الزاوية الهندية.. محج مسلمي الهند القادمين للقدس
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
الزاوية الهندية أحد معالم مدينة القدس التاريخية المهمة، خصوصا للسياح القادمين من الشرق، وتعد رمزا يفد إليه المسلمون الهنود عند زيارة القدس قبل الذهاب للحج أو بعده، منذ 700 عام.
النشأةبنيت الزاوية الهندية في الفترة المملوكية قبل حوالي 850 عاما، وكانت مقرا للفقراء، وقد ذكر مجير الدين الحنبلي في كتابه "الأنس الجليل" إن الرفاعية (طريقة صوفية تنسب إلى أحمد الرفاعي، المنحدر من القبيلة العربية بنو رفاعة) سكنت بها فترة من الوقت.
ويرجح عودة تاريخ البناء إلى الفترة المملوكية، وقد خصصت في البدء لفقراء الطريقة الرفاعية، ولما انتشرت هذه الطريقة انتشارا واسعا في غرب آسيا، في القرن الـ16 الميلادي، وفد إلى القدس بابا فريد شكركنج، وهو من المسلمين الهنود، وجدد الزاوية وأعاد بناءها.
وفي سنة 1869-1870م جُدد بناؤها مرة أخرى وأصبحت مأوى للحجاج القادمين من شتى أرجاء الهند الواسعة وأواسط آسيا، لا سيما الذين اعتادوا الزيارة والمجاورة في القدس.
الزاوية الهندية بنيت في الفترة المملوكية قبل حوالي 850 عاما (مواقع التواصل الاجتماعي) الموقعتقع الزاوية الهندية في البلدة القديمة داخل سور القدس وتبعد قرابة 100 متر إلى جنوب باب الساهرة.
التسميةكانت للفقراء الرفاعية قبل أن تنسب للهنود، وأطلق عليها الزاوية الهندية نسبة للصوفي الهندي بابا فريد شكركنج، الذي قدم إلى القدس في القرن الـ16 الميلادي للتعبد والإقامة.
واعتكف في المكان 40 يوما في كهف بجوار مسجد كان موجودا بالقرب من باب الساهرة. وقد جدد الزاوية أعاد بناءها، وبعد ذلك بات المكان مزارا للحجيج الهنود القادمين لأداء فريضة الحج.
وارتبط المكان بعد ذلك بالهنود بشكل خاص، وأصبح مقرا يتوافد عليه السياح والسفراء والوزراء الهنود على امتداد عدة قرون، وكانت الزاوية تحت رعاية عائلة الأنصاري الهندية، بعد أن تسلمت مسؤولية رعاية المكان، بعد أن كان خلال فترة الحكم العثماني يخضع لإشراف الأتراك.
الزاوية الهندية تقع في البلدة القديمة داخل سور القدس (مواقع التواصل الاجتماعي) الوصفامتاز المكان -الذي تهدم أكثره- بشكل معماري فريد، ويحتوي مجمعا معماريا ضخما يضم عدة بنايات، يتألف من طابقين، يحتوي كل منهما على رواق كبير وعدد من الغرف وساحة مكشوفة، إضافة إلى المسجد. وقد اختلف شكل الزاوية فيما بعد، إذ ألحقت بها بنايات أخرى عديدة.
وفي سنة 1939 بدأت الحرب العالمية الثانية، ودخل الفيلق الرابع من الجيش الهندي الحرب تحت رعاية بريطانيا، مما أدى إلى تحول الزاوية إلى معسكر ترفيهي للجيش الهندي حتى انتهاء الحرب.
وشيد الهنود مباني أخرى سموها بأسماء مدنهم، وبعد نكبة 1948 استخدمت هذه المباني مقرات ومكاتب لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وأصبح جزء منها كذلك مستوصفا لعلاج اللاجئين.
بعد استقرار المنطقة فترة ما بعد الحرب، وخضوع القدس للإدارة الأردنية، بدأ الزوار في التوافد من جديد إلى الزاوية، وكانت تعج بالوافدين الهنود، وسُجلت وقفا إسلاميا هنديا.
ولكن في السابع من يونيو/حزيران عام 1967، احتل الجيش الإسرائيلي البلدة القديمة للقدس، وسقطت 25 قذيفة في المكان وتدمّر قسم كبير من الزاوية الهندية جراء الحرب.
أما الأجزاء المتبقية منها فهي مدرسة رياض الأقصى الإسلامية، كما تضم مسجدا وساحة مكشوفة، وأجزاء أخرى تم استخدامها من قبل المقدسيين للإقامة والسكن، وتقطن فيها عائلة الشيخ ناظر حسين الأنصاري الهندي.
أبرز التحديات التي واجهت الزاوية الهندية هي انقطاع العالم الهندي لفترة طويلة عن المكان بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس في حرب 1967 وفقدت الجالية الهندية الموقع، وتسبب ذلك بإفقار الزاوية ومواردها الاقتصادية، وهذا أدى إلى تراجع أهميتها، ولكن إسرائيل عملت على تقوية العلاقات مع الهند ورممت المكان وأنفقت عليه.
وتقوم دائرة الأوقاف الإسلامية بترميمات دورية في الزاوية الهندية للحفاظ عليها، ولها أوقاف متعددة، منها وقف يقع في باب حطة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
رعب بأوساط الاحتلال من السياح القادمين لتنفيذ عمليات
قالت صحيفة معاريف العبرية، إن مخاوف تتصاعد في أوساط الاحتلال، بسبب العملية التي نفذها الشاب المغربي، القادم من الولايات المتحدة وسط تل أبيب، والتي طعن فيها 5 مستوطنين.
وأشارت إلى أن أجهزة الاحتلال، أعربت عن قلق بالغ، بسبب كونها العملية الثانية، خلال أشهر، بعد تلك التي نفذها مواطن تركي، قدم إلى القدس المحتلة على أنه سائح، وقام بطعن جنود الاحتلال.
كما لفتت الصحيفة، إلى عملية الشهيد ماهر الجازي القادم من الأردن، عبر شاحنة نقل بضائع إلى الأراضي المحتلة، والتي قتل فيها 3 حراس للاحتلال.
وقالت أوساط الاحتلال، إن الهجمات تصاعدت بصورة ملحوظة، منذ العدوان على قطاع غزة، فضلا عن هجمات أخرى سيبرانية وغيرها.
ونقلت عن الشاباك تقديره أن الصور القادمة من قطاع غزة، للمجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين، تؤثر في ارتفاع الهجمات، مشددة على أنه من الصعب القول الآن، أن ما يجري مدفوع من جهة ما، أو يتعلق بظاهرة، لكن الوضع مقلق لأن الشاباك لا يعرف أهداف القادمين من الخارج.