أجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن تسائول قد ورد إليه حول: ما حكم تَرك صلاة الجُمعة والتكاسل عن أدائها؟

قائلًا الحَمْدُ لله، والصَّلاة والسَّلام عَلى سَيِّدنا ومَولَانا رَسُولِ الله، وعَلَى آله وصَحْبِه ومَن والَاه.

وبعدُ؛ فقد فَرَض الله عز وجَلَّ الجُمعة على كُلِّ مُسلمٍ، بالغٍ، عاقلٍ، ذَكَرٍ، مُقيمٍ، صحيحٍ غيرَ مريض؛ فعَنْ حَفْصَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «على كُلِّ مُحتَلِمٍ رَوَاحُ الجُمُعةِ» [أخرجه أبو داود]، وعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ  مَرِيضٌ».

[أخرجه أبو داود]

وقد أجمَع المسلمون على فرضية صلاة الجُمعة وحرمة التخلف عنها؛ عملًا بقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}. [الجمعة: 9]

فيحرُم ترك الجُمعة -دون عُذرٍ مُعتَبر- على من وَجَبَت عليه، وقد وَرَد النهي عن تركها، وترتيب الوعيد الشديد على ذلك؛ فعَنْ عَبْدَ اللهِ بْن عُمَرَ، وَأَبي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» [أخرجه مسلم]، وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ سَيِّدنا رَسُولِ الله ﷺ قَالَ: «مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثًا مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ». [أخرجه النسائي]

والأدلةُ الواردةُ تُغلِّظ الأمر على من ترك الجُمعة تكاسلًا، وتدعوه إلى التوبة والاستغفار والعزم على المحافظة على أدائها والسعي إليها.

وممَّا ذُكِر يُعلم الجواب، والله تعالى أعلى وأعلم.

وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وبارَكَ على سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، وَعَلَى آلِه وصَحْبِهِ والتَّابِعِين، والحَمْدُ لله ربِّ العَالَمِينَ.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الأزهر العالمي للفتوى صلاة الجمعة أستغفار المحافظة عيد التوبة والاستغفار ال ج م ع الج معة

إقرأ أيضاً:

المفتي: المؤشر العالمي للفتوى يقدِّم تحليلًا لـ 300 فتوى خاصة بالاحتفال بالمولد النبوي

أصدرت الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم عددًا جديدًا من نشرة جسور، بمناسبة حلول شهر ربيع الأول، شهر ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث تناول العدد مجموعة متنوعة من الموضوعات حول المولد النبي الشريف احتفاءً بذكرى مولده الشريف.

مفتي الجمهورية يستقبل وفدَ لجنة الرصد والمقترحات ببيت العائلة المصرية مفتي الجمهورية: العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد هو واجب ديني ووطني

وكتب افتتاحية العدد الأستاذ الدكتور نظير عياد -مفتي جمهورية مصر العربية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- وجَّه فيها أُولى رسائله إلى وسماحة العلماء والمفتين من أعضاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، كما وجَّه الشكر إلى الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام الرئيس السابق للأمانة لما بذله من جهدٍ في سبيل جمع كبار المفتين والوزراء والعلماء المعنيين بالفتوى والإفتاء في سبيل تحقيق الأهداف النبيلة للأمانة العامة.

كما أكد على ضرورة توثيق أُطر التعاون مع أعضاء الأمانة لمواصلة العمل على تحقيق الأهداف المشتركة والنهوض بمجال الفتوى ليؤدي دَوره السامي في العالم الإسلامي شرقًا وغربًا؛ مشيرًا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم العديدَ من المبادراتِ الرائدةِ والمشروعاتِ المهِمَّة.

وقد أكَّد المفتي في الكلمة الافتتاحية أنَّ الفتوى في الإسلام لا يمكن أن يكون دَورها محصورًا في بيان الحكم الشرعي بالإباحة أو المنع لمن سأل عنه، وإنما للفتوى في الإسلام فلسفة كبيرة تتجاوز هذا الحد بشكل كبير، وهذه الفلسفة تقوم في الأساس على أمور عدة:

الأول: أن وظيفة الإفتاء لا تشبه أي وظيفية دينية أو مجتمعية أخرى؛ حيث إن قدرها عظيم وأثرها خطير.

الثاني: أنها تُظهر الوجهَ المشرق للإسلام، وتوضِّح الصفحة المضيئة في تشريعاته وأحكامه، وهذا مما يجب أن يعيه المفتي ويستوعبه في هذه الوظيفة المهمة، ولن يتأتى ذلك للمتصدر للفتيا إلا بعد  أن يكون "عارفًا بطرق الأحكام، وهي الكتاب، والذي يجب أن يعرف من ذاك ما يتعلق بذكر الأحكام والحلال والحرام، ويحيط بالسنن المروية عن رسول الله ﷺ في بيان الأحكام، ويعرف الطرق التي يعرف بها ما يحتاج إليه من الكتاب والسنة من أحكام الخطاب وموارد الكلام ومصادره من الحقيقة، والمجاز، والعام، والخاص، والمجمل، والمفصل، والمطلق، والمقيد، والمنطوق، والمفهوم، ويعرف من اللغة والنحو ما يعرف به مراد الله تعالى ومراد رسوله ﷺ في خطابهما، ويعرف أحكام أفعال رسول الله ﷺ وما تقتضيه، ويعرف الناسخ من ذلك من المنسوخ وأحكام النسخ وما يتعلق به، ويعرف إجماع السلف وخلافهم ويعرف ما يعتدُّ به من ذلك وما لا يُعتدُّ به، ويعرف القياس والاجتهاد والأصول التي يجوز تعليلها وما لا يجوز، والأوصاف التي يجوز أن يعلل بها وما لا يجوز وكيفية انتزاع العلل، ويعرف ترتيب الأدلة بعضها على بعض وتقديم الأولى منها ووجوه الترجيح، ويجب أن يكون ثقة مأمونًا لا يتساهل في أمر الدين.

