أضرموا النار في مبان ومركبات.. شهيد باقتحام مستوطنين قرية في الضفة المحتلة
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
يمن مونيتور/ وكالات
استشهد فلسطيني مساء أمس الخميس في قرية جيت شرقي مدينة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برصاص مستوطنين متطرفين، وسط تنديد غربي وأممي ودعوات للمحاسبة حماية الفلسطينيين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن الشاب المصاب تم نقله إلى المستشفى في حالة بالغة الخطورة لكنه فارق الحياة، في حين أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع أكثر من 10 إصابات في قرية جيت جراء اعتداءات المستوطنين.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن مستوطنين مسلحين -بعضهم ملثمون- هاجموا قرية جيت وأضرموا النار في عدد من المركبات والمباني.
وقالت مصادر محلية إن قرابة 100 مستوطن تسللوا إلى القرية وأحرقوا مركبات ومنازل وأراضي زراعية، كما أطلق المستوطنون الرصاص الحي بشكل مباشر أثناء وجود قوات الاحتلال.
من جهتها، قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرى أن التعرض لأشخاص وممتلكات بقرية جيت في الضفة على يد إسرائيليين أمر خطير، مشيرة إلى أنه ستتم محاكمة أي منتهك للقانون، وأن من يحارب الإرهاب هو الجيش وقوات الأمن وليس أي أحد آخر، وفق تعبيرها.
إدانات غربية وأممية
وفي ردود الفعل، قال السفير الأميركي لدى إسرائيل جاك لو اليوم الجمعة إنه يشعر بالصدمة إزاء هجوم المستوطنين على قرية جيت.
وكان البيت الأبيض قال في وقت متأخر من مساء أمس الخميس إن هجمات المستوطنين الإسرائيليين على المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية “غير مقبولة ويجب أن تتوقف”.
ونقل موقع أكسيوس عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي قوله إنه يجب على السلطات الإسرائيلية التدخل لوقف مثل هذا العنف ومحاسبة جميع مرتكبيه.
من جهته، ندد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الجمعة بهجمات المستوطنين الإسرائيليين في قرية جيت بالضفة الغربية، وقال إنها تهدف إلى ترويع المدنيين الفلسطينيين.
وأضاف بوريل، في تغريدة على منصة “إكس”، أن المستوطنين يؤججون العنف في الضفة في ظل إفلات كامل من العقاب، معرضين فرصة السلام للخطر، داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى أن توقف تصرفات المستوطنين غير المقبولة فورا.
وقال المسؤول الأوروبي إنه سيقترح فرض عقوبات أوروبية على العناصر التي تدعم عنف المستوطنين، بمن فيهم بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية.
وفي مؤتمر صحفي بالقدس المحتلة اليوم الجمعة، ندد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ونظيره البريطاني ديفيد لامي باعتداء المستوطنين على قرية جيت، ووصف لامي الهجوم بالبغيض.
كما نددت الخارجية الألمانية بهذا الاعتداء وطالبت إسرائيل بحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية ووضع حد لهذه الهجمات ومحاكمة مرتكبيها.
من جانبه، شجب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند بشدة الهجوم على قرية جيت، ودعا الحكومة الإسرائيلية لوقف عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين.
وفي الإطار، وصفت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شامداساني هجوم المستوطنين الدامي على القرية الفلسطينية بالمروع، وقالت إنه ليس منعزلا، وهو نتيجة مباشرة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلية وصفت هجوم المستوطنين على قرية جيت بأنه “أمر خطير”، وقالت إنه ستتم محاكمة أي منتهك للقانون.
ردود فلسطينية
وفي ردود الفعل أيضا، وصفت الخارجية الفلسطينية اليوم الجمعة هجوم المستوطنين على قرية جيت بأنه إرهاب دولة منظم.
من جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الانتفاض بوجه جرائم الاحتلال الإسرائيلي والتصدي لهجمات المستوطنين الإرهابية، وفق تعبيرها.
أما حركة الجهاد الإسلامي فقالت إن هجوم المستوطنين على قرية جيت وإحراقهم منازل ومركبات للمواطنين يعدان إعلان حرب على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، ودعت الفلسطينيين إلى الاستمرار في التصدي للمستوطنين.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي الضفة المحتلة غزة قرية مستوطنين فی الضفة الغربیة الیوم الجمعة
إقرأ أيضاً:
حماس: فلسطينيو الضفة لن يتخلوا عن شبر من أرضهم
أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -اليوم الخميس- أن الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية المحتلة لن يتخلى عن شبر من أرضه مهما كلفه ذلك من تضحيات وأثمان.
