جمعة: أمرنا رسول الله بعهد بيننا وبين رسول الله
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أن رسول الله ﷺ أمرنا أن نقرأ القرأن بالليل والنهار، وأمرنا ربنا سبحانه وتعالى أن نتدبر معانيه.
وتابع جمعة أنه من الهدي النبوي، أيها المسلم، أن تكون بينك وبين القرآن علاقة، يجب عليك أن تجعل لنفسك حصة كل يوم، والمسلمون -وكانوا أهل عمل- عَلَّمهم رسول الله ﷺ : قلة الكلام، وكثرة العمل.
وأشار فضيلته مِمَّا ابتلينا به في عصرنا: كثرة الكلام، وقلة العمل، وأنه وَمِمَّا علمنا سيدنا: كثرة العمل، وقلة الكلام، وقد كان المسلمون يكثرون من العمل؛ ولذلك نراهم يؤلفون المؤلفات للعمل، فَيُسَمُّون الكتاب، كابن السني، والنسائي: «عمل اليوم والليلة».
وأضاف جمعة يترصدون فيه: كيف كان رسول الله ﷺ يذكر الله كثيرًا، فيذكر الله قبل الصلاة، ويذكر الله في الصلاة، ويذكر الله بعد الصلاة، ويذكر الله عند خروجه من المنزل، ويذكر الله عند دخوله المسجد، ويذكر الله وهو جالس مع أصحابه، ويذكر الله عندما ينفض المجلس، ويذكر الله عندما يذكر عندما يخرج من المجلس، ويذكر الله إذا ذهب لقضاء حاجة الإنسان، ويذكر الله إذا ما خرج من الحمام، ويذكر الله سبحانه وتعالى؛ ذكرًا كثيرًا، ويسبحه، عليه الصلاة والسلام، بكرة وأصيلًا.
وتابع جمعة أنه حديث رسول الله «لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله»، ونرى الآن: أن كثيرًا من الناس يتكلمون، ولا يذكرون الله إِلَّا قليلًا، ولا نريد ألا نتألى على الله، فنقول: إنهم قد غفلوا عن ذكر الله، والله، ما نسمعه في اليمين والشمال، وما نراه من أقوام يحسنون العمل، لهو حجة على ذلك العصر: لِمَ لَمْ تعمل مثل ما عملوا، وتعمر الأرض مثل ما عمروا، وتتحرك؛ فإن في الحركة بركة؟
ووضح مفتي الجمهورية السابق أن رسول الله ﷺ أمرنا أن نجعل عهدًا بيننا، وبين القرآن، فأمرنا بتعاهد القرآن، وقال: "إنه ليتفلت أشد من تفلت البعير"، فعلينا أن نراجعه، وأن نديم النظر في المصحف، والنظر في المصحف؛ حين القراءة: أثوب، من النظر فقط، والقراءة في السر، وأثوب من القراءة فقط دون النظر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قال الدكتور على جمعة بعد الصلاة القلب الرحيم مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء رسول الله ﷺ
إقرأ أيضاً:
مخالفة صريحة لكتاب الله !؟!
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
من تمسك بالقرآن فقد عرف الله، ومن عرف الله صار قلبه مسكناً لجميع المخلوقات. فالقرآن كالشمس ينير الطريق للجميع دون تمييز. وكالمطر يسقي كل أرض بلا استثناء. .
بداية نقدم اعتذارنا المسبق للفرق الإسلامية كافة (اكثر من 73 فرقة)، ونبحث معهم عن اسباب ومسببات ظاهرة مشوشة انتشرت منذ سنوات على شكل تلميحات خطيرة مخالفة للقرآن الكريم وتتعارض معه. .
فما ان تقرأ آية من الذكر الحكيم، أو تقول لهم: قال جل شأنه، حتى يأتيك الرد بقوة: كلا بل قال فلان عن فلان، فيلغون منطوق الآية، وينسفون تفسيرها، ويعطلون تأويلها، ويضعون الأحاديث المروية في مرتبة اعلى من مرتبة القرآن. بمعنى انهم يرفضون الاقتناع بكلام الله ويستبدلونه بحديث منقول أو مشكوك في صحته. .
