أعلن جيش بيلاروسيا -اليوم الجمعة- حشد قواته على الحدود مع أوكرانيا على خلفية التوغل الأوكراني داخل روسيا التي أعلنت سيطرتها على بلدة إستراتيجية جديدة، محذرة من "اشتعال حرب عالمية".

وقال وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين "إن هناك احتمالا كبيرا لاستفزاز مسلح من قبل أوكرانيا المجاورة"، حسبما ذكرت "وكالة أنباء بلتا" البلاروسية الرسمية اليوم.

وأمر خرينين بتعزيز القوات البيلاروسية على محوري غوميل ومازير جنوبي البلاد، وتشمل التعزيزات  قوات العمليات الخاصة، ووحدات صاروخية بيلاروسية،ستغادر نقاط انتشارها الدائمة وتتحرك إلى المناطق المكلفة بتعزيزها.

ويأتي تعزيز القوات على الحدود الجنوبية لبيلاروسيا في ضوء توغل أوكرانيا في مقاطعة كورسك الروسية، فيما أعلنت موسكو اليوم سيطرتها على بلدة تقع على بعد 15 كيلومترا تقريبا من مدينة بوكروفسك الاستراتيجية في شرق أوكرانيا.

وكتبت وزارة الدفاع الروسية عبر تلغرام "بفضل تحركات وحدات مجموعة قوات الوسط تم تحرير بلدة  سيرغييفكا". وكانت الوزارة أعلنت الخميس السيطرة على بلدة أخرى في المنطقة ذاتها.

كما نقلت وكالة الإعلام الروسية اليوم عن مصادرأمنية لم تحددها القول إن القوات الروسية دمرت وحدة أوكرانية لعمليات الاستطلاع والتخريب بحوزتها أسلحة من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في منطقة كورسك بغرب روسيا.

وفي وقت سابق اليوم أكدت روسيا أنها اعترضت الليلة الماضية 12 صاروخا أميركي الصنع أطلقتها القوات الأوكرانية على جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها موسكو العام 2014.

وكتبت وزارة الدفاع الروسية عبر تلغرام "صدت وسائل الدفاع الجوي خلال الليل هجوما شن بواسطة 12 صاورخا أتاكمس أميركية الصنع أطلقت باتجاه جسر القرم".

أوكرانية تجلس أمام منزلها بينما يمر جنود  بمركبة عسكرية بالقرب من الحدود الروسية في منطقة سومي الأوكرانية (رويترز) إخلاء أوكراني

على الجانب الآخر حث المسؤولون العسكريون في بلدة بوكروفسك بشرق أوكرانيا اليوم المدنيين على تسريع إخلائهم لأن الجيش الروسي يقترب بسرعة من ما كان لعدة أشهر أحد الأهداف الرئيسية لموسكو في الحرب.

وجاءت الدعوة إلى خروج الناس في أسرع وقت ممكن في الوقت الذي تحاول فيه قوات كييف تحويل التركيز العسكري للكرملين إلى الأراضي الروسية من خلال شن توغل جريء عبر الحدود إلى منطقة كورسك.

وأصبحت عمليات الإجلاء في منطقة دونيتسك حول بوكروفسك ملحة بشكل متزايد في الأسابيع الأخيرة. وقال مسؤولو بوكروفسك في منشور على تليغرام اليوم إن القوات الروسية "تتقدم بوتيرة سريعة يوما بعد   يوم، يكون هناك وقت أقل وأقل لجمع المتعلقات الشخصية والمغادرة إلى مناطق أكثر أمانًا".

وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس من أن بوكروفسك والمدن الأخرى القريبة في منطقة دونيتسك "تواجه أشد الهجمات الروسية". وقال زيلينسكي على  منصة إكس "يتم إرسال الإمدادات ذات الأولوية – كل ما هو مطلوب – إلى هناك".

من جانبها قالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم إنها أسقطت جميع الطائرات المسيرة الخمس التي أطلقتها روسيا خلال هجوم الليلة الماضية.

وذكر بيان القوات الجوية على تطبيق تيليغرام أن القوات الروسية استخدمت 3 صواريخ باليستية من طراز إسكندر-إم في الهجوم. كما استخدمت أيضا 3 طائرات مسيرة من طراز شاهد وطائرتين مسيرتين أخريين من نوع غير معروف".

وفي وقت سابق ذكرت وكالة رويترز أن روسيا لجأت إلى استخدام طائرات مسيرة رخيصة الثمن للتمويه في بعض هجماتها على أوكرانيا في محاولة  لتحديد مواقع الدفاعات الجوية. وأكد حاكما منطقتي كييف وكيروفوهراد عدم وقوع أي أضرار أو إصابات جراء الهجوم.

يكثف القناصة والمشاة الأوكرانيون من اللواء 22 تدريباتهم بالقرب من الحدود الروسية في أوكرانيا  (رويترز) حرب عالمية

وواكبت المعارك الميدانية تصريحات سياسية روسية تتهم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بالمسشاركة في الهجوم الأوكراني على كورسك.

وقال نيكولاي باتروشيف أحد مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم إن التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة والغرب ضالعان بشكل مباشر في التخطيط لهجوم أوكرانيا على منطقة كورسك الروسية.

واعتبر باتروشيف في مقابلة مع صحيفة "إزفستيا" الروسية أن تصريحات الولايات المتحدة عن عدم تورطها في الهجوم "غير صحيحة  ولولا مشاركتها ودعمها المباشر لما غامرت كييف بالدخول إلى الأراضي الروسية". ".

ونقلت الصحيفة عنه قوله "تم التخطيط للعملية في منطقة كورسك بمشاركة أيضا من حلف شمال الأطلسي والمخابرات الغربية ".

