ما دلالات كشف حزب الله منشأة عماد 4 الصاروخية تحت الأرض؟
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
بيروت – كشف حزب الله اليوم الجمعة عن جزء من ترسانته العسكرية، وعرض إعلامه الحربي مقطعا مصورا بعنوان "جبالنا خزائننا"، يظهر فيه منشأة لإطلاق الصواريخ باسم "عماد 4″، تضم راجمة للصواريخ وتجهيزات عسكرية، وقد شُيدت هذه المنشأة في أنفاق ضخمة تحت الأرض.
ويأتي هذا الكشف في سياق التصعيد العسكري المستمر في جنوب لبنان منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالتزامن مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بزيادة المواجهات العسكرية، وشن حرب شاملة على لبنان والمنطقة.
أما وقت نشر المقطع فيتزامن مع حراك دبلوماسي مكثف إلى لبنان، شمل زيارات كل من الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الأربعاء الماضي، ووزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أمس الخميس، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليوم الجمعة، إضافة إلى تواصل المفاوضات في الدوحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) برعاية قطرية وأميركية ومصرية.
تحذير استثنائي
وبينما يوحي الحراك الدبلوماسي بمحاولة خفض التصعيد العسكري وتأجيل رد حزب الله على اغتيال القائد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، يعد الفيديو رسالة واضحة بأن الرد قادم رغم تأخيره، وهو ما أكده الأمين العام للحزب حسن نصر الله بقوله "إن بيننا الليالي والأيام والميدان"، مشددًا على قدرة المقاومة على إعادة رسم قواعد الاشتباك، وأن المبادرة ستكون بيدها.
وكشف الفيديو، الذي تبلغ مدته أربع دقائق ونصف الدقيقة، عن منشأة عسكرية تحمل الرقم 4، مما يشير إلى أن المقاومة تمتلك عددًا أكبر من هذه المنشآت، وما عرض في الفيديو يمثل جزءا فقط من إجمالي ما تملكه المقاومة، وهو ما قد تكشفه لاحقا حلقات أخرى من هذه السلسلة التي تُعرض للمرة الأولى بعد "الهدهد 1 و2".
بالإضافة إلى ذلك، يُظهر الفيديو القدرات الصاروخية للمقاومة، ويكشف عن مستوى عالٍ من السرية والمتانة في تحصينات هذه المنشآت، مما يعكس مدى الراحة العملياتية التي توفرها للمقاومين تحت الأرض، في منشأة تمتد على مساحة شاسعة.
ولا يُعرف مكان بدء وانتهاء هذه المنشآت أو اتصالاتها، مما يصعب على إسرائيل تنفيذ ضربات استباقية لتحييد قدرات حزب الله الصاروخية، خصوصا وأن تصريح نصر الله تضمن تأكيدا أن "صواريخ المقاومة تغطي كامل الأراضي الفلسطينية من كريات شمونة إلى إيلات".
في المقابل، صرحت وسائل إعلام إسرائيلية بأن فيديو "عماد 4" الذي نشره حزب الله من داخل الأنفاق يشكل تحذيرا استثنائيا، ويظهر قدرته على إخفاء أسلحته المتطورة وتخزينها في شبكات تحت الأرض، مما يزيد من صعوبة استهدافها ويجعل إطلاقها تحديا أكبر للجيش الإسرائيلي.
يُذكر أن حزب الله نشر يوم 18 يونيو/حزيران الماضي مقطعا مصورا للمرة الأولى عبر طائرة مسيرة "الهدهد"، اخترقت الأجواء الإسرائيلية والتقطت صورا لمواقع إستراتيجية وحساسة في حيفا.
