ملتقى يناقش تقنيات المستقبل والتحديات المتصلة بالتقنيات الرقمية بصلالة
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
استعرض ملتقى الشركة العمانية للاتصالات عمانتل لتقنية المعلومات أبرز تقنيات المستقبل وعرض أحدث الحلول والخدمات الحديثة التي تقدمها عمانتل والشركات التابعة لها للمؤسسات الحكومية والخاصة، وفرصة لاستكشاف مجالات التعاون الجديدة لقطاع التكنولوجيا والرقمنة وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار بمنتجع ميلينيوم بصلالة وتضمنت الفعالية عرض مرئي لطلال بن سعيد المعمري الرئيس التنفيذي لعمانتل سلّط فيه الضوء على القطاع الرقمي في سلطنة عُمان عامة وفي محافظة ظفار خاصة وما تقدمه الشركة العمانية للاتصالات «عمانتل» من خدمات وحلول مبتكرة للخدمات الحديثة.
وأقيمت خلال الملتقى جلسة نقاشية بعنوان «التحديات المتصلة بتبني التقنيات الرقمية في سلطنة عُمان» شارك فيها كل من الدكتور عامر بن عوض الرواس رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للطاقة، ولجينة الخروصية نائبة رئيس الحوكمة والشؤون التنظيمية والالتزام بالشركة العمانية للاتصالات، وليلى الحضرمية المديرة التنفيذية للجمعية العمانية لتقنية المعلومات استعرض المشاركون فيها التحديات المتعلقة بالتقنية الرقمية في سلطنة عُمان حيث تم التطرق إلى أهمية تطوير البنية الأساسية للاتصالات وتوفير خدمات الإنترنت عالية الجودة ولقد تم التأكيد على ضرورة تعزيز التوعية التقنية وتطوير مهارات الشباب في مجال التكنولوجيا لمواكبة التطورات الرقمية السريعة حيث تعتبر معرفة المواطن بالتقنية الرقمية أمرًا حيويًا في عصرنا الحالي، لما تلعبه التقنية من دور حاسم في تسهيل حياة الناس وتطوير المجتمعات حيث يسهم الفهم الجيد للتقنية الرقمية، الاستفادة من الخدمات الإلكترونية بكفاءة وسهولة، مما يوفر الوقت والجهد.
علاوة على ذلك، تزيد المعرفة بالتكنولوجيا من فرص العمل والتواصل الاجتماعي، وتعزز التفاعل مع التطورات الحديثة في مجالات مثل التعليم والصحة والأعمال، وأقيم على هامش الملتقى معرض تقني للتعريف بالحلول التقنية الحديثة كالسحابة الوطنية والأمن السيبراني وحلول Digital Twin وخدمات التحكم عن بعد وكاميرات المراقبة الرقمية.
هدف الملتقى إلى اطلاع الحضور على أحدث التطورات التقنية واستعراض أبرز الحلول والتقنيات الرقمية التي تقدمها عمانتل كونها المزود المتكامل لهذه الحلول في سلطنة عُمان بالإضافة إلى ما وصلت إليه الشركة من تطوير منظومتها التقنية والتكنولوجية بالاستثمار في عدد من التقنيات العالمية وتوفيرها للمشتركين محليًا من خلال الشراكات الاستراتيجية التي قامت بها طوال السنوات الماضية في التقنية الحديثة التي بدورها ساهمت بشكل مباشر في رفد الاقتصاد المعرفي لسلطنة عُمان والارتقاء بمنظومة القطاع الرقمي.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
التصوف في السودان: بين التاريخ والتحديات المعاصرة
دخل التصوف السودان مع موجات الإسلام الأولى عبر التجار والصوفية الوافدين من مصر وشمال إفريقيا في القرون الوسطى، ووجد بيئة خصبة في المجتمع السوداني المتعدد الثقافات. انتشر عبر الطرق الصوفية الكبرى مثل القادرية والشاذلية، وفي القرن الثامن عشر، ظهرت طرق محلية متأثرة بالبيئة السودانية، مثل السمانية التي أسسها محمد بن عبد الكريم السمان، والختمية التي أسسها محمد عثمان الميرغني، والتي ارتبطت لاحقًا بالسياسة عبر حزب "الاتحاد الديمقراطي".
التصوف وتشكيل الهوية السودانية
الدور التعليمي والاجتماعي
عملت الزوايا والخلاوي الصوفية كمراكز تعليمية وروحية، حيث حُفظ القرآن، ودُرِّس الفقه، وأُديرت النزاعات عبر "المحاكم الصوفية". كما قدمت دعمًا للفقراء من خلال نظام التبرعات.
