صحيفة المناطق السعودية:
2024-09-11@12:42:37 GMT

خطبة الجمعة من المسجد الحرام

تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT

المناطق_واس

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ياسر الدوسري المسلمين بتقوى الله سبحانه وتعالى بالإكثار من الطاعات لنيل رضوانه عز وجل ومراقبته في السر والعلن.

 

أخبار قد تهمك شؤون الحرمين توفر خدمات التنقل بالعربات اليدوية بالمسجد الحرام لكبار السن وذوي الإعاقة بالمجان 9 أغسطس 2024 - 2:05 مساءً خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي 9 أغسطس 2024 - 1:40 مساءً

 

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام إن للعلمِ في الإسلامِ منزلةً عُظمى، ومرتبةً كُبرى، يبلغُ العبدُ بهِ منازلَ الأبرارِ، في جناتٍ تجري منْ تحتهَا الأنهارُ، قالَ تعالى: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ}، فالعلمُ أفضلُ ما أُفنيتْ فيهِ الأعمارُ، وأُنفقتْ فيهِ الأموالُ، فهو الطريقُ إلى معرفةِ اللهِ وخشيتِهِ، وتعظيمِهِ ومخافتِهِ، قالَ تَعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، ولكلِّ ساعٍ إلى النجاةِ وصولٌ، وإنَّما الوصولُ إحكامُ العَملِ بأحكامِ العِلْمِ المنقولِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الجَنَّةِ».

رواهُ مسلمٌ.

 

 

وأشار إلى أنَّ العلمَ حياةُ القلوبِ، ونورُ البصائرِ والعقولُ، بهِ يُطاعُ الله ويُعبدُ، ويُذكرُ ويحمدُ، وبهِ توصلُ الأرحامُ، ويُعرفُ الحلالُ منَ الحرامِ، طلبُه قُربةٌ، وبذلهُ صدقةٌ، ومدارستُهُ عبادةٌ، ولذا جاءتْ نصوصُ الوحيين متضافرةً في بيانِ فضلِهِ، وما أُعدَّ لأهلِهِ، قالَ تَعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، وعن مُعَاوِيَةَ قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ». رواه البخاريُّ ومسلمٌ.

 

 

وأكد أن العِلمَ بالكتابِ والسنةِ هو الأصلُ الذي تُبنى عليه سائرُ العلومِ، وعلماءُ الشريعةِ الراسخون همْ ورثةُ الأنبياءِ، وهم الأخيارُ الأصفياءُ، والأئمةُ الثقاتُ، والأعلامُ الهداةُ، والأدلّاءُ الذين يُهتدى بهم في المُلماتِ، فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي اللهُ عنهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرِثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ». رواه أحمد، فمِنْ سلكَ الطريقَ بلا علمٍ، وقطعَ مفازةَ الحياةِ بلا بصيرةٍ وفهمٍ، فقدْ سلكَ عسيراً ورامَ مستحيلاً، إذ لا يستطيعُ المرءُ أنْ ينفعَ نفسَهُ، أو يقدِّمَ خيراً لمجتمعِهِ إلا بالعلمِ، فبالعلمِ تُبنى الأمجادُ، وتُشيّدُ الحضاراتُ، وتسودُ الأممُ، وما فشَا الجهلُ في أمةٍ منَ الأممِ إلا قَوَّضَ أركانَهَا، وصدَّعَ بنيانَهَا.

 

 

ومضى فضيلته قائلاً إنَّ ديننَا الحنيف كما فرضَ طلبَ العلومِ الشرعيةِ، فإنه حثَّ على اكتسابِ العلومِ الكونيةِ؛ التي بها صلاحُ الإنسانِ وعمارةُ الأرضِ، قالَ تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}، ومنْ محاسنِ هذا الدينِ وكمالِهِ أنهُ جاءَ بالأخلاقِ العاليةِ، والمبادئِ الساميةِ، التي تحكمُ الحياةَ وعلومَهَا، وتضمنُ استقرارَهَا واستمرارَهَا، محققةً المقاصد الكبرى والغاياتِ العظمى، التي أرادَهَا اللهُ تَعالى، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ». رواه البيهقيُّ.

 

 

وقال إمام وخطيب المسجد الحرام أوشكتِ الإجازةُ على الانقضاءِ، وأيامُها على الانتهاءِ، غَنِمَ فيها قومٌ، وفرَّطَ آخرونَ، وها نحنُ على مشارفِ عامٍ دراسيٍّ جديدٍ، تستأنفُ فيه رحلةُ العلمِ والمعرفةِ، وتنطلقُ مسيرةُ التعليمِ في طريقِ الرُّقي والازدهارِ والعِزَّةِ والافتخارِ. واعلموا – رحمكم الله – أنَّ المؤسساتِ التعليمية إنما أُنشئتْ لتكونَ مناراتٍ للهُدى، وأبوابًا للخيرِ، ونماءً للعلمِ، وزكاءً للنفسِ، وتأسيسًا للفضيلةِ، فعلينا أنْ نستشعرَ هذه المسؤوليةَ العظيمةَ، وأنْ تتحدَ جهودُنَا لتحقيقِ تلكَ الأهدافِ الساميةِ، والغاياتِ النبيلةِ، وأنْ يكونَ مدارُ أعمالِنَا على الإخلاصِ؛ فما كان للهِ يدومُ ويتصلُ، وما كانَ لغيرهِ ينقطعُ ويضمحلُ، فإنما الأعمالُ بالنياتِ، يقولُ ابنُ المباركِ رحمه الله: «أَوَّلُ العِلْمِ النِّيَّةُ، ثُمَّ الِاسْتِمَاعُ، ثُمَّ الفَهْمُ، ثُمَّ الحِفْظُ، ثُمَّ العَمَلُ».