وفي 9 يوليو/تموز الماضي، عاد الحزب ونشر للمرة الثانية مشاهد تُظهر مواقع عسكرية وأمنية إسرائيلية في الجولان السوري المحتل، وتضمنت مشاهد استطلاع جوي لقواعد استخبارات ومقرات قيادية ومعسكرات حساسة وإستراتيجية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تحت الأرض حزب الله
إقرأ أيضاً:
كيف أتوب من ذنوبي الكثيرة وقد عاهدت الله مرارا على تركها.. علي جمعة يرد
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، انه عَنِ النَّبِىِّ ﷺ فِيمَا يَرْوِى عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَالَ : « يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِى وَرَجَوْتَنِى فَإِنِّى سَأَغْفِرُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ ؛وَلَوْ لَقِيتَنِى بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا لَلَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ،وَلَو عَمِلْتَ مِنَ الْخَطَايَا حَتَّى تَبْلُغَ عَنَانَ السَّمَاءِ مَا لَمْ تُشْرِكْ بِى شَيْئاً ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِى لَغَفَرْتُ لَكَ ثُمَّ لاَ أُبَالِى ».
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان هذا حديث يُبَيِّن سعة رحمة الله سبحانه وتعالى وغفرانه، مهما كثرت الذنوب وعظم شأنها، فإننا لا نيأس من روح الله، ولا من فضله، ولا من رحمته. ولا يمكن أن نغلق الباب على أنفسنا، ولا على الخلق مع الله سبحانه وتعالى.
بعض مَنْ يَمُنُّ الله سبحانه وتعالى عليه بشيء من الطاعة، يقول: كيف نسمح للناس أن يذنبوا وأن يتوبوا إلى الله؟ ليس نحن الذين سمحنا، رب العالمين هو الذي خلق الخلق، وهو الذي وسعهم، وهو الذي رحمهم، يقول رسول الله ﷺ: «كل ابن آدم خَطَّاء ... » وكلمة (خَطَّاء) علي صيغة مبالغة، بينما (خاطئ) مأخوذة من الخطأ أو الخطيئة. والخطأ: يتم عن غير قصد، والخطيئة: تتم عن قصد للإثم. فـ"كل ابن آدم خَطَّاء" أي كثير الخطأ، يتكرر منه الخطأ.
«وخير الخطاءين التَّوَّابون» التَّوَّاب: أي كثير التوبة. إذن، فالله سبحانه وتعالى ينادي ابن آدم، ويقول له: «يا ابن آدم، لو جئتني بتراب الأرض ذنوبًا، ثم جئتني تائبًا، لغفرت لك».
هل يمكن للإنسان أن يأتي بتراب الأرض ذنوبًا؟ فلنحسب عدد ذرات تراب الأرض ولنحسب عدد لحظات حياة الإنسان. كم يعيش الإنسان في هذه الأرض ؟ مائة سنة؟ لنفترض ذلك.
السنة بها ثلاثمائة وخمسة وستون يومًا، اليوم فيه أربع وعشرون ساعة، والساعة فيها ستون دقيقة، والدقيقة فيها ستون ثانية. اضرب كل هذا، وستجد كم ثانية في حياة الإنسان؟ هذا العدد الذي ستحصل عليه ستجده في متر مربع أو مكعب من التراب يزيد كثير على هذا العدد. فما بالك بالكرة الأرضية؟ كم فيها من ذرات للتراب؟
لو جئت ربك وأنت مرتكب لهذا العدد من الذنوب، ثم جئته تائبًا، لغفر لك. هل تستطيع أن تذنب وتعصي ربك كل لحظة بشتى أنواع الذنوب؟ افعل هذا إذا استطعت، ثم عد إلى الله تائبًا نادمًا، فإن الله سبحانه وتعالى يغفر لك الذنوب .
هذا جمال ما بعده جمال، وسعة ما بعدها سعة ، وفتح لأبواب الرحمة، ورجاء في وجه الله سبحانه وتعالى ليس بعده رجاء فما الذي ينبغي علينا أمام هذه الرحمة؟ وما الذي ينبغي علينا أمام هذا الفضل؟ ينبغي علينا أن نستحي من الله، وأن نعود إليه سريعًا، وأن نستغل فضله ورحمته بالعودة ، والاستغفار، وطلب المغفرة من رب العالمين، فهو الغفار. لا تيأس؛ إنما ارْجُ وجه الله.