المقاومة الثقافية
خلال الاستعمار التركي-المصري (1821–1885)، تحولت الطرق الصوفية إلى قوى اجتماعية فاعلة. قادت الثورة المهدية (1881–1898) بقيادة محمد أحمد المهدي، الذي استند إلى رؤى صوفية في دعوته للجهاد ضد المستعمر.
التعايش الديني
ساهم التصوف في دمج الإسلام بالثقافات المحلية، كما في جبال النوبة ودارفور، حيث تأثرت طقوس مثل "الزار" والاحتفالات المحلية ببطرق الاحتفال الاسلامي" بالعادات المحلية، ما عزز التفاعل بين المسلمين وغير المسلمين.
الرمزية والطقوس الصوفية
الحضرة
طقس جماعي يجمع الذكر بالإنشاد والحركات الدائرية، ويعكس تأثير الثقافة الإفريقية في الإيقاع والرقص.
السجادة الروحية
نظام لترسيخ الشرعية الروحية عبر سلسلة الإسناد المتصلة بالنبي محمد ﷺ.
الشعر الصوفي السوداني
تميّز بلهجة محلية، ومن أبرز رموزه البرعي، حمد النيل، الشيخ غريب، وحسب الرسول، حيث دمجوا الحكمة الشعبية بالروحانية.
التصوف والسياسة: من التحالف إلى الصراع
بعد الاستقلال (1956)، تحالف زعماء الطرق الصوفية (كالختمية مع حزب الأمة) مع النخب السياسية، لكن منذ سبعينيات القرن العشرين، واجه التصوف تحديات من التيارات السلفية التي انتقدت "البدع" مثل زيارة الأضرحة. في العصر الحديث، أصبح التصوف جزءًا من الهوية الوطنية، خاصةً بعد انفصال جنوب السودان (2011)، حيث استُخدم خطابًا للتماسك في شمال متعدد الأعراق.
التصوف اليوم بين التحديات والتكيف
تصاعد الخطاب السلفي
شهد السودان تناميًا للتيارات السلفية المدعومة خارجيًا، والتي هاجمت ممارسات صوفية كزيارة الأضرحة وطقوس "الحضرة"، مما أدى إلى تقليص دور الزوايا في الفضاء العام، خاصة بعد سقوط نظام البشير (2019).
تآكل دور الزوايا في التعليم الديني
كانت الخلاوي والزوايا حاضنات رئيسية للتعليم، لكن مع انتشار المدارس النظامية، تراجع دورها لصالح مناهج تعليمية تُفضِّل تفسيرات فقهية أكثر حرفية، مما أضعف التواصل بين الأجيال حول التراث الصوفي.
دور المرأة الصوفية
رغم أن النساء يشكّلن عمادًا في طقوس مثل "الحضرة" وزيارات الاضراحة إلا أن أدوارهن ظلت محصورة في الإطار الشعبي، دون وصولهن إلى القيادة الروحية، باستثناءات نادرة مثل الشيخة فاطمة أحمد في كردفان.
التحولات الاجتماعية السريعة
أدت العولمة والتحضر إلى تغيّر أنماط الحياة، خاصةً بين الشباب الذين أصبحوا أكثر ارتباطًا بالثقافات الرقمية، مما قلل من اهتمامهم بالطقوس الصوفية التقليدية.
التداخل مع السياسة والدولة
حاولت بعض الحكومات توظيف التصوف كأداة لاحتواء الغضب الشعبي خلال الاحتجاجات، أو نشر خطاب "السلام الاجتماعي"، مما أثار تساؤلات حول استقلاليته.
استجابة التصوف السوداني: محاولات التجديد
لم تستسلم الطرق الصوفية لهذه التحديات، بل سعت إلى التجديد عبر:
• دمج التكنولوجيا: بث طقوس "الحضرة" عبر الإنترنت، وإنشاء مجموعات تواصل للمريدين.
• إحياء الاحتفالات: تحويل موالد الأولياء إلى مهرجانات ثقافية لجذب الشباب.
• الحوار مع التيارات الأخرى: تنظيم مؤتمرات مع مثقفين وعلماء دين لإثبات أن التصوف جزء من الإسلام "المعتدل".
هل ينجح التصوف في تجديد نفسه؟
رغم الضغوط، يظل التصوف السوداني ذاكرة جمعية للشعب، ووعاءً لتاريخه وتنوعه. نجاحه في البقاء يعتمد على توظيف أدوات العصر دون التخلي عن جوهره الروحي، وانحيازه إلى هموم الناس اليومية، كفقراء يبحثون عن العدالة قبل أن يكونوا مريدين يبحثون عن النور.
zuhair.osman@aol.com