تسجيل أكثر من «300» حالة وفاة بالكوليرا في السودان
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
قالت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، الجمعة، إن الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الأهلية في السودان تؤدي أيضا إلى تفاقم انتشار أمراض منها الكوليرا، إذ تسبب المرض البكتيري في وفاة أكثر من 300 شخص.
الخرطوم ــ التغيير
وأضافت هاريس في اتصال مع صحفيين إنه تم الإبلاغ عن 11327 حالة إصابة بالكوليرا و316 حالة وفاة، وأن حالات حمى الضنك والتهاب السحايا في ارتفاع أيضا.
وكان قد أعلن وزير وزارة الصحة الإتحادية، هيثم محمد إبراهيم، رسمياً عن انتشار مرض الكوليرا في السودان، وبحسب وزير الصحة الاتحادي، فإن الفحص المعملي للاسهالات المائية بمعمل الصحة العامة “استاك” أثبت وجود كوليرا في السودان..
وأوضحت هاريس : “نتوقع أن تكون الأعداد أكثر مما يتم الإبلاغ عنه”.
وأطلقت منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق، تحذيرا من زيادة مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة في السودان، في خضم تدهور الأوضاع الإنسانية بالبلد الذي أنهكته المعارك منذ منتصف أبريل الماضي.
والكوليرا هي مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث، تتسبَّب الكوليرا في الإصابة بإسهال وجفاف شديد.
التطورات الصحيةوالخميس انعقد اجتماع خاص بالتطورات الصحية جراء الأمطار والفيضانات والأمراض التي ترتبت عليها بمركز عمليات الطوارئ الصحية بوزارة الصحة الاتحادية.
وجرى الاجتماع، وفقا للوزير، بحضور كل المعنيين على المستوى الاتحادي ووزارة الصحة بولاية كسلا ووكالات الأمم المتحدة وعدد من الخبراء.
وبحسب وزير الصحة الاتحادي، فإن الفحص المعملي للاسهالات المائية بمعمل الصحة العامة “استاك” أثبت أنها كوليرا. وقال الوزير: “بهذا نعلن أن هناك وباء كوليرا في السودان بعد غياب لأكثر من شهرين”.
وأضاف: ظهر مرض الكوليرا مجددا نتيجة للأوضاع البيئية المتردية والمياه غير الصالحة للشرب.
وفي السياق، كشف تقرير الوضع الوبائي بالبلاد، عن تسجيل 11 حالة كوليرا جديدة في 4 ولايات الأربعاء الماضي، لتصبح تراكميا 300 حالة بكل البلاد.
وأكد التقرير تسجيل حالة وفاة واحدة من محلية ود الحليو، وبها يكون التراكمي 18 حالة وفاة بالولايات.
ونوه التقرير إلى أن ود الحليو الأعلى في معدل الإصابة بحالات الكوليرا بمعدل 143 حالة من جملة التراكمي، بينها 7 حالات جديدة الثلاثاء، ومنها 8 حالات وفاة كذلك تراكميا.
وأكد التقرير تأثر 3 ولايات بالخريف (النيل الأبيض، الشمالية ونهر النيل) في 3 محليات، وفي 6 مناطق منها، منوها إلى أن الولايات المتأثرة بالفصل 9 ولايات من 6 يونيو الماضي، وحتى 14 أغسطس الجاري، في 40 محلية، فيما بلغت الأسر المتأثرة (19،944) أسرة، والأفراد (40،440) فردا.
الوسومإسهالات الإسهالات المائية الصحة العاليمة الكوليرا
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإسهالات المائية الصحة العاليمة الكوليرا
إقرأ أيضاً:
مدة استشفاء المرضى النفسيين بالمغرب تتطلب سنوات أو مدى الحياة جراء تعقيد الإجراءات
متاعب الصحة العقلية في تزايد جراء الاختلالات التي تواجه مرافق الطب النفسي وأنشطتها، بالنظر إلى ظهور معدلات مرتفعة لاستعمال الأسرة قد تتجاوز في بعض الأحيان 100 في المائة في المؤسسات الاستشفائية.
كما يمكن أن تمتد مدة إقامة المرضى النفسيين من أجل الاستشفاء في بعض الحالات إلى عدة سنوات تمتد من 5 إلى 10 سنوات أو حتى مدى الحياة بالنظر إلى تعقيد إجراءات خروجهم منها.
وفق التقرير السنوي للمجلس الأعلى للحسابات برسم 2023-2024، يعرف العرض الصحي النفسي خصاصا من الناحية الكمية لعدد الأسرة في المؤسسات الاستشفائية للطب النفسي، إذ غالبا ما تعرف هذه الأخيرة تجاوزا لطاقتها الاستيعابية. وفق المعطيات التي كشف عنها التقرير، شهد معدل إشغال أسرة الطب النفسي في مؤسسات تمت معاينتها ميدانيا في خمس جهات ارتفاعًا مستمرا، حيث انتقل من %88 سنة 2020 إلى 112% سنة 2022.
وترجع هذه الوضعية إلى قصور في تدبير العرض
الصحي أكثر من كونها نتيجة لعدم كفاية الأسرة.
وحسب المعطيات ذاتها، تمثل حالات الاستشفاء غير المناسبة hospitalisations inadequates) والتي تحد من عدد
الأسرة المتاحة، ما يقارب 25% من الطاقة الاستيعابية لأسرة الطب النفسي المتاحة.
وتتوزع هذه الحالات بين الأشخاص الذين تم إدخالهم إلى المستشفى في إطار مبادرة
« كرامة » (61) والأشخاص الذين صدرت بشأنهم أحكام تقضي بانعدام المسؤولية، والمصابين
بأمراض مزمنة الذين يوجدون في حالة رفض اجتماعي، والمشردين (39%).
