استحقاق الإخوان.. والسباحة ضد التيار!!
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
مما لا شك فيه أن الإخوان ولدوا في أصعب حقبة زمنية جمعت بين الاحتلال الإنجليزي لمصر والحكم الملكي، واستطاعوا بفضل تنظيمهم وإخلاصهم لله ومساهماتهم في العمل العام أن ينتشروا في ربوع مصر ويحظوا بمكانة عظيمة في قلوب الشعب المصري، رغم محاربة الأنظمة الحاكمة المتعاقبة لهم إعلاميا بتشويه صورتهم بل شيطنتهم، ونهب ثرواتهم، وإلقاء رموزهم في غياهب السجون.
والمتأمل لتفاصيل المشهد السياسي يجد أن اجتماع أركان الدولة العميقة كفيل بالقضاء على أية تجربة للحكم مهما كانت جاهزيتها، أضف إلى ذلك اجتماع قوى الشر في الخارج على إجهاض هذه التجربة التي لم تبلغ عامها الأول، كل ذلك كفيل بوأد حكم الإخوان وذهابه إلى غير رجعة، لكن كل ذلك لا يعفي الإخوان من المسؤولية الكاملة عمّا حدث.
فقد خاض الإخوان تجارب انتخابية عديدة حققوا فيها شعارا مستحقا وهو: نعم للإخوان.. شعار نسبة كبيرة من الشعب المصري في غالبية مراحله السلمية الهادئة نسبيا.. ما من تنافس شبه ديمقراطي في أي استحقاق انتخابي إلا وقال عدد غير قليل من الشعب المصري: نعم للإخوان.. لكن قد حان الوقت قبل أن نقول فات الوقت: لنقف مع الإخوان ونقول: نعم.. ولكن.. إشفاقا ودعما وحرصا على مورد وثروة من موارد وثروات الوطن، نقف ونقول، ولكن، ولماذا؟
المتأمل لتفاصيل المشهد السياسي يجد أن اجتماع أركان الدولة العميقة كفيل بالقضاء على أية تجربة للحكم مهما كانت جاهزيتها، أضف إلى ذلك اجتماع قوى الشر في الخارج على إجهاض هذه التجربة التي لم تبلغ عامها الأول، كل ذلك كفيل بوأد حكم الإخوان وذهابه إلى غير رجعة، لكن كل ذلك لا يعفي الإخوان من المسؤولية الكاملة عمّا حدث
اتفق معهم أو اختلف هذا حق لك، لكنه لا ينفي أن الإخوان من أهم مكونات المشهد المصري شعبيا واجتماعيا وسياسيا ونقابيا بل وتطوعيا.. هذا التمدد في الفضاء المصري الواسع والحافل جعلهم هدفا لأنظمة الحكم، بل وهدفا لأطياف المعارضة وباقي فصائل الحركة الإسلامية.. تنافس غير متكافئ أورث البغض والكراهية من الفاعلين في المشهد العام تجاه الجماعة التي تمارس ما تقول إنها واجبات شرعية وحقوق دستورية وقانونية، وهي لا تدري أن ممارسة الحقوق يحتاج فقه واقع وعقلا واسعا ونفسية رحبة وحذرا كبيرا.. لأنك قد تؤتى مما تظن أنه حق، وقد كان.
الإخوان ثروة وطنية وقومية.. يمكن الركون إليها وتوظيفها للصالح الوطني والقومي، لكنهم لم يجيدوا توظيف أنفسهم.. ورفضوا أن يوظفهم أحد.
الإخوان مخزون بشري هائل متنوع التخصصات والخبرات، لكنه مخزون منقوص الفاعلية التي تناسبه، مخزون يشبه لحد كبير مخزون الذهب والفضة دون أن يتحرك في سوق المال والأعمال، فيفقد البريق وربما يقل القيمة..
الإخوان نجحوا فيما فشل فيه النظام والأحزاب والكيانات، حين أدخلوا آلية التنظيم خادمة لأفكار المشروع الإصلاحي الخاص بهم.. التنظيم مثّل عنصرَ إضافةٍ لفكر الإخوان، وأتاح لهم تنزيل الأفكار والتطلعات في أطر وهياكل ومؤسسات فاعلة على الأرض.