من جهته  قال النائب البرلماني الروسي ميخائيل شيريميت إن التوغل الأوكراني المدعوم من الغرب في روسيا "يضع العالم على مشارف حرب عالمية شاملة".

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن النائب قوله "بالنظر إلى وجود عتاد عسكري غربي مع استخدام ذخيرة وصواريخ غربية  في الهجمات على البنية التحتية المدنية، فضلا عن الدليل الدامغ على مشاركة أجانب في الهجوم على الأراضي الروسية، فإنه يمكن أن نستنتج  أن العالم على شفا حرب عالمية ثالثة".

وأضاف شيريميت، العضو في لجنة الدفاع بالبرلمان الروسي، أن دول  حلف شمال الأطلسي أعطت الضوء الأخضر لتنفيذ خطط التوغل، وهو اتهام  نفته الولايات المتحدة.

وبينما تقول أوكرانيا وحلفاؤها إن روسيا تتلقى دعما لجهودها الحربية من الصين وإيران وكوريا الشمالية.  أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم  جونج أون اليوم تعهده بتعزيز التعاون مع روسيا، وعبر عن ثقته في أن موسكو ستنتصر في "حربها المقدسة من أجل السلام والعدل".

وتقاتل روسيا القوات الأوكرانية في كورسك منذ السادس من أغسطس/آب الجاري بعد التوغل المباغت الذي نفذته قوات كييف في أكبرهجوم على الأراضي الخاضعة للسيادة الروسية منذ الحرب العالمية الثانية. وتقدمت منذ ذلك الحين بشكل كبير، مما أجبر موسكو على إجلاء ما يربو على 200ألف شخص من منازلهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة شمال الأطلسی منطقة کورسک حرب عالمیة فی الهجوم فی منطقة

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تحرق التحصينات الروسية بواسطة مسيرات التنين (شاهد)

لجأت أوكرانيا إلى استخدام عدد كبير من طائرات مسيرة، قادرة على إطلاق كتل من اللهب الحارق، تعرف باسم التنين، خلال المعارك مع القوات الروسية.

وأشارت وزارة الدفاع الأوكرانية، إلى أن المسيرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، تسقط سيلا من اللهب الناري، وهو معادن منصهرة، في الغابات الشاسعة والكثيفة، التي تتحصن فيها القوات الروسية.

وكشفت مواقع أوكرانية، أن المادة المقذوفة، هي مزيج الثيرمايت، وهو مركب شديد الاشتعال، مكون من أوكسيد الحديد وبودرة الألمنيوم، ويحترق مخلفا حرارة تصل إلى 2200 درجة مئوية.

ويمكن للمركب، حرق الأشجار والمساحات المزروعة، التي يتحصن بها الجيش الروسي، ويخفي خنادقه، بصورة واسعة، مما يؤدي لقتل أو خنق الجنود بالأدخنة، فضلا عن تفجير مستودعات الذخيرة والأسلحة.

وجاءت تسمية "مسيرات التنين" على اعتبار أن سقوط الثيرمايت من تلك الطائرات يشبه النار الخارجة من فم التنين الأسطوري.

ويرى الخبير العسكري البريطاني نيكولاس دروموند إن هدف القوات الأوكرانية من استخدام مسيرات التنين هو بث الرعب النفسي في صفوف الجنود الروس".



وأوضح دروموند أن الهجمات باستخدام هذه الطائرات تشعل النار في مواقع جنود الروس وتخلق حالة من الذعر مثل هذه الأسلحة لا تؤدي فقط إلى إصابات جسدية، ولكنها تؤثر أيضا على الحالة النفسية للقوات المستهدفة، مما يجعلها أقل فعالية في القتال.

وجرى اكتشاف الثيرمايت في تسعينيات القرن التاسع عشر وكان يستخدم في الأصل في لحام خطوط السكك الحديدية.

ولكن سرعان ما أصبحت قوته العسكرية واضحة، حيث استخدمه الألمان خلال الحرب العالمية الأولى بإسقاطه من المناطيد كقنابل فوق بريطانيا.

وكذلك أستخدم من قبل قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، لتعطيل المدافع التي يتم الاستيلاء عليها، عن طريق وضع الثيرمايت في فتحة المدفع وإذابة السلاح من الداخل.

Ukrainian forces getting better at using Dragon's Breath FPV drones to drop incendiary mixture. pic.twitter.com/uVpN4BdlX7 — Clash Report (@clashreport) September 5, 2024

مقالات مشابهة

  • معادلة “كورسك”: هل يُغير توغل أوكرانيا في الأراضي الروسية مسارات الحرب؟
  • ‏حاكم منطقة كورسك الروسية: الأضرار الاقتصادية الناجمة عن التوغل الأوكراني في كورسك تقدر بنحو مليار دولار
  • ‏رويترز عن مسؤول روسي: القوات الروسية حررت نحو 10 بلدات في منطقة كورسك الروسية
  • القوات الروسية تستعيد السيطرة على 10 بلدات في إقليم كورسك
  • روسيا تدفع القوات الأوكرانية إلى التراجع في كورسك
  • أوكرانيا: روسيا هاجمت منشأت للطاقة في 7 مناطق
  • روسيا تهاجم خاركيف وأوكرانيا تقصف بيلغورود
  • مقتل يمني في صفوف القوات الروسية في أوكرانيا (الأسماء)
  • روسيا تعلن إسقاط مسيرة أوكرانية فوق كورسك
  • أوكرانيا تحرق التحصينات الروسية بواسطة مسيرات التنين (شاهد)