الجزيرة نت تنقل شهادات مروّعة عن مجزرة مصلى التابعين بغزة
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
غزة- لم يخطر في بال الإمام أن طلبه من المصلين بأن يسوّوا الصفوف ويسدّوا الخلل، سيكون لتهيئتهم للاصطفاف لأداء صلاة المودّع، وترتيب وقفتهم لتلقي آجالهم التي ستكون بعد ثوانٍ من بدء الصلاة.
"كُتبت الشهادة على الذين حضروا تكبيرة الإحرام، لم ينجُ أحد من المصلين، إلا من كان في المتوضأ"، يقول أحد الشهود.
كان المصلون في أول ركعة من الفريضة، وكان آخر ما نفد من مكبرات الصوت تلاوة الإمام لأول آية من سورة الفاتحة، قبل أن تُفرغ الطائرات الإسرائيلية حمولتها على أجسادهم بـ3 صواريخ، اخترق اثنان منها السقوف الثلاثة، وسقطا تباعا على المنبر وفي منتصف المصلى، وباغتهم الثالث من الجهة الشرقية.
"قامت القيامة"، توصيف أجمعت عليه الناجيات اللواتي هرعن إلى المصلى حين وقوع الغارة للبحث عن رجالهن.
أكثر من ساعة والسيدات يقفن أمام المصلى الذي تُخفي النيران معالمه، بعجز تام عن التقدّم، وبرجفة ترتعد فيها ضلوعهن، ووجومٍ من عدم القدرة على استيعاب ما ترى أعينهن، نحيب وصراخ من داخل النيران وخارجها، تختلط الأصوات، وصوت النار تنهش اللحم والعظم طغى على كل صوت.
وبينما كن ينتظرن أن تشبع النار وتُخمد، طلّت سيدة من الطابق العلوي عليهن بجسدها المشتعل، تُباعد بين قدميها وتفتح ذراعيها وتصرخ من ثغرها الذي تكاد تأكله النيران "أمل أمل".
نادى عليها الرجال بأن تقفز وأنهم سيتلقفونها بغطاء، وهي تصرخ "أمل" وتشير إلى ابنتها التي تحترق مع أطفالها أمامها. استشهدت أمل وأولادها حرقا، وبقيت والدتها في غيبوبتها تدخل فيها وتخرج منها وهي تهذي "أمل ابنتي أمل".
فلسطينيون ينظفون المصلى من آثار المجزرة (الجزيرة)خَمدت النار بعد أن التهمت كل شيء، وهمّت كل امرأة في البحث عن رجلها، حملت سوزان كشافَ مصباح هاتفها وهي تردد في أذن ولدها وكأنها تلقنه درسا عليه ألا ينساه :"كان قميصه أزرقا، أبحث عن أجمل رجل يرتدي قميصا أزرقا"، تقصد بذلك زوجها.
لكن كل شيء كان أسودا، "يبدو أن عيبا في الكشاف الصغير الذي أحمله"، قالت وهي تركض باتجاه غرفة نزوحها، وأحضرت كشافا بضوء أقوى، نزلت مرة أخرى حتى تعاود البحث عن كنزها المفقود، لم تجده بل بالأحرى ربما وجدته لكنها لم تتعرف عليه.
صوتٌ من الناحية البعيدة لامرأة تجر قدميها معتمدة على جهاز المشي "الووكر" ترفع إصبعها السبابة وتجهش: "لو ظل منهم واحد بس، لو خليتلي واحد يا رب". تجهش بالبكاء وهي تضرب على ركبتيها وتقول: "لم أكن أحتاج عكازا لشيخوختي وهما معي، على من أستند الآن؟".
قاطعها صوت من الداخل لرجل يكبّر كأنه انتصر على الموت، هرع إليه المسعفون: "عايش؟"، فأجاب: "لا، كامل، لقيتو كامل، مش مفتت، مش أشلاء، الحمد لله"، يبكي لأنه وجد ضالته بهيئة أفضل مما توقعها، لأن الجثمان الكامل في حرب الإبادة هذه نعمة تستوجب الشكر.
لماذا يُحبنا الموت فيحتضننا للحد الذي يدفعه للفتك بنا، فيمزقنا ويفتتنا ويقطّعنا إربا، ثم يخلط بين أشلائنا ويمنحنا تقسيمته المجحفة؛ "كل 70 كيلوغراما أشلاء تعادل جثة، ضعوها في كيس واحد"، يتساءل الغزيون.
بقايا أشلاء ضحايا مجزرة مصلى التابعين في غزة (الجزيرة) قتلوا كل الرجالبعد 4 أيام من مجزرة مدرسة التابعين في غزة، زارت الجزيرة نت مسرح الجريمة، لا يمكن أبدا تجاوز الرائحة المنبعثة من السجاد الغارق بالدماء والفراش المتشرّب منها، رغم أن الرجال نحّوه جانبا، ولا مشهد الذباب يتجمهر حول جزء من فروة رأس أحد الشهداء، ولا الأشلاء الملتصقة بالأسقف والحوائط، ولا المصاحف المخضبة بدماء المتعبّدين.
رغم أن عشرات الفتية والشبان يحاولون تنظيف مكان المجزرة وإزالة آثار الدم المسفوك، لكن كل البراهين تفضح وقوع مذبحة في مصلى التابعين.
خلال رصد المكان، قطعت طريقنا سيدة سبعينية، قالت للجزيرة نت: "راحت هيبة المدرسة يمّا، رجالنا كلهم راحوا، قعدنا بعد المجزرة 3 أيام ما نشوف الأكل، كانوا مسؤولين عن كل شيء". رفضت الجلوس لإجراء مقابلة معنا متعللة بقولها: "انتهى الكلام، لا فائدة من المقابلات، خسرنا كل شيء ولا أحد يسمع".
آثار دماء الشهداء على حجارة مصلى التابعين (الجزيرة)تجلس فاطمة الزهراء (18 عاما) قبالة المصلى وحدها، قطعت الجزيرة نت خلوتها بسؤال: "لماذا تجلسين هنا؟" أجابت: "صديقتي إسراء كانت هنا، كانت نازحة بالغرفة الملاصقة للمصلى، رحلت صديقتي وأبوها وأمها وأخوتها الخمسة". سألناها: "هل فقدتِ أحدا غير صديقتك؟" لترد: "فقدنا هيبة المدرسة، هيبة المدرسة راحت".
وبدأت بالإشارة: "هنا كان يجلس الطفل أحمد بائع الثلج، لقد استشهد، وهنا كان يقف الإخوة الثلاثة يبيعون الصاج استشهدوا جميعا، هذا مربع النار والحطب كل الرجال الذين كانوا يذكونها رحلوا، لا صوت أذان، رحل المؤذن والإمام والمصلون، رحل كل رجال المدرسة".
عدد الرجال الناجين من هذه المجزرة لا يتجاوز أصابع اليدين، قابلت الجزيرة نت أحدهم الشاب مهدي حسان الذي قال: "كنتُ أستعد للوضوء لكن قوة ما قذفتني خارج المصلى لمسافة 15 مترا". ويكمل: "صرتُ أصرخ: كابوس، ثم أتمتم بالشهادتين ثم أصرخ: حلم ولّا عِلم؟ ثم أعاود التمتمة".
بدأ حسان بتفقد جسده، نظر لذراعه فوجده مفتتا بلا عظم والشظايا اخترقت جسده، التفت حوله فوجد نفسه الحيّ الوحيد بين مئات الجثث والأشلاء، نارٌ وبارود، وصرخات من الداخل والخارج، تحسس قدميه ولمّا وجدهما صار يزحف بعيدا عن بقعة الموت التي قُذف فيها.
"من تعرف من الشهداء؟" سألته الجزيرة نت؛ فأجاب بعدما حبس الدمع في عينيه: "الـ100 أكثر من أصدقاء ومن آباء ومن مشايخ، 9 شهور ونحن كعائلة واحدة لا يفارق بعضنا بعضا".
والدة الشهيدين زياد وإيهاب الجعبري ترعى شقيقها الذي انتشل من تحت الأنقاض في مجزرة الفجر (الجزيرة) أكاذيب الاحتلالفي ممر مدخل المدرسة قابلت الجزيرة نت أم زياد الجعبري والدة شهيدين قضيا في المجزرة مع عدد من أحفادها، وهي ترعى شقيقها التسعيني المصاب الذي خرج من تحت الأنقاض لحظة الاستهداف.
شدّت أم زياد على ذراعي حتى آلمتني وقرّبت فمها من أذني وهمست كأنها ستقول سرّا كتمته طويلا: "حين ولدته قالت لي الحكيمة لو كان بنت كان جبلك مهر أكثر من 4 آلاف دينار، ما أحلاهم ولادي يمّا ما أحلاهم". ثم أكملت: "كل الدلال اللي مخلوق بالدنيا كانوا يعطوني إياه، هما ولدان لكن عن ألف ولد".