لكن لعنة التنظيم التي أصابت كل التنظيمات شبه السرية خاصة الشيوعية أصابتهم.. حين طغت الاعتبارات التنظيمية والفئوية، على الفكرة والخيارات السياسية العامة.
الإخوان أسقطوا شمولية الإسلام، وهو مفهوم واسع وراقٍ على شمولية التنظيم فحمّلوا أنفسهم فوق طاقتهم، فضلا عن الطابع الانتقائي على حساب الاهتمام الفكري والسياسي.. فبعض جماعات الإخوان تحوّلت إلى ما يشبه الطائفة المغلقة على نفسها، في ظل الأزمات المتعاقبة والمحن السياسية الطاحنة.
يحسب لمنهج الإخوان وقياداته الحفاظ على الوسطية والاعتدال والسلمية بعيدا عن العنف، رغم العنف الهائل الذي وقع عليهم منذ العام 1954 حتى اليوم، وكانت شعارات دعاة لا قضاة للمستشار الهضيبي، وسلميتنا أقوى من الرصاص للدكتور محمد بديع؛ منهج عمل، نعم لم تعجب بعض المعارضين، لكنه منهج الإخوان وبغيره يكونون كيانا وفكرا آخر غير إخوان البنا ومدرسة البنا.
الأزمة البنيوية للإخوان هي ضمور الطاقة الفكرية لصالح طغيان التنظيم، وقلّة الانفتاح على بقية المكوّنات الاجتماعية، معضلة أتاحت للقيادات التنظيمية ورجالات التنظيم تقدّم الصف الإخواني، على حساب القيادات الفكرية والسياسية.. ما أضعف أداء الإخوان السياسي في محطات عديدة، وأفرز ازدواجية بين قيادات تنظيمية متحكمة من وراء ستار، وأخرى سياسية وضعت في الواجهة، دون أن تمتلك سلطة القرار الفعليّ.
الأزمة البنيوية للإخوان هي ضمور الطاقة الفكرية لصالح طغيان التنظيم، وقلّة الانفتاح على بقية المكوّنات الاجتماعية، معضلة أتاحت للقيادات التنظيمية ورجالات التنظيم تقدّم الصف الإخواني، على حساب القيادات الفكرية والسياسية.. ما أضعف أداء الإخوان السياسي في محطات عديدة
كيان بهذا الحجم الكبير، التمدد الواسع والانتشار المتشعب ما كان يجب أن يعتمد على الهواة رغم إخلاصهم، بل كان ومازال بحاجة إلى مراكز أبحاث بحجم الجماعة وحجم المشروع وحجم التحديات وحجم الصراع، كان بحاجة إلى وفرة المعلومات وكفاية القيادات وتمدد العلاقات وتماسك التحالفات.
ولعل غياب وفرة المعلومات جعلهم لا يحسنون تقدير المواقف في اتخاذ قرارات مصيرية غالية، بل باهظة الثمن، في عدم وعيهم بخطورة الدولة العميقة وعمق سيطرة الجيش من وراء ستار على كل أجهزه ومؤسسات الدولة.
نعم، الإخوان صعدوا للسلطة باستحقاق انتخابي، تشريعيّ ورئاسي، ثم أخرجوا منها بالرصاص والدبابات وأنهار الدّماء، الإخوان تحمّلوا غالبية الثمن كعادتهم، من أرواحهم وحرياتهم وأهلهم وأرزاقهم، لكن شظايا المحرقة أصابت الجميع.
لكن، التجربة التاريخية والعملية تقول إن الأسلوب الأمنيّ والقمعي في التعامل مع التيارات الاجتماعية والفكرية والعقدية خاصة الوسطية والمقبولة شعبيا، لا يزيدها إلا تجذّرا وامتدادا ومشروعية ورصيدا رمزيا، تاريخ الإخوان نفسه يشهد لهم.
