طهران "العمانية": يعتبر متحف السجاد اليدوي في العاصمة الإيرانية طهران من أهم المتاحف في هذا البلد ويضم أكثر من 500 قطعة فريدة من السجاد، يتراوح عمر بعضها بين 400 و500 عام حيث تُعد أكبر مجموعة من السجاد اليدوي العريق في العالم.

مبنى المتحف الذي يقع في "متنزه لاله" وسط العاصمة طهران يتربع على مساحة تقدر بـ3400 متر مربع وله هندسة معمارية أنيقة وجذابة تم تصميمه على يد المعماري الإيراني الراحل عبدالعزيز فرمانفرمائیان، وتشبه واجهته الخارجية إلى حدٍ كبير آلة حياكة السجاد اليدوية التي يتم استعمالها منذ القدم في أنحاء مختلفة من إيران.

وفي حوار مع وكالة الأنباء العمانية قالت طيبة أنصاري عضو المركز الثقافي والفني للسجاد اليدوي الإيراني إن متحف طهران للسجاد اليدوي تم افتتاحه عام 1978 بهدف توثيق الجوانب الفنية والثقافية والتاريخية للسجاد اليدوي وإحياء وتطوير فن النسيج وصناعة السجاد في إيران.

وأضافت أن المتحف يضم أنواعاً مختلفة من السجاد اليدوي والبساط حسب جودتها وقدمها، إضافة إلى الميزات التي يحظى بها السجاد اليدوي الإيراني من حيث الرسم والتصميم والنقش والحياكة والتنوع والانتشار الجغرافي لحياكة السجاد.

وأكدت أنصاري أن المتحف يعرض أيضا نماذج من السجاد الذي يُظهر زوايا من الشعر والأدب الإيراني والأساطير والدين والثقافة والفن في إيران حيث يعود تاريخ أنواع السجاد اليدوي المعروض في هذا المتحف إلى القرن التاسع الهجري حتى وقتنا الحاضر.

وقالت طيبة أنصاري إن الأدوات الخاصة بحياكة وتصميم السجاد ومختلف أنواع خيوط الحرير الطبيعية المستعملة في السجاد اليدوي تشکل أيضا حیزا بارزا من متحف طهران للسجاد اليدوي.

وأشارت عضو المركز الثقافي والفني للسجاد اليدوي الإيراني إلى أن متحف طهران يضم مكتبة تحتوي على حوالي 3500 كتاب بلغات مختلفة وهي مُتاحة للجميع سواء من الباحثين أم عامة الزوار، إلى جانب صالة سينمائية تعرض أفلام وثائقية حول مجالات غزل وحياكة السجاد وتصميم رسومات وزخارف السجاد اليدوي الإيراني، إضافة إلى أن المتحف يُقدم كذلك دورات لتعليم صناعة وتصميم السجاد بهدف الحفاظ على فنون وتقنيات الصناعة ضمن الإرث الثقافي الإيراني.

وأوضحت أنصاري أن المتحف يجسد أحد أهم عناصر التراث الثقافي في إيران الذي انتقل من جيل إلى جيل على مدى قرون عديدة، واليوم يبتكر مصممو ومنتجو السجاد الإيراني تصميمات و أنماطا جديدة من خلال توظيف التراث القديم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السجاد الیدوی من السجاد

إقرأ أيضاً:

ضجيج بلا طحين

قديما قالوا "سمعنا ضجيجا ولم نر طحينًا، كثيرًا من الصخب قليلًا من الأثر"، هذا هو حال المجتمع المصري فى هذه السنوات العجاف، فهل يأتى قريبًا عام الفرج الذى يُغاث فيه القوم ويُرزَقون؟

سنوات تمر والفجوة تتسع رويدًا رويدًا بين الشعب المصرى والنخب وسط حالة مثيرة للتساؤلات عن أسباب الاختفاء الواضح للرموز والمبدعين فى ظاهرة تستحق الدراسة، فمصر التى عرفناها دائمًا (ولادة) ورائدة فى كل مجالات الثقافة والسياسة والرياضة والفن يبدو أنها قد بلغت سن اليأس فجأة وتوقفت عن الإنجاب بلا أى مبرر منطقى.

أين ذهبت الرموز الوطنية الذين طالما التفت حولهم الجماهير لتتعلم وتقتدى بهم وتسير فى نور إبداعهم نحو الأفضل؟ ما الذى منع ظهور أجيال جديدة من المبدعين بعد رحيل أو اختفاء آخر أجيال العملاقة فى شتى المجالات، كان لدينا قبل فترة قريبة أسماء خلدها التاريخ استطاعت أن تجر قاطرة الوطن نحو الريادة والتميز، وأن تشكل وجدان المصريين بكل ما هو محترم وراقٍ، فلماذا لم يتسلم الجيل الجديد هذه الراية منهم.

أين تلامذة هؤلاء؟ وهل ماتوا دون أن ينجبوا للوطن أجيالا جديدة على نفس مستوى الإبداع والتميز؟ هل وصل الحال إلى أن يصبح المتصدرون للمشهد بهذا السوء والفقر والخواء الثقافي والعلمي في مصر الرائدة التى علّمت الجميع معنى الإبداع والفن والحضارة عبر آلاف السنين؟ فكيف تصل إلى هذه الحالة من الضحالة الفكرية والفنية؟ وكيف يتصدر مشهدها الثقافى والفنى والإعلامى بعض معدومى الموهبة وفقراء الإبداع؟!

حالة مؤسفة من اختفاء الرموز المضيئة ربما لم تشهدها مصر عبر تاريخها، وظاهرة تستدعى أن ينهض مثقفو هذه الأمة ومبدعوها من كبوتهم وسباتهم العميق سريعًا فعجلة الزمان لا تتوقف، ومن يسقط لا ينهض مجددًا، ليست مشكلة دولة فحسب ولكنها مشكلة شعب بأسره ارتضى مرغمًا أو تحت وطأة السنوات العجاف بهذه الحالة المزرية من الانحطاط الأخلاقي والثقافى والفنى دون أدنى محاولة لتغيير الواقع والعودة إلى الجذور والثوابت التى تربت عليها أجيال سابقة، فهل فات الأوان، أم أن أبناء هذه الأمة مازالوا يستطيعون قلب المعادلة وإحياء تاريخ الأجداد وإعادة مصر لمكانتها وريادتها فى شتى مجالات الفكر والعلم والفن والثقافة؟!!

مقالات مشابهة

  • “صور من التراث السوري” تبرز غنى الموروث الثقافي السوري في دار الأوبرا بدمشق
  • نتنياهو: ينبغي اختفاء البرنامج النووي الإيراني بأكمله
  • انطلاق فعاليات معرض «الممشى الثقافي طريق المعرفة» بجامعة حلوان
  • في تصريح جديد.. نتنياهو: يجب تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل
  • نتنياهو: يجب تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل
  • أرض الحضارات، قادر على إعادة بناء المتاحف في أي بقعة.. انطلاق المهرجان الثقافي الثاني بمدينة كادقلي
  • كتاب بغلاف مصنوع من جلد قاتل أُعدم قبل نحو 200 عام.. ما قصته؟
  • «مؤسسة بحر الثقافة» تفتتح برنامجها الثقافي
  • ضجيج بلا طحين
  • وزيرة الصناعة تصل طهران للمشاركة في منتدى التعاون الاقتصادي الإيراني الأفريقي