جاء ذلك في بيان لعضو المكتب السياسي للحركة هارون ناصر الدين ردا على إقامة إسرائيليين مستوطنة جديدة في تجمع "غوش عتصيون" قرب مدينة القدس جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وقال ناصر الدين في بيان نشرته الحركة عبر منصة تليغرام، إن "إقامة الاحتلال لمستوطنة جديدة في تجمع غوش عتصيون، التي تعتبر الأولى من نوعها منذ 20 عاما، هو سباق للاحتلال مع الزمن لتعجيل عملية تنفيذ مخطط الضم (للضفة) والتهجير (للشعب الفلسطيني من الضفة وقطاع غزة)".
وأكد أن هذا المخطط "سيفشل بصمود أبناء شعبنا ومقاومته"، معربا عن ثقته بأن "أهالي الضفة لن يتخلوا عن شبر من أرضهم، ولن يستسلموا لإرادة الاحتلال بتهجيرهم، مهما كلفهم ذلك من تضحيات وأثمان".
وشدد ناصر الدين على "أهمية ثبات أهلنا في الضفة الغربية والقدس، وعدم الرضوخ لتهديدات الاحتلال الإسرائيلي ومحاولات تهجير السكان".
بلغ عدد المستوطنين بالضفة الغربية أكثر من 770 ألف فلسطيني (غيتي)
وأضاف القيادي في حماس أن "صمود شعبنا هو صمام الأمان لإفشال مطامع الاحتلال بتفريغ الضفة الغربية لصالح مزيد من المشاريع الاستيطانية".
إعلانوأوضح أن القضية الفلسطينية "تمر بمرحلة حرجة وحساسة، خاصة مع زيادة مطامع الاحتلال بنهش مزيد من أراضي الضفة، وحالة الاستقواء بالولايات المتحدة والأوهام التي يسوقها (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب للجمهور الصهيوني".
والثلاثاء الماضي، كشف ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض، عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين منها لدول أخرى، لافتا إلى أن إدارته "ستصدر قرارا قريبا" بشأن ما إذا كانت ستقر بسيادة إسرائيل على الضفة من عدمها.
وخلال الأشهر القليلة الأخيرة، تعالت أصوات داخل الحكومة الإسرائيلية بمن فيهم رئيسها نتنياهو، تتحدث صراحة عن اعتزام تل أبيب ضم الضفة المحتلة منذ عام 1967 إلى إسرائيل.
واعتبر ناصر الدين في البيان ذاته، أن "ما تتعرض له الضفة بما فيها مدينة القدس المحتلة يستدعي استنهاض كل مكونات أمتنا وشعبنا، والتصدي لكل محاولات ومخططات الاحتلال لتصفية قضيتنا وفرض وقائع ميدانية جديدة لصالح المستوطنين".
وشدد على أن "المسؤولية تتعاظم على كل الأطراف دوليا ومحليا، لمجابهة ممارسات حكومة الاحتلال المتطرفة، وخططها الاستعمارية التوسعية، والتي لا تستهدف الداخل الفلسطيني، بل تشكل خطرا محدقا على الإقليم والمنطقة برمتها".
قوات الاحتلال تحاصر الضفة الغربية بنحو 900 حاجز عسكري وبوابة (وكالة الأناضول) توسع استيطانيوفي وقت سابق الخميس، انتهت 15 عائلة استيطانية من بناء نحو 20 منزلا بمستوطنة حلتس قرب القدس، وهي ضمن 5 مستوطنات في تجمع "غوش عتصيون" أقرت الحكومة الإسرائيلية تشريعها في يونيو/حزيران الماضي.
وتربط "حلتس" بين مدينة القدس ومجمع مستوطنات "غوش عتصيون" القريب من مدينة بيت لحم جنوب الضفة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أن بعض العائلات بدأت بالفعل الإقامة في المنازل الجديدة بمستوطنة حلتس، التي تم الانتهاء من بنائها في غضون أيام قليلة.
إعلانوأضافت أن قرار تشريع هذه المستوطنات جاء ردا على تحركات السلطة الفلسطينية في المحافل الدولية، واعتراف بعض البلدان بدولة فلسطين.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي المحتلة نشاطا غير قانوني، وتدعو دون جدوى منذ عقود إلى إيقافه، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).
وتصاعدت الهجمة الاستيطانية الشرسة على الضفة خلال وبعد حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، التي تواصلت بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، مخلفة أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وخلال عام 2024، سجل المستوطنون 2971 انتهاكا ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة، مما أدى إلى استشهاد 10 فلسطينيين وإتلاف أكثر من 14 ألف شجرة، وفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية).
وبحسب الهيئة، بلغ عدد المستوطنين في الضفة المحتلة نهاية عام 2024 نحو 770 ألف مستوطن، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، بينها 138 بؤرة مصنفة أنها رعوية وزراعية.