خطيب الجمعة بالأزهر: الأنانية سبب رئيسي للمشكلات المجتمعية
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، ودار موضوعها حول "السعي في قضاء حوائج الناس".
وقال الدكتور ربيع الغفير، لقد حثنا الإسلام على التكافل الاجتماعي؛ من أجل بناء مجتمعات متماسكة تقوم على التعاون والعناية بالضعفاء، لأن الترابط هو السبيل لتحقيق الرقي الحضاري للمجتمعات، وهو الأساس المتين الذي بني عليه المجتمع الإسلامي الذي عرف بقوته وصلابته، وما تحقق من أزدهار لهذا المجتمع لم يكن إلا بفضل قيم التعاون والتكاتف بين جميع أفراد المجتمع في شتى المجالات، وذلك لأن التآلف سبب الاعتصام والوحدة، وبه يحصل التوحد بين المسلمين، ويتماسك المجتمع وتنتشر الطمأنينة بين الناس وتتلاشى الصراعات .
وأكد أن مساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم ليس مجرد عمل خير نؤجر عليه، بل هو طريق سام للارتقاء بروحنا إلى منزلة عليا عند الله تعالى، فمن خلال فعل الخير ونفع الناس، نقترب من الله وننال محبته، كما جاء في الحديث الشريف "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس"، إننا بهذا العمل النبيل لا نساعد الآخرين فحسب، بل نفتح لأنفسنا أبواب الخير والبركات، لأنه عمل مجتمعي له أثر كبير على المجتمع بأكمله من خلال نشر الخيرات والمساعدة المتبادلة بين أفراد المجتمع، وما أعظم أن يوفقك الله لتكون سببًا في إدخال السرور والبشر على الآخرين.
وأوضح أن المشكلات التي تعاني منها مجتمعاتنا المعاصرة اليوم، إنما هي بسبب الأنانية التي تغلبت علينا، وبات كل فرد منا منشغلا بنفسه ومصالحه الخاصة، فكثرت قطيعة الأرحام، وزاد التنازع على الحقوق، وقلت الرحمة بين أفراد المجتمع، وهذه الأمراض هي الآفة التي ابتليت بها مجتمعاتنا، ولن نتمكن من تحقيق التقدم والازدهار في أي من المجالات، ما دامت هذه الآفة منتشرة في مجتمعاتنا.
وشدد الغفير على ضرورة العودة إلى القيم الإسلامية والتعاون فيما بيننا ومد يد العون للضعفاء والمحتاجين، لأن هذا هو السبيل الوحيد لبناء مجتمعات قوية متماسكة، قادرة على مواجهة التحديات التي تواجهها، لأن التكافل الاجتماعي ليس مجرد عمل خيري، بل هو استثمار في مستقبل مجتمعنا، ووسيلة لنيل رضا الله تعالى.
وبين خطيب الجامع الأزهر أن الإسلام يدعونا إلى بذل الخير في كل وقت وفي كل مكان، حتى لو كان هذا الخير قليلاً، فكل عمل صالح له أجر عظيم عند الله تعالى، ولا يضيع أجر من أحسن عملاً، وعلينا أن نسعى جاهدين لفعل الخير، ومساعدة المحتاجين، والتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: هيكلة الثانوية العامة سعر الدولار إيران وإسرائيل الطقس أسعار الذهب زيادة البنزين والسولار التصالح في مخالفات البناء معبر رفح تنسيق الثانوية العامة 2024 سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان خطيب الجمعة بالأزهر خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الله تعالى
إقرأ أيضاً:
هذا إيمَـانُنا ويقينُنا المطلق
محمد حسين فايع
لدينا إيمَـان ويقين مطلق أنه في حالة أقدمت أمريكا وبريطانيا وأدواتهم وعملاؤهم ومرتزِقتهم على المستوى المحلي والإقليمي على شن حرب شاملة جديدة على اليمن فَــإنَّ نتيجتَها ستكون هزيمة وخسارة كارثية مطلقة تلحق بكل قوى وكيانات وأنظمة التحالف الصهيو أمريكي وستعجل ليس فقط بزوال الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين كُـلّ فلسطين بل ستؤسس تلك الهزيمة والخسارة الكارثية لقوى العدوان لرسم مسار عملي حقيقي لتحرير المنطقة كُـلّ المنطقة من كُـلّ الوجود الأمريكي والغربي ومن كُـلّ أنظمة وكيانات وقوى النفاق والعمالة والتطبيع وعلى راسها الكيان السعوديّ.
على ذلك المسار الآتي المحتوم سيهيئ الله لليمن كُـلّ أسباب التمكّن الذي يحقّق الله على يد شعبه وقيادته وقوته الضاربة صناعة المتغيرات والتحولات الاستراتيجية الشاملة التي تحدّد مصير ليس فقط المنطقة والعالم الإسلامي بل والوضع العالمي والإنساني، حَيثُ تحل قوى وأنظمة وشعوب محور المشروع القرآني التحرّري على أنقاض قوى وأنظمة وكيانات ومؤسّسات المشروع الصهيوأمريكي الغربي وذلك وعد الهي لن يتخلف تحقيق على الواقع أكّـده وسطره وبشر به الله جل شأنه بقوله ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾[ الأنبياء: 105]، وبوعد الله جل شانه القائل ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شيئًا، وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
ذلك وعد الله المحتوم الذي بشر به الله في سورة المائدة بدءا من قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أولياء ۘ بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ، وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَو أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أنفسهِمْ نَادِمِينَ﴾ مُرورًا بقوله تعالى في نفس السورة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ، وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} وانتهاءً بقوله تعالى ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ ءَامَنُوا۟ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوٰةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَوٰةَ وَهُمْ راكعون﴾ [المائدة ٥٥]
ذلك وعد الله الذي بشر به الله في سورة الاسراء من بداية السورة إلى قول الله تعالى: (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأنفسكُمْ، وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا، فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أول مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)، ﴿عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ، وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا، وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾ والذي ختمه سبحانه وتعالى ﴿إِنَّ هَٰذَا القرآن يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ صدق الله العلي العظيم.