بوابة الوفد:
2024-09-11@13:14:39 GMT

حكم إلقاء موعظة قبل صلاة الجنازة وعند القبر

تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية، إن الوعظ والتذكير ونحوه ممَّا يعمل على ترقيق القلوب، وهو من أهم المهمات، ومن آكد المطالب في الإسلام؛ يقول تعالى: ﴿يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
 

تشييع الجنازة يوم الجمعة.. وفضل من مات يومها وليلتها كيفية أداء صلاة الجنازة وأدعيتها
 حكم إلقاء موعظة قبل صلاة الجنازة 


وتابعت دار الإفتاء أنه يستحب شرعًا إلقاء خطبة أو موعظة أثناء انتظار المشيِّعين حتَّى تحضر الجِنازة للصلاة عليها، وكذلك عند القبر بعد دفنها، النفوس تكون في هذا الوقت مهيَّأةً للتأثُّرِ بالموعظة وقبولها؛ وتكون منقطعة عن الدنيا تتفكَّر في عاقبتها، وعينها على ذلك اليوم الذي تُحمَل فيه على الرِّقاب، لتُشيَّع إلى مثواها من القبور.



وأضافت دار الإفتاء أن ذلك مع مراعاة عدم الطول حتَّى لا يملَّ المشيِّعون، ولا يجوز رَمْيُ من يفعل ذلك بالابتداع؛ بل إنَّ تضييق ما وسَّعَه الله ورسوله صلَّى الله عليه وآله وسلّمَ يُعَدُّ بابًا من أبواب الابتداع في الدين.

حكم إلقاء موعظة قبل صلاة الجنازة وكذلك عند القبر بعد الدفن

قالت دار الإفتاء المصرية أن الله تعالى آمرًا نبيه صلَّى الله عليه وآله وسلّم بوعظ قومه وتذكيرهم: ﴿فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا﴾ [النساء: ٦٣]، وفي الحديث المتَّفق عليه: «إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ، مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا».

ووضحت دار الإفتاء أن الأمر بالوعظ والتذكير جاء مطلقًا؛ فيعمُّ كل الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال ما لم يرد ما يُقيِّده؛ فإذا شرع الله تعالى أمرًا على جهة العموم أو الإطلاق، فإنَّه يُؤخَذ على عمومه وسَعَته، ولا يصحُّ تخصيصه ولا تقييده بوجهٍ دون وجه إلَّا بدليل، وإلَّا كان ذلك بابًا من أبواب الابتداع في الدين بتضييق ما وسَّعَه الله ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وانتهت دار الإفتاء إلى أنه يندرج تحت هذا العموم ما جرى عليه النَّاس من الاجتماع قبل صلاة الجِنازة؛ للجلوس بين يدي أحد الوعَّاظ يعظهم ويذكرهم بالله تعالى وبالموت والدار الآخرة حتَّى يتم تجهيز الميت، فيجتمعوا للصلاة عليه، وكذلك ما يجري من الوقوف بعد دفن الميت؛ لما في ذلك من الوعظ والتذكير، والدعوة إلى الاعتبار، وترقيق القلوب، وتهيئتها للتَّضرُّع إلى الله تعالى، وجمع الهمة في الدعاء.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صلاة الجنازة عند القبر دار الافتاء المصرية صلاة الجنازة دار الإفتاء الله تعالى قبل صلاة ى الله

إقرأ أيضاً:

إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا

فاطمة الراشدي

لم يخلق الله الأرض هذه من فراغ أَو لعدم هدف، ولم يخلق كُـلّ هؤلاء البشر والحيوانات بكل أنواعها للأكل والنوم فقط، بل خلق كُـلّ شيء على الأرض وفق قوانين وسنن حدّدها هو بنفسه؛ ليمشي كُـلّ كائن حي عليها.

خلق آدم وأمره بالعبادة هو وزوجه فوسوس لهما إبليس بأن اعصيا وكُلا مما حُرم عليكما، فأخرجهم الله من الجنة ليهبطوا في الأرض فيعملوا بعد أن كانوا في جنة النعيم؛ لأَنَّ الله سبحانه وتعالى حاكم عادل لا يتهاون أمام أمر في معصيته، أَيْـضاً لا يرض بالظلم لعباده فعندما رآهم بدأوا بالانحراف بعبادة الأصنام والتقرب بها إلى الله، صنعوها هم بأنفسهم، يسجدون لها ويقدسونها ويتوسلون بها لتقضي حوائجهم، فقدموا لها القرابين الثمينة من حلي وذهب بل وصل بهم الحال لذبح أبنائهم فداء لأصنامهم وآلهتهم المزعومة.

يأسرون الفقير فيجعلونه عبدًا لهم، يُرزقون بالبنات فيدفنوّهن خوفًا من العار، يفرقون بين الأبيض والأسود والغني والفقير والعربي والأعجمي؛ فأصبحوا أناساً منقسمين وطبقات مختلفة يسودها الفساد والفجور وكلّ شيء غير عادل وغير مرض لله كانوا يفعلونه.