 

 

وخاطب الدكتور الدوسري المعلمين والمعلمات قائلاً إنَّ التعليمَ مِهنةٌ جليلةٌ، تقلَّدهَا الأنبياءُ، وورثَهَا العلماءُ، وقامَ بها الأخيارُ والصلحاءُ، فطوبى لمن عَرَفَ حقَّهَا، وبذلَ الوسعَ في إتقانِهَا، فالتعليمُ رسالةٌ وأنتم حملتُهَا، وعليكمْ بعدَ اللهِ تُعقدُ الآمالُ، وتُحطُّ عندكمْ الرِّحَالُ، فبينَ أيديكمْ عقولُ الناشئةِ، فأغنوهُم بالعلومِ النافعةِ، وأَقْنُوهُم بالوصايا الجامعةِ، وابذلوا قصارَى جهدِكُم في التربيةِ على الأخلاقِ الفاضلةِ، والآدابِ الزاكيةِ، والمكارمِ الساميةِ، واغرسُوا في القلوبِ الولاءَ للهِ ولرسولِهِ، ثم السمعَ والطاعةَ لولاةِ الأمر، واحرصُوا على تعزيزِ الانتماءِ للوطنِ، والمحافظةِ على ثقافتِهِ ومقدراتِهِ، والسعي لتحقيقِ رؤيتِهِ وتطلعاتِهِ. يا مصابيحَ العلمِ والنورِ، لقدْ كانَ نبيُّكم ﷺ في تعليمِهِ حليماً رفيقاً، رحيماً شفيقاً، ييسِّرُ ولا يُعسِّرُ، يبشِّرُ ولا يُنفِّرُ، فعنْ معاويةَ بنِ الحكمِ رضيَ اللهُ عنه قالَ: «فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَاللهِ، مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي». رواه مسلمٌ.

 

 

ودعا فضيلته الآباء والأمهات إلى تربية الأبناء على حُبِّ العلمِ وإجلالِ العلماء وأنَّ الأدبَ قبلَ العلمِ رفعةٌ وسناءٌ، فهذه والدةُ الإمامِ مالكٍ كانتْ تُلبسُهُ أحسنَ الثيابِ، ثمَّ تقولُ لَه: اذهبْ إلى ربيعةَ فتعلَّمْ مِنْ أدبِهِ قَبلَ علمِهِ. واعلمُوا – رحمكم اللهُ – أن لكم في التربيةِ والتعليم الجانبَ الأكبرَ، والحظَّ الأوفرَ، فإنَّ أولادَكُم ودائعُ عندَكُم، قالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». متفقٌ عليهِ.

 

 

وحث فضيلته الطلاب والطالبات على الجدِّ والاجتهادِ، وعلوِّ الهمةِ لنيلِ المرادِ، واستثمارَ ما أعطاكُم اللهُ منَ الهباتِ والملكاتِ للرقي في مدارجِ العلمِ، وتحقيق أعلى الدرجاتِ، فمنْ طلبَ عظيمًا بذلَ عظيمًا.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: المسجد الحرام خطبة الجمعة المسجد الحرام ى الله

إقرأ أيضاً:

كيفية الاستفادة من خطبة الجمعة: دروس وإرشادات للتطبيق

كيفية الاستفادة من خطبة الجمعة، خطبة الجمعة تمثل جزءًا أساسيًا من صلاة الجمعة، حيث توفر للمؤمنين فرصة للاستماع إلى التوجيهات الدينية والإرشادات الروحية والاجتماعية. 

تُعتبر الخطبة وسيلة لتقديم النصح والإلهام، ولتعزيز القيم الإسلامية في حياة الأفراد والمجتمع. 

من المهم فهم كيفية الاستفادة القصوى من خطبة الجمعة وتطبيق ما يُستفاد منها في الحياة اليومية.

كيفية الاستفادة من خطبة الجمعة

1. **الاستماع بتركيز واهتمام:**
  - يُعتبر الاستماع إلى خطبة الجمعة بتركيز واهتمام من أهم الخطوات للاستفادة منها.

 يُفضل تجنب الانشغال بالأمور الجانبية خلال الخطبة والاهتمام بما يُقال.

