ليس بالثانوية العامة وحدها ينصلح التعليم، بل بكل كلمة منهج ترتبط بعمق الهوية المصرية، وبكل معلم معد ومؤهل ومدرب ومحصن، وبكل مدرسة تحتوي على كثافة فصل مقبول، ومعمل، ومسرح، وملعب.
سيدي الوزير أرى أنك مجتهد، وترغب في العمل والتطوير، ولكن لابد من العلم أن إدارة وزارة مهمة وهي الأهم في أي وطن مثل وزارة التربية والتعليم يختلف تماما عن إدارة مدرسة أو مجموعة مدارس.
مشاكل الثانوية العامة المتكررة منذ أعوام، والتى اتسعت وأصبحت أزمة في ذلك العام، ما هى إلا ظواهر لأسباب متنوعة ومتعمقة منذ عشرات السنوات.. لذا لابد أن يصل العلاج إلى تناول عمق تلك الأسباب، وتفتيت تماسكها التاريخي، ولن يحدث ذلك إلا عن طريق رؤية وإرادة للقيادة السياسية بتكوين مجموعة عمل من خبراء التعليم وأصحاب الرأي والفكر التنويري المؤمن بعمق وأهمية الهوية المصرية.
فالأسباب الحقيقية لمشاكل التعليم المصري ليست منفصلة عن كل مشاكل مصر، فهي نتاج عقل جمعي، تم تجميد العلم به منذ ستينيات القرن الماضي، ذلك العقل أصبح منفصلا تماما عن الواقع الخارجي، وعن هوية الداخل التاريخية، ولذا نجده بلا ملامح أو رؤية أو حتى قدرة على الدراسة والتشخيص والعلاج والتقييم، وبما أن منظومة التعليم هي الكلمة التي تغذي وتقود ذلك العقل، هنا نضع أيدينا على مربط الحصان وهو تجميد وشيخوخة ذلك العقل الجمعي الممتلئ بجميع الأمراض ما هو إلا نتاج لمنظومة تعليم منهارة منذ عشرات السنوات.
ولذلك لابد من الذهاب بالعلاج الحقيقي لكل مشاكل مصر عن طريق التعليم، ومن غير ذلك لن يكون هناك علاج بل مزيد من الضعف والانحدار، فعلاج التعليم الحقيقي يتمحور في ثلاث محاور لا رابع لهم وأي عمل آخر خارج تلك المحاور هو تجارب فاشلة لكسب الوقت وتسكين الغضب وتجميل الصورة.
أولا. المدرسة: تحتاج المدرسة الي عوامل متكاملة من التكوين السليم والصحيح، وهو كثافة فصل لا يتعدى ال 25 طالب، ومعمل بحثي حقيقي، وملعب ومسرح، وهذا لابد من تطبيقه في جميع المراحل التعليمية، ومع ذلك لابد من وجود مناهج تعليمية مرتبطة بذلك التكوين من مواد لتدريس الفن والمسرح ومواد رياضية لجميع الأنشطة، ومواد علمية للنشاط المعملي، وأقترح أن تقوم القيادة السياسية بتبني تلك الرؤية عن طريق توفير الأماكن والموارد بإقامة مجمعات مدارس لكل المراحل يحتوي علي هذا التكوين ولا يعطي تصريح لأي مدارس خاصة إلا باحتوائها علي ذلك التكوين أيضًا
ثانيا. المعلم: هو حجر الزاوية والعمود الفقري، وكما يقال إن أردت أن تهدم حضارة أمة عليك بالمعلم.. بأن لا تجعل له مكانة في المجتمع، وقلل من أهميته حتي يحتقره طلابه، وهذا ما حدث مع المعلم المصري الذي تم تهميشه وجعله موظف مؤدي لا ملامح له، ومن هنا أقترح أن يتم اصدار قرار من مجلس النواب بسن قانون يمنح المعلم حصانة تربوية داخل الحرم الدراسي، مع اصدار لائحة تشغيل، وأجور خاصة به تمنحه أعلي سلم وظيفي في المجتمع، مع أعلي رواتب في الأجور، وقبل حدوث ذلك لابد من التعاقد مع شركات عالمية لفترة زمنية معينة يكون دورها تدريب وتأهيل المعلم بشكل عصري لتأدية دورة الوظيفي.
