طبيب عسكري إسرائيلي يكشف شهادة مروعة عن معتقل سدي تيمان
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
قدم طبيب عسكري إسرائيلي شهادة مروعة عن أوضاع المعتقلين الفلسطينيين المرضى في معتقل "سدي تيمان" الصحراوي، أوضح فيها ما يجري داخل المعتقل بحق المعتقلين من غزة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، شهادة طبيب عسكري (لم تسمه) خدم سابقا في "سدي تيمان" وقال الطبيب: "وصلت إلى المرفق الطبي في سدي تيمان خلال فصل الشتاء (الماضي).
وأضاف: "كان هناك مرضى في ظروف مختلفة. وصل بعضهم بعد وقت قصير جدا من إجراء عملية جراحية كبرى. والعديد منهم كانوا مصابين بطلقات نارية، منهم معتقل أصيب برصاصة في منزله في غزة قبل ساعات قليلة فقط".
وتابع: "يعرف كل طبيب أن ما يحتاجه مثل هذا الشخص هو يوم أو يومين في العناية المركزة ثم نقله إلى جناح؛ هناك فقط يبدأ التعافي فعليًا. لكن الشخص أرسل إلى حظيرة في سدي تيمان بعد ساعتين من الجراحة في المستشفى، كانوا يقولون إنه يمكن إطلاق سراحه. أنا أعارض ذلك. مرضى مثل هؤلاء في المستشفيات هم في العناية المركزة. الأمر واضح تمامًا".
المحكمة العليا الإسرائيلية
وسبق أن تحدثت تقارير عدة عن قتل وتعذيب واعتداءات جنسية وغيرها من الانتهاكات ضد المعتقلين في "سدي تيمان" الذي تنظر "المحكمة العليا الإسرائيلية" بالتماس تقدمت به 5 مؤسسات حقوقية إسرائيلية تطالب بإغلاقه فورا.
وتابع الطبيب: "كان هناك مريض آخر يعاني عدوى جهازية – تعفن الدم. كان في حالة حرجة، وحتى وفقًا للبروتوكول، لم يكن من المفترض أن يكون هناك. من المفترض أن يتم إدخال المرضى المستقرين تمامًا إلى المستشفى في سدي تيمان. لكنه كان هناك وقالوا إنه لا يوجد بديل".
وأشار إلى أن "احتجاز شخص دون السماح له بتحريك أي من أطرافه، معصوب العينين، عاريًا، تحت العلاج، وسط الصحراء ... في النهاية لا يقل عن التعذيب".
وقال: "هناك طرق لإدارة معاملة سيئة، أو حتى تعذيب شخص، دون سحق السجائر عليه. واحتجازهم على هذا النحو، غير قادرين على الرؤية أو الحركة أو التحدث، لمدة أسبوع، أو 10 أيام، أو شهر ... لا يقل عن التعذيب. خاصة عندما يكون من الواضح أنه لا يوجد سبب طبي. لماذا تكبل أرجل شخص مصاب بجرح في المعدة منذ يومين؟ أليست الأيدي كافية؟".
وعما إذا كان هناك تفاعل مع المرضى، أجاب: "لا. بالتأكيد لا. لا يُسمح لهم بالتحدث، والمترجمون موجودون فقط للمساعدة عندما يتعلق الأمر بموضوعات طبية بحتة. إنهم [المرضى] لا يعرفون حتى من أنا، سواء كنت جنديًا، أو... لم يروني. ربما سمعوا وشعروا فقط أن شخصًا ما وصل لفحصهم، أو شيء من هذا القبيل".
وأضاف: "لقد أصابني الإحباط الشديد لأنني لم أستطع النظر في أعينهم. هذه ليست الطريقة التي تعلمت بها علاج المرضى، بغض النظر عما فعلوه. والأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أنه عندما كنت هناك، يجب أن أعترف... لم أكن حزينًا حتى. بدا الأمر كله سرياليًا لي، على بعد ربع ساعة بالسيارة من بئر السبع".
وتابع: "كل ما تعلمته، طوال السنوات في الجامعة والمستشفيات، كيفية علاج الناس - كل هذا موجود، ولكن في بيئة حيث يتم احتجاز 20 شخصًا عراة في خيمة. إنه شيء لا يمكنك تخيله".
وأردف: "بالنظر إلى الوراء، فإن الأمر الأكثر صعوبة لي هو ما شعرت به، أو في الواقع ما لم أشعر به، عندما كنت هناك. يزعجني أن الأمر لم يزعجني، وأنني بطريقة ما نظرت إلى الأشياء ولكن لم أرها، أو بطريقة ما ... شعرت بالارتياح تجاهها".
وأكمل: "كيف لم أسأل عن التفاصيل الصغيرة؟ لماذا يغطون أنفسهم بالبطانيات؟ لماذا هم مجهولون؟ لماذا نحن مجهولون؟ كيف يمكن أن يتبولوا ويتبرزوا في حفاضات يمكن التخلص منها؟ لماذا يعطونهم قشة لتناول الطعام ... مثلا، لماذا؟".
وزاد: "أعتقد أنه كان من الواضح لي بالفعل هناك أن ما كان يحدث ليس صحيحًا، ولكن ليس إلى أي مدى. ربما هناك عملية اعتياد. أنت بين محترفين، تتحدث العبرية، وكنا معتادين بالفعل على رؤية السجناء المقيدين في المستشفيات. لذا بطريقة ما تصبح العملية طبيعية هناك وفي مرحلة ما تتوقف ببساطة عن إزعاجك".