والثالث: واقعية الفتوى، واشتباكها مع القضايا المجتمعية بشكل مناسب وسليم بما يؤكد قدرة الفكر الإسلامي والفتوى الدينية على معالجة هذه المشكلات وطرح الحلول المناسبة لها، وهذا الأمر أصبح من الأهمية بمكان؛ حيث إن بعض المشككين أو المغرضين يحاول التهوين من أهمية الفتوى ودورها في الواقع المعاصر، وأنها لا تعدو أن تكون فتاوى تراثية قديمة ليست لها حاجة ملحَّة في الواقع ولا يمكن لها أن تعالج مشكلة واقعية.

والرابع: المشاركة الفاعلة في صناعة الحضارة الإنسانية، وهذا من أهم الجوانب الفلسفية في الفتوى الدينية؛ حيث إنها تتشارك مع جميع المؤسسات الدينية والمجتمعية بشكل كبير ومباشر في صناعة الحضارة الإنسانية.

كما يقدم العددُ جولةً إخبارية معمَّقة في باب "عالم الإفتاء" ننشر فيها مجموعة من أهم أخبار دُور وهيئات الإفتاء حول العالم.

فيما يقدِّم المؤشر العالمي للفتوى تحليلًا لـ 300 فتوى خاصة بالاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ومظاهره، وكشف فيه مؤشر الفتوى عن تنوع الأحكام الفقهية الواردة في هذه الفتاوى بين جائز، وغير جائز، ومستحب، وأبرز الأدلة الواردة في الفتاوى الرسمية وغير الرسمية.

وفي باب "فتوى أسهمت في حل مشكلة" يذكر العدد موقف عددٍ من دُور الإفتاء وأدلَّتها حول مشروعية مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مقدمًا الأدلة الشرعية والآراء الفقهية التي جاءت في هذا الموضوع.

وبمناسبة هذه الذكرى العطرة تطالعون أيضًا في هذا العدد في باب مراجع إفتائية عرضًا لكتاب "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" للقاضي عياض المراكشي رحمه الله، الذي يُعَدُّ من الكتب الجامعة في التعريف بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحظيَ باهتمام العلماء، فتناولوه بالشرح والاختصار والتعقيب والتخريج والنَّظم.

وفي باب "رؤى إفتائية" يتناول العددُ توضيحًا لأهم أربعة معالم توضِّح الهَدْيَ النبوي في الفتوى.

وفي القسم الإنجليزي من عدد "جسور" يستعرض فريق التحرير في باب World Fatwa News مجموعة من أهم أخبار المؤسسات الإفتائية باللغة الإنجليزية.

كما يكتب الدكتور إبراهيم نجم -الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- مقالًا باللغة الإنجليزية بعنوان:
"A Message of Peace and Compassion at Prophet Muhammad’s Birth"يتحدث فيه عن رسالة السلام والرحمة في مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنه القدوة الحسنة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وكيف أن المتطرفين تجاهلوا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما جاء رحمة للعالمين أجمعين.

كذلك يتناول العدد مقالًا لمدير التحرير هاني ضوة، نائب المستشار الإعلامي لمفتي الديار المصرية، بعنوان:
 “Debunking the Myth: The Fatimids Were Not the First to Celebrate the Prophet's Birth”

يفنِّد فيه إحدى شبهات المتشددين التي تدعي أنَّ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو عادة فاطمية، ويذكر أدلة علماء أهل السنَّة في مشروعية الاحتفاء بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

كما تكتب د. هبة صلاح، المترجمة والباحثة بدار الإفتاء المصرية، مقالًا بعنوان:
“When Children Ask about The Prophet: Ready to Respond”
تحدث المقال عن تعريف النبي صلى الله عليه وسلم بطريقة عملية للأبناء في عصر التكنولوجية، حيث أصبحنا في حالة من سيولة المعلومات التي تتضارب بين الصحة والخطأ؛ ويقترح المقال أن خير وسيلة للتعريف بالنبي هي الْتزام الآباء بنموذج شخصية النبي الكريم في معاملة الأبناء برحمة وحب مثلما كان يفعل هو ﷺ.

مقالات مشابهة

  • ولي أمر يستفسر عن تعثر خطوبات بناته المتكررة والشيخ السليمان يجيب..فيديو
  • الزلال: الاتحاد والأهلي والنصر طلعوا بيانات لكن الهلال ذهب للرابطة وقالوا له يجيب الله مطر .. فيديو
  • الأزهر يوضح حكم امتناع الزوج من النفقة على علاج زوجته | فيديو
  • ما هي أدلة الاحتفال بالمولد النبوي؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • يوم الفلاح المصري.. كيف نظر الإسلام إليه وأعطاه الثواب
  • المفتي: المؤشر العالمي للفتوى يقدِّم تحليلًا لـ 300 فتوى خاصة بالاحتفال بالمولد النبوي
  • الأزهر للفتوى يُحيي ذكرى شيخ عموم مقارئ مصر السابق
  • العالمي للفتوى: لا يُستحب أن تمر ذكرى الرسول بدون البهجة والفرح به
  • هل يأثم من نام عن صلاة الفجر؟
  • الأزهر للفتوى يوضح أهم مُقتنيات النبي محمد