شكّل الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الروسية، ما وُصف بـ"نقطة تحوّل" في الحرب، خاصّة عقب تدمير رواية الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بخصوص ما يرتبط بـ"النصر المؤكّد".

وبحسب مجلة "فورين بوليسي" فإن "توسيع القوات الأوكرانية لمنطقة سيطرتها في منطقة كورسك الروسية، في الأسبوع الثاني من توغلها، ستضطر في النهاية إلى العودة إلى ديارها، خاصّة أن مبدأ سلامة الأراضي هو جوهر قتال أوكرانيا ورد الفعل الدولي الحازم على محاولة روسيا تغيير حدود أوروبا من خلال الغزو".



وأكّدت المجلة، أن "الخبراء قيّموا الأهمية العسكرية للعملية، وقد أظهرت بوضوح ضعفًا كبيرًا في دفاعات روسيا الحدودية، وأثارت ارتباكًا في سلسلة القيادة في موسكو، وأثبتت موهبة أوكرانيا المستمرة في التحركات المفاجئة".

وفي الساحة السياسية غير توغل أوكرانيا في كورسك مسار الصراع بشكل أساسي.

????
????????????????
????????جنود أوكرانيون من اللواء 80 هجوم جوي يظهرون تطهير المواقع الروسيي

في المجموع، تم أسر 102 جندي روسي وقتل أولئك الذين لم يرغبوا في الاستسلام.

????منطقة كورسك pic.twitter.com/GUmUn6gfYU — آثران | Athran (@aathran5) August 15, 2024
بعد الفشل الواضح للهجوم المضاد الذي شنّته أوكرانيا خلال عام 2023، عمل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بجدّ من أجل إقناع أوكرانيا والعالم بأنّ الأمر لن يكون سوى مسألة وقت، قبل أن تسحقها الماكينة الروسية حتما، قرية تلو الأخرى".


وبحسب بوتين فإنّه إذا صدّق عدد كاف من الناس هذه الرواية، فسوف تضطر أوكرانيا في النهاية إلى الاستسلام والاندماج، إما جزئيا أو كليا، في روسيا الكبرى.

#تقارير_ميدار

هجوم كورسك .. لحظة فارقة في الحرب الروسية الأوكرانية pic.twitter.com/lWP6Nn8cOu — Midar (@Midarnews) August 10, 2024
وحقّقت استراتيجية بوتين بعض النجاح، وسرعان ما باءت محاولة الجيش الروسي لشنّ هجوم كبير في منطقة خاركيف قبل بضعة أشهر بالفشل؛ ولا تزال القوات الروسية غير قادرة على القيام بهذا النوع من الجهود ضد المدافعين المتحصنين، ولكن على مدار الصيف، كانت قوات بوتين تحقّق مكاسب تدريجية على طول خط المواجهة في دونباس، على حساب خسائر فادحة في الأرواح والمعدات الروسية.

ولم يكن لأي من هذه المكاسب أي أهمية عسكرية كبرى، غير أنّها كانت كافية من أجل إعطاء مصداقية لرواية بوتين حول سحق الدفاعات الأوكرانية تدريجيا.


وبحسب الصحيفة "كما لو كانت صاعقة من السماء"، جاءت عملية كورسك، فدمّرت ما كان بوتين يحاول بنائه، ومن الواضح أن الزعيم الروسي متوتر، فخلال سلسلة من الاجتماعات التي عقدها على عجل مع مجلسه الأمني ومستشاريه الآخرين، كان يحاول التّقليل من شأن نجاحات أوكرانيا من خلال وصفها بأنها "استفزازات"، وتوبيخ حكام المناطق، ناهيك عن حجم منطقة سيطرة أوكرانيا، والنظر بصرامة إلى قادته العسكريين، ومحاولة الظهور بمظهر غير متأثر بالتحول المفاجئ للأحداث.

إلى ذلك، لا تزال القيادة الروسية تُكافح لإعادة نشر قوات كافية إلى كورسك لاحتواء الغزو، ناهيك عن هزيمته، فمن الواضح أن عملية كورسك السريعة التي شنّتها أوكرانيا قد استولت بالفعل على مساحة أكبر بكثير من الهجوم المضاد الفاشل خلال عام 2023؛ فيما يبدو أيضًا أن القوات الأوكرانية كانت أكثر نجاحًا على مدار ثلاثة أيام في كورسك مقارنة بالقوات الروسية، خلال ثلاثة أشهر في خاركيف.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية كورسك الروسية القوات الأوكرانية اوكرانيا القوات الأوكرانية كورسك الروسية سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حزب بوتين يفوز في الانتخابات الإقليمية الروسية

أظهرت النتائج الرسمية الاثنين، أن الحزب الحاكم في روسيا حقق فوزا ساحقا في كل الانتخابات الإقليمية التي خاضها الأسبوع الماضي، في ما وصفته السلطات بأنه إظهار للدعم لحكومة الرئيس فلاديمير بوتين.