ما لهم كيف يحكمون ؟، أم لهم كتاب فيه يدرسون ؟. الجواب: نعم. لديهم الآن البخاري والترمذي ومسلم والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم والبيهقي. حتى اصبح لدى معظمهم عشرات الكتب التي تتضمن مفاهيم غير المفاهيم الواردة في كتاب الله. .
انظروا كيف يستخف الله بعقولهم، فيقول لهم: ((مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ)). .
ويقول في موضع آخر: ((تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون)). حيث يطلب منا الله أن لا نرفع أي نص تاريخي موروث إلى مستوى النص القرآني المحفوظ، وبالتالي فكل ما جاء على لسان الشراح والفقهاء ينبغي ان يتوافق تماما مع النص القرآني. وينبغي ان لا نجعل الموروث التاريخي حجة على القرآن. .
الطامة الكبرى اننا اصبحنا نجد صعوبة في مواجهة المشككين إذا كان بعض المشايخ يرجحون قول فلان وفلان على القرآن. .
احيانا يأتونك بحجج الناسخ والمنسوخ، أو يحتجون بقول تعالى: ((يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكتاب))، ويتجاهلون قوله تعالى في سورة النساء: ((أَفَلَا يَتَدبرون القرآن وَلَوْ كان مِنْ عِند غَيْر اللَّهِ لَوَجَدوا فِيه اختلَافا كثيرا)). .
اللافت للنظر ان المفسرين وبعض رجال الحديث وضعوا مجموعة من المقدمات، ثم اختلفوا في توصيف تلك المقدمات، فاختلفوا في تعريف الصحابي، واختلفوا في تقييم الرواة، فظهر ان فلان صادق عند هذا الفريق، وكاذب عند ذلك الفريق. اختلفوا في كل شيء تقريبا. .
قلنا في البداية: نحن لا نتكلم عن تراث فرقة واحدة، بل نتكلم عن تراث 73 فرقة. وبالتالي فان المطروح أمامنا هو أقرب إلى العصبية المذهبية والطائفية منها إلى الدين، ومعظمهم يدافعون عن عصبياتهم المتعمقة في نفوسهم. .
ليست المشكلة في صراع الحق والباطل. ولكن المشكلة أن يبقى الإنسان متفرجاً على صراع الحق والباطل، ولا يستطيع التمييز بينهما. .
هنالك اسئلة كثيرة ينبغي ان نوجّهها إلى انفسنا ونبحث عنها بصدق وأمانة. هل هجر المسلمون كتاب الله وراء ظهورهم منذ قرون ؟. هل انحرفوا عن الدين الحق ؟. وهل التعاليم الشائعة مجالسهم مطابقة للقرآن ؟. ام ان التعاليم المستمدة منه لا تزيد على 15 % على رأي معظم مشايخ الفرق السبعينية ؟. ألا يعلم هؤلاء المشايخ ان أول كلمة وآخر كلمة كانت (الناس) في سورة الناس ؟. وبعد ذلك يأتي من يقول لك ان الإسلام للمسلمين وحدهم، وانه مخصص لفرقة من تلك الفرق السبعينية. ترى ما الذي يمنعهم ان يدعوا بهذه الدعاء: اللهم ارزق الناس. اللهم ارحم الناس. بدلا من: اللهم ارزق المسلمين. اللهم ارحم المسلمين ؟. ألا يفترض ان نرتقي بالدعاء إلى الخطاب القرآني الأممي ؟. خطاب رب الناس، ملك الناس، إله الناس. خطاب الناس اجمعين ؟. ألا يفترض ان لا ننزلق في متاهات الخطاب الطائفي ؟. ولا نقول اللهم ارحم الطائفة الفلانية وحدها. .
كلمة أخيرة: هؤلاء لم يكتشفوا العمق الإنساني في القرآن الكريم. . .