مُنعت أم زياد الجعبري من رؤية ولديها وأحفادها الشهداء، ولم يسمحوا لها بالذهاب لوداعهم، فقد كانوا جثثا متفحمة وتقول: "بس لو شمّيت ريحتهم بس".
كما أنها تردّ على ما سمته أكاذيب الاحتلال الذي أدرج اسمي ابنيها كناشطين في المقاومة مع 18 آخرين لتبرير المجزرة، بتأكيدها: "ابني كان عاملا في الداخل المحتل، لو كان مطلوبا هل كان سيصدر له تصريحٌ للعمل فيها أو الدخول إليها؟".
والد الشهيد شادي الزعيم يكذب مزاعم الاحتلال بأن ابنه كان مطلوبا (الجزيرة)وهو التفنيد نفسه الذي قاله والد الشهيد شادي الزعيم الذي نشر اسمه الاحتلال وزعم أنه من المطلوبين الذين تم القضاء عليهم: "ابني يعمل في محطة بنزين، من المحطة للبيت ومن البيت للمحطة، كما أنني مكثت سنوات أتردد على أراضي الـ48، وأعبر حاجز بيت حانون (إيرز)، هل لو كان على أحد أبنائي نصف شبهة لتمكنت من العبور؟".
يحدّث أبو شادي الجزيرة نت وهو يسكبُ طعام التكية لأهالي المدرسة، ويقول: "ابني البكر كان عريسا تزوج قبل الحرب بأيام وزوجته أنجبت بالحرب".
رافقناه حيث مكان ارتقاء ولده، كان يحفظه جيدا، ويضيف: "مشيت على أكوام من اللحم، دعست على برك من الدم، كانت الرؤوس والأمعاء متطايرة في الساحات الجانبية"، ويردف: "لذا كانت فرحتي بأن وجدته جثة كاملة لا توصف، كان السجاد قد التف عليه، لكن شظية كبيرة اخترقت رقبته، ارتقى رافعا إصبع السبابة".
مئات العائلات عاودت النزوح إلى مدرسة التابعين عقب انتهاء المجزرة (الجزيرة)عادت معظم العائلات التي كانت تتخذ المدرسة ملجأً لنزوحها إليها رغم مخاطر البقاء والعودة، خاصة مع تركيز الاحتلال هجماته مؤخرا على المدارس التي تؤوي النازحين، مجمعين على قولهم: "لا خيارات، لا بدائل فأين نذهب؟".
في مدرسة التابعين وخلف ستار كل غرفة رحل رجالها، وفي قلب كل من فُجع بالفقد المروّع، وفي وجوهٍ حَفر فيها القهر أخاديد بؤس عميق، هناك شهادة مرعبة، يختمها الضحايا بأسئلة مفتوحة؛ لماذا لم يستهدفوا المطلوبين خارج المدرسة؟ هل رصدت الكاميرات ولو حديدة واحدة داخل المصلى؟ متى تخرق غارات استهدافنا جدار الصمت العربي والإسلامي والدولي؟ متى يقف كل هذا؟ من يُوقف كل هذا؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجزیرة نت کل شیء
إقرأ أيضاً:
ارتفاع ضحايا مجزرة بيروت ومصدر ينفي استهداف قيادي بحزب الله
ارتفعت حصيلة المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل، فجر السبت، في منطقة البسطة القريبة من وسط العاصمة اللبنانية بيروت إلى 15 قتيلا و63 جريحا، في حين تحتدم الاشتباكات في مناطق عدة بجنوب وشرق لبنان.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية، إن بيروت استفاقت اليوم على مجزرة مروعة، حيث دمر الطيران الحربي الإسرائيلي بالكامل مبنى سكنيا مكونا من 8 طوابق في شارع المأمون بمنطقة البسطة إثر قصفه بـ5 صواريخ.
كما أدى القصف الإسرائيلي إلى تضرر عدد كبير من المباني المحيطة بالمبنى المنكوب، حسب المصدر ذاته.
وبينما تتواصل منذ ساعات أعمال رفع الأنقاض في المبنى المنهار، أفادت وزارة الصحة اللبنانية في بيان، بأن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 15 قتيلا و63 مصابا، دون ذكر مدى خطورة الإصابات.
وكانت الحصيلة الرسمية السابقة للضحايا تشير إلى 11 قتيلا و23 جريحا.
لا وجود لقيادي بحزب الله في المبنىإسرائيليا، ادعت هيئة البث الرسمية نقلا عن مصدر أمني لم تسمه، أن الغارة على منطقة البسطة استهدفت القيادي البارز في حزب الله محمد حيدر، دون تأكيد مقتله.