وكانت روسيا قد سجنت او نفت معظم السياسيين المعارضين، منذ شنت هجومها على أوكرانيا في عام 2022.

وترشح رؤساء 21 منطقة للانتخابات في الفترة من 6 إلى 8 ايلول/سبتمبر، بما فيها منطقة كورسك، حيث لا تزال أوكرانيا تسيطر على عشرات القرى بعد شن هجوم كبير عبر الحدود الشهر الماضي.

وفاز حزب روسيا الموحدة بـ 20 من أصل 21، بينما فاز مرشح مستقل مؤيد للكرملين بالمنطقة الأخيرة.

وقالت رئيسة مجلس الشيوخ الروسي فالنتينا ماتفيينكو لوسائل الإعلام الرسمية "في رأيي، وضعت النتائج الأولى ليوم التصويت الموحد نهاية رائعة لمحاولات خصومنا زعزعة استقرار الوضع في روسيا وتقسيم مجتمعنا".


كما برز حزب روسيا الموحدة كأكبر حزب في أكثر من 12 اقتراعا برلمانيا جرى خلال الفترة نفسها، وشمل ذلك موسكو، وفقًا لإحصاء وسائل الإعلام الرسمية.

وفي موسكو، خسر حزب يابلوكو السياسي المستقل جميع مقاعده في مجلس الدوما الإقليمي بعد أن منعته السلطات من تسجيل أي مرشح.

وأعلن حزب روسيا الموحدة فوزه بـ"الغالبية العظمى" من حملاته الانتخابية في بيان على موقعه الإلكتروني.

وأشار الحزب الى أنه "أكد مكانته كقوة سياسية رائدة، وكحزب الغالبية وحزب الرئيس".

من جهتها، أوردت منظمة غولوس الروسية لحقوق التصويت، التي يقبع رئيسها المشارك في السجن، أن الانتخابات شهدت انخفاضا كبيرا في المنافسة، بينما أُجبر بعض الأشخاص على التصويت.


وقالت في بيان "تم الإبلاغ عن أدلة على إجبار ناخبين على التصويت في أيام الانتخابات وفي الفترة التي سبقتها".

ولاحظت أن "التزوير الواسع النطاق في الانتخابات مشكلة مزمنة، والنظام الحالي للجان الانتخابات لا يبذل حتى محاولة لحلها".

وكان رئيس مجموعة العمل التابعة للمجلس الاجتماعي الروسي والمعنية بالرقابة العامة على التصويت مكسيم غريغورييف، قد صرح أن انتخابات 6-8 سبتمبر جرت بطريقة تتوافق مع التشريعات الانتخابية الوطنية، دون مخالفات كبيرة، بشفافية ونزاهة.

وأشار غريغورييف إلى وجود نحو 170 ألف مراقب بينهم ممثلون للمرشحين والأحزاب ومراقبون مستقلون، في مراكز الاقتراع.

وفي وقت سابق أفاد مجلس الدوما الروسي بوجود محاولات للتدخل الخارجي في الانتخابات الإقليمية والمحلية الروسية، فيما أعلن المقر العام لمراقبة الانتخابات في روسيا التصدي لحوالي 180 هجمة قرصنة خلال الانتخابات في موسكو.

مقالات مشابهة

  • معادلة “كورسك”: هل يُغير توغل أوكرانيا في الأراضي الروسية مسارات الحرب؟
  • ‏حاكم منطقة كورسك الروسية: الأضرار الاقتصادية الناجمة عن التوغل الأوكراني في كورسك تقدر بنحو مليار دولار
  • ‏رويترز عن مسؤول روسي: القوات الروسية حررت نحو 10 بلدات في منطقة كورسك الروسية
  • القوات الروسية تستعيد السيطرة على 10 بلدات في إقليم كورسك
  • روسيا تدفع القوات الأوكرانية إلى التراجع في كورسك
  • شويغو: لا مفاوضات قبل طرد القوات الأوكرانية من كورسك
  • ‏لجنة التحقيقات الروسية تصف الهجوم الأوكراني على كييف بـ "العمل الإرهابي
  • تفاصيل مهاجمة أوكرانيا للمناطق الروسية والعاصمة بـ144 طائرة بدون طيار
  • حزب بوتين يفوز في الانتخابات الإقليمية الروسية
  • رغم التوغل الأوكراني.. إقبال الناخبين على مراكز الاقتراع في كورسك