مشهد يحبس الأنفاس.. طفلان فلسطينيان يتقاسمان الحذاء لتخفيف حرارة الشمس
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
يعيش الفلسطينيون أوضاعًا إنسانية صعبة، حيث يشهدون غياب الأدوية وقصفًا مستمرًا للمنازل والمستشفيات والكنائس من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يحترم القوانين الدولية أو حقوق الأطفال والمسنين والنساء، الذين لا يشاركون في القتال.
تغطية صحفية: مشهد مؤلم.. طفلان يتقاسمان الحذاء، لمحاولة التخفيف من حرارة الأرض، أثناء نقلهما الماء إلى عائلتيهما النازحتين في قطاع غزة.
وفي مشهد يعكس تضامن الفلسطينيين في ظل الأوضاع الصعبة، يتقاسم طفلان فلسطينيان حذاءً واحدًا، حيث يرتدي كل منهما فردة منه لتخفيف حرارة الشمس على قدميهما، وذلك أثناء نقلهما المياه إلى الأسرى المحاصرين في غزة للشرب.
يأتي ذلك، في ظل حرب دخلت يومها الـ314، والتي توقفت فقط لأسبوع واحد في نوفمبر الماضي، وفقًا لما ذكرته «شبكة القدس» الإخبارية.
نواقص لا تنتهي في فلسطين المحتلةوبادر الطفل بخلع فردة من «الشبشب» ليرتدي رفيقه الفردة الأخرى، في مشهد يعكس قلة حيلة الفلسطينيين، فمع نقص الطعام والأدوية والكهرباء، أصبحت الأحذية ضمن قائمة النواقص في فلسطين المحتلة.
استمرار الحربتدخل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ314، فيما تبدأ غدًا، الخميس 15 أغسطس، جولة مفاوضات جديدة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصرية أمريكية قطرية، في محاولة لوقف إطلاق النار، خاصة مع اقتراب عدد الشهداء الفلسطينيين من 40 ألف شخص، أغلبهم من الأطفال والنساء.
في سياق موازٍ، تُجرى هذا الأسبوع مفاوضات مستمرة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية بشكل غير مباشر، برعاية أمريكا ومصر وقطر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين المحتلة قطر غزة مصر
إقرأ أيضاً:
أطفال السودان.. البراءة بين الجوع والمرض والعنف والنزوح
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةمنذ اندلاع النزاع في السودان، في أبريل 2023، أصبح الأطفال الضحايا الأبرز لصراع مسلح لا يرحم، إذ يواجهون مزيجاً مميتاً من الجوع، والمرض، والعنف، والنزوح.
وكانت نقابة الأطباء السودانيين قد كشفت عن وفاة أكثر من 45 ألف طفل بسبب سوء التغذية، بينما تُسجَّل وفاة طفل أو طفلين كل ساعة في مخيمات النزوح، مثل «زمزم وكلمة» في دارفور، و«أدري» في تشاد، والتي أصبحت ملاذاً لأكثر من 600 ألف لاجئ سوداني.
وبعيداً عن الأرقام التي لا تروي سوى جزء من المأساة، يعيش الأطفال في السودان تجربة قاسية، وسط انهيار شبه كامل للبنية الصحية والتعليمية، وغياب شبه تام للمساعدات الإنسانية في مناطق واسعة من البلاد، خاصة في دارفور وكردفان والنيل الأزرق.
وتشير تقارير المنظمات الدولية والأممية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، إلى أن السودان يواجه واحدة من أسوأ أزمات الطفولة في العالم، حيث يعاني أكثر من 3 ملايين طفل، تحت سن الخامسة، سوء التغذية، بينهم 700 ألف معرضون للموت الفوري إذا لم يتلقوا تدخلاً عاجلاً.
ولا تقتصر الأزمة على نقص الغذاء، بل تشمل غياب مياه الشرب النقية، وتفشي أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة في الظروف الطبيعية، مثل الحصبة والملاريا والإسهال الحاد، كما يعاني الأطفال من انقطاع تام في برامج التطعيم الدورية، وتدمير واسع للمراكز الصحية والمستشفيات.
وكان وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، قد أوضح أن 15% من الأطفال في المناطق المتأثرة بالنزاع يعانون سوء تغذية حاد، وهو ما يتجاوز الحد الذي يستدعي تدخلاً طبياً فورياً المحدد بـ 6%.
لكن الواقع على الأرض يُعد أكثر تعقيداً مما تظهره بعض التقديرات، إذ إن القيود المفروضة على حركة منظمات الإغاثة تعرقل وصول الدعم إلى من هم في أمس الحاجة إليه.
وأكد الأمين العام للمجلس القومي للطفولة، عبدالقادر الأمين أبو، أن 87% من أطفال السودان يعيشون تحت خط الفقر، وغالبيتهم لم يتلقوا أي نوع من الدعم الطارئ منذ بداية الحرب.
وتُعاني فتيات السودان مخاطر مضاعفة، تتراوح بين الزواج القسري، والاعتداءات الجنسية، والاستغلال في مناطق النزوح، حيث أفادت تقارير حقوقية بأن آلاف الفتيات تم تزويجهن قسراً في سن مبكرة، إما بدافع الحماية أو نتيجة الفقر المدقع، في ظل غياب شبه كامل لأي آليات حماية.
أوضح القيادي في حزب المؤتمر السوداني، أيمن عثمان، أن الانتهاكات والجرائم المرتكبة ضد الأطفال في السودان منذ اندلاع الحرب، في أبريل 2023، تُعد وصمة عار على جبين الإنسانية، وتُنذر بتدمير جيل كامل، مشيراً إلى أن الانتهاكات تشمل التجنيد القسري، والقتل العمد، وترك الأطفال يواجهون المجاعة، وغيرها من الاعتداءات التي تُمارس ضد الأطفال من دون رادع.
وذكر عثمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن القوات المسلحة السودانية والميليشيات المتحالفة معها، يجندون الأطفال قسراً ويحولونهم إلى وقود لحرب عبثية، في انتهاك صريح لكل القوانين الدولية.
وأفاد بأن تقارير عدة صادرة عن «اليونيسف» وثقت مقتل وإصابة آلاف الأطفال، بينما كشفت مشاهد مصورة عن جرائم مروعة، مثل حرق أطفال أحياء في ولاية الجزيرة، وتحديداً في ود مدني، خلال العام الماضي، من قبل قوات متحالفة مع القوات المسلحة السودانية، كانت قد استهدفت قرية «كمبو» المكتظة بالسكان.
من جانبه، قال مصعب يوسف، المحلل السياسي، إن المجاعة تهدد 14 مليون طفل سوداني، ما يفاقم حجم الكارثة الإنسانية، حيث يُترك الأطفال يتضورون جوعاً، وسط الحصار وغياب المواد الغذائية، بينما تتسبب ظروف النزوح في تعريضهم لمزيد من المخاطر، بما في ذلك العنف والمرض والإهمال.
وأضاف يوسف لـ«الاتحاد» أن الانتهاكات التي يتعرض لها أطفال السودان ترقى إلى مستوى «جرائم الحرب».