بالأرقام.. إعلام إسرائيلي يرصد تأثير الحرب على المجتمع والاقتصاد
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
سلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على تداعيات الحرب على المجتمع الإسرائيلي والتدهور السريع في ظل حالة التجاذب والانقسام، فضلا عن تراجع مؤشرات الاقتصاد الإسرائيلي بصورة مقلقة.
وقال نمرود نير -وهو متخصص بعلم النفس في الجامعة العبرية- إن دراسة كبرى أجريت على المجتمع الإسرائيلي قبل شهر ونصف من هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وشملت 4070 شخصا على خلفية الانقسام والاستقطاب بسبب التعديلات القضائية.
وأشار إلى أنه تمت العودة إلى المستطلعة آراؤهم بعد هجوم حماس، كاشفا أن هذه الآراء استُطلعت منذ ذلك الوقت 40 مرة، في محاولة لمعرفة كيف تؤثر الحرب على المجتمع الإسرائيلي.
ونبّه إلى أن الاستقطاب الداخلي وليس التهديد الخارجي هو ما يؤدي إلى انهيار الدول في العصر الحديث، مؤكدا أن هذا الخطر الوجودي المحدق بإسرائيل.
وأما أرقام الدراسة، فقال نمرود نير -للقناة 13 الإسرائيلية- إن نحو 80% كانوا يعتقدون في بداية الحرب أنها جعلتهم أكثر تماسكا، في حين أصبحت النسبة اليوم متعادلة بين 40% يرون ذلك مقابل 40% يعتقدون خلاف ذلك.
وقبل الحرب -وفق نير- كان هناك ارتفاع في نسبة ممن لا يريدون رؤية ناخبي الطرف الآخر وتأييد للعنف السياسي، مضيفا أن هذه المواقف بدأت تترجم تدريجيا إلى سلوك بعد الاقتحامات الأخيرة لمعسكرات الجيش.
الاقتصاد الإسرائيلي
تقول القناة 12 الإسرائيلية إن الحرب الحالية هي الأكثر تكلفة حسب تقديرات غير نهائية، مشيرة إلى أنها قد تصل إلى ربع تريليون شيكل (66 مليار دولار) حتى نهاية العام.
وأشارت إلى أن السوق الإسرائيلية القوية تتعرض للضرر، في حين يرتفع العجز بسرعة ويهرب المستثمرون، وسط تساؤلات كثيرة عن سلوك وزارة المالية بقيادة بتسلئيل سموتريتش.
ووفق المصدر ذاته، بدأت إسرائيل عام 2023 بوضع ممتاز إذ كان العجز عند الصفر، قبل أن يبدأ الوضع بالتدهور ليصل في نهاية يوليو/تموز 2024 إلى نسبة 8.1% من قيمة الناتج المحلي الإجمالي بما يوازي 155 مليار شيكل (42 مليار دولار).
وفي هذا الإطار، يعتقد محافظ بنك إسرائيل سابقا يعقوب فرنكل أن إسرائيل أمام مفترق طرق حرج وحكومتها فقدت مصداقيتها أمام المستثمرين، مؤكدا أن المصداقية تكتسب بالجهد والعمل لا عبر الخطابات.
ووفق مدير بنك ديسكونت الإسرائيلي سابقا أوري ليفين، تعيش إسرائيل أزمة وستكون بعد بضعة أشهر وسنوات أكثر حدة، مبديا خوفه الشديد من الانطباع السلبي عن إسرائيل.
وأضاف ليفين "إن لم نعالج هذا الوضع بقدرة كبيرة فإننا سنصل إلى أزمة حادة جدا، وقد نصل إلى وضع انهيار خطير، وهناك خطر حقيقي كهذا".
بدورها، أبدت المديرة العامة السابقة في بنك لئومي الإسرائيلي ركيفت روساك عميناح قلقها من الوضع الاقتصادي وليس من الأوضاع في شمال إسرائيل أو جنوبها أو حتى الوضع الجيوسياسي، مشددة على ضرورة إيجاد أفق ووضع إستراتيجيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات على المجتمع إلى أن
إقرأ أيضاً:
فياض: المراوغة في تأجيل الإنسحاب الإسرائيلي يُعيد الوضع إلى الوراء
أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض إلى أنه "في مقابل العجز الدولي والتواطؤ الأميركي الذي وفّر غطاء للعدو الإسرائيلي للتنصل من موجبات ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، والاستمرار في احتلال أراضٍ وقرى لبنانية في المنطقة الحدودية، برز تصدي أهلنا لواجب العودة إلى القرى الحدودية ومواجهة العدوانية الصهيونية، ولو أدت إلى سقوط شهداء وجرحى من المدنيين، كما حصل بالفعل مع العشرات".