ولأن الله عظيم جبار لا يرض بالظلم لعباده، كان يبعث في كُـلّ أُمَّـة نبيًّا ليكون لهم نذيرًا، قال تعالى: «إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَإِنْ مِنْ أُمَّـة إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ»؛ حتى لا يكون لهم غدًا حجّـة أن لم يبعث الله لنا إمامًا ليهدينا ويعلمنا، أرسل لهم الأنبياء والرسل بالحق، وما من نبي إلا ودعا قومه سنين طويلة بلا ملل أَو كلل؛ فلا يؤمن إلا القليل منهم بينما الكثير ظل متمسكًا بمعتقداته وعبادته للأصنام بقولهم إنا وجدنا آباءنا عاكفون عليها؛ ليستمر الجهل في الأمم وبين أوساط الناس، ليبلغ الكفر ذروته فيزداد الكهن والفجور بين الناس.

وُصُـولاً لقريش قبيلة خاتم الأنبياء والرسل، فبعث الله لهم محمدًا يهديهم ويزكيهم ويكون لهم بشيرًا ونذيرًا، حَيثُ يقول تعالى في بعثته للنبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم: «وَمَا أرسلنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أكثر النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ».

لقد بعث الله محمدًا للناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى الصراط الحق ليرجعهم إلى الله سبحانه وتعالى.

بعث لهم محمدًا ليكون إمامًا ونبيًّا وهاديًّا بالحق.

بعثه سبحانه وتعالى ليقول لهم أن لا إله إلا الله فاعبدوه دون سواه.

بعث لهم محمدًا لينذرهم من عذاب يوم غد الذي سيصيبهم إن استمروا في كفرهم وطغيانهم؛ فما زادهم ذلك إلا طغيانًا وعنجهية كبيرة، فما من أحد يؤمن بمحمد إلا وقتلوه بعد أن يعذبوه بشتى أنواع العذاب، بل وصل بهم الحال لمحاولة قتل النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- مرات عديدة، وما تدل أفعالهم هذه إلا على تحجر عقولهم وتخلفهم الذي يقبعون فيه، وعلى كبر جهلهم رغم كُـلّ تلك الحقائق والدلائل التي طُرحت لهم.

فما كان المانع من عدم إيمانهم بمحمد؟!

هل طلب منهم المال؟

أم طلب أن يعطوه الملك عليهم والجاه؟

لا شيء، بل إن الناس في ذلك الوقت ظلوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم المزعومة في العبادات والطقوس التي يقومون بها، فكان من الصعب عليهم أن يتخلوا عن عادات عبادية توارثوها عن أجدادهم وآبائهم وُصُـولاً لهم، خَاصَّة كبار الأعيان وأصحاب الشأن منهم، الذين ظنوا أن إيمانهم برسالة محمد ستفقدهم هيبتهم ومكانتهم بين الناس بل سيخسرون كَثيراً من الأموال التي تنهال عليهم من كُـلّ جانب كقرابين لآلهتهم، فما كان منهم سوى الكفر والتكذيب لرسالة النبي محمد “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ” أَيْـضاً تكبرهم كان سبب كفرهم بقولهم: (كيف يبعث الله لنا نبيًّا منا بشرًا يأكل ويشرب مثلنا؟!)، فكان هذا السبب من ضمن عدم إيمانهم بالرسالة، حَيثُ قال تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إذ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا﴾، وقال تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخرة وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إذَا لَخَاسِرُونَ﴾.

اختلقوا الحجج والأسباب وأقنعوا بها أنفسهم قبل عامة الناس كيف لبشر أن يكون نبياً؟!

فاستمروا في كفرهم وجهلهم وتعنتهم، فلم يؤمنوا ولا تركوا الناس ليؤمنوا إلا من رحم الله وهداه، من آمن فقد نجي من عذاب الآخرة، ومن لم يؤمن فقد خسر الدنيا والآخرة، وما على الرسول إلا البلاغ المبين: ﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ، وَمَا أرسلنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾.

مقالات مشابهة

  • «الإفتاء» توضح الأحكام المتعلقة بـ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
  • النعيمي وولي عهده يؤديان صلاة الجنازة على جثمان عبدالله الغفلي
  • حاكم عجمان وولي عهده يؤديان صلاة الجنازة على جثمان عبدالله سلطان بن غليطة الغفلي
  • الإفتاء توضح حكم صيام يوم المولد النبوي الشريف
  • دار الإفتاء توضح المراد بالاحتفال بـ مولد النبي الشريف وكيفيته
  • حكم تأخير صلاة الوتر لآخر الليل وأداؤها في البيت
  • إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا
  • حكم إطلاق لفظ العيد على المولد النبوي الشريف.. الإفتاء تجيب
  • دار الإفتاء توضح حكم التطوع بالصيام فرحا بمولد النبى الكريم
  • دار الإفتاء توضح ضوابط الاحتفال بالمولد النبوي