ويؤدي هذا الاستعمال غير المناسب للأسرة إلى خفض الطاقة الاستيعابية، وإلى عدم الاستفادة سنويا مما يقارب 3.200 فرصة استشفاء، مع ما ينجم عن ذلك من تأخير أو حتى عدم إمكانية الاستفادة من العلاجات الصحية الاستشفائية بالنسبة للمرضى في حالة الطوارئ النفسية، فضلا عن تأثيره السلبي على البنية التحتية للمؤسسات الاستشفائية التدهور المستمر للأسرة والمرافق الصحية) وعلى جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.
وفقا لتقرير المجلس الأعلى دائما، أرجعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية النسبة الكبيرة من حالات الاستشفاء غير الملائمة إلى الإقصاء الاجتماعي ورفض بعض العائلات التكفل بالمريض في ظل غياب مؤسسات الحماية الاجتماعية المتخصصة للاستجابة للحاجيات الاجتماعية الأساسية (الإيواء، الأكل، الملبس…) وللمساعدة على إعادة الإدماج الاجتماعي والعائلي والمهني لهذه الفئة.
وأضافت الوزارة أن الطعون التلقائية الصادرة عن النيابة العامة ضد مقررات خروج المرضى المحكوم عليهم بانعدام المسؤولية الجنائية تساهم في تعقيد هذه الوضعية.
كما سجلت حالات للاستشفاء بدون تشخيص نفسي دقيق، كما هو الحال بالنسبة للفئات التي يتم إدراجها ضمن خانة « أمراض أخرى » والتي تمثل ما يقارب 11 بما فيها حالات إيواء المشردين في مؤسسات الطب النفسي والذين لا تستدعي حالتهم الاستشفاء.
ويعزى هذا الوضع أساسا إلى اللجوء المهم إلى إجراءات الاستشفاء بدون رضى والذي حصره الظهير الشريف بشأن ضمان الوقاية من
الأمراض العقلية ومعالجتها وحماية المرضى المصابين (رقم 1.58.295 سالف الذكر من حيث
المبدأ، على الحالات التي يشكل فيها الأشخاص خطرًا على الآخرين أو على أنفسهم.
أشارت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن بعض حالات الاضطرابات المرضية المشتركة: الاضطرابات العصبية – النفسية (comorbidité psychiatrique-neurologique) المعقدة التي لا يمكن علاجها على مستوى مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، يمكن التكفل بها بمؤسسات الامراض العقلية.
يكشف التقرير، حالات إعادة الاستشفاء في المتوسط ما يقارب 67% من حالات العلاج في المؤسسات الاستشفائية النفسية في القطاع العمومي، وقد تصل هذه النسبة إلى 90% في بعضها.
ويؤشر ارتفاع حالات إعادة الاستشفاء على عدم كفاية أنظمة التتبع بالنسبة للمرضى بعد الخروج من المؤسسات الاستشفائية من أجل ضمان تَعَافٍ مستدام لهم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إعادة الاستشفاء بصفة متكررة، وغالبًا في وضعية طوارئ، تؤدي إلى إقامة طويلة للمرضى بالمؤسسات الاستشفائية، تتراوح مدتها في المتوسط بين 26 و 30 يومًا في المؤسسات التي تمت معاينتها ميدانيا، مما يفسر جزئيًا المستوى المرتفع للمعدل المتوسط لملء الأسرة.
وفي هذا الصدد، يوصي المجلس الأعلى للحسابات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بوضع سياسة متكاملة ذات توجهات واضحة ، تأخد بعين الاعتبار الإشكاليات الكبرى لمنظومة الصحة العقلية لاسيما المتعلقة بتعزيز الصحة العقلية والوقاية من الأمراض النفسية وتطوير عرض صحي مناسب يلبي حاجيات الساكنة والمجالات الترابية.
ودعا المجلس أيضا إلى وضع إطار قانوني مناسب يراعي الطبيعة الخاصة للصحة العقلية، وإطار حكامة ملائم يشرك جميع المتدخلين في هذا المجال. مع الدعوة إلى إنشاء نظام للمراقبة والرصد الوبائي، استناداً إلى نظام معلومات فعال ومنسق، مع وضع وتنفيذ استراتيجية ملائمة للصحة العقلية متعددة القطاعات ترتكز على إعداد وتنفيذ مخطط لتعزيز الوقاية في مجال الصحة العقلية، ولا سيما من خلال وضع برنامج تواصل لتغيير الصورة النمطية السلبية للاضطرابات النفسية ولتعزيز الصحة العقلية، وإعداد وتنفيذ خطة لزيادة الوعي لدى المهنيين الصحيين غير المختصين، بضرورة الكشف المبكر عن الاضطرابات النفسية والعقلية وتوسيع التغطية الترابية للمراكز المخصصة للأطفال والشباب ومراكز الإدمان بالتعاون مع شركائها، وتزويدها
بالموارد اللازمة مع وضع برامج منظمة لتنمية المهارات النفسية والاجتماعية للمستفيدين.
وتعزيز العرض الصحي المخصص للصحة النفسية من خلال ضمان توزيع مجالي عادل للمؤسسات الصحية النفسية للقطاعين العام والخاص، واعتماد آليات تنظيمية وطنية وجهوية من أجل توفيرها في جميع أنحاء البلاد ومواصلة إدماج مصالح الصحة النفسية في المستشفيات العمومية وتطوير العرض الصحي على مستوى مؤسسات العلاجات المتنقلة.
كلمات دلالية الصحة العقلية المجلس الاعلى للحسابات المرض النفسي تقرير