ثالثا. المنهج: من سطور المنهج يخرج الصالح والطالح، ومن كلمات المنهج ظهرت كل مشاكل مصر عبر الستون عام الماضية، ولن تحل تلك المشاكل إلا عن طريق تلك السطور والذي اقترح أن يتم ربطها كليا في المرحلة الابتدائية بعمق الهوية المصرية ليتم تكوين نشئ مرتبط بهوية وطنه مع حذف وإبادة كل ما هو دخيل من عوامل تعرية ثقافية من معلومات دخيلة عملت علي اغتراب معظم الأجيال الحالية عن هوية وطنهم.
أما المرحلة الإعدادية فأقترح أن تكون مرحلة افراز للمواهب والمهارات بحيث يتم ربط كل موهبة ومهارة بمنهج التعليم الخاص بها فقط، والمرحلة الثانوية تكون دراسة عملية للعلوم الإنسانية والطبية والهندسية تلك الدراسة تكون عملية عبر ورش عمل ومبسطة، ويكون تنسيق الالتحاق بأي جامعة لجميع تلك التخصصات مرتبط باختبارات القدرات بشكل محترف
وأخيرا أطلب من السيد وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد اللطيف السماح لبعض من أبنائنا طلاب الثانوي العام الذين نجحوا هذا العام، وحصلوا على مجموع ضعيف ويرغبون في الإعادة بسبب ما حدث من أحداث مؤسفة أدت إلي ظلم الكثير منهم، وهذ مطلب الكثير من أبنائنا الطلاب والذي اتمني أن يجد صدي أبوي لدي السيد الوزير.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الثانوية العامة المرحلة الإعدادية وزير التربية الدكتور محمد عبد اللطيف عن طریق لابد من
إقرأ أيضاً:
رئيس الطائفة الإنجيلية يبحث تطوير مناهج التربية الدينية مع وزير التعليم
التقى الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم الثلاثاء، بمقر وزارة التربية والتعليم بالعاصمة الإدارية، وذلك لمناقشة عدد من الملفات المتعلقة بتطوير التعليم في مصر.
تطوير منظومة التعليم المصريوأعرب القس أندريه زكي، خلال اللقاء، عن تقديره للجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة التربية والتعليم تحت قيادة الوزير محمد عبد اللطيف في تطوير منظومة التعليم المصري، مشيدًا بحرص الوزارة على إشراك المجتمع في عملية الإصلاح من خلال جلسات الحوار المجتمعي.
وأكد رئيس الطائفة الإنجيلية أن دعم الطائفة لجهود الوزارة يأتي انطلاقًا من إيمانها بأهمية بناء الشخصية المصرية وغرس القيم الدينية والأخلاقية في نفوس الطلاب، بما يسهم في تعزيز التماسك المجتمعي وقبول الآخر.
من جانبه، أشاد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بالدور الفاعل الذي تقوم به المؤسسات التعليمية التابعة لسنودس النيل الإنجيلي والطائفة الإنجيلية بمصر، مؤكدًا أنها تعد نموذجًا مشرفًا للتعليم في مصر، حيث تسهم بشكل إيجابي في تطوير العملية التعليمية وغرس القيم الأخلاقية لدى الطلاب.
تخفيف الأعباء عن الطلابوخلال اللقاء، تم مناقشة عدد من النقاط المهمة المتعلقة بمناهج التربية الدينية المسيحية، بما يضمن توافقها مع القيم الأخلاقية وروح التسامح، بجانب تطوير مناهج التربية الدينية الذي يتم بالتنسيق الكامل مع الكنائس المصرية والأزهر الشريف، لضمان تقديم محتوى يركز على الأخلاق والقيم المشتركة.
كما استعرض «عبد اللطيف» الفلسفة الكامنة وراء مقترح نظام البكالوريا المصرية، موضحًا أن النظام الجديد يهدف إلى تخفيف الأعباء عن الطلاب وأسرهم من خلال تقليل عدد المواد الدراسية المقررة وإتاحة فرص متعددة لتحسين نتائج الطلاب مقارنة بنظام الثانوية العامة الحالي.
وضم وفد الطائفة الإنجيلية الدكتور القس رفعت فتحي، الأمين العام لسنودس النيل الإنجيلي، والدكتور القس اسطفانوس زكي، رئيس مجلس المؤسسات التعليمية بسنودس النيل الإنجيلي، والدكتور القس ماجد كرم، الأمين العام للمؤسسات التعليمية بسنودس النيل الإنجيلي، ويوسف طلعت، المستشار القانوني لرئاسة الطائفة الإنجيلية بمصر، ويوسف إدوارد، مدير الإعلام بالهيئة القبطية الإنجيلية.