كيفية الاستفادة من خطبة الجمعة: دروس وإرشادات للتطبيق

2. **تفهم الرسائل الرئيسية:**
  - يتوجب على المستمعين فهم الرسائل الرئيسية التي يتم تناولها في الخطبة.

 يشمل ذلك استيعاب النصائح والتوجيهات المتعلقة بالدين والأخلاق والمجتمع.

3. **التفكر والتأمل في المواضيع المطروحة:**
  - يُشجع على التأمل في المواضيع التي تُطرح خلال الخطبة وتفكر في كيفية تطبيقها في الحياة اليومية.

 يمكن للمؤمنين استعراض الرسائل الرئيسية ومحاولة فهم كيفية تأثيرها على سلوكهم الشخصي.

4. **التفاعل مع المواضيع وتطبيقها:**
  - بعد فهم الرسائل، يُستحب التفاعل مع المواضيع وتطبيق النصائح في الحياة اليومية. 

يشمل ذلك تحسين السلوك، وتعزيز القيم الأخلاقية، والعمل على تطوير الذات.

التوازن بين العبادة والعمل في يوم الجمعة: كيفية إدارة الوقت بفعالية

5. **الاستفادة من الأدعية والنصائح العملية:**
  - في نهاية الخطبة، يُقدم الإمام عادةً بعض الأدعية والنصائح العملية، يُفضل ترديد الأدعية بصدق وطلب المعونة من الله، والعمل بالنصائح لتحقيق التحسين الشخصي والمجتمعي.

6. **مشاركة المعرفة والتوجيهات:**
  - يُعتبر مشاركة ما تم تعلمه من الخطبة مع الآخرين وسيلة لتعزيز الفائدة الجماعية،يمكن تبادل الأفكار والتوجيهات مع العائلة والأصدقاء، مما يُساهم في نشر الفائدة.

7. **التخطيط للأسبوع بناءً على النصائح:**
  - يمكن للمؤمنين استخدام النصائح والتوجيهات من الخطبة في التخطيط للأسبوع المقبل، يشمل ذلك وضع أهداف لتحسين السلوك وتطوير الذات وفقًا لما تم تعلمه.

التوازن بين العبادة والعمل في يوم الجمعة: كيفية إدارة الوقت بفعالية فوائد الاستفادة من خطبة الجمعة

1. **تعزيز الفهم الديني:**
  الاستماع إلى خطبة الجمعة وفهمها يُعَزز من الفهم الديني ويُقوي الإيمان. يُساهم ذلك في تحسين العلاقة بالله وزيادة الوعي الديني.

كيفية الاستفادة من خطبة الجمعة: دروس وإرشادات للتطبيق

2. **تحسين السلوك الشخصي:**
  تطبيق النصائح والتوجيهات المستفادة من الخطبة يُساهم في تحسين السلوك الشخصي وتعزيز القيم الأخلاقية، يُعَزز هذا من تطوير الذات وزيادة التأثير الإيجابي في الحياة اليومية.

3. **تقوية الروابط الاجتماعية:**
  مشاركة ما تم تعلمه من الخطبة مع الآخرين يُقوي الروابط الاجتماعية ويُعزز من التعاون والتفاهم داخل المجتمع.

4. **تحقيق التنمية الشخصية:**
  استخدام النصائح والتوجيهات لتخطيط الأهداف وتحسين السلوك يُساهم في تحقيق التنمية الشخصية والنمو الروحي.

تفاصيل احتفال المولد النبوي 2024.. الموعد والإجازة الرسمية

الاستفادة من خطبة الجمعة تتطلب الاستماع الجاد، وفهم الرسائل، وتطبيق النصائح في الحياة اليومية. 

من خلال التركيز على ما يُقال، وتفهم الرسائل الرئيسية، وتطبيق النصائح، يمكن للمؤمنين تحقيق فوائد متعددة تشمل تعزيز الفهم الديني، وتحسين السلوك الشخصي، وتقوية الروابط الاجتماعية. 

يُشجع المسلمون على الاستفادة القصوى من خطبة الجمعة لتحقيق التحسين الشخصي والمجتمعي.

مقالات مشابهة

  • أهمية الالتزام بصلاة الجمعة: منافع روحانية واجتماعية
  • يوم الجمعة: فرصة للروحانية والتواصل الاجتماعي في الإسلام
  • كيفية الاستفادة من خطبة الجمعة: دروس وإرشادات للتطبيق
  • «وُلِدَ الهُدَى فَالكَائِنَاتُ ضِيَاءُ».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • «الأوقاف» تًحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة «وُلِدَ الهُدَى فَالكَائِنَاتُ ضِيَاءُ» 
  • ولد الهدى.. الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة المقبلة
  • ولد الهدى فالكائنات ضياء.. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • "الأوقاف" اليمنية توجّه بتخصيص خطبة الجمعة القادمة للتذكير بثورة 26 سبتمبر
  • كأنك تراه.. رسم وتفاصيل وجه رسول الله
  • اليمن.. وزارة الأوقاف توجّه بتخصيص خطبة الجمعة القادمة للتذكير بثورة 26 سبتمبر