وصدر مؤخرا، تقرير عن مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، يتضمن شهادات أدلى بها 55 معتقلا فلسطينيا بعد الإفراج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي، تؤكد تعرضهم للتعذيب والاعتداء الجنسي والإهانة والتجويع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طبيب عسكري إسرائيلي يكشف شهادة شهادة مروعة معتقل سدي تيمان سدي تيمان غزة سدی تیمان کان هناک
إقرأ أيضاً:
شهادات مروعة عن اللحظات الأخيرة قبل قصف مستشفى المعمداني
#سواليف
ارتكب #جيش_الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة صباح اليوم الأحد، بقصفه لمستشفى الأهلي العربي ” #المعمداني “، آخر مرفق طبي يعمل في محافظة #غزة، كبرى محافظات القطاع.
وقد تسبب القصف بخروج المستشفى عن الخدمة، بعد أن سوّته #طائرات_الاحتلال بالأرض، غير مكترثة بمصير آلاف #المرضى و #الجرحى، الذين غادروه قسرًا تحت جنح الظلام، عقب تلقي إدارته تحذيرًا مسبقًا بالقصف.
دقائق مروعة قبل القصف
20 دقيقة فقط، كانت المدة الزمنية التي سمح بها جيش الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء المستشفى من جميع المرضى والجرحى والعاملين والنازحين، قبل أن تقصف طائراته مباني الاستقبال والطوارئ والجراحة والعمليات المركزية، فيما لحِق ضرر بالغ بمبنى الباطنية ومختبرات الدم، ما أدى إلى خروج المستشفى عن الخدمة بشكل كامل.
وأفاد شهود عيان لمراسل “قدس برس” أنه في الدقائق التي تلت التحذير الإسرائيلي بقصف المستشفى، شنّ طيران الاحتلال عشرات الغارات الجوية في محيط المنطقة المحيطة بالمستشفى، ما أثار حالة من الذعر والخوف لدى العاملين والمرضى والجرحى، “لدرجة أن بعض الحالات الحرجة غادرت المستشفى وهي تزحف على بطنها، نظرًا لمحدودية توفر الأسرّة والكراسي المتحركة”.
وأكد شهود العيان أن “عشرات الحالات من مرضى كبار السن ومرضى غسيل الكلى غادروه وهم على أكتاف مرافقيهم، وبعضهم سقط مغشيًا عليه من شدة التعب والإرهاق الذي أصابهم خلال النزوح”.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام مختلفة تطاير شظايا القصف لمسافات بعيدة، وصل بعضها إلى نحو 300 متر، ما يشير إلى حجم القنابل والصواريخ الفتاكة التي استخدمها جيش الاحتلال في قصف المستشفى.
ويأتي القصف الإسرائيلي لمستشفى الأهلي العربي – “المعمداني” – في إطار السياسات الإسرائيلية التي انتهجتها خلال الحرب الحالية، والمتمثلة في السعي لتدمير قطاع الصحة في غزة وإخراجه عن الخدمة.
وقد تعرض “المعمداني” طوال أشهر الحرب لعمليات قصف وتدمير طالت أقسامه، لكن المجزرة التي وقعت في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023 شكّلت نقطة تحول في كشف النوايا الإسرائيلية، حين قصف طيران الاحتلال ساحة المستشفى وقتل أكثر من 500 فلسطيني، وأصاب آلافًا آخرين بحروق بدرجات بالغة.
التطور التاريخي للمستشفى
يعد المستشفى “المعمداني” واحدًا من أقدم مشافي القطاع، ويعود تاريخ بنائه إلى نهاية القرن الـ19 ميلادي، وقد أسسته البعثة التبشيرية التابعة للمملكة المتحدة، وأداره القس “أليوت”، وخلفه الدكتور “بيلي”، ثم الدكتور “ستيرلينغ”. وكان المستشفى الوحيد في المنطقة الممتدة ما بين “يافا” و”بورسعيد” في مصر، وكان يقدم خدماته لنحو 200 ألف نسمة آنذاك.
وفي الحرب العالمية الأولى، تعرض “المعمداني” للتدمير والسرقة والنهب، ثم أعيد بناؤه وسُمي “المستشفى الأهلي العربي” عام 1919. ويتبع المستشفى إداريًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، لكنه في الوقت ذاته يتلقى تمويلاً من “الجمعية المتحدة الفلسطينية بأميركا”.
الموقع الجغرافي
يقع “المعمداني” في حي الزيتون بقطاع غزة، وتحديدًا في البلدة القديمة من مدينة غزة. وعلى مقربة منه من الجهة الغربية تقع كنيسة “القديس فيليبس الإنجيلي”، وإلى الجنوب تقع كنيسة “برفيريوس الأرثوذكسية” اليونانية، التي بُنيت في القرن الخامس الميلادي. ويُعد المستشفى جزءًا من أرض كنيسة “دير اللاتين”، التي تضم دار عبادة خاصة بالراهبات.
ويقع المستشفى في منطقة أثرية، تحيط به المعالم العثمانية من كل جانب، وأشهرها “حمام السمرة” الأثري. كما يقع على مقربة منه مسجد “كاتب ولاية”، الذي يعود بناؤه للقرن السابع الميلادي.
وفي سياق متصل، أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الدكتور أشرف القدرة، أن معظم مستشفيات القطاع باتت خارج الخدمة، إذ دمّر الاحتلال أكثر من 80 مركزًا طبيًا مختلفًا، منها 36 مستشفى، بالإضافة إلى إخراج 140 مركبة إسعاف عن الخدمة.
وترتكب قوات الاحتلال، المدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في القطاع الفلسطيني المحاصر، خلّفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب ما يزيد على 11 ألف مفقود.