ولكن مصدرا أمنيا لبنانيا أكد للجزيرة أنه لا صحة لوجود قيادي من حزب الله بمبنى استهدفته غارة إسرائيلية في منطقة البسطة ببيروت.
كما قال البرلماني عن الحزب أمين شري، في تصريح للصحفيين أثناء زيارته موقع المبنى المنكوب، إنه لا وجود لأي شخصية حزبية في المبنى المستهدف في بيروت.
وأضاف شري في تصريحات نقلتها قناة المنار التابعة للحزب، أن هدف إسرائيل من مثل هذه الاستهدافات لبيروت هو ترويع وإيجاد صدمة لدى الأهالي.
وبجانب قصف منطقة البسطة، استهدفت 4 غارات إسرائيلية خلال الليلة الماضية عدة مناطق بالضاحية الجنوبية ومحيطها، منها الغبيري والشياح وبئر العبد، ما أسفر عن تدمير مبان سكنية، حسب الوكالة اللبنانية.
وأشارت الوكالة إلى اندلاع حريق إثر اشتعال خزانات المازوت على خلفية استهداف غارة إسرائيلية مولدات كهربائية في شارع المصبغة بالشياح.
رفع الأنقاض ببلدة شمسطاروقد بثت وسائل إعلام لبنانية، اليوم السبت، مشاهد توثق عمليات رفع الأنقاض من منزل استُهدف بغارة إسرائيلية في بلدة شمسطار، قضاء بعلبك، شرقي البلاد.
وأظهرت المشاهد التي بثتها وسائل الإعلام، عبر منصة إكس، عناصر الدفاع المدني وهم يواصلون العمل في رفع الأنقاض والبحث عن أحياء تحت ركام المنزل المستهدف.
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية عبر موقعها الرسمي أن الحصيلة الأولية تشير إلى انتشال 7 شهداء من تحت الأنقاض، في حين لا تزال أعمال الإنقاذ ورفع الركام مستمرة حتى اللحظة.
بالفيديو- أعمال رفع الأنقاض مستمرة في #شمسطار بعد استهداف مبنى من ٣ طبقات وانتشال ٧ ضحايا حتى الآن pic.twitter.com/2zuxHvZmQs
— Voice of Lebanon 100.3 100.5 (@sawtlebnan) November 23, 2024
اشتباكات في مناطق عدةمن جهة أخرى، أعلن حزب الله، تصديه لقوة إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة دير ميماس بقضاء مرجعيون في محافظة النبطية جنوبي لبنان، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.
وقال الحزب في بيان إنه بعد رصد تحركات لقوة من جيش العدو الإسرائيلي تحاول التسلل باتجاه بلدة دير ميماس صباح السبت، اشتبك مقاتلوه من مسافة قريبة، مع القوة المتسللة عند الأطراف الغربية للبلدة، بالأسلحة الرشاشة والصاروخية.
كما أعلن الحزب أنه قصف صفد ومستوطنة كريات شمونة، وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن الدفاعات الجوية اعترضت صاروخا في سماء مدينة صفد بالجليل الأعلى.
في الأثناء تحتدم الاشتباكات في مناطق عدة بجنوب وشرق لبنان، وقد أكد حزب الله أنه يخوض اشتباكات مستمرة مع قوة إسرائيلية حاولت التقدم باتجاه بلدة البياضة، وأكد أنه أوقع قتلى وجرحى في صفوفها.
كما أكد أنه خاض اشتباكات في الخيام واستهدف للمرة الرابعة تجمعا فيها للقوات الإسرائيلية، موقعا قتلى وجرحى في صفوفها.
وبث حزب الله صورا لاستهداف مقاتليه بصواريخ ومسيّرات قاعدة شراغا التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي الواقعة بين نهاريا وعكا شمالي إسرائيل.
صواريخ إيرانية الصنع
بالمقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على منصات إطلاق صواريخ إيرانية الصنع كانت موجهة إلى إسرائيل في جبل الشيخ ومزارع شبعا.
وأضاف أنه أغار على عدة مواقع وأهداف تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأضاف الجيش في بيان أن الغارات استهدفت مقار ومخزن أسلحة وبنى تحتية تابعة لحزب الله وإن هذه الهجمات تهدف لإضعاف قدرة الحزب على تنفيذ هجمات ضد إسرائيل.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3645 قتيلا و15 ألفا و355 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الجمعة.
ويرد حزب الله يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.