زفاف ينتهي بمأساة داخل أحد المستشفيات
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
خاص
شهدت تونس واقعة صادمة ، إذ تحول حفل زفاف إلى مأساة داخل أحد المستشفيات، إثر مـعـارك عـنـيـفـة بين مجموعتين من الشبان كانوا ضمن المدعوين في الحفل .
وقال مسؤول داخل مستشفى ولاية القيروان ، أن قسم الطوارئ استقبل عدداً من الجرحى والمصابين نتيجة مـشـاجـرة نشبت بينهم في حفل زفاف .
وأشار إلى أنه بمجرد أن بدأ المصابون في التعافي بعد تلقي الإسعافات الأولية، تجددت بينهم الشــجـار ، مؤكداً على أن المستشفى تعرض لتخريب وتهشيم المعدات وتحطيم أحد الأبواب .
وانتاب المرضى والأطقم الطبية حالة من الفزع والرعب ، فضلاً عن موظفي وعمال المستشفى، الذين أصيبوا بحالة من الصدمة والذهول، حيث سارعوا بإبلاغ الجهات الأمنية بالواقعة .
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: تونس حفل زفاف مستشفى
إقرأ أيضاً:
عُمان وروسيا والتاريخ الذي لا ينتهي
تحمل زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لروسيا الاتحادية ولقاؤه الرئيس فلاديمير بوتين الكثير من الأبعاد السياسية والاقتصادية التي تتجاوز المعطيات الآنية إلى رؤية أكثر عمقا تنطلق من فهم ووعي بالتحولات الكبرى، ليس بدءا من سقوط القيم والمبادئ التي كانت تشكل أبعاد العالم، أو هكذا طموحها، وليس انتهاء بدخول العالم إلى ما يمكن أن يسمى «مرحلة ما بعد النظام» بما فـيها من عودة للإمبريالية والهيمنة والحروب الاقتصادية.. لا يمكن تجاوز كل هذه المتغيرات التي تحدث فـي العالم عند قراءة هذه الزيارة التاريخية وفهم أبعادها السياسية والاقتصادية والثقافـية.
لكن الواضح للجميع أن الزيارة تكتب فصلا جديدا على هامش عالم يتغير بعمق وبسرعة كبيرة؛ فموسكو لم تكن وجهة تقليدية لعُمان فـي أي مرحلة من مراحل التاريخ رغم العلاقات الثنائية القائمة منذ عقود، والعالم الذي يراقب هذه الزيارة ليس هو ذاته عالم 1991 حين اعتقد البعض أننا دخلنا مرحلة «نهاية التاريخ» بتفكك الاتحاد السوفييتي وسقوط جدار برلين، ولا عالم 2003 حين بدا أن واشنطن وحدها تمسك بخيوط المعادلة الكونية بعد أن احتلت العراق. ما يحدث الآن أننا أمام لحظة انتقال غامضة، يتآكل فـيها النظام الليبرالي من الداخل، وتتفتت فـيها السلطة الغربية التي كانت تدّعي لنفسها وظيفة الحَكم الأخلاقي للعالم.
أما سلطنة عُمان فإنها بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- تسير بحذر وسط عالم يبدو أنه يحتضر وعالم آخر ما زال فـي طور التشكّل إلى أن تحين لحظة ميلاده. والسير فـي هذه المساحة الشائكة لا يتقنها إلا القادة الذين يملكون رؤية عميقة وليس فـي تاريخ سياستهم ما يمكن أن يُخشى انكشافه أو ما يشين.. لذلك فإن الزيارة التي ستشغل العالم، لفترة ليست قصيرة، تؤكد بعمق وتقدمية أكثر من أي وقت مضى مكانة عُمان وسياستها القائمة على المبادئ والقيم، وتطرح مفهوما جديدا للدبلوماسية القائمة على بناء «الممرات» الاقتصادية و«الممرات» السياسية لا على المحاور التي تلاشت مع الزمن، كما أنها تصنع خطوط تواصل فـي عالم يعيد ترتيب علاقاته فـي ضوء كل المتغيرات الكبرى التي تتوالى فـي هذا المشهد المخيف.
ومن «ممر» الهيدروجين الذي كشفت عنه عُمان الأسبوع الماضي فـي أمستردام الذي يربط موانئها بموانئ أوروبا، إلى «ممر» سياسي مع موسكو يمكن أن تتضح رؤية سلطنة عُمان بشكل أكبر وهي رغم عمقها وتعقيد مركّباتها الكيميائية فإنها تقوم على إبقاء الخيارات مفتوحة مع الجميع دون انكفاء على الذات شرط أن تكون التحركات كلها قائمة على حفظ المصالح الوطنية وعدم الإضرار بمصالح الآخرين والتحرك وفقا للمبادئ السياسية الراسخة لعُمان والتي باتت معروفة للجميع.
وإذا كانت شرعية النظام العالمي الحالي قد بُنيت بعد نهاية الحرب الباردة على فكرة أن التاريخ قد حُسم لصالح الديمقراطية الليبرالية والسوق المفتوحة، فإن ما نقرأه اليوم فـي كثير من أحداث العالم، بما فـي ذلك تحركات السياسة العمانية فـي الجمع بين أمريكا وإيران، وبين إيران ودول خليجية وعربية وفـي ممراتها الاقتصادية مع أوروبا وممراتها السياسية فـي المنطقة الأوراسية، كل هذه التحركات تؤكد أن شيئا لم يُحسم أبدا وما نعيشه اليوم ليس ما بعد التاريخ، بل استمرار للتاريخ ولكن ليس بسردية واحدة، بل بسرديات عدة وبتعددية عقلانية، وممرات آمنة وسط كل هذا الضجيج.وإذا كان العالم منشغلا اليوم بإعادة بناء جدران تجارية تعيد تقسيمه إلى أجزاء ومحاور فإن عُمان تعيد بناء جسور وممرات جديدة تربطها أكثر بالعالم.. وهي تعلم جيدا أن هذه الجسور والممرات هي من ستجعلها جزءا أصيلا من التاريخ القادم.