وأخيرا، ما تعيشه مصر والإخوان مرحلة كسابقتها، وسيرحل السيسي، كما جاء وكما رحل غيره، وسيبقى الإخوان ورجال الإخوان، رغم عمق الجراح وشدّة المحن.
لكن أي إخوان سيبقون؟ وبأي فكر وتنظيم؟ وبأي مواصفات ومعايير؟ وبأي أهداف وغايات؟ وبأي كفاءات وقيادات؟
الإخوان رقم صعب ويخوض الصعب.. وكذلك تغييره وتطويره هو التحدي والسباحة ضد التيار!!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإخوان مصر التنظيم الفكرة السيسي مصر السيسي الإخوان تنظيم فكر مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کل ذلک
إقرأ أيضاً:
أمانة التنظيم المركزية بـالجبهة الوطنية تختار 7 قيادات لتفعيل العمل بالمحافظات
القاهرة - مصراوي:
عقدت أمانة التنظيم المركزية بحزب الجبهة الوطنية اجتماعًا ناقشت فيه الهيكل التنظيمي ومهام القيادات التنظيمية المركزية والإقليمية، بهدف تعزيز الانضباط الحزبي وتفعيل دور الأمانات بالمحافظات، وإعداد السياسات والخطط التنظيمية العامة، ومتابعة القطاعات وأداء أمانات التنظيم بالمحافظات، وتم وضع آليات العمل الداخلي للأمانة.
يأتي ذلك استعدادًا للاستحقاقات السياسية المقبلة.
وقسمت الأمانة، برئاسة أمين التنظيم أحمد رسلان، الجمهورية إلى سبعة قطاعات جغرافية، يُكلَّف مسؤول عن متابعة كل قطاع من قبل أمانة التنظيم المركزية، بهدف تعزيز الانضباط الحزبي، وتفعيل دور الأمانات، وضمان تنفيذ التوجيهات المركزية بكفاءة وفعالية على مستوى الجمهورية، وذلك سعيًا لتطوير العمل الحزبي وتلبية تطلعات المصريين واحتياجاتهم من الحزب.
وتم تشكيل القطاعات من:
الخضر إبراهيم: مسؤول متابعة القاهرة الكبرى
اللواء محمد الزياتي: مسؤول متابعة محافظات غرب الدلتا
النائب السيد حجازي: مسؤول محافظات وسط الدلتا
النائب إبراهيم الرفيع: مسؤول متابعة محافظات شرق الدلتا
النائب محمد مصطفى سليم: مسؤول متابعة محافظات جنوب الصعيد
النائب خالد فهمي: مسؤول متابعة محافظات وسط الصعيد
الدكتورة سارة جاد المولى: مسؤولة متابعة محافظات شمال الصعيد
وقررت الأمانة أن تكون أبرز مسؤوليات متابعي القطاعات: التنسيق المباشر مع الأمانة العامة، ومتابعة تنفيذ الخطط والتكليفات الصادرة عن أمانة التنظيم المركزية داخل المحافظات، ورفع تقارير دورية عنها، ورصد التحديات والمعوقات التي تواجه العمل التنظيمي، ورفع تقارير شهرية مكتوبة تتضمن تقييم الأداء، ونسب الإنجاز، والمقترحات التطويرية لكل محافظة داخل القطاع، والإشراف على تنظيم الفعاليات المركزية داخل القطاع بالتنسيق مع الأمانة العامة للحزب.
اقرأ أيضًا:
د. علي جمعة: برنامجي الرمضاني لا يغير ثوابت الدين.. وهذا موقفي من الجهاد المسلح ضد إسرائيل (حوار)
تحذير من الشبورة.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الأربعاء (بيان بالدرجات)
ماذا قالت وزيرة التخطيط أمام البرلمان؟.. 20.4 تريليون جنيه قيمة الناتج المحلي الإجمالي للعام المقبل
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
حزب الجبهة الوطنية أمانة التنظيم المركزية بالجبهة الوطنية تعزيز الانضباط الحزبيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
أمانة التنظيم المركزية بـ"الجبهة الوطنية" تختار 7 قيادات لتفعيل العمل بالمحافظات
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك