التحديات الزمنية والإصلاحية لحكومة البروفيسور محمد يونس المؤقتة في بنغلاديش
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
تواجه حكومة البروفيسور محمد يونس المؤقتة في بنغلاديش تساؤلات عديدة حول مدة بقائها في السلطة، حيث لا يشير دستور بنغلاديش أو أي قانون آخر إلى أي نصوص تتعلق بفترة ولاية هذه الحكومة المؤقتة. بعد سقوط حكومة الشيخة حسينة نتيجة انقلاب شعبي، تشكلت الحكومة المؤقتة في وضع استثنائي، مما جعل من الصعب تحديد إطار زمني واضح لولايتها.
في هذا السياق، أشار البروفيسور أسيف نظرول، المستشار القانوني للحكومة الجديدة، إلى أن الحكومة المؤقتة ستستمر في ممارسة مهامها "طالما كان ذلك ضروريا لإجراء الإصلاحات في مختلف المجالات، بما في ذلك لجنة الانتخابات". ورغم تصريحات مستشارين آخرين في الحكومة، لم تُعطَ تفاصيل دقيقة حول مدة بقاء هذه الحكومة في السلطة.
أكد الخبراء القانونيون، مثل المحامي جيوترموي باروا، أن الحكومة الجديدة تشكلت في ظروف غير منصوص عليها في الدستور، ولهذا السبب لم يتم تحديد مدة ولايتها. وأوضح باروا أن الانتخابات ستُعلن "عندما تشعر الحكومة أن البيئة مهيأة لإجراء انتخابات نزيهة"، مما يضيف غموضا حول فترة بقائها.
الإصلاحات هي الهدف الأساسي للحكومة المؤقتة، مما يعني أن مسألة مدة بقائها في السلطة قد تكون مرتبطة بتقدم هذه الإصلاحات
تتألف الحكومة الجديدة، بقيادة البروفيسور يونس الحائز على جائزة نوبل، من مجموعة من الوجوه الجديدة والمتمرسة على حد سواء، بما في ذلك ممثلون عن الطلاب، مما جعل المحللين يتوقعون تقييما دقيقا لأداء هذه الحكومة.
على الرغم من استقالة الشيخة حسينة وعدم وجود حكومة لمدة ثلاثة أيام، تم تشكيل الحكومة المؤقتة بعد أداء القسم مساء الخميس الماضي. وقد حصلت هذه الحكومة على موافقة دائرة الاستئناف في المحكمة العليا برئاسة رئيس القضاء عبيد الحسن.
وبالنظر إلى أن الدستور الحالي لا يشير إلى وجود حكومة تصريف أعمال أو حكومة مؤقتة، فإن مسألة مدة ولاية هذه الحكومة تظل غير واضحة. وأشار المحامي باروا إلى أنه "كان يجب أن يتضمن الدستور نصوصا للتعامل مع مثل هذه الحالات، ولكن بما أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل، فلا يمكن تحديد مدة هذه الحكومة بدقة".
ويعتقد المحللون السياسيون أن الإصلاحات هي الهدف الأساسي للحكومة المؤقتة، مما يعني أن مسألة مدة بقائها في السلطة قد تكون مرتبطة بتقدم هذه الإصلاحات. وكما قال المحلل محيي الدين أحمد: "يجب الآن إعطاء أهمية أكبر للإصلاحات أكثر من مدة الحيازة"، مما يبرز أهمية الإصلاحات كأولوية مطلقة لهذه الحكومة المؤقتة.
بعد إعلان تشكيل الحكومة المؤقتة برئاسة البروفيسور محمد يونس، واجهت البلاد تحديات متعددة، تتعلق بإصلاحات ضرورية وطلبات متزايدة لإجراء انتخابات مبكرة، حيث طالب الأمين العام لحزب بنغلادش الوطني، ميرزا فخر الإسلام عالمغير، بإجراء انتخابات في غضون ثلاثة أشهر من تشكيل الحكومة المؤقتة، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان بإمكان الحكومة الجديدة تلبية هذا الطلب أم لا، خصوصا في ظل التحديات القائمة.
تولى البروفيسور أسيف نظرول، مستشار القانون والقضاء والشؤون البرلمانية، منصبه في اليوم الأول للأمانة العامة، مشددا على أن الحكومة المؤقتة ستبقى في السلطة فقط "بقدر الضرورة" لتحقيق التوازن بين الحاجة إلى الإصلاح والرغبة في إجراء انتخابات نزيهة. كما طالب العديد من الأحزاب السياسية، مثل الوحدة الشعبية وجبهة اليسار الديمقراطي، بإجراء انتخابات مبكرة، مما يضيف مزيدا من الضغط على الحكومة.
في اجتماعها الأول، أكدت المستشارة سيدة رضوانة حسن على أن الهدف الأساسي للحكومة المؤقتة هو إعداد البلاد لـ"رحلة ديمقراطية" جديدة، مشيرة إلى أن الإصلاحات تتطلب وقتا كافيا لتكون فعالة.
تبقى مسألة تحقيق التوازن بين الإصلاحات المطلوبة وإجراء انتخابات نزيهة في فترة قصيرة أحد أهم التحديات التي تواجه حكومة البروفيسور يونس، وسط ضغوط متزايدة من الأحزاب السياسية والمجتمع الدولي على حد سواء
منذ توليها السلطة، بدأت الحكومة المؤقتة بقيادة البروفيسور يونس باتخاذ خطوات واسعة النطاق، شملت إعادة تنظيم المناصب الحكومية وإصلاح النظام القانوني وإنفاذ القانون. كما شهدت البلاد استقالات جماعية من بعض المؤسسات الحكومية، في حين تسعى الحكومة لإعادة النظام بعد فترة من الاضطرابات التي أعقبت استقالة الشيخة حسينة.
وقد شهدت مراكز الشرطة في جميع أنحاء البلاد عمليات تخريب واسعة النطاق من قبل المتظاهرين، مما دفع الحكومة الجديدة إلى التركيز على إعادة تنظيم كل قطاع من قطاعات الدولة. بعد اجتماع الجمعة، شددت سيدة رضوانة حسن على ضرورة "تغيير النظام" والتحدث إلى جميع أفراد المجتمع من أجل تحقيق الإصلاحات المرجوة.
تأتي هذه التطورات بعد سنوات من إلغاء نظام حكومة تصريف الأعمال من الدستور، الذي تم تقديمه لأول مرة في أعقاب استقالة الحاكم العسكري حسين محمد إرشاد عام 1990. ورغم أن النظام تم إلغاؤه في عام 2011، مما سمح بإجراء الانتخابات تحت حكم الشيخة حسينة، فإن الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد مؤخرا أدت إلى إعادة تشكيل حكومة مؤقتة بعد استقالة حسينة وحل البرلمان في آب/ أغسطس 2024.
وفي ظل هذه الظروف، تبقى مسألة تحقيق التوازن بين الإصلاحات المطلوبة وإجراء انتخابات نزيهة في فترة قصيرة أحد أهم التحديات التي تواجه حكومة البروفيسور يونس، وسط ضغوط متزايدة من الأحزاب السياسية والمجتمع الدولي على حد سواء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات محمد يونس بنغلاديش الحكومة المؤقتة الانتخابات انتخابات الحكومة المؤقتة بنغلاديش حسينة واجد محمد يونس مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة المؤقتة الحکومة الجدیدة انتخابات نزیهة الشیخة حسینة هذه الحکومة فی السلطة إلى أن
إقرأ أيضاً:
المشاركة في المجلس الوطني لحكومة الاسلامويين (12 – 15)
خلق توقيع اتفاقية السلام الشامل بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، الذي تم في يونيو 2005، مناخا من الارتياح والتفاؤل. فبادرت الحكومة المصرية بتبني مبادرة أدت لاتفاق القاهرة بين الحكومة السودانية والتجمع الوطني الديمقراطي (تم توقيعه في يونيو 2005). وقع على الاتفاق على عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس جمهورية السودان، ومحمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي وجون قرنق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان.
حوي اتفاق القاهرة عددا كبيرا من البنود والنصوص، لكننا نشير هنا لاهم البنود.
المبادئ العامة:
• يقوم النظام السياسي في السودان على أساس الديمقراطية التعددية والتداول السلمي الديمقراطي للسلطة. وإتاحة الحريات واحترام حقوق الانسان، وخلق المناخ الملائم للممارسة السياسية وتصحيح مسارات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ضمانا للاستقرار.
• المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات العامة وتأسيسا على حق المواطنة تكفل المساواة بين المواطنين واحترام معتقداتهم وتقاليدهم وعدم التمييز بينهم بسبب الدين، أو المعتقد، او الجنس، او الثقافة، او أي سبب آخر.
• الالتزام باحترام حقوق الانسان والحريات المنصوص عليها في العهود والمواثيق الدولية على ان تكون مواد حاكمة في الدستور الدائم
• تحقيق مصالحة وطنية تقوم على رفع المظالم ودفعا للضرر
بند التحول الديمقراطي:
• تشكيل مفوضية لحقوق الانسان وفق قانون يضمن استقلالها وقوميتها ويحدد صلاحياتها وآليات عملها وفق المعايير الدولية على ان ينص ذلك في الدستور الدائم
• رفع حالة الطوارئ وتعديل كل القوانين السارية بإلغاء النصوص التي تتعارض مع حرية التنظيم والتعبير والصحافة وكل الحقوق الأساسية لضمان اتساقها مع نصوص اتفاقية السلام وللمعاهدات الدولية المصدق عليها.
الانتخابات:
• اتفق الطرفان على اصدار قانون انتخابات ديمقراطي بمشاركة كل القوى السياسية.
النظام الفدرالي:
• نصت الاتفاقية ان النظام الفدرالي هو النظام الأمثل الذي يمكن أهل السودان من حكم أنفسهم وإدارة شؤونهم.
القضايا الدستورية:
• اتفق الطرفان على تمثيل التجمع الوطني الديمقراطي بكل فصائله والقوى السياسية الأخرى ومؤسسات المجتمع المدني في اللجنة القومية لإعداد الدستور الانتقالي على ان تتاح الفرصة لكل الأطراف لتقديم ما لديهم من خبرات ووثائق ومقترحات.
الحكم اللامركزي:
• حددت نسب مشاركة التجمع الوطني الديمقراطي في أجهزة ومؤسسات السلطة المركزية والإقليمية، بالإضافة للمفوضيات القومية.
• يلتزم الطرفان مع بقية القوي السياسية لصياغة برنامج وطني للحكم في الفترة الانتقالية، يعنى على تنفيذ بنود هذا الاتفاق ومرجعياتها بما يحقق الاستقرار السياسي ويؤمن وحدة البلاد. كما يلتزم الطرفان بان تخطط الحكومة الانتقالية وتضع موضع التنفيذ التدابير اللازمة بحيث تقود ممارسة حق تقرير المصير الى دعم خيار الوحدة.
رفع المظالم وفع الضرر:
• يؤكد الطرفان ان رفع المظالم ودفع الضرر يمثل عنصرا مهما لتحقيق المصالحة الوطنية، بما يؤكد المعالجة التي من شأنها ان تساعد على تحقيق الاستقرار وتمكين الوحدة الوطنية.
القضايا الاقتصادية:
• الإقرار بان الاستقرار الاقتصادي والتنمية المتوازنة والعدالة الانتقالية تشكل القاعدة الأساسية للاستقرار السياسي والسلام الشامل والدائم في السودان.
آلية التنفيذ:
• اتفق الطرفان على تكويم لجنة مشتركة خمسة من كل طرف للإشراف على تنفيذ هذه الاتفاقية وفق جدول زمني يتم التوافق عليه.
هذه هي أهم بنود اتفاقية القاهرة، وهي نتاج لمفاوضات طويلة بدأت في جدة، ثم تواصلت حتى تم التوقيع عليها في القاهرة. وافق عيها التجمع الوطني الديمقراطي. وجاءت موافقة الحزب الشيوعي، على الاتفاقية، في إطار موافقة التجمع الوطني الديمقراطي عليها. ابدى الحزب الشيوعي استعداده للمشاركة في المجلس الوطني، واختار ثلاثة من قياداته لتلك المشاركة. ولكنه اعتذر عن المشاركة في المناصب التنفيذية في الحكومة المركزية وحكومات الولايات.
siddigelzailaee@gmail.com