كلام النائب فياض جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" للشهيدين على طريق القدس حسن محمد حمود وجعفر توفيق حمود في مجمع سيد الأوصاء في برج البراجنة، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
ورأى فياض أن "الملحمة البطولية التي سطرها شعبنا على مدى الأسبوع الماضي، والتي يصر على استكمالها، رغم خطورة الواقع الميداني، إنما فتحت مساراً مناقضاً يهدد المسار الذي يسعى الأميركيون والإسرائيليون إلى تكريسه، ليس فقط بما يخص المنطقة الحدودية، إنما بما يطال الواقع اللبناني برمته".
وشدد على أنه "من المفترض أن تُقرأ حركة الأهالي في المنطقة الحدودية جيداً، للتذكير أن حزب الله لا يزال الحزب الأوسع شعبية على الساحة اللبنانية، وأن بيئة الثنائي حركة أمل-حزب الله، هي الأكثر دينامية وحضوراً واستعداداً لمواكبة التحديات وتقديم التضحيات في مواجهة المخاطر، وأن هذه البيئة باتت أكثر تشبثاً بخياراتها ومقاومتها وقياداتها، بعد الحرب العدوانية التي شُنَّت عليها، ومن جراء ما تتعرض له من استهدافات ومؤامرات".
وأكد فياض أن "هذه القاعدة الشعبية العريضة سترفض وتتصدى، ولذلك نرى المسار الذي يسعى الخارج إلى تكريسه ويلاقيه في ذلك مجموعات وقوى في الداخل اللبناني، تحت رزمة من الشعارات الحالمة والتقديرات غير الواقعية والخطيرة، لإضعاف حزب الله وإقصائه ومنع تأثيره المشروع على السلطة ومؤسساتها وفقاً للشراكة الوطنية بما فيها الحكومة التي يجري تشكيلها، والدفع باتجاه تعيينات وتشكيلات في مفاصل الدولة تفتقد التوازن الذي يفرضه منطق الدولة، وبخلفية الاقتصاص ومعاداة المقاومة ومحاباة الخارج".
وسأل "هل تُقارب المرحلة الجديدة التي يأمل اللبنانيون أن تدخلهم في مسار تعافي الدولة وإصلاح مؤسساتها وتوفير مقوِّمات الاستقرار الداخلي وحماية سيادتهم، بهذه الشعارات وبهذه الخلفية، بدل التوازن والتعاون وحماية الوحدة الداخلية وصون السلم الأهلي ومواجهة العدوانية الإسرائيلية".
واعتبر أن "هذه المناخات بما تنطوي عليه من محاولات أو تطلعات أو وقائع، ترتِّب مسؤوليات خاصة وثقيلة على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف، لممارسة مسؤولياتهما في عدم الرضوخ لأي ضغوطات تصب في تلك الوجهة، والتصدي لأي طروحات تؤدي للعبث بالتوازنات الدقيقة التي تعبِّر عنها مقتضيات التوافق الوطني والعيش المشترك والخصوصية اللبنانية".
وشدد على أن "رفع منسوب تفاهم اللبنانيين مع بعضهم البعض، والتخفيف من التناقضات الداخلية، من شأنه أن يقلل من قدرة الخارج على التأثير وفرض مسارات وتوجهات، خَبِر اللبنانيون طويلاً خطورتها على إستقرارهم ودولتهم ومجتمعهم".
وأضاف: "إن المجتمع الجنوبي الذي يسعى لتحرير أرضه بالصدور العارية وهو يستكمل في ذلك تاريخه المجيد من المواقف المشرفة والمعارك البطولية والتضحيات العظيمة، يجب أن يواكب بمواقف صلبة من المسؤولين اللبنانيين، ويجب أن يلقى كل احتضان وتأييد ودعم من مختلف القوى والمكونات اللبنانية، لأن ما يقومون به إنما هو جوهر القضية الوطنية في هذه المرحلة، وهذا أمر بديهي يستوجب التضامن والوحدة الوطنية، وليس المواقف المشككة البغيضة والتي تنضح كراهية، والتي تعمّق الشروخ في الجسد اللبناني، والتي لا يستفيد منها سوى أعداء لبنان وفي طليعتهم العدو الإسرائيلي".
وختم فياض: "إن المراوغة في تأجيل الإنسحاب الإسرائيلي يعيد الوضع اللبناني برمته إلى الوراء، ويعيق مسار التعافي والإنقاذ ويضع استقرارنا في مهب الريح".