخارجية الفلسطينية، أنها تنظر بخطورة بالغة لطبيعة هذا الهجوم، خاصة وأنه هجوم جماعي منظم ومسلح شارك فيه ما يقارب من 100 مستوطن إرهابي، بنية قتل المواطنين الفلسطينيين، وهو ما أسفر بالفعل عن استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين، بالإضافة إلى إحراق عدد من منازل المواطنين وممتلكاتهم.
وتابعت الخارجية متسائلة عن كيفية حشد عصابات المستوطنين الإرهابية 100 عنصر من عناصرها المسلحة، وشن هجوماً على قرية جيت الواقعة شرق مدينة قليقلة الفلسطينية بالضفة الغربية.
وأكدت الخارجية الفلسطينية، على أنه لولا شعور المستوطنين بالحماية والدعم سياسيًا وقانونيًا وأمنيًا لما أقدموا على الهجوم على قرية جيت، لا سيما وأنهم يتلقون الدعم من وزراء اليمين المتطرف، وعلى رأسهم إيتمار بن جفير الذي يوفر لهم الأسلحة التي يشنون بها هجوما على الفلسطينيين.
ونوهت «الخارجية»، إلى أن الهجوم على قرية جيت دليلا ليس الأول من نوعه، فقد شن المستوطنيين عددا من الهجمات على البلدات الفلسطينية بالضفة الغربية في الفترة الأخيرة، وبحسب سجل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» ما لا يقل عن 1143 هجوما للمستوطنين ضد الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر الماضي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الضفة الغربية فلسطين القدس إسرائيل المستوطنيين الخارجیة الفلسطینیة الهجوم على
إقرأ أيضاً:
رمضان بطعم الحزن.. اليأس يخيم على الفلسطينيين فى جنين وطولكرم بالضفة الغربية.. عمليات جيش الاحتلال تؤكد قسوة الظروف فى ظل أوامر إخلاء المخيمات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يختلف رمضان هذا العام في الضفة الغربية اختلافاً كبيراً عن احتفالات الأعوام الماضية، حيث يتصارع آلاف الفلسطينيين النازحين، وكثيرون منهم من مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم، مع حقائق العملية العسكرية الإسرائيلية التي اقتلعت حياتهم من جذورها. وبالنسبة لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، أصبح الشهر المقدس، الذي عادة ما يكون وقتاً للعبادة الروحية والتجمعات المجتمعية والعائلية، بمثابة تذكير قاتم بقسوة وعدم يقين فى ظل الأوامر الإسرائيلية بإخلاء المخيمات ونزوحهم.
شوارع بلا أضواء
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الأسواق الصاخبة في رمضان، والتي كانت تمتلئ تقليدياً بدفء المجتمع وتوقع وجبات الإفطار، أصبحت الآن مجرد ظل لما كانت عليه في السابق. ففي مدينتي جنين وطولكرم بالضفة الغربية، أصبحت الشوارع هادئة بعد أن كانت تتوهج ذات يوم بالأضواء وأصوات الأطفال وهم يلعبون. يقول محمود سكر، وهو أب لأربعة أطفال من جنين، نزحت أسرته خلال العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في يناير: "كان رمضان يشرق في الماضي". ويزعم الجيش الإسرائيلي، الذي نفذ عمليات كاسحة في المنطقة، بما في ذلك إرسال الدبابات إلى جنين وإقامة وجود عسكري في طولكرم، أن العملية تهدف إلى تفكيك الشبكات "الإرهابية". ومع ذلك، كان التأثير مدمرًا بالنسبة للأسر النازحة، ويتساءل الكثيرون متى، أو ما إذا كانوا سيعودون إلى منازلهم؟.
بالنسبة للأسر مثل عائلة سكر، فإن مصاعب النزوح أثرت سلبًا على حياتهم العائلية والروحية. فر محمود وعائلته من جنين وليس لديهم سوى الملابس التي يرتدونها. اضطروا إلى التشتت عبر منازل مختلفة لتجنب العنف المستمر. ومع بداية شهر رمضان، سعت الأسرة إلى لم شملها، مدفوعة بالرغبة في الحفاظ على الوحدة المقدسة للشهر الكريم.
يقول محمود: "لقد غادرنا بلا شيء. والآن لا نعرف إلى أين ننتمي". وقد أصبح هذا الشعور بعدم الانتماء، إلى جانب صدمة النزوح، موضوعًا مركزيًا للعديد من العائلات الفلسطينية.
في غياب مجتمعهم السابق، تكافح العائلات النازحة لإعادة خلق وسائل الراحة في المنزل. على سبيل المثال، لا يمكن العثور على المسحراتي - الشخصية الأيقونية التي تمشي تقليديًا في الشوارع ليلاً، وتدعو الناس إلى وجبة السحور قبل الفجر - في أي مكان. تقول نائلة سكر، زوجة محمود: "لن يطرق بابنا هذا العام، ليس لدينا باب ليطرقه". الهدوء الذي يلف شوارع طولكرم الآن لا يكسره سوى أصوات المركبات العسكرية وتحرك السكان النازحين بين الحين والآخر عبر أنقاض منازلهم السابقة. بالنسبة إلى انتصار نافع، من طولكرم، فإن غياب مطبخها المحبوب، حيث كانت تعد وجبات الطعام لمجتمعها خلال شهر رمضان، أمر مؤلم بشكل خاص. وتقول "لا شيء مثل رمضان هذا العام. إنه يتعلق بالعائلة، وكسر الخبز معًا. بدون ذلك، ماذا يتبقى منه؟".
التهجير القسري
بالنسبة للعديد من الفلسطينيين النازحين، أصبحت وجبة الإفطار التقليدية، والتي تتكون عادة من الحساء والسلاطة وطبق رئيسي دسم، امتيازًا نادرًا. فبدلاً من الوجبات التي تعدها الأسرة، يعتمد الكثيرون الآن على المساعدات، حيث يقوم المتطوعون بتسليم وجبات الإفطار الباردة للمحتاجين. إن هذه الوجبات المعبأة، والتي يتم تسليمها في كثير من الأحيان في وقت متأخر من اليوم، تشكل تذكيرًا صارخًا بالظروف الصعبة التي يواجهها الفلسطينيون في الضفة الغربية.
إن النزوح المستمر وعدم اليقين بشأن مستقبلهم يلقي بظلاله القاتمة على شهر رمضان بالنسبة للأسر في الضفة الغربية. ولم تبد إسرائيل أي إشارة إلى أن العملية العسكرية ستتوقف قريبًا، الأمر الذي ترك الأسر النازحة في حالة من الغموض. وبالنسبة للعديد من الناس، أصبح شهر رمضان، الذي كان تقليديًا وقتًا للتجديد والتأمل، شهرًا للانتظار - انتظار الأخبار، وانتظار الأمل، وانتظار إمكانية العودة إلى المنازل التي عرفوها ذات يوم.
ومع تقدم الشهر المقدس، يواصل الفلسطينيون في الضفة الغربية التعامل مع واقعهم القاسي، متمسكين بالأمل الخافت في أن يعودوا ذات يوم إلى منازلهم ويستعيدوا الحياة التي سُرقت منهم.